جمعة الغضب انجاز جبارعلى طريق ثورة الشعب العراقي من اجل التحرر والمساهمة في تحرير البشرية

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3290 - 2011 / 2 / 27 - 15:16
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

جمعة الغضب انجاز جبار على طريق ثورة الشعب العراقي
من اجل التحرر ومساهمة في تحرير البشرية
تعصف ثورات الشعوب بالانظمة المتعفنة التي احكمت استعباد الشعوب واذلالها وتغني بتجاربها وانجازاتها الشعوب التي ما تزال ترزح في ظل الاستعباد الذي اصبح مضاعفا جراء ما اصاب الانظمة المتعفنة واسيادها من رعب على مصيرهم. ولم يعد الجوع والفقر في عصرنا المحرك الرئيس لثورات الشعوب بل طموحات الشعوب ولاسيما الشبيبة للاستمتاع بالكرامة الانسانية وبمنجزات العصر وامكانياته الجبارة وتطويرها . في حين تقف الانظمة القائمة جميعها وبدرجات متفاوتة في مواجهة هذا الطموح الذي يهدد مواقعها وامتيازاتها . وتوغل في استخدام كل ما كدسته من وسائل وادوات لقتله
فقد اوغلت قوات الاحتلال الامريكية وادواتها, اقطاب العملية السياسية في العراق في استخدام كل وسائل تركيع الشعوب على مر التاريخ فارجعته قرون الى الوراء, الى الحرمان من الكهرباء والعودة الى الفوانيس والحرمان من المياه الصالحة للشرب ومن اهم اسس الكرامة الانسانية فرص العمل ومن جميع الحقوق والحريات التي حققها عبر نضالات وتضحيات. وفاتها ان تدرك محتوى العصر وامكانياته التي اطلقت طموحات الشعوب وامالهم ولم تبدأ في البلدان المتطورة التي تتحمل شعوبها ازمة النظام الراسمالي واستغلاله المضاعف بما تبقى من حقوق فرضتها بنضالاتها السابقة , بل انطلقت وبزخم جبارفي البلدان الاكثر تبعية والافضع استعبادا كالبلدان العربية التي تعاني الاستعباد المتعدد, من اشكال التبعية الامبريالية ونهبها لثروات الشعوب واشكال من الانظمة الاستبدادية والظلامية الفكرية والدينية. فقد حطمت الثورة العلمية التكنولوجية الحلقة الرئيسية المدمرة لميزة البشر, الظلام الفكري والعبودية الفكرية والدينية. فانطلقت طموحات الشعوب وطاقاتهم ولم تعد كل وسائل اقطاب الماضي وحماته الصمود وفشلت وتفشل كل وسائل واساليب خداع الجماهير وثنيها عن هدف الرئيس التغيير وليس الاصلاح. وبدأت تتداعى بالمفرد بداية وبالجملة فيما بعد.
لقد حاولت الحكومة العراقية التابعة بكل الوسائل والاساليب منع انطلاقة يوم الغضب العراقي وهي مدركة جبروته وأفاقه, وعجزها عن مواجهته. فحاولت تشويهه بادعاء استغلاله من قبل البعث والبلطجية وبالتخويف بانه سيطلق الاعمال الارهابية واندساسها في صفوف المتظاهرين. وسخرت لمنع المظاهرة كل اجهزتها وتوابعها من وسائل الاعلام ومنظمات دينية وسياسية وصلت الى السويد ليعملوا على منع انصارهم من المساهمة في يوم الغضب العراقي. وبدل ان تخيف الجماهير تعاظم رعبها فقد اكتضت المطارات باقطابها الهاربين وارهقت البنوك بتحويل اموالهم المسروقة من الشعب وارهقت الكمارك بتهريب ثرواتهم. ولم تكتف بكل ذلك بل وعطلت كل وسائط النقل العام والخاص , وفرضت منع التجول في جميع انهاء العراق وجابهت الزاحفين بالرصاص وسقوط الضحايا دون ان تستطيع وقف زحف الجماهير وتفجير غضبها الانساني الجبار في جميع انحاء العراق بل وزادها كل ذلك اصرارا وتفجرا. فقد زحفت الجموع بعشرات ومئات الالاف بل تجاوزت المليون في بغداد للتعبير غن غضبها وطرح مطالبها وتطويرها . وقطعت النسوة عشرات الكيلومترات للانضمام الى الجماهير الغاضبة ولتكن مساهمتها تتناسب وعمق معاناتها وسمو اهدافها .
واستعملت الحكومة كل الوسائل والاساليب لحرمان يوم الغضب العراقي من طليعته الجديدة والمتجددة المعتصمة في ساحة التحرير وفي اخطر وابرز المواقع في جميع انحاء العراق التي شكلت بصمودها رغم كل ما قدمته من تضحيات غالية , وبما ابدعته من وسائل واساليب سلمية وانسانية متطورة من اهم منجزات يوم الغضب وتجاربه التي ستغني ثورة الشعب العراقي من اجل التحرر ومساهمته في تحرير البشرية وبناء مستقبلها.

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل