أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كامل السعدون - كيف تبنى الشخصية الكاريزمية ...؟















المزيد.....


كيف تبنى الشخصية الكاريزمية ...؟


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 992 - 2004 / 10 / 20 - 09:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مقدمة – جمال الداخل…كيف نكشفه ونرعاه ونعززه ؟
ليس في الرجال ولا النساء من لا يعير اهتماما كبيراً لما يملكه من جمالٍ أو وسامة ومظهرٍ ملفتٍ للنظر ( على الأقل في المرة الأولى ) ، فجمال المظهر كان ولا يزال وسيبقى عاملاً حاسماً في تقرير حظ الإنسان من المال والعلاقات والمستقبل المشرق ( مادياً واجتماعيا على الأقل ) .
حسناً …هذا ما يبدو للعيان وما يصح كثيراً ، ولكنه لا يمثل أبداً الحقيقة الكلية على المدى البعيد ، فالجمال المظهري يذوى ولا شك بعد بضع سنين ، وتتغير الملامح ويشيخ الوجه وتتعب السيقان ويفتقد الجسم رشاقته ، فماذا يبقى يا ترى ، وبم سيعيش الجميل بقية عمره والتي هي أكبر في عدد السنين من سنوات الشباب والجمال والرقة والرشاقة ؟
كلنا لحظ ولا شك الكثيرُ جداً من نجوم السينما أو السياسة أو المجتمع ممن لا يملكون ولا ذرة جمال أو رشاقة أو خفّة وأناقة ورغم أنهم في مقتبل العمر ، ولكنهم يشرقون بجمالٍ أخاذ غريبٍ لا نعرف في الواقع من أين يشع وكيف يتفجر ، وذواتهم أو غيرهم لاحقناهم كما لاحقهم الزمن ورأيناهم وهم في أعمار متقدمة جداً ، ومع ذلك لا زالت عيونهم تشع بذات الألق والجمال والسحر الغريب الذي نحير في تفسير مصدر انبثاقه وتفجره .
أي جمال هذا الذي لا يتلاشى مع الزمن ولا علاقة له بالمكياج والإكسسوارات وأنواع العيون البلاستيكية المختلفة الألوان ولا يغير فيه العمر قليلاً ولا كثيرا…؟
إنه الكاريزما …الجاذبية …جمال الداخل …!
إنها التعبير عن هذا الجمال الرهيب الذي في داخلك والذي أنت مؤمنٌ فيه غاية الإيمان بحيث لا يخالجك أدنى شك من أي نوع من إنك متمكنٌ منه ممتلكٌ له وإنه أسمى وأعظم وأفضل وأطول عمراً من جمال القشرة …!
لو إنك امتلكت تلك الكاريزما وآمنت بها لأتلقت عيناك بألقٍ غريبٍ جميلٍ ساحرٍ عذبٍ لا تجف ينابيعه مدى العمر .
ولقال الناس كل الناس ، رباه …كم هو جميلٌ هذا المخلوق …؟
رباه من أين يتدفق كل هذا الجمال ؟
حسناً …لكي ما تنال أكبر قدر من المعرفة بجمالك الداخلي من هذا الكتاب الصغير ، عليك أن تؤمن سلفاً وتقتنع وتوحي لنفسك :
1- الجمال الداخلي هو حقيقة واقعة نمتلكها نحن جميعاً في الداخل ويمكن أن تشع على الخارج جاذبيةٍ لا تقاوم .
2- من خلال بعض السلوكيات الصغيرة البسيطة ، بمقدورك أن تعكس جمالك الداخلي وتجعله مرئياً من قبل الجميع ومشهوداً له ومعترفٌ به ولا يقاوم أبداً .
كتابنا هذا يتكون من ثمانية أجزاء تعالج طرقاً وأساليب عديدة مختلفة للتواصل مع الجمال الداخلي :
إجراء رقم واحد : أن تعتبر هيئتك الفسيولوجية والروحية بطريقة معينة بحيث يتفجر إشعاعك الداخلي نحو الخارج .
إجراء رقم أثنين : ما يجب أن تفعله في الحال لتكون أجمل ولتعيش جميلاً من الداخل والخارج .
إجراء رقم ثلاثة : ما هي الفقرة التي تربط بين هذا الذي تراه في المرآة ، وذاك الجوهر الكامن في الداخل .
إجراء رقم أربعة : كيف يخلق المرح منك كائناً مشعاً بالجمال .
إجراء رقم خمسة : كيف توسع جمالك ليشمل جوانب أخرى من الحياة .
إجراء رقم ستة : أن تضع لنفسك أهداف وتسعى لنيلها .
إجراء رقم سبعة : التغذية الحسنة والرياضة لرعاية الجسد ، والفعاليات الروحية كالتأمل وغيره لرعاية الروح .
إجراء رقم ثمانية : رعاية النفس عبر تأكيد قيمك الفلسفية والحياتية والمحافظة على ثقتك بنفسك ومتابعة التربية السيكولوجية لذاتك .

الفصل الأول
دع خارجك يعكس ما في داخلك :
__________________
عندما تعكس الروح النبيلة الطيبة ملامحها على وجهك وفي حياتك ، فإنك ستظهر بغاية الجمال مهما كان حظك الحقيقي من جمال المظهر وسواء كنت ذكراً أم أنثى ، ولكي ما يستمر جمالك هذا عليك أنت تحافظ على الوعاء والمحتوى ، على الجسد والروح بذات الآن .
عليك أن تحافظ على الاثنين معاً وترعى الاثنين معاً مع وضع الأولية للروح لأنها وحدها التي ستستمر بمرافقتك وسيستمر جمالها بالتألق والتدفق بغض النظر عن الجسد وشيخوخته الأكيدة التي لا يمكن تحاشيها .
هناك نظريةٌ جديدةٌ تقول أن الروح توجد قبل تشكيل الجسد وتستمر بعده ( وقد قال هذا حكماء العصور والكثير من الأديان منذ زمنٍ بعيدٍ جداً ) .
هذا الجوهر اللامادي هو من يشكل المادة بهذا الشكل المثير للدهشة الذي هو أنت بكامل تكوينكِ لا بقشرتك المادية حسب .
حين اختارت روحك هذا الشكل المادي الذي تملكه ، لم تفعل إلا الصواب ولا ينبغي إلا أن تثيبها على ذلك بأن تحافظ على ثقتك بكينونتك وشكلك ولونك .
هذا الوجه وهذا الجسد الذي نلته هو ما كان يجب أن يكون لك وما يجب أن يميزك عن غيرك وهو ما يجب أن يتألق من خلال ثقتك وإيمانك به ، إنه ما اختارته روحك ليكون وعائها وغطائها وإنه ما أنتخبه الجوهر ليكون أداة تحقيق هويتك الشخصية وتنفيذ المهمة التي خلقت من أجلها في هذه الحياة .
والخطوة الأولى لتحرير جمالك الداخلي هو في أن يكون لديك فقط ، هدفٌ واحد لكيانك الفسيولوجي إلا وهو أن يكون التعبير الدقيق المحكم لجوهرك الروحي وليس العكس ، أن يكون جسدك انعكاسا لذاتك الحقيقية لا لذوات الآخرين ، وعلى الضد من تلك المقاييس التي يضعها الآخرون ليحكموا من خلالها على مقاييس جمالك المفترضة ويقترحوا لكَ كم من الكيلوغرامات ينبغي أن تفقد وكم منها ينبغي أن تضيف وكيف يجب أن تمشي وكيف تجلس ، فتبدو في النهاية وكأنك لست أنت بل إنساناً آلياً أو دميةٍ مصنوعة على مقاييس الآخرين ولإرضاء طموحاتهم السطحية أو تأكيد وتوثيق معارفهم المدّعاة …!
كُن ذاتك ولا تكن ذات آخرين ، ودع جسمك ووجهك يعبر عن جوهرك وهويتك ومعدنك الحقيقي وفهمك للحياة ، فإن كان هناك قصورٌ في جمالك أو أحسست بعدم الرضا ، فثق أن السبب ليس في أنك خالفت المقاييس التي توهمها مدعو العلم وخبراء المكياج ، بل في أنك خالفت جوهرك وحاولت أن تظهر على غير حقيقتك وأردت أن تعبر عن ذاتٍ ليست منكَ أو فيك …!
إذن ليكن هدفك الأول عزيزي القارئ هو أن تعي ذاتك وهويتك الداخلية ( جوهرك ) وأن تؤمن أن المظهر ينبغي أن يكون انعكاس للجوهر وينبغي أن ينسجم معه وأن تكون متصالحاً بالكامل ومتفاهم مع ذاتك .
حين تتمكن من أن تعرف من أنت فعلاً ، فإنك ستتمكن من أن تظهر جمالاً يبهر الآخرين وإن كان غير هذا الذي تعارفت عليه المقاييس الغبية السطحية للجمال ، وستبدو في عيون الآخرين متميزاً مثيراً للحسد والتأثر والانجذاب .
هل أنك سعيدٌ باختلافك عن الآخرين …؟
إن كنت كذلك فإن الجميع والكون كله سيسعد لسعادتك وينبهر باختلافك وتميزكّ …!
فقط …كن ذاتك ولا شيء آخر …!!

الفصل الثاني :
_______
فكر جيداً بنفسكْ :
__________
كم من الناس من يطري جوهره فيقول ، إنني أملك روحاً رائعة ، أو إن نفسي أو جوهري طيبٌ مفطورٌ على الرقة والحب وحافل بالجمال ؟ للأسف لا أحد أو نادراً ما نتذكر أن لنا روحاً وجوهراً ، في حين ليس فينا من لا يطري مظهره وجماله الخارجي وما يلبس وما يملك ومن يعرف وكم لديه من مواهب اجتماعية أو علاقات وكيف هو أثاثه وبيته .
بلى نحن نُعنى كثيراً بهذا الذي نلمسه ونراه ونعيشه ولكننا للأسف نغفل هذا الأهم والأخطر والذي ينعكس على الخارج ، سواء كان جميلاً أم قبيحا .
حسنا …ماذا لو إنك منحت ذاتك الداخلية ، عقلك وضميرك وروحك وقيمك ذات الاهتمام الذي تمنحه لمظهرك أو جسمك ؟ بالتأكيد ستتألق روحك وتسمو وتزهو وتغدو أكثر جمالاً وينعكس جمالها على الخارج فيغمر الوجه والجسم والحركات والملامح بفيض من الجمال والجاذبية .
لكل شيء كما تعرف عزيزي القارئ قيمةٍ يقيم من خلالها وقيمتك الذاتية تحققها أنت وتؤكدها للناس من خلال الحرص والحنان والاحترام والحب لذاتك ولجوهرك وروحك وعقلك وضميرك ...أنت من يعطي ذاته القيمة وبالتالي فالناس تقيمك على قدر ما تقيم أنت نفسك .
تصور عزيزي القارئ لو إنك اشتريت بضعة أطباقٍ قديمة بالكاد تحتفظ ببعض النقوش التي عليها وأخذتها معك إلى البيت ووضعتها في زاويةٍ غير مرئية ، ولكن ذات يوم صادف أن زارك خبير آثار وإذ رأى تلك الأطباق دهش وقال لك إنها تحفٌ قديمة جداً وفائقة القيمة ، عليك أن تعني بها وتحفظها جيداً لأنها تمثل ثروة هائلة …!!
ماذا ستفعل مع تلك الأطباق التاريخية …؟ بالتأكيد ستعتني بها عناية خاصة وتضعها في مكانٍ لائق وربما تؤمن عليها في شركة تأمين …!
طيب …ماذا بشأن نفسك …روحك وجوهرك والذي لا نشك في أنك تعرف أن له قيمة عظيمة ولكنها للأسف مجهولة من قبلك ، ماذا لو وعيت تلك القيمة وحرصت عليها ، بالتأكيد ستتألق روحك مع ازدياد احترامك وحبك وتقييمك لها ، ثم وبدون وعيٍ منك أو ربما بوعيٍ خفي ستجد نفسك وأنت تسعى لتطويرها وتهذيبها والارتقاء بها لتغدو أجمل وأجمل وأجمل …!!
إن أبرز خطوة يجب عليك أن تتخذها للارتقاء بقيمتك الذاتية ، هو أن تبتعد عن المقارنات العقيمة مع نجوم السينما أو المجتمع أو الرجال والنسوة الذين تتصدر صورهم الأغلفة الرئيسية للصحافة التجارية الهزيلة …!
هؤلاء ليسوا بالمقياس السليم للرجولة أو الأنوثة الحقة لأنهم عناوين تجارية لا أكثر وهم محكومين بعمرٍ زمنيٍ أقصر بكثير من عمرك أو عمر أي إنسان عادي ، هؤلاء مجرد نماذج تجارية لتمرير سلعة معينة من خلالهم وإذ بهم ذواتهم يغدون لا أكثر من سلعةٍ سرعان ما تستهلك .
أبتعد عن المقارنة مع هؤلاء وحرر نفسك من التأثر بهم وتأكد من إنهم ( في الغالب ) ليسوا بالنماذج البهية جداً والتي تستحق أن تعتبر ، ثق أن الأغلبية من هؤلاء لا عمر لهم لأنه لا رسالة للكثير منهم ولأنهم فارغون في الغالب من الداخل وسريعو العطب والتلف وإن بدوا مبهرين جداً .
تفهم المغزى وراء تلك المقاييس التي تضعها مؤسسات الجمال وبرامج التلفاز وشركات الدعاية والأندية الرياضية وغيرها ، إنهم يسعون لجيبك مستغلين في الغالب عدم وعيك لقيمتك الذاتية الداخلية ومتفهمين نقطة ضعف الأغلبية منّا وهي في أننا لا نرضى عن ما نحن فيه وما نحن نملكه ونسعى لهذا المزوق الذي يملكه غيرنا .
لا ….تحرر من هؤلاء ومن مقاييسهم للجمال والوسامة والتي تضع العمر والوزن والطول والعرض في الاعتبار ، لا تلك جميعاً مقاييس زائفة ، لأنها تضيق حدود القيمة الذاتية للبشر لترتقي بالقيمة المادية لبضاعتها التي تريد تصريفها عليهم .
ثم …تذكر عزيزي القارئ أننا بشر وأن الخطأ والنقص من طبائع البشر وإننا لا يمكن أن نكون كاملين من كل الجوانب ، وهذا هو التحدي الجميل ، أن نكون قاصرين وأن نسعى للكمال من خلال التعرف على مواطن النقص وإصلاحها .

الفصل الثالث :
________
أعط نفسك رسالةٍ سامية :
______________
أذكر أني عاشرتُ صديقاً لأكثر من عشر سنوات ، ولم أره يوماً متوتراً أو منفعلاً أو مريضاً .
ما السر وراء تلك الصحة النفسية والجسدية التي أمتلكها صديقي …؟
إنه الرسالة التي منحها لنفسه وألتزم بإيصالها لكل من يعرف من معارف …" أنا… التزمت بالصحة كرسالة ومهمة وواجب يجب أن أؤديه للناس … منذ حداثتي انشغلت باليوغا والإبر الصينية والتأمل والعلاج بالطاقة الكونية ، وتعرفت على أسرار الطاقة البشرية وعرفت مواضع التوتر في الجسد والنفس البشرية وهذا اهتمامي وتلك مهنتي التي أمارسها كل يوم ولهذا لا يمكن أن أمرض أو أتوتر .." .
تخيل أي رسالةٍ يرددها هذا الرجل مع نفسه ولنفسه ومع الناس …؟
أي رسالةٍ ألتزم بها وآمن بها ؟
فكيف يمكن لمثله أن يمرض أو يضعف وقد أختار أن يكون قوياً صحيح النفس والجسم ومعافى طوال عمره .
إن ما نقوله لأنفسنا وما نفكر فيه ونؤمن به ونلتزم به هو ما يتقبله المخ ويأمر به الجسم فينفذ هذا بدون نقاش …!
لو إنك اخترت أن تقول لنفسك أنك مريض ومتعب ومرهق وقلق وأن قوتك تتدهور يوماً بعد يوم وإنك لست مقبولاً من قبل الآخرين وينقصك الجمال والذكاء واللياقة ، فتصور ما الذي سيحصل لك ؟
سيحصل بالضبط هذا الذي تقوله ، لأن هذا هو ما تؤمن به ، لا غير …!
إن النقد المستمر للذات يعكس كراهيةٍ واحتقارا خفياً لذاتك ، فهل تظن أن ذاتك يمكن أن تزدهر وتثمر في ظل كراهيتك واحتقارك لها ..؟
بالتأكيد لا …!
ليس هناك مخلوقٌ ولا حتى النباتات والحيوانات يمكن أن تعيش في أجواء الكراهية والإهمال والاحتقار ، فكيف بنفسك ، جسدك وروحك وعقلك …؟
إن كل خلية في جسمك بل كل ذرة من ذرات خلايا جسمك تتأثر تأثراً كبيراً بأفكارك وتصوراتك ومشاعرك ، وحيث تكون تلك التصورات والمشاعر إيجابية ، تتألق الأعضاء وتزدهر الخلايا وتمتلئ بالعافية والكفاءة في أداء وظائفها ويظل مظهرك العام وإلى مدى بعيد محتفظاً بشبابٍ دائمٍ وإشراقٍ منقطع النظير .
من التقنيات الفعالة عزيزي القارئ في تغيير أفكارنا عن أنفسنا وعن الواقع الذي نعيشه ، هو في اعتماد الإيحاءات الإيجابية التي نرددها لأنفسنا ، والإيحاء هو قولٌ جميلٌ يكون صادقاً بشكل عام وإن كان يبدو غير مناسب لوضعنا في اللحظة التي نقوله بها ، ولكننا يجب أن نؤمن بان أوضاعنا ليست مقدسة ولا هي صحيحة مائة بالمائة ، وإنما هي مجرد تصورات سلبية زائفة فلم لا نستبدلها بتصورات إيجابية نافعة .
خذ على سبيل المثال هذا القول :
" أنني أحمل في جوهر ذاتي التعبير الصادق عن الحب والجمال الإلهي " هذا القول عمومياً وصحيحاً إذا ما تناولناه من زاويته العامة وأسقطناه على أنفسنا دون أن نشعر في داخلنا بالزيف أو الكذب ، لكن أن تختار مظهراً ليس فيك مثلاً مثل أن تقول سيدة لنفسها " أنا عمري اثنان وعشرون عاماً وأملك شعراً أشقراً جميلاً " فبالتأكيد مثل هذا القول قد يصح لدى البعض لكنه بشكل عام لا يمكن أن يصح مع الجميع ، ولا يمكن أن يعد من الإيحاءات العامة المحفزة للتطور الحقيقي في الشخصية .
طيب …خذ على سبيل المثال الإيحاءات التالية ، أقرأها وإن وجدت أنك تود استعمالها فأفعل وإلا فأوجد لنفسك ما يلائمك أكثر :
_ أنا جميلة ( أو وسيم ) ، أنا محبوبٌ ، أنا راضٍ عن حياتي ونجاحاتي ومطمئنٌ على مستقبلي .
_ أنا أتقبل جسمي كما هو الآن في هذه اللحظة ، وسأجعله أكثر صحة وقوة وتألقاً يوماً بعد يوم .
_ إنني أشعر أني أكثر حيوية مما كنت عليه وأنا في تقدمٍ مستمر وتألق دائم .
_ أنا إنسانٌ سعيد بحياتي وأمتلك أفكاراً وأهدافاً سامية وأعرف أن لدي رسالة عظيمة في هذه الحياة وهناك من يحتاجني ويحبني ويؤمن بي .
_ أنا ممتلئ بالألق والجاذبية وأملك جمالاً داخلياً عظيماً يجب أن أرعاه وأظهره ليشرق في الخارج فيجذب لي اهتمام وحب الآخرين .
_ أنا أمتلك شخصية جذابة ولدي قوة داخلية هائلة وإمكانات عظيمة ، يجب أن أدعها تتفجر بشكل طبيعي سليمٍ فتجذب لي الحب والاهتمام .
ومثل هذا الكثير والكثير جداً من الإيحاءات الجميلة التي يمكن أن تفجر قوتك الداخلية وتزيد من إيمانك بنفسك وحبك لها وبالتالي ستنعكس في الخارج ألقاً وجمالاً وحلاوة وذكاء وجاذبية .
الحقيقة أنك أمام معركة كبيرة عزيزي القارئ .
معركة مع عقلك المتشكك الذي يأبى أن يصدق ما تقوله له بسهولة …إنه يرفض أن يؤمن بقوتك وجمالك وذكائك الذي توحي به تلك الكلمات ، وطبعاً له الحق في ذلك لأنه تعود على النقد والقسوة والتفكير السلبي ، فإذن عليك أن تكون قوياً حازماً معه .
عليك بدءاً أن تؤمن وبقوة بأن مستقبلك ونجاحك وسعادتك وتقدمك المطرد يعتمد على تلك الإيحاءات …إنها ليست كلمات فقط …بل هي تصورات إذا ما آمنت أنت ذاتك بها تحققت في الخارج وآمن الناس بها وجلبت لك بالنتيجة الحب والثقة والصداقة والإيمان والمال والنجاح …الخ .
خذ كفايتك من الوقت ولا تتعجل …أشرك خيالك في المسألة …تمرن ببطيء على هذه الإيحاءات حتى تتعود ويتعود عقلك عليها …أعتمد التأمل لغرض زرع هذه الإيحاءات في العقل الباطن ..تخيل كيف يمكن أن تكون حياتك لو إن هذه الإيحاءات تحققت في الواقع … تخيل كيف يمكن أن يكون يومك لو إنك آمنت بأنك جميل ومشرق وسعيد وجذاب …تخيل وقلّ لنفسك …لِم لا أجرب أن أؤمن بقوتي وجمالي وسعادتي ثم أرى كيف أبدو في عيون الناس وكيف ستكون نفسيتي وسلوكي …؟
أقسم إنك مجرد أن تنجح مرة واحدة في إقناع عقلك بهذا الذي تقوله فإنك لن تكف عن قوله لنفسك طوال حياتكْ …!!
دوّن إيحاءاتك على الورق …دونها مرات ومرات عديدة ولا تتململ…بل أستمر ولو لعدة مئات من المرات ، في كل مرة تكتب الإيحاء ، سيتغلغل أكثر في عقلك الباطن … ربما يكون الرفض قوياً في البدء ولكن مع الاستمرار والإلحاح ، ستتمكن من أن تقتنع بهذا الذي تقوله …!
حسناً …دوّن الإيحاء التالي مثلاً :
" أنا جميل أو وسيم …توقف برهة …سيرد في خاطرك الجواب التالي " إنني مجنون …ومن أين لي الجمال …"
لا بأس أكتب مرة ثانية وأنتظر الرد …سيأتيك لا شك بالشكل التالي : هه …كذب .."
أكتبه للمرة الثالثة وأنتظر …ربما يكون الرد كالآتي : " لا …آسف …إنك على خطأ يا عزيزي " ..
في المرة الرابعة ربما يكون الرد …" هممم…ربما …"
في الخامسة أو العاشرة ربما يكون الرد " ولِم لا …بلى إنني وسيم …"
طباً لا يكون التقدم بهذه السرعة التي عرضناها في المثال السابق ، لكن بالتأكيد بعد عشرون أو ثلاثون أو حتى مائة مرة ستصل إلى قناعة بأنك جميلٌ أو ذكي أو ملهم أو عبقري …وقطعاً سيبدأ التغيير بالانعكاس على سلوكك وتصرفاتك وأدائك وستبدأ بخلق هذا الذي أوحيت لعقلك به .
ثم … دون تلك الإيحاءات في عدة أماكن من بيتك … علقها على الحائط أو ألصقها بطاولة الكتابة …ضع نسخة منها في جيبك …في حقيبتك …أشتغل عليها عدة مرات باليوم وفي أكثر من مكان وأوصل بينها وبين أشياء مادية أخرى وأماكن مختلفة بحيث يصبح لديك أكثر من شاهدٍ مرتبطٍ بهذا الإيحاء بحيث كلما وصلت لهذا المكان الذي سبق أن أوحيت لنفسك فيه ببعض الإيحاءات استعادت الذاكرة كل الكلمات التي قيلت وتعزز الشعور بمصداقية هذا الإيحاء ، أو كلما أمسكت بهذا الشيء أو نظرت لهذا المشهد الذي سبق لك أن أمسكته أو نظرت له وأنت في لحظة إيحاء ، كلما عاد الإيحاء حياً للذاكرة وتملكك مجدداً الشعور بما أوحيت لنفسك به من جمالٍ أو قوة …الخ .
تنبه عزيزي القارئ إلى أنك لا ينبغي أن تخالط السلب بالإيجاب لأن السلب سيلتهم كل ما تبنيه في يومك أو عامك كله …!
مثلاً : إذا ما كنت تردد طوال يومك أنك دقيقٌ في مواعيدك أو إنك تملك ذاكرة قوية وفجأة نسيت موعداً أو خذلتك ذاكرتك ، فحذار أن تدمر هذا الذي بنيته بأن تنفجر قائلاً " اللعنة كم أنا غبي ، أو إنني ضعيف الذاكرة ولا يمكن أن أضبط مواعيدي " مثل هذا القول المتسرع يمكن أن ينسف البناء الجديد الذي تود بناءه ، فحذار من مثل هذه الكلمات ولا تسمح لها أن تنفجر بشكل تلقائي لتدمر ما تبنيه ، حافظ على احترامك وحبك لنفسك وإيمانك بها وإصرارك على أن تبني الشخصية الإيجابية الجذابة التي تريد أن تكونها رغماً عن عقلك الثرثار المتعود على السلب والتخاذل .
ومن المهم عزيزي القارئ أن لا تشرك الآخرين في طقوسك الإيحائية بأن تقول لهم مثلاً أنا أوحي لنفسي دوماً بالقوة والجمال والأناقة والذكاء …لا تقل هذا لكائنً من كان لأن الأغلبية لا يفهمون وللأسف مسألة الحوار مع الذات وقد يحسبوك مجنوناً لأننا في مجتمع مادي وواقعي بشكل مقرف ، ولا نؤمن إلا بما بين يدينا وبالتالي فقد يتدخل الآخرون في حياتك ويشرعون بالتشكيك بما تقول أو يسخرون منك وفي الحالين قد تهتز ثقتك بنفسك وأنت في أول الطريق وبلا ضرورة على الإطلاق .
رغم إنك ربما تفصح عن طقوسك الذاتية إعجاباً منك بنجاحاتك ولأنك سعيد وبودك لو تشرك الآخرين في سعادتك ، لكن لا داعي للعجلة ودع الواقع الجديد يرسخ ويشمخ قبل أن تكشف أسراره .
إذا ما تلقيت إطراءٍ من الآخرين فلا تقلل من قيمتك الذاتية بأن تقول لا …أنا لست كذلك ، حتى وإن كان التواضع محمود ولكن لا ينبغي أن يكون على حساب قيمتك أبداً …قل شكراً على المجاملة ، أستمتع بالإطراء ، لكن لا تقل شيئاً سلبياً قد ينعكس على هذا الذي تود بناءه من شخصيةٍ قويةٍ جذابة …!

___________________________________________________________

وإلى فصولٌ قادمة وخطواتٌ أخرى على طريق تأكيد وتعزيز الجمال الداخلي وبناء الشخصية الكاريزمية الجذابة التي لا يعتمد جمالها على الوجه أو الشباب …!!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منهاج السيلفا في السيطرة على المخ - الفصل الثامن
- دراسة في التأمل وتقنياته - الفصل الخامس
- منهاج السيلفا للسيطرة على المخ- الفصل السابع- برمجة الأحلام
- قوة بلا حدود- الجزء الأول - الفصل السابع - كيف تسيطر على فعا ...
- ماذا لو أغلقت دور الوعظ أو أقصيت من ساحة السياسة والتربية وا ...
- المثلث الذي أبتلع البيضة ...بل السلة كلها ...ولا يزال يطالب ...
- باركر 51 - قصة مترجمة من الأدب الإيرلندي
- كيف تصنع إرهابياً ..؟
- مرثية لشهدائنا صغار حي العامل - شعر
- زائر الكنيسة - قصة مترجمة عن النرويجية - تأليف تور بريكفيند
- تضامناً مع الحوار المتمدن …تضامناً مع شعبنا العربي في نجد وا ...
- قالت أنها تعرف أسرار روعتها ...
- نظرة الإسلام للمرأة - قراءة في بعض أحاديث الرسول
- الأسئلة القديمة المتجددة ...!!
- المزيد من متناقضات الكتاب العتيد
- ليتنا نغلق الكتاب فإنه مثقلٌ بالإضطراب ...!
- لا ليست إسرائيل عدونا الأول
- يمكنك أن تطيل عمرك البيولوجي وتجدد شبابك من خلال المحافظة عل ...
- قوة بلا حدود - الجزء الأول -الفصل السادس
- أحاديث محمد ...هل تصلح أن تكون مرجعاً سلوكياً أو دينياً ...؟


المزيد.....




- صراخ ومحاولات هرب.. شاهد لحظة اندلاع معركة بأسلحة نارية وسط ...
- -رؤية السعودية 2030 ليست وجهة نهائية-.. أبرز ما قاله محمد بن ...
- ساويرس يُعلق على وصف رئيس مصري راحل بـ-الساذج-: حسن النية أل ...
- هل ينجح العراق في إنجاز طريق التنمية بعد سنوات من التعثر؟
- الحرب على غزة| وفد حماس يعود من القاهرة إلى الدوحة للتباحث ب ...
- نور وماء.. مهرجان بريكسن في منطقة جبال الألب يسلط الضوء على ...
- الحوثي يعلن استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين في البحر الأح ...
- السودان: واشنطن تدعو الإمارات ودولا أخرى لوقف الدعم عن طرفي ...
- Lenovo تطلق حاسبا متطورا يعمل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي
- رؤية للمستقبل البعيد للأرض


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كامل السعدون - كيف تبنى الشخصية الكاريزمية ...؟