أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين ديبان - وحشية النظام السوري..لاتظلموا اسرائيل رجاءا














المزيد.....

وحشية النظام السوري..لاتظلموا اسرائيل رجاءا


حسين ديبان

الحوار المتمدن-العدد: 3314 - 2011 / 3 / 23 - 10:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ربما يعتقد البعض ان العنوان يؤدي الى المقارنة بين الهجوم الاسرائيلي المتواصل منذ الأمس على غزة، وبين هجوم القوات الأمنية وقوات الجيش والحرس الجمهوري على المعتصمين في الجامع العمري في مدينة درعا السورية، وربما يعتقد بعض آخر أن أشبه أسد سوريا بنتنياهو اسرائيل، أو أقارن بين عدد ضحايا الأول والثاني في غزة وفي درعا.

ما أريد قوله هنا لا هذا ولا ذاك، فما يحصل في غزة اليوم تم بناء على أوامر مباشرة من الديكتاتور السوري لأدواته الفلسطينية من "حماس" والجهاد الاسلامي وغيرها الذي يأتمرون بامرته ويأكلون من فتاته ومن الفتات الايراني، وهم لا عمل لهم إلا بوصفهم بنادق مؤجرة لا تتردد بأن تشعل حربا تحرق أبناء شعبهم في الداخل، فقط حتى ينشغل بها الرأي العام العربي والدولي وينسى ما يحصل في درعا السورية وغيرها من مجازر ما زال بعضها متواصلا وأنا أكتب هذه السطور، حيث هجوم مخابرات النظام وجيشه الجمهوري ما زال مستمرا ويحصد مزيدا من القتلى من أبناء درعا الباسلة.

المنصف لا يمكن له أن يشبه همجية أي نظام عربي بالهمجية الاسرائيلية، فاسرائيل ورغم انها في خانة الاعداء لم ترتكب ما يرتكبه أكثر الانظمة العربية انفتاحا وتسامحا ان، وجد بينهم من يعرف التسامح، واسرائيل نادرا ما تعرضت لسيارات الاسعاف أو منعتها من الوصول للجرحى والمصابين في "حروب" وليس في مظاهرات واعتصامات سلمية كما فعلت عصابات النظام السوري فجر اليوم حيث منعت كل سيارات الاسعاف القادمة من مشفى درعا الوطني الى مكان المجزرة، ناهيكم عن أن أحد شهداء مجزرة اليوم المستمرة هو طبيب كان يسعف الجرحى الذي أصيبوا بمجازر سابقة ويتم علاجهم داخل جامع العمري الذي حوله ثوار سوريا الى مشفى ميداني.

نادرا ما تجاوزت اسرائيل على النساء والفتيات، حتى في أكثر المواقف صعوبة للجندي الاسرائيلي، بينما رأى العالم كيف أقدم عناصر مخابرات بشار الأسد على الامساك بسيدات كل ذنبهن أنهن حملن العلم السوري وهتفن عاشت سوريا حرة، وقاموا باعتقالهن ولا يُعرف عن مصيرهن شيئا حتى اللحظة، عدا عن الحادثة حصلت بجانب المسجد الاموي الكبير.

في اسرائيل وحسب الاحصائيات الفلسطينية الرسمية ومنذ عام سبعة وستون تاريخ احتلال اسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، فان عدد الاسرى الذين فارقوا الحياة داخل السجون الاسرائيلية يبلغ مئة وثلاث وسبعون أسيرا، مات أغلبهم نتيجة أمراض مزمنة وليس تعذيبا أو قتلا، بينما الآلاف تم ابادتهم في سوريا في سجن تدمر في بداية الثمانينات بدم بارد، والمئات تم ابادتهم في سجن صيدنايا قبل حوالي العامين وهناك اخبار عن مجزرة متواصلة للسجناء السوريين في هذا السجن، والف ومائتين سجين اعدموا في سجن أبو سليم الليبي وعلى هذا المنوال باقي سجون العرب، وان تحدثنا عن المفقودين فان عددهم لدى السلطة الاسرائيلية لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، بينما تقرير حقوقي سوري يتحدث عن سبعة عشر ألف مفقود في سوريا خلال حكم الاسدين، الكبير الزائل والصغير الذي حفر قبره بيده في درعا.

اسرائيل لا تقتل الناس بالسهولة التي يقتل بها الاسد السوري والقذافي الليبي وعلي عبدالله صالح اليمني وحمد البحريني وقبلهم حسني المصري وزين العابدين التونسي شعوبهم لا من حيث الكيف ولا الكم، ولن يتفاجئ العالم اذا ما تم كشف مجازر جماعية بالآلاف بعد رحيل القذافي، والنظام السوري لمن لا يعرفه هو أكثر اجراما بكثير من نظام القذافي.

لا أدافع عن اسرائيل، وهي ليست بحاجة لدفاعي عنها أصلا، ولكن من غير الانصاف أن يشبه البعض في كل لحظة عبر الفضائيات ووسائل الاعلام بأن ما يحصل في درعا وطرابلس وصنعاء والمنامة لم ير الناس مثله إلا في غزة، فلا قياس ولا تشابه لا بالكم ولا بالكيف، رغم ان مجرد اهانة كرامة انسان وليس قتله هي جريمة لا تغتفر ويجب أن يحاسب مرتكبها.

استشاط الأسد الصغير غضبا من شعبه الذي قرر أخيرا بانه لا يختلف عن شعب مصر وتونس، وبانه يستحق حرية وكرامة عزت في سوريا الأسدين فانطلق مواجها ألة البطش المخابراتية والعسكرية بصدور عارية، وهو ما أدى الى تركيز اعلامي على ممارساته الاجرامية وهو الذي كان يفاخر بالتفاف شعبه حوله والتصاقه هو بشعبه، وقد كان يأمل أن تؤدي احداث ليبيا واليمن والبحرين الى غض النظر عن جرائمه ضد السوريين ولكن لم يحصل ما أمل به.

لم يبق اذا إلا الورقة الفلسطينية واللبنانية ليلعب بهما، ولأنه ما زال لفلسطين وأخبارها صدى خاصا لدى المتلقي العربي، فقد أمر أدواته باشعال جبهة غزة عبر اطلاق صواريخهم على البلدات الاسرائيلية وانتظار رد الفعل الاسرائيلي، وهو ما حصل فعلا، وكله بأمل أن يؤدي الرد الاسرائيلي الى اشغال الرأي العام العربي والسوري الداخلي بعيدا عن درعا والمجازر التي ترتكب بحق أبناءها العزل.

من يسمون أنفسهم بالقيادات الفلسطينية المتواجدين في سوريا لا يمثلون الشعب الفلسطيني هناك الذي عانى من النظام السوري مثلما عانى الشعب السوري، وسيحاسبهم شعب سوريا وفلسطين على تصريحاتهم المدافعة عن النظام السوري ومجازره، وشعبنا الفلسطيني في سوريا لن يكون إلا بجانب أشقاءه أبناء سوريا وثورتهم في سبيل التحرر والانعتاق من جور وتعسف واجرام وفساد نظام الأسد.

كان لمدينة درعا شرف السبق باشعال شرارة الثورة السورية وقد استحقت هذا الشرف بجدارة من خلال دماء أبناءها العزل التي سالت في ليل درعا الماطر، ومن راقب حركة الثورات العربية رأى انه كلما سالت دماء طاهرة، كانت النتيجة الحتمية لثورات الشعوب أقرب وأسرع، ودرعا مثلها مثل سيدي بوزيد لن تقبل بأقل من التخلص من الطاغية وعصابته، وهي حين تتخلص من طاغيتها وتشم نسيم الحرية، فانها تعين غزة مباشرة على الخلاص ممن يكتمون على انفاسها، فحرية غزة ترتبط ارتباطا وثيقا بحرية درعا، فرأس الافعى في دمشق وذيلها هو من يدير غزة بأموال الشعب السوري من خلال مكاتبه الوثيرة في كفر سوسة السورية.



#حسين_ديبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلام على ليل سوريا وصبحها
- وداعا عدلي أبادير...وداعا أيها الفرعوني الأصيل
- فلسطيني سوري..لكنه مسلم وهابي! شكرا محمد المنجد
- بيوت للبيع في الجنة!..
- دفاعا عن فيصل القاسم...
- دعم الارهاب في مملكة بني وهَاب
- فضائح اسلامية...من تايلند مع أطيب التحيات!!..
- مُحمَد مرتداً !!..
- الإجرام باق مادام الإظلام باق!!..
- نعم للاحتلال...ألف لا للإستقلال!!
- سوريا...قصة موت غير معلن
- غزوة بمها!!
- سماحة الإسلام المجهرية !!
- ماذا عن شارونات العرب؟
- الإرهاب والديكتاتورية وضرورة القضاء عليهما
- انصروا قضية الأقباط تَنصروا أنفسكم
- حسن نصر الله.. نبيٌ جديد!!
- الدروس والعبر مابين بشار السوري وجمال المصري!!
- الأخطاء الفلسطينية القاتلة..الى متى؟
- مسلمون ضد التمييز..معادلة غير صحيحة!


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين ديبان - وحشية النظام السوري..لاتظلموا اسرائيل رجاءا