أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهر طلبه - ملل .. قصة قصيرة














المزيد.....

ملل .. قصة قصيرة


ماهر طلبه
(Maher Tolba)


الحوار المتمدن-العدد: 2447 - 2008 / 10 / 27 - 02:09
المحور: الادب والفن
    



منذ ان صعد السلم وارتقى اصابه الملل .. فقد علم كل ما كان يمكن ان يعلمه ، لهذا جلس على درجة السلم الاخيرة .. وبدأ يفكر فيما سيقضى بقية عمره – كان الزمن يضرب جدران الكون يقطع الطريق صاعدا ..هابطا ..قلقا فى انتظار فعله – اعياه الفكر .. لاحظ خطوط الشيب التى ضربت فوديه والخمول الذى ينز من عينيه يسيل ..يبلل قدميه ..فكر فى ان يقتطع هذا الجزء المبلول ينشره على اى درجة من درجات هذا السلم حتى يجف – لعل النشاط الذى بدأ به رحلته يعاوده ..وفعل ..لكن ما كان يقلقه حقيقة .. كيف يوقف هذا الخمول المنهمر من العين !!؟؟ .. نظر الى اعلى .."هل كان يعلم ان ارتقائى سيقودنى الى الجنون ؟!.. " فيما سيقضى بقية عمره ؟! .. هل يفعل مثلهم يركب حصانه الابيض يشهر سيفه ويدور فى البلدان فاتحا ..هل يعود الى النظر فى عينى محبوبته –تلك التى كان فيما مضى يشعر ان الغيب ينكشف حين ينظر داخلهما – لعله يرى ..هل يعود من جديد الى المراة اللعوب يراوضها عن نفسها وتراوضه عن نفسه ..تجذبه الى عالمها ، ليقتل او يُِقتل ، يسجن او يُسجن ، يظلم او يُظلم ، يعيش الفقر ويحلم بالغنى .. ام يتلبس زى الفقهاء /العلماء ويفتى بأكل الخنفس والصرصور والباعوض ويحرم اكل الذباب والناموس ..اعياه الفكر فتح دفتر يومياته –ذاك الذى ملاءه بما رأى وعلم فى رحلته المشئومة - فى صفحته الاولى ..جذبه نداء غامض ..سؤال ..ارهقه السهر حتى فُتح الباب .. دخل الضوء ..وتوالى ..ليالى لم يرفع وجهه الى اعلى حتى لا يرى غير مايُرى .. "كانت المرأة اللعوب تراودنى تجذبنى وكانت تنتابنى فى لحظات الصحو القليل تلك الرغبة الجهنمية ،يحتوينى ذاك الاشتهاء .. عندها كنت اعود للنظر فى عينى محبوبتى فتدثرنى وارى الغيب .. اقول لها انى سأهجر هذه الارض لو تركتنى وابكى ، فتضحك ..لكنى عودت النفس ان تُدير الظهر لها واحنيه – اه من الام الظهر – واصعد ..اصعد.." ..تمنى لو يرى مالا يُرى واستجاب .. فتح يوما ما عينيه ، هل هذه هى الصفحة الثانية .."كيف وصلتُ الى هذا العلو ؟!..لم استطع ان افسر ..كيف يطير الجسد ينتقل من مكان الى مكان بدون جناحين – فيما مضى كنت اطير داخلها .. كانت تفرد ذراعيها تمدهما جناحان لى واصير انا الجسد ..نلتحم ..نطير ..ندخل عالم الحلم مخترقين حاجز الزمن.. عندها كنت اشعر انى ارى وانى اعلم- لم استطع ان افسر ..لكننى اعلم انى ارتفع واطير ".. زادت مساحة البلل فكر فى ان يخرج امعاءه وجهازه التناسلى لينشرهما ..وفعل ..الثالثة ..الرابعة.. الخامسة ..تواصلت رحلة الصعود .." اصعد ..اصعد..اصعد.. فى المنتصف خرج الضوء الغامر بهرنى ..فنسيتها ونسيت نفسى حتى عندما كانت تفرد جناحيها ونلتحم لم اعد اشعر انى اطير .. فقط كنت اشعر بها ترتفع فتفتقدنى وتعود لى من جديد .. عندها كانت تجن تضمنى بشدة ، تصرخ وتدمر كل ما تصل اليه يداها من اعضائى لعلها تستطيع ان تستعيدنى وفقط كنت اشعر ان غيب عيونها لم يعد سوى صورة باهتة ..فكنت ابتعد .".. اصاب البلل القلب والرئتان وملاء القفص الصدرى ماء الملل .. فكر فى ان يواصل نشر الاعضاء .. وفعل .."رايت ما لم اكن استطيع ان اراه لولا الصعود ..سجدت فى محرابى – اه من الام الظهر –" ..ما بعد المنتصف عبره ورقة ..ورقة ..ممتلأ حتى الصفحة الاخيرة ..كانت الاعضاء المتناثرة على درجات السلم تعوق حركة الزمن فى الصعود – اه من صفحته الاخيرة ".. عندها كنت قد جمعته فى اسفنجة وامتصصته" .. رائحة البلل تزكم الانف .."لم يعد صعبا ان اصل الى الفكرة بغير فكر .. ان اسمعها ..اراها ..المسها ..بغير عضو... ان ادير هذا العالم بهذا المفتاح وان اغلق شمس الله عندما اضع على عينى نظارتى السوداء ".. اخترق الماء الام الحنون .. قالت .." ان عينيا منذ وضعت فوقهما نظارتى السوداء لم تعد ترى " وتحركت نحوى عارية تجذبنى .. اشرت الى اعضائى المتناثرة ..فاختارت احداها وذهبت به .. "فكر فى ان يخرج عقله ينشره على درجات هذا السلم لعله يجف – كانت كل درجات هذا السلم منحوتة فى تضاريس عقله – وفعل ..اغلق يومياته القى بها لاعلى ..كان الشيب يزحف وكان الملل يغرقه ..يغرقه ..يغرقه ..ي...
هل كان يعلم ؟؟!!



#ماهر_طلبه (هاشتاغ)       Maher_Tolba#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العهد المفقود - قصة قصيرة
- الهامش - قصة قصيرة
- يوسف والحلم
- الضرير والديك - قصة قصيرة
- حديث عبده الصامت
- الفار الذى اكل القط


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماهر طلبه - ملل .. قصة قصيرة