أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهر طلبه - حرامى














المزيد.....

حرامى


ماهر طلبه
(Maher Tolba)


الحوار المتمدن-العدد: 3250 - 2011 / 1 / 18 - 08:55
المحور: الادب والفن
    


حرامى
انبعث الصياح من أرجاء العربة ، وضعت يدى على جيبى .. تحسست حافظتى .. اطمأنت نفسى حين وجدتها .. "أذن ليس يهم " ... الأصابع تشير باتجاهى ، أخفض رأسى حتى لا تصيبنى ... تلاحقنى كأنها أسلحة مشرعة.. اتلفت خلفى لعلى أجد المقصود .. يزداد حصار الأصابع لى فأفر .. كل من فى العربة يسرع خلفى .. مسافة كافية تفصل بيننا " لن يلحقوا بى "
لكن لما انبعثت هذه الصيحة ؟ ... ولما اتجهت كل الأكف باتجاهى ؟ .. هل حقا حدثت سرقة ؟.. حارة جانبية ...
ربما ... فالكلمة كانت تتردد من أكثر من مكان فى ذات الوقت .. فالسرقة حقيقة واقعة .. لكن لماذا أنا ... ؟!! .. كنت واقفا مثل عشرات الواقفين .. أحاول حفظ الاتزان ممسكا بإحدى يدى الحديد والأخرى أطلق لها حرية الحركة .. " أين كانت يدى الأخرى ؟!! " ... حارة جانبية
شئ غريب ... لماذا اتفقت جميع الأصابع ؟!.. لماذا كنت دون كل الواقفين محط كل هذه الأنظار ؟ ! .. فى الحقيقة لا أدرى .. سوء فهم بالتأكيد .. لو أن كل من فى العربة سرق أو يسرق ما تغلغل الشك من براءتى إلى نفسى .. عليهم أن يؤمنوا بذلك .." كيف جرؤوا على الشك فىّ ؟ ! " ألا يعرفون من أنا" ... ... حارة جانبية
مازالوا خلفى .. أصواتهم .. تصك سمعى .. نبضات قلوبهم تحولت إلى نبضة قلب واحد يضخ الدم بأسرع ما يستطيع لعلهم يصلوا لى .. أسمعها بوضوح .. مازلت أحافظ على المسافة الفاصلة .. عددهم يتزايد .. صيحتهم الواحدة خلفى كأنها صيحة استعداد لشئ ما .. " كيف استطعت وبفرض أنى سرقت أن أوحد كل هذه الجموع ؟!" .. حارة جانبية
فالأسرع .. ربما كان السارق مازال بينهم يلاحقنى .. " لو وضعت يدى عليه لأذقته العذاب " ... " لماذا لا أتوقف وأقوم بتفتيشهم لعلى أعثر عليه ؟!.." ... " لماذا كان أول رد فعل لى هو الفرار ؟!" ... " أنا برئ ودليل براءتى معى .. ألم يروا الشارة المعلقة على صدرى ؟!! " ... " هل يمكن أن أكون السارق وأنا من أنا ؟!!" ... فلماذا اخترت طريق الفرار ؟!!!.."الشارة " .. حارة جانبية
أهرول .. الجموع خلفى فى تزايد .. بدأ الإرهاق يصل إلى نفسى .. أحس أن قدمى لم تعد قادرة على حملى .. أخشى السقوط .. لو أستطيع الوقوف للحظات ... " لو وقفت لضاقت المسافة بيننا .. لحقوا بى .. عندها لن يمكننى إقناعهم .. " .. علىّ أن أواصل الفرار .. أبحث عن مكان أختبئ به .. لعل الملل أو اليأس يصيبهم فيكفوا عن مطاردتى ... آه ... كم من الوقت يستمر هذا الوضع المتعب ... حارة جانبية
"لست السارق .. أنتم لا تفهمون .. أصابعكم المشرعة فى اتجاهى دليل إدانة برئ" .. . المسافة كما هى ... ماذا أفعل ؟ ... الزحمة كانت خانقة .. روائح ، عرق ، أنفاس ، شجارات وصراعات على مقاعد ، ضربات خفية بين الواقفين ، وتلامس حى ، لعنات .. لعنات على من تسبب فى وضعهم هذا الموضع .. أحاديث .. كل من كان فى العربة كان يتحدث .. مواضيع مختلفة لا يوجد رابط بينها ، ولا رابط بينهم .. فجأة دوى صوتهم كانفجار القنبلة .. حرامى .. توحدت كلماتهم ... تحركت الأكف المتشابكة ... " لماذا أنا ..؟!!" ..... رعبى كان أكبر من حكمتى ففرت... " رعبى ؟!!!!!!!" .... حارة جانبية
ماذا .... حائط .. لا منفذ... بعد كل هذا .. أقع بين أياديهم بسبب هذه الحارة الملعونة .. قلبى يتوقف رعبا .. لا مفر .. لا مهرب ... أصواتهم تصل إلى سمعى .. رغم عدم ظهور هم .. نبضات القلب المتوحد ... لعنات الغضب الخارجة من الفم .. أصوات الأقدام المقتربة ... " لكن أين هم ؟!..." لا أرى أحدا .. الحارة سد كيف أفلتّ ؟!! ... كيف ؟!!... كانوا يرونى .. وكنت أراهم .. لم أغب عن عيونهم لحظة واحدة .. نبضات القلب المتوحد مازالت تسمع لكن دبيب الأقدام من حولى يتلاشى ..
آه ... مرهق أنا .. لا بد وأنى قد اجتزت عشرات الكيلومترات ... أجلس على هذا الحجر لألتقط أنفاسى وأجفف عرقى .." محفظة من هذه ؟!!" .... كيف سمحت لهم أن يتهمونى بالسرقة ؟!! ... لماذا لم أتخذ ضدهم إجراءا قانونيا ؟!! .. اللعنة ... " لو أنهم عادوا الآن لأخذتهم إلى أقرب قسم ووضعتهم جميعا فى زنزانة واحدة .. " ... اللعنة .... مجهد ومتعب أنا ..
علىّ أن أصل من جديد إلى المحطة وأنتظر ..... ما هذا ؟!! الضجة ... الأصوات ... النبضات ... اللعنات .... عائدون ... فلأسرع .... فلأسرع ... المسافة الكافية .... صيحتهم الواحدة تطاردنى .... المسافة الكافية ... فلأسرع ... فلأسرع .



#ماهر_طلبه (هاشتاغ)       Maher_Tolba#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشارع الذى ينزف دما
- هروب
- عن السيد - ثلاث قصص قصيرة جدا
- قصص سهلة - قصص قصيرة جدا
- كلاكيت - ق ق ج
- طوارئ 2010
- هل تفهم ؟!! - قصة قصيرة
- فستان وبدلة - قصة قصيرة
- صديقى وحديث النمل
- الثمن - ثلاث قصص قصيرة جدا
- ابناء الأسد - قصة قصيرة
- تلوين - قصة قصيرة
- حلم /قال :هذا انا وهذه أنت فلما لا..
- جن سليمان وقصص قصيرة جدا أخرى
- خيال علمى - قصة قصيرة
- مصباح - قصة قصيرة
- شيوعية - قصة قصيرة جدا
- حج - قصة قصيرة
- ليلة انتظار الموت
- ملل .. قصة قصيرة


المزيد.....




- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهر طلبه - حرامى