مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 3270 - 2011 / 2 / 7 - 17:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
معركة الحرية في سوريا
لا بد أولا من الاحتجاج بصوت مرتفع , كعادة أصواتنا منذ انتفاضة تونس المجيدة و بعدها كومونة ساحة التحرير الصامدة في وجه بلطجية و شرطة مبارك , على اعتقال المهندس غسان نجار , و على التنكيل الذي تعرض له المعتصمون في دمشق , يجب أيضا تقدير شجاعة من خرج في وجه أعداد مضاعفة من الأمن .. الحقيقة أنه يجب ألا يستمر وهم أن الشعب السوري هو الاستثناء في منطقة تتزلزل تحت أقدام الجماهير , هذا ما ظنه مبارك و أزلامه قبل 25 يناير أيضا , حتى النظام أصبح يأخذ السوريين العاديين على محمل الجد , على الأقل كقوة كامنة تستطيع صنع المعجزات إذا أدركت قوتها , و عودة الحرس القديم إلى جوار مكتب الرئيس للاستفادة من خبراتهم القمعية الطويلة إشارة على الجدية التي يستعد بها النظام للأيام القادمة ... و لا أدري إن كان هؤلاء سيثبتون جدارة أكبر من جنرالات بن علي أو مبارك في الممارسة .. الشعب السوري , أو لنبدأ بالحديث بلغة تسونامي الجماهير العربية : 14 جانفي التونسي و 25 يناير المصري , الجماهير السورية , لا تختلف عن الجماهير التونسية و المصرية , و لا النخبة السورية تختلف عن النخبة التونسية أو المصرية , و لا النظام السوري يختلف عن النظامين التونسي و المصري , لكن الثورة لا يصنعها أحد نيابة عن الجماهير , النظام يساعد فقط في إطلاقها , يسرعها بقراراته , بقمعه , و باستهتاره بحياة الجماهير و بمعاناة الجماهير التي يخلقها في كل لحظة بليبراليته الجديدة القديمة و شموليته الجديدة القديمة .. أثبتت أيامنا العاصفة أنه لا يوجد أكثر إبداعا من العبد الثائر , الذي يبحث عن حريته بل يقاتل في سبيلها بصدره العاري , و المتحرر من أسر الإيديولوجيا النخبوية التي تتنازع على موقع الحقيقة المطلقة , على موقع الديكتاتورية الفكرية و الروحية ... شاهد السوريون العاديون , الفقراء , كيف تصنع الثورات , شاهدوا و عرفوا جيدا كيف تتقدم الثورة و ما الذي تعنيه الحرية للعبد المسلوب من الحرية , تلقوا تمرينهم الضروري , تطعيم معركة الحرية القادمة بتعابير الجيش ( تطعيم المعركة يعني تدريب بالذخيرة الحية ) .. متى ستبدأ معركة حرية الفقراء السوريين ؟ من الصعب أن تضرب موعدا عندما يتعلق الأمر بالتاريخ .. يستطيع جنرال أن يصدر أمره في لحظة محددة ليرسل الملايين إلى الحرب أو حتى إلى الموت , لكن معركة الحرية , الحقيقية , لا تبدأ بأوامر من أحد , أنا شخصيا أعتقد , و أرجو برغبة عارمة , و بسبب التشابه الكبير بين الحالتين السورية و التونسية أن الجماهير السورية في حقيقة الأمر تنتظر أو ربما حتى تبحث عن محمد بوعزيزي سوري ...
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟