أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم آل مسافر - ابو عهد يبحث عن حسون في السوق















المزيد.....

ابو عهد يبحث عن حسون في السوق


نعيم آل مسافر

الحوار المتمدن-العدد: 3309 - 2011 / 3 / 18 - 18:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أبوعهد يبحث عن حسون
 
بعد أن نشرت مقال: (مات حسون وتحقق ما تريدون). كتب لي الكثير من الأحبة والأصدقاء , تعليقات في عدة مواقع الكترونية .. عبروا فيها عن عميق حزنهم وتضامنهم معي في ذلك .. وكان من أولئك المعلقين الشاعر, والكاتب, والفنان والمثقف, والسياسي, والإعلامي .. من الرجال والنساء , على حد سواء. 
تعليقات اعتز بها جميعا .. وتعجز كلماتي عن التعبير لكتابها الأكارم , عن مدى شكري وامتناني .. لنبل مشاعرهم الإنسانية الفياضة .. وروحهم الوطنية العالية.
كما شدني احد التعليقات المنشورة في موقع سومريون نت.. وكان التعليق للفنان (أبو عهد).. حيث تزخر مدينة حسون بالكثير من الطاقات , العلمية والأدبية والفنية.. شأنها شأن المدن العراقية الأخرى , التي محصت بالطغاة تمحيصا شديدا ً .. ومن تلك الطاقات الإبداعية الخلاقة, هذا الفنان التشكيلي والنحات, المرهف الإحساس..
(أبو عهد) فنان يساري الانتماء.. ذو قلب حنون .. يفيض بالود والمحبة, لكل من يعرفه .. ولكونه فنان وإنسان حقيقي .. لم يمنعه انتماءه اليساري, من المشاركة في معارض فنية, تقيمها مؤسسات دينية .. وبمناسبات دينية أيضا .. ويحرز فيها مراكز متقدمة.. بل وصل الأمر لأكثر من ذلك.. حيث قام بنحت مشاهد من واقعة ألطف الخالدة لمواكب المدينة.. مشاركة ً منه في مراسيم العزاء.. حتى إني عندما التقيت الحاجة شقيقته في مسيرة المواكب الحسينية .. قالت: لولا أن هذه أيام عاشوراء لزغردت بأعلى صوتي.. فقلت لها ولم ذلك؟؟ قالت: بفطرتها المستغرقة بطيبة أهلنا السابقين :
_ ( ما تدري؟ غير أبو عهد استسلم )..
عـبر ابوعهد من خلال تعليقه, عن عظيم حزنه وألمه وتعاطفه, مع قضية حسون ومظلوميته .. وعندما التقيته عصر ذلك اليوم في المقهى .. ذكر لي انه في صباح اليوم الذي قرأ فيه المقال , ذهب لسوق المدينة الكبير للتسوق .. وعندما احتاج لكيس نايلون كبير (علاكه) ليجمع فيها الأكياس الصغيرة المملوءة بالفواكه والخضروات.. تذكر أن حسون كان في صباه يبيع (العلاليك) في السوق.. فصاح على الأطفال الباعة :
_ حسون .......
جاءه ثلاثة أطفال كل يقول:
_ (عمو اثنين بربع).....
صُدم َ أبو عهد من إسراعهم إليه.. ومن إصرارهم عليه لكي يشتري منهم .. ولأنه ذهل للحظات توسل به الباعة الصغار كي يشتري منهم .. فقال لهم:
_ أنا ناديت حسون .. فأيكم هو؟  
_ أنا حسون .. ( صاح الجميع)
_ كلكم حسون؟؟؟!!!
وأنا اعرف أبو عهد جيدا ً .. فلربما أطلق العنان لدموعه في منتصف السوق .. واشترى من الثلاثة رغم عدم حاجته لذلك..
وعندما مر بالأطفال الذين يدفعون العربات الخشبية الصغيرة في مدخل السوق.. تردد أن يعيد النداء.. ولكنه أعاده بغير شعور.. فكان الجميع حسون أيضا.
كان يتحدث إلي وعيناه مغرورقتان بالدموع .. فقلت له لا بأس عليك, وهذه خطوة جيدة منك .. ليشعر حسون انه يتفضل على أمثاله , وهو في العالم الآخر.. وهكذا هم العظماء دائما .. لا تنقطع صلتهم بنا, وبركاتهم عنا , حتى وان رحلوا.. لأنهم يسكنون وجداننا.
وأصابني أبو عهد بنفس العدوى.. وكانت نفس النتيجة.. فتكدست أكياس النايلون (العلاليك) في البيت.. مما حدا بأطفالي إلى صنع طائرات منها.. أشبه بالطائرات الورقية, أسموها الطائرة الحسونية .. ولكثرتها صدروها مجانا إلى الجيران .. وكله بثواب حسون.
كما تفشى الوباء لأصدقائنا الآخرين من رواد المقهى.. وأدمنوا شراء (العلا ليك) بدون حاجة.. مما أدى إلى تكدسها في بيوتهم أيضا.. فنصحتهم بأن يوصوا أطفالهم بصناعة الطائرات الحسونية أيضا ً.
ولم يتوقف الوباء عند هذا الحد .. حتى تفشى في المدينة بشكل غير مسبوق.. فأصبحت لعبة الطائرات الحسونية , المصنوعة من النايلون, اللعبة المفضلة لأطفال المدينة.. وتركوا المدارس وامتهنوها بيعا ً ولعبا ً .. وقاموا بتنظيم مسابقات وبطولات بين المدارس وبين مناطق المدينة وضواحيها .. يحضرها الكثير من الجمهور والمشجعين ..
فقامت السلطات بعزل المدينة عن المدن الأخرى .. بسبب تفشي هذا الوباء .. وتم اعتبارها منطقة موبوءة أو منطقة منكوبة ..
لكن ذلك لم يثن أبناء المدينة, عن الاستمرار بهوسهم الحسوني هذا.. مما إلى أدى إلى ازدهار مهنة بيع (العلاليك) في السوق.. والى كثرة باعتها.. وافتتحت الكثير من المحلات لصنع الطائرة الحسونية, وبيعها على الأطفال ..
ولما أصبح الأمر أمرا واقعيا لا يمكن تجاهله أو التغاضي عنه.. قامت السلطات المحلية على اثر ذلك بتقديم مشروع إلى الجهات العليا المركزية.. بإنشاء معمل لصناعة العلاليك في المدينة.. يسمى مصنع حسون للعلاليك.. ليبيعها الأطفال في السوق, لكثرة هؤلاء الباعة الصغار ..
وعندما سمع أبناء المدن الأخرى, بذلك حذوا حذو أبناء مدينة حسون .. بالشراء وصناعة الطائرات الحسونية  وإقامة المسابقات وإنشاء المصانع لذلك .. وعلى أثره امتصت البطالة, ولم يبق في البلاد عاطل واحد عن العمل..
وسمعت في الآونة الأخيرة أخبارا غير مؤكدة .. أن بعض الأحزاب تنوي تغير رموز شعاراتها, من أشكالها السابقة, إلى شكل الطائرة الحسونية.. أو (العلاكة) الحسونية.
وان البعض الآخر كتب من الآن برنامجه السياسي للانتخابات القادمة.. بزيادة معامل صناعة العلاليك .. وزيادة باعتها في الأسواق .. وكتب لهم المختصون دراسات تفيد: بان بيع (العلاليك) في السوق يؤدي إلى تسرب الأطفال من المدارس.. وبذلك تتوفر للميزانية المبالغ التي رصدت لبناء مدراس جديدة.
وآخرون قدموا مشروع قانون إلى البرلمان .. لإدراجه ضمن التعديلات الدستورية, بخصوص تجارة وصناعة ولعبة حسون .. والقانون ينص على أن يكون بياعة العلاليك من الأيتام .. والمشترين واللاعبين من أبناء الموظفين والكسبة وعامة الناس.. وإحصاب معامل صناعة العلاليك والطائرات الحسونية من أبناء المسؤولين.
كما وعد البعض باستقطاب المستثمرين والشركات الأجنبية, لبناء ملاعب خاصة تقام فيها مسابقات الطائرات الحسونية .. وهنالك من ذهب لأكثر من ذلك بوعوده.. حيث وعد بالحصول على بطولة كاس العالم , في مسابقة الطائرة الحسونية.. وبتصدير العلاليك إلى العالم .. واعتقد أنهم سيفون بوعودهم لأول مرة ..
من سيتفوق علينا؟؟؟
فأولادنا( اثنين بربع ) .. وكلهم حسون ...      
وللحديث بقية......... 
 



#نعيم_آل_مسافر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو ترك (الموت) لنام
- قال الشاعر ح4
- الرموز _ قصة قصيرة
- قال الشاعر ح3
- جرار القطار
- رحلة في متاهة الضوء
- قال الشاعر ح2
- قال الشاعر ح1
- رحيم الغالبي كما عرفته
- اذا الديمقراطية وئدت
- ليس بعيدا عن هنا
- الأختلاف والخلاف
- النقد والتجريح
- قصة قصيرة


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم آل مسافر - ابو عهد يبحث عن حسون في السوق