|
مرثية لشهدائنا صغار حي العامل - شعر
كامل السعدون
الحوار المتمدن-العدد: 979 - 2004 / 10 / 7 - 07:54
المحور:
الادب والفن
جَفُلَ الرحمنْ بعليائه … دمعتْ عيناه … وتململَ سِخطاً إذ وافاهُ .. ملاكُ الموتِ بكمٍ منْ أجسادَ … صغارُ " العامل " … جَفُلَ الرحمنْ.. بكى … أجهشَ من حنقٍ .. رباهْ … …ثلاثونَ حسيناً مقتولا من عطشٍ… يأتونَ بذاتِ اللحظةْ … جفلَ الرحمنَ وأغلظَ بالقسِمِ القُدسي بأنْ … لنْ يقبلَ مِنْ ( ضاري )* وعظهْ … جفلَ الرحمنَ … وأسرى صوبَ العامِلِ … متبوعٌ بالأرواح الغضّةْ صَعُقَ العامِلَ … بَهُتَ العامِلَ … أجهشَ بالحُزنِ الربانيُ العامِلْ … وارتفعت كُلَ كفوفِ ( العباسْ )* المقطوعةَ … تشكو ظُلمَ الأعرابِ… وفِقهُ الأعرابِ… وبؤسَ الكُلمِ المكتوبِ بقصرَ ( معاويةَ ) الكذابّ … بهتَ العامِلْ … وامتزجت بدموعِ الرّبَ … دماءُ الأطفالَ بحي العامِلْ … بهتَ العامِلْ … من يجرؤَ أن يخفيْ القاتِلْ … من يجرؤَ أنْ يمنعَ سكينُ العامِلَ مِنْ أنّ تَسلُخَ … قبل أذانّ الفجِرَ الآتي … بعض شيوخ الكُفرِ المبثوثين كما القملِ … بكُل ثنايا هذا الجسدْ القُدسيِ الخالدْ … من يمنعَ والِدْ … من أن يثأرَ للولدِ المذبوحَ … بخنجرَ وهابيٍ فاسدْ …! *****
اللعنةَ …كمّ هُمْ أغلاظُ … هُمُ… العُربانْ .. اللعنَةَ ..كَمّ هُمْ أنجاسُ .. هُمُ العُربانْ … اللعنةَ … كم هوَ وقِحٌِ… منّ… قطفَ الزهرةَ من كفّ الرحمنْ …. اللعنة … منّ ذبحَ البرعمَ … قبل أذان العصرِ … بساعةْ … اللعنةَ … من لطخَ بالبارودِ تقاسيمِ اللحنِ القُدسي… من شوه وجه الرحمن … اللعنةَ … ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل مِنْ موجِبَ بعدَ الآن … لأي أذانْ …؟
*********
ممحلٌ قاحلٌ بائسٌ … عطِشٌ هوَ حيُ العامِلْ … نجسٌ …دنسٌ … مفلسٌ .. هوَ منْ يذبحكمْ .. يا قديسو حيٌ العامِلْ ..
*******
بئس قضيتُكمْ يا قتلةْ … بئسَ المُلّةْ.. بئسَ بطونِ رذيلةَ … لفظتكم تحتَ عباءةِ شيطانِ الظُلمةْ … بئس الأُمّةْ !!…
******
في بلديِ … في سومرَ …في أكدٍ …في الوركاءْ … لا زالتْ راياتُ السفاحِ السوداءْ … تهرسُ لحمَ صِغارَ بلادي … منْ دونِ حياءْ … في بلدي … لا زال أُميةَ يبحثُ في أقبيةَ الكوفةَ… عنّ أعقابَ حُسينٍ … يذبُحها … لا زالَ أبا الدرداءُ يُلاحقُنا … يَنبشُ في جَوفِ صحائِفُنا .. عنْ بعضِ صِغارِ خصائِصُنا … ليُسفِهها .. في بلدي … لا زالَ الفرعونُ العربُي … يجوسُ بكفٍ نجسٍ … في أكواخَ البؤسِ … بحي العامل بحثاً … عنْ موسى … كي ما يئده … في بلديْ … لا زالَ الموتى المنبوذينَ … يزفّون صهيلَ خُيولِ قريشٍ صوبَ العامِلْ … كي تطحنَ تحتَ سنابِكها الأبناءْ …! في بلدي … تأبى.. أن ترفع عنّا السيفَ… قُريشٍ… أن ترفعَ عنّا الجزيةَ … أن تؤمن أنّا أحرارٌ … أن تتركنا… نعيشُ … نموتُ … نُصليْ …نُغنيْ … كيفَ نشاءْ … في بلدي … لا زِلنا… …مُنذُ الألفَ الأولَ ندفعُ ( للعُربانِ )… الجزية … …لحماً …بترولاً …ودماءْ… في بلدي … لا زلنا …نتوضأ … كُلَ صباحٍ …كُلَ مساءْ … بدماءِ زهورُ الرحمنِ الغضّةْ … اللعنةَ … منّ أعطى النصلُ السلفيُ … الحق بجز زهورٍ … في عُمرِ الروضةْ …؟
_____________________________________________________________________ حي العامل : حيٌ عراقيٌ بغداديٌ بائس ، تسكنه الطبقة المحرومة المنبوذة من الأغلبية الشيعية العراقية ، وقد انفجرت فيه قبل اسبوعٍ ، عدةُ سيارات مفخخة بوقت واحد ، وقتل جمعٌ كبير من الأطفال ، وقد تبنى العملية إرهابيو الزرقاوي ، المدعومين من بعض سفهاء الطائفة الذهبية العروبية من أهل العراق . ضاري : هو الشيخ حارث الضاري ، عميدُ هيئة علماء المسلمين الوهابية ، والرجل لم يستنكر أبداً لا هو ولا أيٍ من رفاقه في الهيئة عمليات الإرهاب التي تبطش بأطفال وشيوخ العراق منذ أكثر من عام ، وهذا الرجل ذاته هو من يتواصل مع أشياخ الوهابية في الخليج ، وذاته من يمنح الإرهاب صفة المقاومة الشرعية ، وذاته من يتفاوض عوضاً عن الإرهابيين حين يخطفون الأجانب . العباس : هو الإمام العباس بن علي بن أبي طالب وقد أستشهد مع أخيه لأبيه الحسين في كربلاء ، وحسب السيرة الشيعية لمقتل الحسين فإن هذا الرجل قطعت كلتا يديه وظل يقاتل حتى قتل .
#كامل_السعدون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زائر الكنيسة - قصة مترجمة عن النرويجية - تأليف تور بريكفيند
-
تضامناً مع الحوار المتمدن …تضامناً مع شعبنا العربي في نجد وا
...
-
قالت أنها تعرف أسرار روعتها ...
-
نظرة الإسلام للمرأة - قراءة في بعض أحاديث الرسول
-
الأسئلة القديمة المتجددة ...!!
-
المزيد من متناقضات الكتاب العتيد
-
ليتنا نغلق الكتاب فإنه مثقلٌ بالإضطراب ...!
-
لا ليست إسرائيل عدونا الأول
-
يمكنك أن تطيل عمرك البيولوجي وتجدد شبابك من خلال المحافظة عل
...
-
قوة بلا حدود - الجزء الأول -الفصل السادس
-
أحاديث محمد ...هل تصلح أن تكون مرجعاً سلوكياً أو دينياً ...؟
-
لماذا نتأمل ...؟ - دراسة في التأمل وتقنياته - الفصل الرابع
-
قوانين النجاح الروحية السبع - القانون السابع والأخير
-
تجوالٌ في عوالم أخرى خفية - قراءات باراسيكولوجية
-
أسباب ضعف وتشتت حركة اليسار والقوى العلمانية في العالم العرب
...
-
لن يشفى العراق وليلى مريضةٌ ...!
-
قوة بلا حدود - الفصل الرابع
-
حرائرنا النبيلات ...سارعن لأنتزاع حقوقكن في العراق الديموقرا
...
-
عن الإسلام والأرهاب ثانيةٍ
-
النفاق الإيراني ....يهدمون البيت ويحلمون بإعادة بنائه ...!
المزيد.....
-
الغاوون ,قصيدة عامية بعنوان (العقدالمفروط) بقلم أخميس بوادى.
...
-
-ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر
...
-
-بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
-
فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
-
“مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال
...
-
اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك
...
-
أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك.. تردد قناة توم وج
...
-
بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا
...
-
الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب
...
-
تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|