البشرية على موعد مع ثورة الشعب العراقي لتطوير منجزات الثورة المصرية

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3278 - 2011 / 2 / 15 - 18:16
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

تتناوب الشعوب بثوراتها دفع عجلة التاريخ بانجازات جبارة وتضحيات جسيمة, تفرض فترات لاستيعاب المنجزات وتليخص التجارب وتطوير المناهج والاهداف لتنطلق ثانية وثالثة وصولا الى التحرر الناجز لعموم البشرية. ويتطور مفهوم الثورة واساليبها ووسائلها وقاعدتها الاجتماعية مع تطور البشرية, بدءا بالانتقال من مجتمع يقوم على استغلال الانسان لاخيه الانسان الى اخرارقى ومن قاعدة اجتماعية طبقية الى اخرى اوعى واعظم قدرة, وصولا الى قاعدة تشمل عموم البشرية ضد مستعبديها ومتعاظمة القدرة بفضل منجزاتها العلمية والتكنولوجية.
واذ تمر البشرية اليوم في اخر عصور الاستغلال الانسان لاخيه الانسان واقساها لما راكمه اقطابه من اسلحة وتجارب, فان البشرية اليوم اعلى وعيا واشد تلاحما واعظم اقتدارا واسرع تفاعلا واستعدادا لادامة شعلة الثورة متقدة تنور طريق البشرية وتعزز ثقتها بقدراتها, بفضل الثورة العلمية التكنوبوجية. فقد حركت الثورة المصرية الشعوب في عموم المنطقة مقدمة لها تجربتها ودروسها ومن اهمها وضوح الهدف والصمود والاستعداد للتضحية وانسانية الاسلوب . فدفعت الشعب التونسي الى مواصلة ثورته التي اطلقت هذه الموجة العارمة من الثورات في منطقة الشرق الاوسط, لتزعزع اقدم وارسخ قواعد نظام الاستغلال في العالم . وتحرك الشعب المغربي مطالبا بتغيير النظام دون ان يرقى تحركه الى ثورة بعد وتحرك الشعب اليمني ويتعالى تحركه, وتحرك الشعب الاردني, والايراني والبحريني وتختمر ثورة الشعب العراقي بتصاعد التحرك الجماهيري في جميع مدن العراق
لقد انجز الشعب العراقي ثورتين جبارتين في القرن الماضي ثورة العشرين وثورة 14/تموز كان لهما الاثر الكبير على عموم المنطقة والعالم بما قدمه الشعب العراقي من بطولات وقدمه من تضحيات في مواجهة اعداء البشرية وهم في اعلا مراحل تطورهم وجبروتهم مقدما المثل في الجرءة والتحدي. مما جعل من ردة فعل اعداء البشرية وقطبهم الاكبر الادارة الامريكية في الاصرار على تركيع الشعب العراقي بلجوئها الى افضع واوحش الانظمة الدكتاتورية وصولا الى الاحتلال المباشر عن طريق الحرب التي كبدتها ابهض التكاليف والتضحيات وعمقت اخطر واطول ازماتها. واقامت افسد الانظمة واشاعت الفوضى الوحشية تحت شعار الفوضى الخلاقة باشاعة الارهاب الدموي واثارة الرعب باقتراف افضع الجرائم واشغال الشعب بمختلف اشكال الصراعات والمشاكل واخطرها الطائفية والفقر. دون ان تستطيع خلال ثماني سنوات من تركيع الشعب العراقي بل وتعددت وسائل واساليب مقاومته للاحتلال وللنظام التابع واغتنت تجاربه وتطورت اساليب كفاحه واتسعت قاعدته الاجتماعية لتاخذ طابع النضال الجماهيري المتصاعد بدءا بالمظاهرات والاعتصامات المطلبية المحلية والفئوية الى المظاهرات والاعتصامات الجماهيرية الشاملة ومن الشعارات المطلبية الى الشعارات السياسية ومن اسلوب الدفاع بالحجارة في مواجهة اخطر واحدث وسائل القهر والارهاب الى اسلوب الصمود الذي يشل كل اسلحة اعداء البشرية بتعرية عدوانيتها وجرائمها بقتل اناس ابرياء يطالبون بحقوقهم باساليب سلمية
ورغم تصاعد ارهاصات الثورة في جميع انحاء العراق فلايمكن تحديد موعد لها ولكن بلا شك سيشكل الاعتصام الجماهيري السلمي المستمر و الصامد منذ يوم 25/شباط حول المنطقة الخضراء بدء انطلاقتها المظفرة وتحقيق اهدافها وفي مقدمتها تحرير العراق واقامة النظام الديموقراطي الانساني

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل