8 اذاريوم غضب واعتصام المرأة العراقية واحبائها في ساحة التحرير مواصلة وتطوير لانتفاضة جمعة الغضب والكرامة

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3 - 13:16
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

8 اذار يوم غضب واعتصام المرأة العراقية واحبائها في ساحة التحرير
مواصلة و تطوير لانتفاضة جمعة الغضب وجمعة الكرامة
سجل يوم المرأة العالمي تاريخ حي لتطور كفاح البشرية عموما والمرأة خصوصا ضد التمييز والتمايز بين البشر عبر عصور الاستغلال التي رسخت وطورت مختلف اشكال التمييز والتمايز بين البشر انطلاقا من الملكية الخاصة لوسائل الانتاج كضرورة موضوعية لتطور البشرية. فقد بدأ بتقسيم العمل بين المرأة والرجل وتعمق بنشوء وتطور الملكية الخاصة لوسائل الانتاج, بالتمايز الطبقي وصولا الى ملكية الراسمال المالي الذي استقطب التمييز بين البشرية عموما وبين اقطاب راسمال المال المالي العالمي. وانطلاقا من قوانين كل مرحلة من مرحل تطور الملكية الخاصة لوسائل الانتاج ومصالح اقطابها تطورت وسائل الانتاج والمجتمع البشري وانطلقت طاقات البشرية وطموحاتها ولم تعد بحاجة الى التمييز والتمايز بل واصبح هذا التمييز والتمايز عائقا امام تحررها. وجرى تحديد 8 اذار كيوم عالمي لالغاء التمييز ضد المرأة في اوائل القرن الماضي . ونشأت وتطورت الى جانب المنظمات السياسية الطبقية المنظمات الاجتماعية لالغاء التمايز بين البشر وفي مقدمتها الاتحاد النسائي الديموقراطي العالمي الذي ضم المئات من المنظمات النسوية الوطنية ومنها رابطة المرأة العراقية التي نهضت بدور فعال في تاسيسه وعبر تاريخه من خلال ربطها النضال من اجل تحرير المرأة العراقية بالنضال من اجل تحرير الوطن وبالنضال من اجل تحرير البشرية .
ومع تطور مرحلة الملكية الخاصة للراسمال المالي العالمي المرتبط باسواق المال والبعيد عن الانتاج, فقد الراسمال بذلك كل ارتباط بحاجات البشرية وتطورها وانتهت مهمته التاريخية. فلم تعد البشرية في عصرنا عصر الثورة العلمية التكنولوجية بحاجة للملكية الخاصة لوسائل الانتاج ولا الى كل ما رافقها من مستلزمات ولاسيما جميع اشكال ووسائل التمييز والتمايز فضلا عن كل اشكال انظمتها وقوانينها وتقاليدها وادواتها ومؤسساتها التي بنيت ورسخت عبر القرون. ولذلك يشهد عصرنا احتدام الصراع بين البشرية عموما الطامحة للتحرر وبناء المجتمع الانساني الحقيقي واقطاب النظام الراسمالي العالمي الحالمين بادامة نظامهم القائم على استغلال واستعباد البشرية مشهرين كل اسلحتهم وفي مقدمتها مختلف اشكال التمييز والتمايز بين البشرولاسيما التميز بين المرأة والرجل التي جسدتها بعشرات القوانين والعادات والتقاليد لتفريق صفوفهم وبعثرة طاقاتهم وقتل طموحاتهم.
فنحن نعيش اخر مراحل عصور الاستغلال والاستعباد بفضل الثورة العلمية التكنولوجية و نشهد اعظم الثورات الشعبية وارقاها حيث تنطلق الشبيبة بدون تمايز او تميز في كفاح انساني بطولي من اجل التحرر . فقد انتسب في اجواء الثورة الالاف من شبيبة الثورة الى الاتحاد النسوي المصري . في حين يمارس اقطاب النظام الراسمالي ولاسيما في البلدان التابعة كل وسائل واساليب تركيع الشعوب بما فيها اسلحة الابادة الفردية والجماعية وافضع اشكال الاستغلال والتمييز والتمايز وتقديمها مثلا مرعبا للشعوب المتحررة والطامحة للتحرر. ففي العراق وفي ظل الاحتلال الامريكي وادواته التابعة وتحت شعارات التحرير وحقوق الانسان تعمقت كل اشكال ووسائل التمييز والتمايز بين البشر . فقد بلغ التماييز الطبقي اوجه بفسح المجال لادوات المحتلين لنهب ثروات الشعب. حيث تعمق التمايز الطبقي فامتلكت الاقلية التابعة المليارات وتعيش الملايين تحت خط الفقر. ولتمزيق وحدة الشعب وتضليله عملت على تعميق كل وسائل واساليب التمييز ضد المرأة فجمدت كل القوانين والتشريعات التي حققتها المرأة عبر كفاحها الوطني من اجل تحرير الوطن والشعب الذي يشكل تحرير المرأة والغاء كل تمييز ضدها احد مقوماته الرئيسية. واطلقت العنان لكل التقاليد البالية وتهييج كل الغرائز المتوحشة فاباحت قتل المرأة تحت شعار غسل العار . واطلقت حرية الاتجار بالمرأة والاطفال وتشويه الترابط الانساني بترسيخ التمييز ضد المرأة بالفصل بين الذكور والاناث في المدارس والمعاهد وميادين العمل . ورغم كل ذلك وبفضل امكانيات عصرنا ومستلزماته سيسجل يوم المرأة العالمي في العراق يوم غضب واعتصام الجماهير النسوية واحبائها المنتفضين في ساحات التحرير في جميع انحاء العراق, ضد النظام التابع واسياده المحتلين, لتؤكد تلاحم قواها واهدافها بقوى الانتفاضة واهدافها وفي مقدمتها تحرير الوطن وتغيير النظام التابع ليشكل يومها العالمي تطورا ومواصلة للانتفاضة الشعبية ونقلة نوعية على طريق ثورة الشعب العراقي من اجل التحرر والمساهمة في تحرير البشرية من جميع اشكال التمييز والتمايز بين البشر. فتحرير المرأة يتحقق عبر تطور الكفاح من اجل تحرير الشعوب والبشرية عموما

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات