أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - ملهاة التربية والتلغيم أم مأساة الطلاب و المعلمين...مشاهد من قلب اضراب المعلمين في الاردن















المزيد.....

ملهاة التربية والتلغيم أم مأساة الطلاب و المعلمين...مشاهد من قلب اضراب المعلمين في الاردن


خالد عياصرة

الحوار المتمدن-العدد: 3313 - 2011 / 3 / 22 - 22:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ملهاة التربية والتلغيم أم مأساة الطلاب و المعلمين...مشاهد من قلب الإضراب
الصورة العامة:إضراب يشمل الأركان الأربع لوزارة التربية والتعليم،يشكل حركتها،ويقودها إلى أستار فقدانها لعقلها،وعكس بوصلتها.المدارس كما جسدا بلا روح،ابنيه فارغة يسيطر عليها الفراغ،معلمي وإداريي الوزارة متحدين في بوتقة واحده،يوحدهم هم واحد ومطلب واحد،هم اسماع أصواتهم التي تم خنقها وقتلها دون رحمة.هم لن تنمحي خطوطه الا بركون الحكومة لصوت العقل والحوار.
المشهد الأول (المدارس): مدارس خاوية على عروشها،أشبه بأطلال وما هي بأطلال،تعصف بجنباتها رياح الحق المشروع للمعلمين،الصفوف فارغة،المقاعد تبكي طلابها،السبورة تحن ليد المعلم وتبكي بصمت حائرة صابرة،الطباشير في زوايا الغرف الصفية تقف وحيدة تندب حظها،وتدعو على من لا يسمع حس قادتها المعلمين.
المشهد الثاني(المعلمين): إضراب مفتوح،يأتي المعلم باكرا،من كل حدب وصوب،يوقع على دفتر الحضور،يتبادل أطراف الحديث مع زملاءه،يرُن الجرس،يخرج إلى الساحة،ينظم الطلاب،عيناه على العلم يعلن السلم الملكي،يقف بفخر واعتزاز،ينصت خاشعا لآيات كريمات من الذكر،ومن ثم يستمع للإذاعة المدرسية،بعدها،يبدأ الإضراب.
البعض ممن لا يخاف الله يشيع ويروج،بان المعلمين لا يفعلون شيئا،ولا يحضرون السلام الملكي.هذا الأمر عار عن الصحة ويراد به باطل.المعلم كان ومازال وسيبقى مصنع العقول،رغما عن كل الأهوال التي تتجاذبه،من هنا وهناك.
"أن النقابة ضرورة حتمية،لإعادة الهيبة والكرامة للتعليم والمعلم في آن واحد،التعليم الذي أصيب بمقتل جراء قصر نظر القائمين عليه وجراء اعتماده على مشاريع مستورة لا تمت بصله لواقعنا التربوي والتعليمي،والمعلم الذي سفه دورة وحقر وتم التغول عليه وتدميره،النقابة اليوم عنصر أساسي سيقود إلى غد أفضل،لكي يشعر بأنه يأوي إلى ركن شديد" يقول احد معلمي اللغة الانجليزية في خضم رده على مشروعية إنشاء نقابة للمعلمين.
المشهد الثالث (الطلاب):الطلبة تجوب الشوارع،آخرون معتصمون أمام مدارس البنات،جيش جرار منهم تم القذف به صوب الشارع طبعا بيد الوزارة لا بيد غيرها،وكان الطلاب لقطاء،من المسؤول ؟؟"لقد تخطت تصرفات الوزارة الخطوط الحمراء وأصاب لهيب نيرانها الطلاب،الذي تدعي أنها تسهر على راحته،فهل يعقل أن تعاقب الوزارة أبناءها العملين تحت رايتها والطلبة اجمعين،فقط لان المعلمين طالبوا بحق لهم،لما تستلذ الوزارة والحكومة من وراءها في تهميش دور المعلم وبتالي الطالب،إننا سوف ندعم حقوق المعلم وسنقف إلى جانبهم،فهم قدوتنا وبناة عقولنا"يقول احد الطلاب.
المشهد الرابع(لا للتطبيع):النقابة لابد وان تكون صخرة صماء،بوجه من يهرول صوب التطبيع مع العدو الصهيوني،من خلال تدريس التاريخ الصهيوني،للطلاب باعتباره جزء من العملية التربوية والثقافة الوطنية الأردنية،هل يعقل أن تقوم الوزارة مثلا بتطوير المناهج من خلال إضافة"الهلوكوست"إليها،لا وفق نظراتنا الوطنية الشرقية العربية الإسلامية،أو الدولية الراقية، هل الوصفات الصهيونية هي الحل الناجح والاكتشاف السحري الذي تكشفت عنه قريحة الاخوان في وزارة التربية،هل تتم هذه الأمور بغفلة من الوزير والأمناء،أن كان الجواب،نعم ،فتلك مصيبة كبرى لا لابد من الوقوف عندها وعلاجها،خاصة وأنها أي الوزارة في عين الوقت تغض الطرف على تاريخ رجالات الأردن والعرب الذين هم أحق بتدريس تاريخهم.
المشهد الخامس(الأجهزة الأمنية):كم صعقت عندما شاهدت سيارات الشرطة تجوب ساحات المدارس،برفقة بعض مرتبات الأجهزة الأمنية الأخرى،باحثة عن أسماء المعلمين المشاركين في الإضراب،بهدف جرجرتهم لمراكزهم بعد ذلك.(اثناء كتابة هذه السطور تم ألقاء القبض على المعلم أمجد يوسف الجراح احد المضربين في محافظة اربد،لفترة،ومن ثم صير إلى أطلاق سراحه)
نقول لمرتبات الأمن والأجهزة الأمنية التي نقدر دورها ونحترمه خاصة أن توافق مع مفاهيم حفظ الأمن والاستقرار: انه من باب أولى أن توجيه هذه الجهود صوب البحث عن الجواسيس ومحاسبتهم،والخلايا النائمة وإيقافها شرها،والتي تعمل ضد وطننا الغالي لحساب أعداءنا وأعداء الأمة،لا البحث عن موظفي الدولة الأردنية الذين افنوا زهيرات أعمارهم خدمة لها ولشعبها الكريم،لا ضد المعلمين الأخيار الأطهار الشرفاء ورثة الأنبياء وبناة أمل الغد.
المشد السادس( يوم الجمعة): دولة الرئيس معروف البخيت،الوزراء،النواب ،الأعيان،من الأهمية بمكان،الإسراع في إيجاد حل ايجابي يرضي المعلمين ويحقق مطلبهم المشروع،ويعمل على إنهاء الإضراب. ذلك للحيلولة دون انضمام تيار المعلمين الواسع إلى مظاهرات يوم الجمعة القادم،بحيث يتحد معها ويعطيها دفعة وزخم كبيران،وتصير المشكل مشاكل والمطلب مطالب،لن تقدر الحكومة على الصمود او الوقوف بوجهها.(طبعا أنا لست ضد هذا السيناريو بل متفق معه،كما أنني مع الاعتصام المطالبة بالإصلاح الدستوري)
المشهد السابع(التكلفة المالية):يا ترى هل لنا سؤال وزارة المالية كم هي القيمة الإجمالية للخسائر المالية التي منيت بها وزارة التربية والتعليم منذ اليوم الأول للإضراب،وهل يمكن للوزارة أن تقول لنا كم هي ستخسر أن صير الإعلان عن إنشاء النقابة.
المشهد الختامي( حق لابد منه):النقابة حق،قال به المركز الوطني لحقوق الإنسان في تقريره الأخير،ومطالب المعلمين حق في تطوير العملية التربوية التعليمة،والرفع من شأن المعلمين حق،والوقوف بوجهة تطبيع التعليم مع الصهيونية حق،والإضراب ينم عن رقي وعن حرية تعبير كفلها الدستور،فلما تنكرون الحقوق،لما تخافون من النقابة،هل بات المعلمون بمثابة أسلحة دمار شامل بالنسبة لكم؟؟!!
هل يعقل استدل الستار على فصل اسود،بسبب إصرار الوزارة وتزمتها،واعتقادها أنها جرت لجان الحق الممثلة للمعلمين للموافقة على رؤيتها،رؤيتها التي تحط من المطالب وتفرغها من مضمونها وتجييرها إلى غير غايتها،حوار اعتقدت به بأنها صاحبة القول الفصل والولاية الشرعية عليه،مبني على سياسة السمع والطاعة،لا السماع والاستماع،والحوار واحترام الآراء،هذه التصرفات قادت المنظومة التربوية برمتها إلى حدود الانهيار.

الله يرحمنا برحمته .. وسلام على أردننا الهاشمي ورحمته من الله وبركه.
خالد عياصرة
[email protected]



#خالد_عياصرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضراب المعلمين في الاردن .. الجاني والمجني عليه .... إشكالية ...
- في بيتنا جاسوس ... يكشفه جارنا
- ربور طبي ... وزراء معاقون ... صمت واغتصاب حكومي أردني
- مجلس نواب الاردني ... لا يسمع لا يرى لا يتكلم ... وحكومة عرج ...
- هل ثمة قذافي صغير في قلب وعقل كل واحد فينا
- الملكية الدستورية: الملك يملك و لا يحكم ...غياب الرؤية الواق ...
- خوف واعتذار وتقاعد في الاردن ... صورة ثلاثية لفيصل الفايز وا ...
- صحيفة الرأي الاردنية : فرقة إعدام من رجل واحد
- ثقة نيابية أردنية عرجاء ... وقصة البلطجي بمقابل النذل الحقير
- مجلس النواب الاردني اذ يغير رقم الطوارئ لديه من 111 إلى 63
- أنا بكره الحكومة الاردنية ... وبحب الطفران الساخر كامل نصيرا ...
- الفترة الانتقالية صوب الملكية الدستورية ومركزية النظام الأرد ...
- المقال الذي هز عرش الحكومة الأردنية ... وصمت كتيبة كتاب التد ...
- جريمة في الاردن : غياب الحكومي وارتباك الأمني
- معارضة الأردنية...تشتت وضياع أم وحدة وتلاحم
- الأسلحة الصامتة للمستثمرين الجدد في الاردن... بمواجهة ورقة ا ...
- الرؤيا الشعبية لا تنحصر في الإخوان المسلمين فقط
- الثورة المصرية ... التلفزيون الاردني الرسمي ... والشقة رقم 4
- الشعب يريد إسقاط سمير ... لا دمار الأردن ...
- رسالة إلى الريس مبارك : مش هتقدر تغمض عينيك


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - ملهاة التربية والتلغيم أم مأساة الطلاب و المعلمين...مشاهد من قلب اضراب المعلمين في الاردن