أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام مسافر - من ليبيا ياتيك العجب















المزيد.....

من ليبيا ياتيك العجب


سلام مسافر

الحوار المتمدن-العدد: 3316 - 2011 / 3 / 25 - 18:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من ليبيا ياتيك العجب


سلام مسافر

لاتكاد الساحة الخضراء وسط العاصمة الليبية ، تخلو من مسيرة ، حتى تنطلق اخرى بصورة لاتبدو عفوية على وقع حشد نظام العقيد معمر القذافي للقوى الشعبية التي استفاقت بعد اربعة عقود على حكم يصف نفسه بانه لايحكم ، ولايقود ، ولايامر ، وبالتالي فليس من المنطق ان يتنحى او يستقيل .
ومنذ السابع عشر من فبراير / شباط الماضي وليبيا القذافي تشغل العالم وتملا الدنيا باخبار تتسم بالتناقض ، وتستدعي ردود فعل لاتقل غرابة عن خطابات الزعيم الليبي التي تحول بعضها الى اغان راقصة تضحك خصومه ، و استعار انصار " معمر العقيد " الحانها وركبوا عليها اهازيج ضد " اعداء الثورة " .
" الشعب يريد معمر العقيد"
------------------------
في الساحة الخضراء ، يتحلق السابلة حول الصحفيين ما ان يشعروا بعدسات الكاميرات التلفزيونية للقنوات العالمية المتقاطرة على ليبيا من بواباتها المختلفة ، كالمطر بعد انحباس الى ان اطلق نجل القذافي سيف الاسلام دعوة مفتوحة للجميع فدخلت وسائل الاعلام من بوابة طرابلس .
قبلها كانت وسائل الاعلام ، تسربت الى بنغازي معقل من يصفهم الاعلام الرسمي في الجماهيرية بالخونة واذناب الاستعمار . وسارع الغرب الى نعتهم بالثوار ، واستعجل نيكولا ساركوزي الذي اراد قبل ثلاثة شهور نجدة زين العابدين بن علي بقوات فرنسية للتدخل السريع ، الاعتراف بالمجلس الانتقالي فيما ترددت واشنطن طويلا قبل ان تقرر اطلاق النار على نظام العقيد الذي لايكترث كثيرا لدعوات الرئيس اوباما بالتنحي مع خيبة امل ليبية بالرئيس الاسود الذي يخاطبه القذافي " ولدنا بركة حسين " .
العقيد يتجاهل حقيقة ان الكارتلات وجماعات الضغط هي من يرسم السياسة في واشنطن وليس سكان البيت الابيض مهما اختلفت سحناتهم والوانهم .
" حياة " بلا انترنت
--------------
تقول " حياة " طالبة اللغة الانكليزية في جامعة الفاتح ، انها " تحج " كل يوم بعد انتهاء الدوام الى الساحة الخضراء للتظاهر مع زملائها " تحية لقائد الثورة " وتؤكد ان " الخونة والعملاء لن يفلتوا من العقاب " .
مسيرات التاييد تبدا بالعشرات وتزداد مع منتصف النهار بالمئات ، ثم تعاود في المساء مع زعيق منبهات السيارات الفارهة التي يقودها شبان نزقون يقولون انهم لايعانون من قطع خدمة الانترنت في بلادهم.
" لسنا بحاجة للانترنت ولدينا مايعوض عن لهوه " يقول " محمد صلاح " طبيب الاسنان المتخرج في جامعة من جنوب افريقيا ، وقبلها التحق بدورة تطوير الكفاءة بكلية الطب في انكلترا على حساب الجماهيرية . ويضيف " لاينقصنا شيء والشغب بدا في ليبيا على يد القاعدة " .

وعلى مسافة امتار من مسيرة "الزحف الاخضر " العنوان العريض لمطلقي شعار " الشعب يريد معمر العقيد " يتلصص شابان الى التظاهرة بعيون ذئبية ، قلقة متوترة . اقترب احدهم بحذر وطلب منا ان ننتحي به ركنا قصيا .
قال الشاب المتوجس ، " لاتصدقوا هذه المسيرات انها من تدبير النظام الذي حشد قواه الامنية في كل المناطق مع وصول وسائل الاعلام الاجنبية الى طرابلس بعد الانتفاضة " . سالناه فيما اذا كان مستعدا للحديث امام عدسة التصوير. فرفض وابلغنا ان امثاله " ملايين " .
محمد صلاح طبيب الاسنان عرض لنا لقطات من هاتفه النقال ليلة 17 فبراير تصور شاشة فضائية عربية تقول ان حي (فشلوم ) احد احياء طرابلس يتعرض الى قصف جوي ، فيما تبدو حركة الشارع هادئة من نافذة شقته في العمارة السكنية بنفس الحي . ويقهقه محمد صلاح " لوصدق خبر تلك الفضائية لكنت الان في عداد الاموات " .
صحارى البحر
--------------------------------
على طول الشريط الساحلي الليبي ، تنتشر المدن والبلدات والقرى . وللوصول الى مدينة راس لانوف الغنية بالنفط ، يتعين الطيران الى مدينة سرت ومنها بالسيارة الى المدينة الصناعية التي هجرها العاملون فيها بعد معارك الواضح من الاثار على مبانيها الخربة انها كانت ضارية ، وان اسلحة ثقيلة استخدمت في المعارك بين القوات الحكومية والثوار . وحين وصلنا كان دخان حرائق صهاريج النفط يتصاعد فيحجب ضوء القمر في صحراء سرت التي تنتهي فجاة عند البحر . فكل صحارى ليبيا تلاصق البحر حتى يقال ان " ديزرت " الانكليزية وتعني الصحراء ، استقت حروفها من سيرت الليبية الامازيغية .
زنقة زنقة
-----------------
خلافا لصورته امام الحشود التي يخاطبها بلغة " زنقة زنقة ، دار دار " يبدو العقيد القذافي غير مزنوق ، في مقابلاته الصحفية بل غاية في الاسترخاء . وحتى عند الحديث حول المنشقين عن نظامه ، وبينهم دبلوماسيون ، كان بعضهم الى فترة قريبة من اعمدة نظام الجماهيرية كمندوب ليبيا في الامم المتحدة السيد عبد الرحمن شلقم ، يحرص القذافي على التاشير بانهم اما خضعوا الى تاثير الانباء الكاذبة " وصدقوا رواية القتلى بالالاف في شوارع طرابلس " او " عملاء جندوا على يد سي اي ايه في وقت سابق " .
ويرفض العقيد " نظرية المؤامرة " ولايصدق مايقوله هو نفسه للحشود ، بان " الغرب اعد المؤامرة ضدنا " . ويؤكد على الطابع الداخلي للاحداث التي تعصف ببلاده ، محملا خلايا
" القاعدة " بعناصرها الليبية والاجنبية مسؤولية ما يعتبره " تمردا مسلحا لايمت بصلة للاحتجاجات الشعبية " .
الجماهيرية الامثولة
------------------------------------
لايرى القذافي ضرورة حتمية لاصلاح النظام السياسي في ليبيا . فهو يعتقد ان " الجماهيرية " منظومة مثالية " يجب ان تسود في دول المنطقة " . وينفي المقاربة بين ماجرى في الجوار المصري والتونسي و بين " العمل المسلح " في ليبيا .
ويحرص العقيد على استقبال ضيوفه في خيم " باب العزيزية " الحي الذي يضم المبنى الرئاسي جنبا الى جنب مع بيوت متهالكة ومهدمة لم ترفع انقاضها منذ قصفت بطائرات " اف – 16 " ربيع العام 1986 .
شواهد تختلط مع قمامة القاطنين في الحي المتواضع ويريدها القذافي ان تترسخ في الذاكرة الشعبية على انها عنوان " الصمود والتحدي " . ولاتبدو على الخيم الرئاسية المنتشرة في باحة المبني الرئاسي ، اية مظاهر ترف او عناية في الديكور والاثاث البسيط .
وحين تعرضت " باب العزيزية " الى هجوم في الليلة الثانية من الحملة الجوية والصاروخية على طرابلس ، شاهد الصحفيون ، اثار القصف وبقية من صاروخ وغبارا كثيرا يعلق بالخيمة التي بقيت منتصبة ويريدها العقيد ان تحارب عوادي الدهر الى الابد .
دروع طرية
----------------------------
يثير مشهد المتطوعين " دروعا بشرية " تحتل باحات العزيزية ، مشاعر مختلطة بين الاعجاب بالشجاعة ، والرثاء لشبان متحمسين يعتقدون ان اجسادهم الطرية قادرة على صد طائرات " اف – 16 " و" بي – 52 " و" توماهوك " وان الصمود في ساحة الحرب سيجبر العدو على وقف القصف ،دون الالتفات الى ان خارطة هذه الحرب لاتعرف الحدود وان عنوان قرار مجلس الامن " حماية المدنيين " لايوفر وسيلة لتدمير كل مايعترض طائرات الشبح والصواريخ حتى لوكان العائق درعا بشريا.
لابد وان العقيد يدرك ذلك ولديه عشرات المواقع البديلة و ربما المئات للتخفي من " التحالف الاممي " باعضائه كافة ومنهم قطر التي يثير اسمهما واسم قناة " الجزيرة " الهستيريا بين المتظاهرين انصار العقيد ، وانبرى شعراء شعبيون ومؤلفو اغاني لتدبيج اهازيج الغضب والاستياء والسخرية من القناة التي يعتقد اعلاميون محايدون يغطون الحدث الليبي منذ تفجره ، انها انجرت الى الشعارات السياسية وليس الى التغطية الخبرية ، ووقعت اكثر من مرة ضحية مقالب نصب شراكها شبان ليبيون قالوا انهم حاولوا الاتصال بالقناة ونقل مايرونه صحيحا عن الوضع الا ان مقدمي نشرات الاخبار في الجزيرة لم يمنحوهم الفرصة ، فقرروا الثار واخذوا يغذون القناة باخبار كاذبة وجدت طريقها بسرعة الى المشاهد تحت شارة " عاجل " الحمراء.
انصار العقيد شفروا " الجزيرة " و " العربية " واجهزة النظام تشوش عليهما وعلى قنوات ادرجت في لائحة " الاذاعات المعادية " تتصدرها " الجزيرة " التي اوقعها شبان خبثاء في مقالب من قبيل التحدث الى القناة على انهم " شهود عيان " مبلغين عن سقوط ميناء
" مورزق " و ميناء " مسدة " البحري ؛؛ مدن تقع في الجنوب الليبي الصحراوي
لاماء فيها ولاشجر ؛
من ليبيا ياتي العجيب !!
قالها المؤرخ اليوناني هيرودوت الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد وكان يتحدث عن ليبيا قبل 2500 سنة .
العقيد القذافي يعتقد اليوم ان بلاده ما تزال بلد الاعاجيب .



#سلام_مسافر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر التي تدهشنا
- غباء الطغاة وخبث الجزيرة
- ملا خطير ووفد فطير
- بيرليسكوني بوتين
- قطرغيت !
- لماذا تعامت موسكو عن عيون -الجزيرة -؟؟
- الاحياء والاموات
- الرفيقة - فيات - والانسة - رينو -
- من الفكة الى تفكيك العراق كل عام وبرجينيسكي بخير !!
- تقرير تلفزيوني عن الجمال الخفي لسيدات عربيات عاملات
- نظام الفساد الالكتروني
- هوغو تشافيز يوقد الشموع للدب الروسي
- صلاح حزين : دعني في الغابة انتحب وحدي
- التانغو ايراني الاميركي على جثث اشرف
- الموت الاحمر في ارض السواد
- غطرسة جوفاء
- استسقاء الحرب الباردة
- بوشكين اليهودي وليبرمان الروسي ؟
- هاجس الطيب صالح
- من قبقاب الكيلاني الى قندرة المنتظر


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام مسافر - من ليبيا ياتيك العجب