أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - مازن كم الماز - إيريكو مالاتيستا : عن الأناركية و الثورة














المزيد.....

إيريكو مالاتيستا : عن الأناركية و الثورة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3288 - 2011 / 2 / 25 - 15:16
المحور: الارشيف الماركسي
    


ضد الجمعية التأسيسية كما ضد الديكتاتورية

..... في ذلك الوقت أعلنت , كما فعلت دوما من قبل و بعد , أن الجمعية التأسيسية هي وسيلة تستخدمها الطبقات صاحبة الامتيازات عندما لا تكون الديكتاتورية ممكنة , إما للحيلولة دون قيام ثورة أو عندما تكون الثورة قد اندلعت بالفعل , لإيقاف تقدمها بحجة قوننتها , و لتستعيد أكثر ما يمكنها من المكاسب التي انتزعها الناس في المرحلة الثورية .
الجمعية التأسيسية بما تنتجه من تسكين و تثبيط للهمم , و الديكتاتورية , بممارستها القمع و القتل , هما الخطران اللذان يهددان أي ثورة . و يجب على الأناركيين أن يوجهوا جهودهم ضدهما .


ليكن هذا واضح تماما : أنا لست من أنصار نظرية "كل شيء أولا لا شيء" . إنني أعتقد أنه لا يوجد أي شخص يتصرف بهذه الطريقة بالفعل : إن هذا سيكون مستحيلا .
إنه مجرد شعار يستخدمه الكثيرون ليحذروا من وهم الإصلاحات الجزئية و التنازلات المزعومة من قبل الحكومة و السادة , و للتذكير دوما بضرورة و إلحاح الفعل الثوري : إنه عبارة يمكن أن تخدم , إذا فسرت بشكل فضفاض , كحافز للنضال ضد كل شكل من أشكال الطغاة و المضطهدين . لكنها إذا أخذت حرفيا , فإنها هراء واضح .
"الكل" هو المثال الذي يصبح أكثر تقدما و أوسع مع تحقيق التقدم إلى الأمام , و لذلك لا يمكن الوصول إليه أبدا . "لا شيء" سيكون دولة همجية ما دون أية حدود , أو على الأقل خضوع مستسلم للاضطهاد القائم .
أعتقد أنه يجب على الإنسان أن يأخذ كل ما يستطيع أخذه , سواءا أكان ذلك قليل أم كثير : أن يفعل أي شيء يستطيع عمله اليوم , بينما يناضل دوما ليجعل ما يبدو مستحيلا اليوم ممكن في الغد .
مثلا لو أنه ليس بمقدورنا اليوم أن نتخلص من أي شكل من أشكال الحكومات , فإن هذا ليس سببا كيلا نهتم بالدفاع عن الحريات القليلة المكتسبة و أن نناضل لنحصل على المزيد منها . إذا لم يمكننا اليوم أن نلغي النظام الرأسمالي بالكامل و ما يؤدي إليه من استغلال للعمال , فهذا ليس سببا لنتوقف عن النضال للحصول على أجور أعلى و ظروف عمل أفضل . إذا لم نتمكن من أن نلغي التجارة و أن نستبدلها بالتبادل المباشر بين المنتجين , فهذا ليس سببا كي نتوقف عن السعي وراء وسائل الخلاص من استغلال التجار و المستغلين بأكثر ما يمكننا . إذا كانت قوة المضطهدين ( بكسر الهاء ) و حالة الرأي العام تحول الآن دون إلغاء السجون و توفير أي دفاع بوسائل أكثر إنسانية ضد كل من يرتكب الآثام , فلا يجب لهذا أن نفقد الحافز للعمل على إلغاء عقوبة الإعدام , و السجن مدى الحياة , و الحبس الانفرادي , و عموما , كل الوسائل الأكثر وحشية للقمع التي يمارسها ما يسمى بالعدل الاجتماعي , لكن التي تصل في الواقع إلى مستوى الانتقام أو الثأر . إذا لم يكن بإمكاننا إلغاء الشرطة , لا يجب أن نسمح لهذا السبب للشرطي بأن يضرب السجناء و أن يسمح لنفسه بكل أشكال التجاوزات متجاوزا القيود التي تضعها له القوانين القائمة بالفعل ...
سأتوقف هنا , لأن هناك الآلاف و الآلاف من الحالات , سواء في الحياة الشخصية أو الاجتماعية , عندما لا يتمكن المرء من الحصول على "كل شيء" , لكن يجب عليه أن يحاول أن يحصل على أكثر ما يمكنه .
عند هذه النقطة , يظهر سؤال ذا أهمية بالغة عن أفضل الطرق للدفاع عن ما حصلنا عليه و النضال في سبيل الحصول على المزيد , لأن هناك طريقة واحدة لإضعاف و قتل روح الاستقلال و وعي المرء بحقه , و بالتالي تهدد الحاضر و المستقبل نفسيهما , بينما هناك طريقة أخرى تستخدم كل نصر محدود للتقدم بمطالب جديدة , مهيئة العقول و البيئة بذلك لانعتاق كامل بعيد المدى .
ما يشكل سبب وجود الأناركية هو الإيمان بأن الحكومات – الديكتاتوريات , البرلمانات , الخ – هي دائما أدوات للمحافظة , الرجعية , الاضطهاد , أما الحرية , العدالة , و خير الجميع فإنه يجب أن يأتي من النضال ضد السلطة , أن يأتي من الاتحاد الحر و من الاتفاق الحر بين الأفراد و المجموعات .

هناك مشكلة تقلق الكثير من الأناركيين هذه الأيام عن حق .
حيث يجدون أنه من غير الكافي العمل على دعاية مجردة و إعداد ثوري تقني , الأمر غير المتاح دائما و الذي يمارس دون معرفة متى ستكون مفيدة , فإنهم يبحثون عن شيء ما عملي ليفعل هنا و الآن , ليحقق أكثر ما يمكن من أفكارنا بغض النظر عن الظروف غير المواتية , شيء سيساعد أخلاقيا و ماديا الأناركيين أنفسهم و سيخدم في نفس الوقت كمثال , مدرسة , حقل تجارب .
تأتي المقترحات العملية من عدة أطراف . جميعها جيد بالنسبة لي , إذا كانت تستجيب للمبادرة الحرة و لروح التضامن و العدالة , و تؤدي إلى أن تدفع الأفراد بعيدا عن سيطرة الحكومة و السادة . و لنتجنب تضييع الوقت في نقاشات تتكرر باستمرار لن تؤدي أبدا إلى حقائق أو أفكار جديدة , فإنني أشجع أولئك الذين يمتلكون مشروعا أن يحاولوا تطبيقه فورا حالما يجدون الدعم من العدد الأقل الضروري من المشاركين , دون انتظار , غير مجدي عادة , لدعم الجميع أو الأكثرية : - الخبرة ستكشف فيم إذا كانت هذه المشاريع ممكنة و ستسمح لتلك القادرة على الحياة بأن تستمر و تنمو .
دع كل فرد يحاول أن يسلك الطرق التي يعتبرها الأفضل و الأكثر ملائمة لطبيعتهم , سواء اليوم فيم يتعلق بالأشياء الصغيرة التي يمكن تحقيقها في البيئة الحالية , أو في الغد على الأرض الهائلة التي ستوفرها الثورة لنشاطنا . في أي حال , ما هو إلزامي بالنسبة لنا منطقيا , إذا لم نكن نود أن نكف عن كوننا أناركيين حقا , هو ألا نتخلى أبدا عن حريتنا و نضعها في أيدي فرد أو ديكتاتورية طبقية , أو طاغية أو جمعية تأسيسية , لأن ما يتوقف علينا في نهاية الأمر , هو أن حريتنا يجب أن تقوم على الحرية المتساوية للجميع .

* مالاتيستا : أناركي إيطالي عاش بين 1853 و 1932 .

نقلا عن http://www.marxists.org/archive/malatesta/1930/10constituent.htm



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن حديث بشار الأسد للوول ستريت جورنال
- محاولة لفهم الثورات العربية الحالية
- من القاهرة إلى ماديسون : الأمل و التضامن حيان ! لميديا بنجام ...
- بنغازي الرائعة , العنوان الجديد للحرية
- الأناركي لإيريكو مالاتيستا
- الثورة في الممارسة لإيريكو مالاتيستا
- من المنامة إلى بنغازي : هذا الشرق المصاب بلوثة الحرية
- قبل سؤال ماذا بعد ؟ محاولة لفهم ما جرى ....
- ارفعوا أيديكم عن الشباب الثائر
- مانيفيستو الماخنوفيين لنستور ماخنو
- معركة الحرية في سوريا 2
- كورنيليوس كاستورياديس : الديمقراطية المباشرة و المركزية - من ...
- نعوم تشومسكي : هذه هي الانتفاضة الإقليمية الأروع التي يمكنني ...
- معركة الحرية في سوريا
- الأزمة في مصر : حوار مع حسام الحملاوي
- خطاب لرفيق أناركي نقابي في مظاهرة احتجاجية أمام السفارة المص ...
- و ماذا بعد جمعة الرحيل ؟ نحو انتصار الثورة المصرية
- لويزة ميشيل 1830 - 1905 سيرة حياة الأناركية الفرنسية , عضوة ...
- أساتذة الجامعات في المملكة المتحدة و أمريكا يدعمون الانتفاضا ...
- مقابلة مع ناشط أناركي شيوعي في ساحة الحرية في القاهرة


المزيد.....




- الانتخابات في رومانيا.. هل يصل اليمين المتطرف للسلطة؟
- المملكة المتحدة: اليمين المتطرف يفوز بالانتخابات المحلية ويو ...
- زاخاروفا تندد بنبش قبور الجنود السوفييت في أوكرانيا (صور)
- سُحُب الغضب الاجتماعي تتجمع لمواجهة الإفقار والتجويع
- -كان في حالة غضب-.. أول تعليق من نجل عبد الناصر على حديثه ال ...
- تركيا: اعتقال المئات من المتظاهرين في إسطنبول خلال مسيرة بمن ...
- فيديو – مواجهات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهرين بمناسبة عيد ال ...
- كلمة الرفيق رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس ال ...
- تظاهرة فاتح ماي 2025 بالدار البيضاء (الكونفدرالية الديمقراطي ...
- الشيوعي العراقي: نطالب بالتمسك بقرار المحكمة الاتحاديّة وضما ...


المزيد.....

- مراجعة كتاب (الحزب دائما على حق-تأليف إيدان بيتي) القصة غير ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مايكل هارينجتون حول الماركسية والديمقراطية (مترجم الي العربي ... / أحمد الجوهري
- وثائق من الارشيف الشيوعى الأممى - الحركة الشيوعية في بلجيكا- ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الثقافة والاشتراكية / ليون تروتسكي
- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - مازن كم الماز - إيريكو مالاتيستا : عن الأناركية و الثورة