أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهر طلبه - غُربة














المزيد.....

غُربة


ماهر طلبه
(Maher Tolba)


الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 03:52
المحور: الادب والفن
    


غربة
لا أدرى .. ينتابنى هذه الأيام أحساس غريب لا أفهم له مغزى ولا سبب وبالتأكيد يغير كثيرا من داخلى ويزيد من غربتى فى هذه الحياة
****
سألتنى : لماذا تبحث فى داخلك دائما عن تفسير للخارج ؟
- لأننى أعرف ما بداخلى ولا أدرى عن الخارج ..
- لكن ألا ترى أنك بحصر الخارج فى داخلك تفقد الخارج خارجيته وتحمل داخلك فوق طاقته ؟
- سؤال لم أفكر فى إجابة له من قبل ربما لأنه لم يخطر ببالى ألا الآن حين ألقيته على مسامعى ، وصدقينى إنى أحس بغربة شديدة كلما نظرت إلى الخارج وداخلى هو الذى يحمينى من السقوط .
****
لا أدرى .. كيف تسلل هذا الإحساس إلى الخارج وأضفى على ملامحى الحزينة علامات متزايدة من الحزن جعلت من حولى يسألوننى كلما رأوا هذه الهيئة التى اكتسيت بها .. ما بك ؟
****
سألتنى : لماذا لا تنزل إلى بحر الحياة وتبحث فى قلب محاراته عن الحلول ؟
- أنا محاصر بأمواج البحر فكيف استطيع الهبوط إلى المحار القابع فى القاع ؟
- أنت دائما تبحث عن الأسهل ولا تحاول أن تجتهد ، وأنا أرى أن بحثك الدائم فى داخلك وتجاهل الخارج هو هروب
- هروب ؟!! .. لولا أن السماء مطبقة على الأرض لا تسمح لى بالحركة لأخترقت حُجبها وانعزلت .
****
لا أدرى .. نعم .. لا أدرى .. لكن صديقى الوحيد المسافر دائما ، عندما التقيته فى زيارته الأخيرة آكد لى هو الآخر أننى تغيرت ... مرت سنوات العمر دون أن انتبه ... غزا الشعر الأبيض فروة الرأس .. وتساقطت الاسنان .. ليس هذا فقط .. بل أن أكثر ما أثار حيرته هو ميلى الذى اشتد إلى العزلة حتى أنه أحس أنه غير قادر على أن يصهر ذاته المشتاقة فى ذاتى – كما اعتاد أن يفعل فى رحلاته السابقة – ليسترد الوطن ويعود من غربته
****
سألتنى : لماذا لم تساعده وتساعد نفسك ؟! ... لماذا لم تحكىِ له ما حدث ؟!! .. لماذا لم تحاول أن تفسر له ذلك وتركته يرحل دون وطن ؟
- لم أعد أقدر أن أفسر .. أنا الأعزل فى مواجهة الدنيا .. الحصار الذى أرفضه يزداد .. لو أملك أن أقول لما ترددت
- أنت تسلم للمقادير بأكثر مما يجب ، أحس أنك فى طريق الإنعزال الكامل .. أنا الآن أشعر أننا اثنان ، وأن الأمر إذا استمر على هذا الحال قد تنتفى علاقتنا ....
- منذ متى تسرب إليك هذا الإحساس الذى صار يحتوينى ؟ .. كم من المرات شعرت به ؟.. إننى أشعر أن علاقتنا قد انتهت منذ زمن .. انظرى .. حاجز الوحدة ... أحس وأنا انْظُركِ من خلاله أننا غرباء .. غرباء.. غرباء

http://mahertolba.maktoobblog.com



#ماهر_طلبه (هاشتاغ)       Maher_Tolba#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رايح وجى / ما حدث لى حين ركبت الطبق الطائر
- حرامى
- الشارع الذى ينزف دما
- هروب
- عن السيد - ثلاث قصص قصيرة جدا
- قصص سهلة - قصص قصيرة جدا
- كلاكيت - ق ق ج
- طوارئ 2010
- هل تفهم ؟!! - قصة قصيرة
- فستان وبدلة - قصة قصيرة
- صديقى وحديث النمل
- الثمن - ثلاث قصص قصيرة جدا
- ابناء الأسد - قصة قصيرة
- تلوين - قصة قصيرة
- حلم /قال :هذا انا وهذه أنت فلما لا..
- جن سليمان وقصص قصيرة جدا أخرى
- خيال علمى - قصة قصيرة
- مصباح - قصة قصيرة
- شيوعية - قصة قصيرة جدا
- حج - قصة قصيرة


المزيد.....




- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهر طلبه - غُربة