الشباب التونسي والمصري يقتحم عصر القيادة الميدانية والتعبئة الالكترونية والاستجابة الخلاقة لمتطلبات العصر

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3275 - 2011 / 2 / 12 - 18:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

الشباب التونسي والمصري يقتحم عصر القيادة الميدانية
والتعبئة الالكترونية والاستجابة الخلاقة لمتطلبات العصر
نشأت وتطورت الاحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية كضرورات موضوعية لقيادة الصراع الطبقي في ظل سيادة علاقات الانتاج الراسمالية القائمة على استغلال الانسان لاخيه الانسان واستعباده افرادا وشعوبا. ونهظت بدورها التاريخي في تطوير وعي وتعبئة وتنظيم الحركة الوطنية والاجتماعية والسياسية لما يزيد عن قرن وطورت القاعدة السياسية والاجتماعية والفكرية للوصول الى عصرنا ,عصر الثورة العلمية التكنولوجية التي وفرت القاعدة المادية لتحرير البشرية من علاقات الانتاج الراسمالية ومما وطدته من تمايز بين البشر انطلاقا من اساسها المادي , الملكية الخاصة لوسائل الانتاج, كاساس لتمايز طبقي. وطرحت متطلبات جديدة تفرض توحد جميع البشر للاستفادة منها وتطويرها وقدمت امكانيات جبارة لتوعية وتعبئة البشرية لانجاز تحررها . فانطلقت الشبيبة المصرية والتونسية المعبأة الكترونيا, بدون تمييز طبقي, في الكفاح من اجل تغيير النظام القائم على الاستغلال المركب الذي تعاني منه جميع شعوب البلدان التابعة وهي مفعمة بالثقة بقدراتها الانسانية وسبيلها السلمي وصمودها واستعدادها لتقديم كل التضحيات. واطلقت العنان للابداعات الفردية والجماعية في الاساليب والوسائل الجديدة . وتمكنت بذلك ليس فقط شل كل اسلحة النظام البائد وادانتها بل وتفجير القيم الانسانية حتى في اجهزة قمعها. فبعد ان حي اوباما ثورة الشعب المصري صاغرا وادان اساليب النظام القمعية, اقر قائد القوات المسلحة المصرية بان لاشرعية تعلو على الشرعية الجماهيرية .
واذ اختصر هروب الرئيس التونسي الثورة التونسية وحد من اهدافها ولم يعطيها المجال للتعمق فان عناد مبارك وتمسكه بالسلطة اعطى المجال للثور المصرية ان تتعمق وتقدم اروع تجارب عصرنا الكفاحية. وشكلت بفضل الثورة العلمية التكنولوجية ولاسيما في مجال الاعلام الى مدرسة رائعة لجميع شعوب العالم . فقد حول العصيان المدني السلمي للشبيبة المصرية ميدان الحرية الى نموذج للمجتمع المنشود القائم على الاخوة والعمل المشترك وتحمل المسؤلية والتضحيات المشتركة المقترنه بالسعادة الغامرة الناجمة عن تمتعه بانسانيته المتحررة من كل ادران علاقات الانتاج الراسمالية وبالانبهار والتقدير والدعم المتعاظم لعموم البشرية. واستطاع بكفاحه السلمي شل كل اسلحة السلطة بل واثار غضب البشرية على النظام المصري. ودعمت شعوب العالم شعار الشعب المصري برحيل مبارك واصبح ميدان التحرير خلال ثمانية عشر يوما مدرسة تتلقى البشرية منه بفضل وسائل الاعلام الجبارة المعاصرة دروس مبهرة في الكفاح وتتعزز ثقتها بقدرات الشعب المصري على تحقيق اهدافه وبقدراتها على تحرير نفسها. في حين وقفت جميع الاحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية المصرية متفرجة الى حين. ثم الى مؤيدة واخيرا داعمة, مبرهنة على انها اصبحت مجرد رافد من روافد التحرك الجماهيري في احسن الاحوال . فطابعها الايديولوجي وقواعد تنظيمها لم تعد تلائم العصر الذي يتطلب تظافر جميع قوى البشرية وقيادة ميدانية متحركة مبدعة لمواجهة التطورات السريعة في كل لحظة وليس قيادة نخبوية تستمر لاماد طويلة رغم كل محدوديتها. وتعتمد تخطيط مركزي وبرنامج محدد ونظام طاعة يجمد الفكر ويعطل الطاقات المبدعة . فانطلقت الشبيبة المتحررة والمفعمة بالحيوية والمسلحة بالامكانات الجبارة للثورة العلمية التكنولوجية في خوض الكفاح من اجل التغيير الجذري, مقدمة المثل لقواعد الاحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية, الشابة للعمل على تحريرها من القواعد التنظيمية المكبلة للطاقات وتطوير مناهجها الفكرية وفقا لمتطلبات العصر المتطورة وتعزيز تواصلها الجماهيري وصولا الى تلاحمها بالطليعة الجماهيرية المتنامية و قيادتهاالميدانية المتجددة والمتطورةعلى الدوام واساليب تعبئتها الالكترونية واستجابتها الفورية لمتطلبات العصر المتجددة على الدوام

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل