أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - مازن كم الماز - كورنيليوس كاستورياديس : الديمقراطية المباشرة و المركزية - من كراس مجالس العمال و اقتصاد المجتمع المسير ذاتيا















المزيد.....

كورنيليوس كاستورياديس : الديمقراطية المباشرة و المركزية - من كراس مجالس العمال و اقتصاد المجتمع المسير ذاتيا


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 21:03
المحور: الارشيف الماركسي
    


كورنيليوس كاستورياديس *
الديمقراطية المباشرة و المركزية
من كراس مجالس العمال و اقتصاد المجتمع المسير أو المدار ذاتيا


أن تقرر من سيتخذ القرار ليس نفس الشيء أن تقرر لنفسك . الشكل الوحيد الكامل للديمقراطية هو الديمقراطية المباشرة .
للوصول إلى أوسع ديمقراطية مباشرة و أكثرها معنى سيتطلب أن تكون كل البنى الاقتصادية و السياسية للمجتمع مؤسسة على أساس مجموعات محلية التي هي الوحدات الاجتماعية البسيطة ( العضوية ) الحقيقية . تتطلب الديمقراطية المباشرة بالتأكيد وجود المواطنين في مكان محدد , حيث يجب أن تتخذ كل القرارات . لكن هذا لا يكفي . إنها تتطلب أيضا أن يشكل هؤلاء المواطنون مجتمعا طبيعيا ( بسيطا أو عضويا ) , أي أن يعيشوا إذا كان ذلك ممكنا في نفس البيئة , أن يصبحوا رفاقا ( أقرانا ) من خلال تجربتهم اليومية مع القضايا التي ستناقش و مع المشاكل التي يجب معالجتها . فقط في وحدات كهذه تصبح المشاركة السياسية للأفراد كاملة , أن الناس يمكنهم أن يعرفوا و يشعروا بأن مشاركتهم ذات معنى و أن الحياة الفعلية للمجتمع يجري تقريرها من قبل أعضائه و ليس من قبل أية إدارة خارجية , تتصرف "نيابة عن المجتمع" . لذلك يجب أن يكون هناك أقصى استقلال ذاتي و إدارة ذاتية للوحدات المحلية .
لقد خلقت الحياة الاجتماعية المعاصرة هذه الجماعية بالفعل و ما زالت تستمر بخلقها . إنها وحدات تقوم على مؤسسات متوسطة الحجم أو أكبر و هي توجد بالفعل في الصناعة , النقل , البناء , التجارة , البنوك , الإدارة العامة , الخ , حيث يقضي المئات , الآلاف , عشرات الآلاف , من الناس الجزء الأكبر من حياتهم مرتبطين بالعمل العام , في وجه المجتمع في أكثر أشكاله صرامة . إن مكان العمل ليس فقط وحدة إنتاج : لقد أصبح الوحدة الأساسية للحياة الاجتماعية للغالبية العظمى من الناس . عوضا عن أن ينظموا أنفسهم في وحدات جغرافية , التي جعلها التطور الاقتصادي اصطناعية إلى حد كبير , فإن البنية السياسية للاشتراكية ستقوم إلى حد كبير على الجماعية المنخرطة في عمل متماثل . جماعية كهذه ستثبت أنها أرض خصبة يمكن للديمقراطية المباشرة أن تنمو فيها كما فعلت في المدينة القديمة ( لأسباب مشابهة ) أو في الجماعات الديمقراطية للمزارعين الأحرار في الولايات المتحدة في القرن 19 .
تعطي الديمقراطية المباشرة فكرة اللا مركزية التي سيكون المجتمع الاشتراكي قادرا على تحقيقها . لكن مجتمع حر متطور صناعيا يجب عليه أن يجد أيضا وسائل الدمج الديمقراطي لهذه الوحدات الأساسية في النسيج الاجتماعي ككل . سيتعين عليه أن يحل المشكلة الصعبة للمركزية الضرورية , التي من دونها ستنهار حياة المجتمع المعاصر .
إنها ليست تلك المركزية التي جعلت من المجتمعات المعاصرة أمثلة بارزة على الاستلاب السياسي أو التي قادت إلى تجريد الأكثرية للأقليات من حقوقها . جرى ذلك بتطور الأجهزة المنفصلة عن والتي هي "فوق" مجموع السكان , الأجهزة المهتمة أساسا و حصريا بوظيفة المركزية . طالما فهمت المركزية على أنها وظيفة خاصة بجهاز منفصل , مستقل , فإن البيروقراطية ستبقى ملازمة للمركزية . لكن في مجتمع اشتراكي لن يكون هناك نزاع بين المركزية و الاستقلال الذاتي للمنظمات المحلية , لأن كلا الوظيفتين سوف تمارس من نفس المؤسسات . لن يكون هناك جهازا منفصلا تكون وظيفته إعادة توحيد ما حطمه هو نفسه , هذه المهمة التافهة ( و هي حاجة نستعيدها ) التي هي بالتحديد وظيفة البيروقراطية المعاصرة ( 10 ) .
المركزية البيروقراطية هي علامة في كل المجتمعات الاستغلالية المعاصرة . الروابط الوثيقة بين المركزية و حكم البيروقراطية الشمولي , في هذه المجتمعات الطبقية , تثير اشمئزازا صحيا و مفهوما تجاه المركزية بين الكثير من الثوريين المعاصرين . لكن ردهم غالبا مشوش و في بعض الأحيان يقوي نفس الأشياء التي يسعى إلى تصحيحها . "المركزية , هنا أصل كل الشرور" هذا ما يعلنه الكثير من المناضلين المخلصين عندما يقطعون مع الستالينية أو اللينينية سواء في الشرق أو الغرب . لكن هذا التعبير , الغامض في أفضل الأحوال , يصبح ضارا بشكل إيجابي عندما يؤدي إلى ما يؤدي إليه عادة – إما إلى المطالبة الرسمية ب"تفتيت السلطة" أو للمطالبة بتوسيع غير محدود لسلطات المجموعات القاعدية , متجاهلة ما يجري على مستوى آخر .
عندما تصور المناضلون البولونيون مثلا أنهم قد وجدوا حلا لمشكلة البيروقراطية عندما دعوا إلى حياة اجتماعية تنظم و تدار من قبل "مراكز متعددة" ( إدارة الدولة , جمعية برلمانية , النقابات , مجالس العمال , و الأحزاب السياسية ) التي نادوا بها إلى جانب تلك النقطة . لم يتمكنوا من رؤية أن "تعدد المراكز" هذا يساوي غياب أي مركز حقيقي أو قابل للتمييز , مركز تجري السيطرة عليه من أسفل . و طالما أنه كان على المجتمع المعاصر أن يتخذ قرارات مركزية محددة فإن "الدستور" الذي يقترحونه سيوجد على الورق فقط . سيخدم فقط إخفاء إعادة ظهور "مركز" حقيقي لكنه مقنع في هذا الوقت ( و بالتالي غير خاضع للسيطرة ) , من بين صفوف البيروقراطية السياسية .
السبب واضح : إذا قام شخص ما بتفتيت مؤسسة ما يقوم بوظيفة هامة أو حيوية فإنه فقط يخلق حاجة قوية لمؤسسة أخرى ما لتجمع تلك الأجزاء . بشكل مشابه إذا دافع شخص ما عن توسيع سلطات المجالس المحلية , فإنه بالتالي يضعها تحت سيطرة بيروقراطية مركزية التي وحدها هي التي "تعرف" أو "تفهم" كيف سيعمل الاقتصاد ككل ( و الاقتصاديات المعاصرة , سواء أحببنا أم لا , تعمل ككل ) . بالنسبة للثوريين التحرريين فإن التملص من هذه المشاكل و رفض التعامل مع قضية السلطة المركزية يساوي ترك حل هذه المشاكل لبيروقراطية ما أو أخرى .
لذلك سيتعين على المجتمع التحرري أن يوفر حلا تحرريا لمشكلة المركزية . يمكن أن يكون هذا الحل اقتراح سلطة محددة بحذر و ضيقة الحدود لفيدرالية مجالس العمال و خلق جمعية مركزية للمجالس و لإدارة المجلس . سنرى فيما بعد أن جمعية كهذه و إدارة كهذه لن تشكل تفويضا أو توكيلا عن السلطة الشعبية بل على العكس أداة لهذه السلطة . في هذه المرحلة نريد فقط أن نناقش المبادئ التي قد تحكم العلاقة بين مؤسسات كهذه مع المجالس المحلية و بقية المجموعات القاعدية . هذه المبادئ مهمة لأنها ستؤثر على طريقة عمل كل مؤسسات المجتمع التحرري تقريبا .

نقلا عن
www.marxits.org/archive/castoriadis/1972/workers-councils.htm#h6



* تعرف القارئ العربي على كورنيليوس كاستورياديس ( 1922 – 1997 ) من خلال ترجمة د . ماهر الشريف لكتابه تأسيس المجتمع تخيليا الذي صدر عن دار المدى عام 2003 و الذي كتبه كاستورياديس في عام 1975 . لكن المرحلة الغنية و المتميزة من حياته و إنتاجه الفكري و السياسي , و التي ننقل منها هذا النص , كانت بين الخمسينيات و السبعينيات , عندما كان كاستورياديس من أبرز أعضاء هيئة تحرير مجلة اشتراكية أو بربرية ( و المنظمة التي تحمل نفس الاسم ) . أي ما بين انشقاقه عن التروتسكية و بين انتقاده للماركسية نفسها , عندها كان كاستورياديس من أبرز منظري و مفكري الاشتراكية التحررية في تلك الفترة التي شهدت ركودا مريعا ( أو بداية الركود ) في اليسار الذي سيطرت عليه تماما القراءة و الممارسة السلطوية الفجة ( و قد لعبت الأفكار التحررية لمجلة اشتراكية أو بربرية دورا هاما في ثورة 1968 و تأثيرا هاما على المفكرين و التيارات التحررية اللاحقة , يكفي أن نذكر من بينهم غي ديبورد أبرز منظري الأممية الموقفية , التي طورت في وقت لاحق النقد التحرري لكل من الرأسمالية الغربية و رأسمالية الدولة البيروقراطية في أوروبا الشرقية , و الذي كان لبعض الوقت عضوا في تحرير المجلة ) . و حتى بعد انتقاده للماركسية نفسها بقي كاستورياديس فيلسوف التسيير الذاتي Autonomy , و استخدم في محاولة تأسيس مجتمع مسير ذاتيا يتألف من أشخاص يديرون حياتهم بأنفسهم , استخدم كل ما برع فيه من معرفة اقتصادية و معرفة بالتحليل النفسي , كما في كتابه المذكور سابقا المترجم إلى العربية . كتب كاستورياديس هذا النص عام 1972 كجزء من تصور شامل لمجتمع اشتراكي يقوم على التسيير أو الإدارة الذاتية لجماهير المنتجين عبر شبكة من مجالس العمال .



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعوم تشومسكي : هذه هي الانتفاضة الإقليمية الأروع التي يمكنني ...
- معركة الحرية في سوريا
- الأزمة في مصر : حوار مع حسام الحملاوي
- خطاب لرفيق أناركي نقابي في مظاهرة احتجاجية أمام السفارة المص ...
- و ماذا بعد جمعة الرحيل ؟ نحو انتصار الثورة المصرية
- لويزة ميشيل 1830 - 1905 سيرة حياة الأناركية الفرنسية , عضوة ...
- أساتذة الجامعات في المملكة المتحدة و أمريكا يدعمون الانتفاضا ...
- مقابلة مع ناشط أناركي شيوعي في ساحة الحرية في القاهرة
- الدعم للرجال و للنساء المصريات الذين يتعرضون لقمع الشرطة ! ب ...
- أيها الجنرال , اكذب , ارقص , اقفز كالبهلوان , إنه زمن الحرية ...
- نداء لكل اليسار الثوري و التحرري و اللاسطوي : للمشاركة في مع ...
- معركة الحرية
- ملاحظات على هامش الثورة المصرية
- مرحلة جديدة : مرحلة ما بعد الثورة التونسية الشعبية
- و من الشرارة يندلع اللهيب
- إلى المستسلمين للأناركي الفرنسي ليبرتارد
- دعوة لإطلاق حرية الاعتقاد و الضمير و كف يد المؤسسات الدينية ...
- مواصلة للنقاش حول مجزرة كنيسة القديسين
- مرة أخرى عن مجزرة كنيسة القديسين
- عن مجزرة كنيسة القديسين


المزيد.....




- العدد 611 من جريدة النهج الديمقراطي
- العدد 610 من جريدة النهج الديمقراطي
- في ضعف النظام الإيراني
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- فوز يساري مسلم في الانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية نيويورك ...
- اليساري ظهران ممداني يفوز في الانتخابات التمهيدية لرئاسة بلد ...
- بلاغ المكتب الوطني للنقابة الوطنية للعاملين بالتعليم العالي ...
- بيان مشترك .. الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية تدين العد ...
- الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية تدين العدوان الأمريكي - ...
- تيسير خالد يهنئ الشعب الايراني بانتصاره على العدوان وحلف ترا ...


المزيد.....

- حول أهمية المادية المكافحة / فلاديمير لينين
- مراجعة كتاب (الحزب دائما على حق-تأليف إيدان بيتي) القصة غير ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مايكل هارينجتون حول الماركسية والديمقراطية (مترجم الي العربي ... / أحمد الجوهري
- وثائق من الارشيف الشيوعى الأممى - الحركة الشيوعية في بلجيكا- ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الثقافة والاشتراكية / ليون تروتسكي
- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - مازن كم الماز - كورنيليوس كاستورياديس : الديمقراطية المباشرة و المركزية - من كراس مجالس العمال و اقتصاد المجتمع المسير ذاتيا