أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين ديبان - مُحمَد مرتداً !!..














المزيد.....

مُحمَد مرتداً !!..


حسين ديبان

الحوار المتمدن-العدد: 2019 - 2007 / 8 / 26 - 09:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شاءت الصدف أن يكون اسم الشاب المصري الذي اختار المسيحية كدين جديد له هو ذاته اسم نبي الاسلام "محمد"، والاسم الذي يحمله هذا الشاب فقط كفيل باثارة زوابع لا حصر لها، واحتجاجات لن تتوقف، وزعيق لن يخفت، ولو كان هناك نوعا من حرية التظاهر في بلاد المسلمين عموما والعرب خصوصا، لشاهدنا من المظاهرات والمسيرات، وسمعنا من الشتائم والخطابات مالاعين رأت ولا أذن سمعت.

لكن وكما يعلم الجميع ان حرية التعبير عن الغضب الاسلامي العارم، مفقودة في ذلك العالم حالها حال بقية الحريات، وان كان هذا النوع من حرية التعبير عن الغضب الاسلامي يصبح في في بعض الأحيان مطلبا رسميا ،ولكن مُسيطر عليه، يحتاجه دكتاتور "مزنوق" وربما يحض عليه ويوفر له أفضل الظروف والاحوال لضمان نجاحه ليسبغ على نفسه وصف حامي الدين والنبي والكرامة، مثلما فعل ديكتاتور الشام حين سمح للغوغاء بالتعدي على الحرمات وحرق السفارات في دمشق وبيروت إبان أزمة الرسوم المحمدية الدنماركية، وكذا فعل معلميه في طهران.

بالتأكيد ان مئات وربما آلاف من الأشخاص الذين يحملون اسم محمد قد غادروا الاسلام باتجاه دين آخر، أو خرجوا من الإسلام باتجاه "المنطقة البيضاء" وأعني بها تلك المنطقة التي لاعلاقة لها بتاتا بأي دين من الأديان المعروفة، واذا ما خُيرت شخصيا بإطلاق اسم ديني على المنطقة البيضاء، فاني سأقول انها دين الانسانية حيث يكون فيها الإنسان بصفته انسانا فقط هو المقدس الوحيد، لكن الجديد والمثير في قصة محمد حجازي هي جرأته ورباطة جأشه واعلانه تحوله الى المسيحية على الملأ الاسلامي، وقد توج كل ذلك برفعه دعوى لتثبيت ديانته الجديدة في صحيفة أحواله الشخصية، وهم ماجعل قصته تخرج من أسوار بيته لتصل الى أسماع العالم كله.

لا أريد الدخول في المتاهات المفترضة التي يريد البعض تخيلها حول مدى الحرية المتاحة للإنسان المسلم في تغيير دينه، فتلك المتاهات أُطيح بها جميعا على مرأى ومسمع كل العالم من قبل كبار رجال الدين الإسلامي، وبالاستناد الى بحر من النصوص التي لا تترك مجالا للمسلم الذي يختار دينا آخر، أو المسلم الذي يختار الخروج بعيدا عن دائرة الأديان إلا القتل والقتل فقط.

أما أصحاب النوايا الطيبة من المسلمين فلن يجدوا ما يدعمهم في بناء متاهاتهم تلك، إلا نص ضعيف واحد لأبي حنيفة النعمان يدعو فيه الى عدم بناء الاحكام على احاديث الآحاد، على أساس أن حديث "من بدل دينه فاقتلوه" وغيره من الأحاديث التي ورد بها حد الردة هي من أحاديث الآحاد، دون أن ينتبهوا لكثير من الآيات القرأنية التي تدعو علانية الى قتل الآخر، وكذلك دون أن ينتبهوا الى سنة محمد "العملية" واعطائه أوامر بقتل من علم بأمر ارتدادهم عن دينه في زمانه، وكذلك حروب الردة التي شنها أبو بكر وراح ضحيتها المئات، وعليه فان أصحاب النوايا الطيبة من المسلمين لا يسعهم إلا الاعتراف بانهم يمثلون صوت الأقلية، بينما صوت الأغلبية تمثله النصوص الصريحة والأعمال الإجرامية القبيحة التي ارتكبت ضد الآخر على مر التاريخ.

لا يفيد هنا أبدا ترديد آيات قرآنية منسوخة لاقيمة لها، وهو ما أكد عليه كثير من رجال الدين المسلمين، وللبقية القليلة الباقية منهم الذين يدَعون زورا وبهتانا بأن الاسلام كفل للمسلم حقه بتغيير دينه، وهؤلاء عمليا لا يعترفون بالناسخ والمنسوخ في النص القرآني، فلن أحيلهم الى زملائهم من كبار رجال الدين الاسلامي ليردوا عليهم مستندين الى القرآن والسنة، وانما أطالبهم أن يعملوا بآية "يا أيها الذين آمنوا لاتقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ماتقولون" بما تعنيه من اباحة شرب الخمر والوصول الى حالة السكر خارج أوقات الصلاة طالما هم لا يعترفون بالناسخ والمنسوخ. من المعروف للجميع أن تلك الآية قد نُسخت بآية أخرى حرمت شرب الخمر نهائيا وهي " إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون".

ان هؤلاء الذين يحاولون عبثا تأويل النص القرآني بما ليس فيه، وسعيهم الدائم الى تصوير الدين الإسلامي على انه دين رحيم ومتسامح ومسالم وفيه قدر كبير من الحرية. ان هؤلاء برأيي الشخصي أشد خطرا من أصحاب الوجوه الواحدة والمعروفة والذين لا يترددون اطلاقا بتعريف الاسلام كنص يسيطر لون الدم على أغلب ان لم أقل على كل مساحته، وهو ما عاشه واقعا أبناء تلك المنطقة وما أصبح يعيشه اليوم العالم أجمع في ظل هذا الخطر الاسلامي. بالتأكيد أستثني هنا كثير من أصحاب النوايا الطيبة من المسلمين الذين ان انتبهوا على أعمالهم سيكتشفون ان لا علاقة تربطهم بالاسلام إلا خيط رفيع انتقل اليهم بالوراثة. على هذا الاساس ادعو الى تغيير المقولة التي يرددها الكثيرين والتي تقول "ليس كل المسلمين ارهابيين ولكن كل الارهابيين مسلمين" لتصبح كالتالي "ليس كل من يدخل الى المسجد ارهابيا ولكن كل الارهابيين المجرمين خرجوا من المسجد" وذلك بهدف التركيز والقاء الضوء على الدور الخطير للنصوص الاسلامية في صناعة الارهاب والارهابيين، وبهذا النص لا نظلم ملايين المسلمين الذين لا يربطهم بالاسلام غير ذلك الخيط الرفيع والذي يزداد تآكلا بمرور الزمن.

ان نبي الاسلام محمد نفسه لو خرج للحياة اليوم، فإنه سيقف مشدوها فاغرا فاهُ من هول الصدمة، قبل أن يصحو ويقلب على قفاه من فرط الضحك على هؤلاء الذين مازالوا يؤمنون بتلك الكذبة الكبرى ويروجون لها والتي كذبها قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام، ولو ولد نبي الاسلام نفسه هذه الايام في ظل ظروف طبيعية، وتلقى مستوى راق من التعليم، دون ان يكون للمسجد أي دور في حياته، فإنه بالتأكيد سيسبق محمد حجازي في الارتداد عن دين عبر عن طبيعته الدموية أفضل تعبير رجالات الأزهر عبر الفضائيات ردا على ردة محمد حجازي.



#حسين_ديبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإجرام باق مادام الإظلام باق!!..
- نعم للاحتلال...ألف لا للإستقلال!!
- سوريا...قصة موت غير معلن
- غزوة بمها!!
- سماحة الإسلام المجهرية !!
- ماذا عن شارونات العرب؟
- الإرهاب والديكتاتورية وضرورة القضاء عليهما
- انصروا قضية الأقباط تَنصروا أنفسكم
- حسن نصر الله.. نبيٌ جديد!!
- الدروس والعبر مابين بشار السوري وجمال المصري!!
- الأخطاء الفلسطينية القاتلة..الى متى؟
- مسلمون ضد التمييز..معادلة غير صحيحة!
- هل يرغب المسلمون حقا بالسلام مع اليهود؟
- وتتوالى جرائم النظام المصري وفضائحه
- يورانيوم ونووي بشرى المولد النبوي
- بيان تهديد أم بيان نعي للظلاميون وأفكارهم؟
- إلا نبيكم
- الفلسطينيون وتصريحات ولي الفقيه الجديد
- لا سيادة لدولة الإستبداد
- وفاء سلطان والعالم الإسلامي..


المزيد.....




- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين ديبان - مُحمَد مرتداً !!..