أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالحق فيكري الكوش - خطاب أعمى الى صديق ذو بصيرة














المزيد.....

خطاب أعمى الى صديق ذو بصيرة


عبدالحق فيكري الكوش

الحوار المتمدن-العدد: 3068 - 2010 / 7 / 19 - 11:56
المحور: الادب والفن
    


-الحمد لله الذي خلق فعدل وما ظلم، والصلاة والسلام علي خير الخلق من اصطفى وبه ختم-
وبعد،
أيها النبيل أنت وأيهاالأخ الشقيق، ولي الحق في مناداتكم أخي، فالثابتون على المبدأ اٍخوة، والمحترقون من أجل اٍضاءة ليل العرب البهيم اٍخوة، أيها الباسل ساعة الشدة، وأيها الشهم ساعة العدة، أنعم بكم وأكرم رجلا في خندق المعركة، ماغيرتكم أهوال الحروب والنكبات، ولاجعجعة طحين العرب الاسود .
والزمن زمن غدر وكفر ورياء وخيانة، فوالله اٍنا لقائلون فيكم الحق وقول الصدق، نذر أقرانكم، وقل الرجال أمثالكم وانعدم الأشاوس أندادكم، وأسفاه لك يا زمن منا ! غدر الصديق ونذر الأخ الشقيق ونافق الصاحب وخان الرفيق ! وأوحشت المسالك وضيع الطريق! فأنعم بكم وأكرم، تابثونعلى المبدأ ومصغون حين اٍليكم يلجأ...
أيها النبيل والعزيز،
إنا لحزينون _أيما حزن_من الأوطان الظلماء والهزائم المتتالية النكراء، والقيادات الجوفاء، والقلوب المكلومة، والزعامات المعلومة، والشعوب المقهورة المهضومة... وحزينون من السماء العربية التي لا تمطر اٍلا حزنا وهما وغما، والأرض التي لا تنبت إلا سما، والوطن الذي لاتعبق نسائمه إلا ظلما !
كم كان بودي أن أكاتبكم شادا أزركم، ومشاركا لك وزركم، والحال أني أكاتبكم معزيا مهموما، مكلوما، جريحا، وما الشاعر يستسيغ الهزيمة، ويخرس في الليالي المشؤومة، فالعزاء في الشعوب والقيادت واحد، والجنازة واحدة ووحيدة، وإنا لله وانا اليه راجعون !
يا مناضلا شعلة في سماء هذا الوطن الكبير المليء بالمعتقلات والزنازن والسراديب والقتلة والجهله والشيع والفرق والنحل والملل .. وأنتم -أيها العزيز، تبقون بشموخ فعلكم، وكبرياء صنيعكم، شمعة تحترق في ليل العرب اليتامى والضائعين والعميان والعجزة، وإنا من القلة التي تبصركم لأنا واٍياكم في نفس العتمة نحترق...
رمت بنا الأقدار -أخاه- الى جحيم العرب الوجودي، ونحن كما الأجداد العظام سنعتز بهذا الأصل واٍن كنا من القلة القليله... وما العيب اٍلا فينا، فالعربي إذا حكم، سفك الدم، وسجن وظلم، ونهب وبطش وانتفخ وتضخم ، فلا الكبير منه ناج ولا الصغير منه سالم ! يؤذي العلماء والنساء والوزراء والغلمان وفريق كرة القدم ! فما يرعى أمانة، ولا يخشى بطانة، اٍلى أن تحل به الطامة فيهلك، وتقضى ساعته في يوم أحلك، ويفتك به داء عضال مفتك..!
وكم رضينا - أيها العزيز- بقدر وقضاء إلهيين كاختبار، ومارضينا ذلا وعارا جلبوهما لنا وعلينا كاحتقار! وواه، يا أخاه من القردة لو تحكم تلبس الحق باطلا والباطل حقا ! ونحن لم نعد ندري أيهما الحق وأيهما الباطل! فضعنا كما ضاع الخيط الفاصل بين البحرين!
ظلم الشريف، وحقر وفقر العفيف، وشتم الأمين ونعت بالتخلف كل ذو يد وقلب نظيف، وتسول الكفيف وكلحت الوجوه كأنها جماجم مقابر، وطوقت الطرق بالرذائل والمناكر، وضيعت المدارس، وسرق الأمين وظلم القاضي وتسلطت وتجبرت الإدارة، واستعلى الجهلة ، وتورز علينا ثلة من السفله، ورقابنا الغضة أشبه بالعجين الطيع تحت رحمة القتله! أثرى الوضيع السافل وحكم الحثالة الجاهل، واستبد علينا من لا أصل له، وادعوا زورا شرفا لآل بيت، وهو منهم بريء كالذئب من يوسف عليه السلام ... فتقوت الضلاله، وعمت الجهاله. للفتوى سوق وللتكفير بوق وللخسة والفضيحة أسواق وأبواق.
قصم الساسة للشعب الذليل ظهره، وضيعوا شرفه وقدره وباعوا كبرياءه وعزه، ورهنوا مستقبله، لفا أذن لديهم تسمع، ولا قلب فيهم يخشع، ولا نفس منهم تشبع، ولا ضمير عندهم ينهى ويرفع، وماللشرفاء والمقهورين أن تصنع، غير صمت تركن اليه وفيه ومنه تدمع... فانج يا سعد، قد هلك سعيد! شعارنا : اسودت سماء الأمة، وعلت الوجوه الغمة، وهلك زيد في البحر، كما هلك عمرومن قول حق بالجهر.
اٍخوة لنا وكأنهم رضعوا فحما، شدوا الوثاق علينا غما، وبالغبن أخذونا ظلما، وساسونا غما وهما، فنفوسنا سجون، وصدورنا مقابر، فلا الكلمات من الحلق تستقيم، ولا الحق يولد من أحشائنا طبيعيا غير مشوه !
أيها العزيز، اٍنا لفي حصار وللعين من ظلم السفلة تدمع، والوحشة في الوطن كيوم الحشر المفزع، والظلم من أخ الرضاعة خنجر في القلب وأبشع! وحتى مداد أقلامنا وقع لسلاسل وأغلال واستغاتة مظلومين ونواح أرامل وعويل أيتام، فرباه لكشف الغمة منك وللفرج منك !
عذرا لو أطنبنا والمقام مقام قول حق، قد تسرب الظلم في الخضاب والحصار علينا طال واستطاب، وما بقي لنا غير الله نرفع اليه الدعاء المستجاب، يالطيف يالطيف موت رحيم، ولا عيش بين أنياب الذئاب، وشعوب خسيسة ومثقفين كلاب، ولاحول ولاقوة الا بالله .
والسلام عليكم
توقيع صديقكم الكوش



#عبدالحق_فيكري_الكوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يتقيأ جهاز المخزن السموم التاريخية ويسمح لنا ببناء نسخة ث ...
- المخزنيون الجدد وعقلية الفريسة والغنيمة
- أيها السادة العميان خذوا حصتكم من الشمس ولا تهزموا!
- عربة الكاتب المغربي سمكان الإرهابية!!!
- على هامش حصار غزة: صيحة في تجاويف العقل الإسرائيلي وصاحب الج ...
- حركة لكل الديمقراطيين بالمغرب:الطرقية السياسية والكوميديا ال ...
- شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإسلام أية علاقة؟
- مسودة اعترافات على صدر ابنة توسيوس- الوثيقة الرابعة-
- اعترفات على صدر ابنة توسيوس-3-
- مسودة اعترافات على صدر ابنة توسيوس-2-
- مسودة اعترافات على صدر ابنة توسيوس
- حوار فلسفي مع حورية: أحلم بامرأة تتقلد إمارة المؤمنين!!
- الدلالة الاسمية لكوش في جميع دول العالم : لبنان و المغرب خصو ...
- المسرح العالمي و مساهمته في بناء الإنسان
- إلى مواطنة لبنانية تخليدا لذكرى 26 مايو وانسحاب إسرائيل من ا ...
- تركيا أو - جحا- الشرق الأوسط
- الثورة الناعمة : محاولات قزحية لبناء وفهم الإنسان العربي-2-
- الثورة الناعمة : محاولات قزحية لبناء وفهم الإنسان العربي-1-
- رسالة 8 مارس من كاتب مغربي الى مواطنة جزائرية - تخليدا للحصا ...
- غياب الحرية السياسية مشكلة العالم العربي


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالحق فيكري الكوش - خطاب أعمى الى صديق ذو بصيرة