أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحق فيكري الكوش - أسباب فشل المسيرة الخضراء في شقها الوطني















المزيد.....

أسباب فشل المسيرة الخضراء في شقها الوطني


عبدالحق فيكري الكوش

الحوار المتمدن-العدد: 3205 - 2010 / 12 / 4 - 23:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بالغ المغاربة كثيرا في الاهتمام بفكرة المسيرة الخضراء، وخلع صفات القداسة عليها، إلى حد الغرور في اعتبار المسيرة كفكرة نوعا من الإعجاز الذي قام به الملك، ولم تصاحبها مطلقا أي قراءة نقدية، بل لم تكن المسيرة مرتبطة بمخطط بعيد المدى، لحسم الملف عن طريق مخطط إعادة توزيع نخبة الصحراء على مختلف مناطق المغرب، وإسناد مهام متنوعة لها، وبعث نخبة قريبة من فكر أهل الصحراء إلى أهل الصحراء، تم تنفيذ المسيرة الخضراء وتم بذل جهد من أجل العمران في الصحراء وتم نسيان أن للصحراء أهل وأنه ثمة إنسان مغربي يحتاج إلى إعمار قلبه وعقله وروحه، وهته مجمل اخطاء العالم الثالث تنبهر بالحضارة الغربية ولا تدرك أن وراءها إنسان مدرب تم تأهيله على كافة الأصعدة والمستويات، وله مجموعة مهارات، فأنجزت البناءات المتعددة ونسيت الإنسان البناء، بل تأسفت كثيرا لو أن الراحل محمد الخامس كان حيا لكان للمسيرة مسار آخر، مسار أعمق وهو الرجل الذي خبر واستوعب حجم الاستعمار وذاق مرارته، والرجل الاستثنائي الذي نعت يوما عظيما في تاريخ المغاربة بجملة صغيرة، وهؤلاء هم الرجال الإستثنائيون في تاريخ الشعوب، قال والمغرب يحتفل بيوم استقلاله المشهود، هو يوم عرس" خرجنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر،"، رغم أن المغاربة خرجوا لتوهم من صراع دام أربعين عاما ضد الاستعمار الفرنسي، وقدموا النفس والولد والمال طوال تلك المدة والحقبة المؤلمة من تاريخ مغرب تقهقهر وقزم إلى أن أمسكت به الامبريالية الغاشمة إمساك الوحش بفريسة.
خرج المغاربة بالمسيرة الخضراء كفكرة أكبر ودخلوا في متاهة فكرة أصغر، فأفسدوا المسيرة باقتصاد الريع والامتيازات عوض ترقية أهل الصحراء للاستئناس بمفهوم الوطن، ونحن لا نقلل من وطنيتهم مطلقا، بل نحن اليوم أحوج إلى وطنيتهم، وأنا معتز بوطنيتهم وبمغربيتهم القحة، والتاريخ وحده يشهد على نقاء مغربيتهم وصفائها، وان لأهل الصحراء أنقى أهل المغرب حبا للمغرب وأشرفهم مغربة وأنبلهم رجالا، وكانوا دوما أهل غيرة على امتداده وكانوا دوما قوم كبرياء قومي وإباء وطني وكانوا قادة هذا الكبرياء وسفرائه منذ عهد المرابطين ...
كما أن دخول ضباط الجيش على الخط ومجموعة من الأمنيين، أفسد ما تبقى من حبل الود الرابط بين الصحروايين ووطنهم..
لا نريد تحميل المسؤولية لأي كان، فثمة خطأ جسيم تم اقترافه عن حسن نية، ولا ننبش في الماضي لإعادة إنتاج المشكلة ولكن للوصول إلى جذور هذا الفيروس ومسبباته.
المشكلة اليوم لا توجد مطلقا بين المغاربة، بل توجد بين أطراف دولية تغذي الصراع عن بعد، وهته القوى تتربص بالمغرب منذ أمد بعيد، واستغلت ظرفا تاريخيا حساسا وتراكم أخطاء الدولة المغربية لتحويل حالة زكام عرفتها الدولة فغذتها بأدوية مسمومة فاستشرى المرض في الجسد، والعلاج وكلفته ستكون مؤلمة، لكنها ستكون مفيدة.
نحن في صراع مع الآخر مع الغرب المسيحي، وانه لم نسجل أن هذا المسيحي كان يوما في راحة بيولوجية وهو يخوض صراعه ضد هذا المسلم الذي يريده ان يكون عدوا لا صديقا ولا جارا ولا شريكا، انه ينشط جسد دولته من خلال ترويض خلايا جسده على مهاجمة هذا العدو، ويعود خلايا جسده من خلال حقنها بهذا الوهم الميت "المسلم" ليهاجمه، وفي قمة هؤلاء جزء كبير من الإسبان الذين تحول "الموروو" إلى عقد أوديبية في دواخلهم.
وهناك صنف منهم يجسده الحزب المتمثل في الحزب الشعبي الاسباني أو الصليبي الجريح، الذي يؤرقه وجود هذا المغرب، وكل الوساوس الشريرة التي تلازمه ينسبها إلى هذا المغرب، انه دائم التهيؤ أن المغربي قادم من البحر وسيلحق به جميع أصناف الشرور والأذى، حتى أن قاربا صغيرا به حفنة مهاجرين مغاربة صار يشكل تهديدا حقيقيا لاسبانيا وامن ووجود الشعب الاسباني ، لقد جعل المغاربة من القارب عقدة تلازم الإسبان، انه – هذا الاسباني- دائم التهيؤ إن القوارب آتية من جنوب بلده ومن المغرب العدو التاريخي طبعا، وان المارق المغربي دائما يتربص به بل ولا شغل له غير أن يتربص به، لقد غرس المغربي من خلال مجموعة معارك كان آخرها أنوال عقدة القهر في نفسية الاسباني، ولا علاج لهذا مطلقا، اللهم في حالة سلم طويلة بعد علاج شاق لكل المشاكل بين البلدين، لكن ثمة أشرار في هذا العالم وأشرار من المجتمع الاسباني مهووسون بتغذيه هته العقدة وإبقائها حية ..
بل إن المسيرة الخضراء بعد نجاح شقها الأول، جعلت الإسبان مرة أخرى ينكسون أعلام حسن الجوار، مرة أخرى، فهم يشعرون انه تم خداعهم مرة أخرى بفعل تأثير هته التعويذة والطلسم الذي جعلهم يغادرون الجنوب المغربي ودون أن يحتفظوا ولو بحبة واحد من رمل هته الأرض، وكأن هذا المورو طور أساليب الخداع والمكر وعوض هزمهم بالأسلحة التجأ إلى السحر !
نحن واجهة العالم العربي والإسلامي وامتداده، وواجهته الأخرى التي توجد في قلب المؤامرات والمكائد الدولية، والشرق العربي مريض، ولا بد للعدوى أن تنتقل إلى غربه، وللأسف إننا اليوم أمام نظام عربي يساهم في تسهيل مهمة المخططات الغربية ويقدم لها خدمة مجانية لهدم ودك ما تبقى من أسوار الكرامة العربية.
الجزائر بلد فتي وغر، وبدون تجربة إستراتيجية وبدون ذاكرة وحواسها الخمس معطلة، وهي تشكل خطرا على العرب وعلى نفسها، إنها بيد مجموعة من السفهاء والبلهى الذين يتعلمون قواعد تسيير بلد لأول مرة، ونحن ملزمون بتفهم طبيعة تهورهم، وهنا تصبح أمام مجموعة غير مقيدة بأي شيء لا بالمستقبل ولا بالتاريخ ولا بالماضي ولا بالأخلاق، وحدها القوة قد تلجمهم أو قد تضاعف من سعارهم.
ريثما تصبح للجزائر ذاكرة، وتستعيد حواسها الخمس ، علينا بالصبر، ولا شيء غيره، هذا كل العلاج.. !
أن المغرب اليوم مطالب بإطلاق الشق الثاني من المسيرة الخضراء، وهذا عمل تتحمله الدولة والمجتمع المدني والنخبة المغربية، شريطة أن يكون مرتبطا بإستراتيجية جديدة تتم بعد إحداث رجة قوية في الجسم السياسي المغرب، ونحن الآن أمام صدمة غير مسبوقة لهذا الجسد، وهته الصدمة يجب استغلالها جيدا لإنعاش هذا الجسد وتدليك مفاصله، لعله يستعيد ذاكرته وهويته الحضارية المفقودة.



#عبدالحق_فيكري_الكوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فجائعية أحداث العيون/وسؤال شؤوننا الاستراتيجية بيد من؟
- اغتيال الشيخ والولي سيدي عبد الله الكوش: الحلقات المفقودة من ...
- خطاب أعمى الى صديق ذو بصيرة
- هل يتقيأ جهاز المخزن السموم التاريخية ويسمح لنا ببناء نسخة ث ...
- المخزنيون الجدد وعقلية الفريسة والغنيمة
- أيها السادة العميان خذوا حصتكم من الشمس ولا تهزموا!
- عربة الكاتب المغربي سمكان الإرهابية!!!
- على هامش حصار غزة: صيحة في تجاويف العقل الإسرائيلي وصاحب الج ...
- حركة لكل الديمقراطيين بالمغرب:الطرقية السياسية والكوميديا ال ...
- شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإسلام أية علاقة؟
- مسودة اعترافات على صدر ابنة توسيوس- الوثيقة الرابعة-
- اعترفات على صدر ابنة توسيوس-3-
- مسودة اعترافات على صدر ابنة توسيوس-2-
- مسودة اعترافات على صدر ابنة توسيوس
- حوار فلسفي مع حورية: أحلم بامرأة تتقلد إمارة المؤمنين!!
- الدلالة الاسمية لكوش في جميع دول العالم : لبنان و المغرب خصو ...
- المسرح العالمي و مساهمته في بناء الإنسان
- إلى مواطنة لبنانية تخليدا لذكرى 26 مايو وانسحاب إسرائيل من ا ...
- تركيا أو - جحا- الشرق الأوسط
- الثورة الناعمة : محاولات قزحية لبناء وفهم الإنسان العربي-2-


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالحق فيكري الكوش - أسباب فشل المسيرة الخضراء في شقها الوطني