أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم آل مسافر - الأختلاف والخلاف














المزيد.....

الأختلاف والخلاف


نعيم آل مسافر

الحوار المتمدن-العدد: 3193 - 2010 / 11 / 22 - 21:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأختلاف ضرورة من ضرورات التكامل الإنساني .. لولاه مات ولع الناس في تسيير عجلة الحياة .. فهو يستوعب جميع الأذواق والأمزجة والسلائق وهو عكس الخلاف تماما الذي يؤدي إلى التصادم والتنازع ..
ونحن في العراق مختلفون في الأديان والقوميات والمذاهب والتوجهات والعادات والتقاليد واللغات وحتى في التضاريس والمناخ .. وهذا التنوع الجميل من أهم مميزات بلدنا الحبيب .. لأن هذا الاختلاف هو الذي يؤدي إلى تلاقح الأفكار والثقافات والعادات والتقاليد .. فنأخذ من كل شيئ أحسنه
مع محافظة كل منا على هويته وخصوصياته .. وبذلك نتقدم نحو الأمام وعلى مختلف الأصعدة ..
لكن الدكتاتوريات التي تعاقبت على حكم البلاد والطبقه السياسية التي تعمل بأخلاق السياسة لا بسياسة الأخلاق.. والقوى الإقليمية والعالمية , حاولت ولا زالت تحاول بكل ما أوتيت من قوة وإمكانات كبيرة أن تجعل من هذا التنوع نقمة علينا ومن هذا الاختلاف خلافا .. وان تجعل من هذا الشعب المتعايش المتآلف في اختلافه شعبا متخالفا متنازعا متصارعا متخلفا عن عجلة التقدم والازدهار.. وان تجعل من هذا الاختلاف مدعاة للتمييز العنصري والطائفي والسياسي والطبقي وغير ذلك..
وقد يعتقد البعض أن محاولة جعل اختلاف العراقيين خلافا ً ونزاعا ً, هي وليدة المرحلة الراهنة وهذا مناف للصواب وللأحداث والوقائع التي مرت بها البلاد منذ تأسيس الدولة العراقية وفي العهدين الملكي والجمهوري على حد سواء .. لأن الحكم بالحديد والنار وتكميم الأفواه والأقلام لايلغي هذه الظاهرة بل يزيدها تأججا.. كنار تحت الرماد تنتظر الظروف الموضوعية لاشتعالها واشتداد أوارها في المجتمع .. وما المرحلة الراهنة إلا مناخ وبيئة مناسبة لكي تطفو هذه الظاهرة على السطح وتأخذ مأخذها من الناس.. فمادام الجميع قادرون على التعبير عن أرائهم بحرية تصل في أحيان كثيرة حد الفوضى .. ومادام في ترسيخ هذه الظاهرة منفعة للسياسيين في الحصول على المكاسب والمناصب فلماذا لا يستخدمونها؟ لأن السياسة فن الممكنات كما يعبرون.. خصوصا أن ليس هنالك رادع من ضمير ولا رأي عام يمنعهم ولاقوى ضغط شعبية. والتجربة الديمقراطية الجديدة لا زالت تحبو في العراق .. وفوق هذا وذاك ليس هنالك وازع ديني أو أخلاقي يمنعهم .. وبهذا يمكن أعتبار هذه الظاهرة من مخلفات الماضي التي تلقي بتبعاتها على الحاضر .. وما يجري الآن عملية استغلال لهذه الظاهرة بتأجيجها بمختلف الطرق والوسائل المتاحة.
ولولا طيبة قلوب العراقيين وتاريخهم الطويل في التعايش السلمي في مابينهم ولولا حكمة السيد السسيستاني لو قعنا في حرب أهلية لا يمكن الخروج منها إلا بعد دمار وخراب يفوق ما نمر به الآن بكثير
إذن ماهي طرق التعاطي مع هذه الظاهرة في مرحلة حساسة وخطرة جدا في تاريخنا المعاصر؟ وهل نستطيع أن نوظف ونستثمر هذا الاختلاف لصالحنا .. واعتقد أن ذلك ممكنا عن طريق فهم ثقافة الاختلاف.. والخطوة الأولى لهذا الفهم تبدأ بالحوار الهادئ البناء. الذي يتميز بعدم التشنج والانفعال وإتقان فن التلقي والاستماع.. بإخلاص النية في القول والعمل.. حيث أن أعداء الشعب والمستفيدين من عذاباته وآلامه جعلوا البعض يتقن فن الاختلاف ولكنه يفقد أدبه وأخلاقياته وبذلك يفقد معناه ويتحول إلى خلاف.. نعم نستطيع لأننا بحكم طبيعتنا الفطرية كبشر وكعراقيين متفقون في بعض الأشياء ومختلفون في البعض الآخر.. نتفق في العموميات ونختلف في الجزئيات نتفق في المفاهيم ونختلف في المصاديق.. إذن يجب علينا أن نتحد في اختلافنا لأن ( وحدة المختلفين في كثير من الأحيان أفضل وأجدى وأجمل وأغنى من وحدة المتماثلين ).
فإذا كنا حقا نبحث عن الوحدة الوطنية فيجب علينا أن نركز على المفاهيم التي نحن متفقون عليها مسبقا.. ونرسخها, ونضع أطرا ً للتعامل بشفافية على أساسها. وبعد أن نحرز صدق النوايا الحسنة من خلال التجربة. نعمد إلى المصاديق التي نختلف فيها, ونحاول من خلال أدبيات الاختلاف المبنية على الحوار واحترام الرأي الآخر وإيجاد صيغ توافقية ترضي جميع الأطراف ونصنع من هذا التوافق اتفاقا ومن الاتفاق وحدة .. مع الحفاظ على حقوق الجميع أفرادا وجماعات على هويتها وانتمائها واحترام خصوصية تلك الانتماات .. لنبني عراقا جديدا .. حرا معافى .. تسوده المحبة والوئام.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد والتجريح
- قصة قصيرة


المزيد.....




- -لا يفهم كيف تعمل-.. شاهد كيف علق بولتون على قرار ترامب تحري ...
- -مكر الليل والنهار-.. الداعية علي الجفري يثير تفاعلا بدعائه ...
- بعد -صدمة- أرقام الوظائف.. ترامب يطيح بمسؤولة رفيعة في وزارة ...
- البشر الأوائل كانوا نباتيين .. هل تصدق؟
- أزمة النزوح المتكرر وانعدام الخيام في غزة
- أنظمة المنزل الذكي.. تحت المجهر
- الناس يرتدون قمصان النوم في كل مكان ما عدا السرير!
- ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين ...
- أنقاض رومانية اعتُقد أنّها لكنيسة قديمة.. لكنّ الأدلّة تروي ...
- فيديو لمطاردة جنونية لرجل يقود شاحنة قمامة في شوارع مدينة أم ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم آل مسافر - الأختلاف والخلاف