مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 08:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بنغازي الرائعة تقاوم , و تنتزع حريتها من سطوة الجلاد , يحررها أهلها , يذكروننا بأن العين تستطيع أن تقاوم المخرز .. أهل بنغازي , ثوار بنغازي , يواجهون بصدورهم قذائف الرشاشات الثقيلة المضادات للطائرات , كم مرة علينا أن نكتشف حجم الجرائم التي يمكن للسادة أن يرتكبوها , حجم نذالتهم , و حقيقة أنهم حثالة إنسانية , أن السادة و الطغاة هم حثالة هذه الأرض و أن العبيد الثائرين هم أجمل و أروع البشر , هم ملح هذه الأرض .. يهدد نيرون , القذافي الابن , بجرائم غير مسبوقة بهمجيتها , يلوح بقبضته في وجه بنغازي و طرابلس و البيضاء و مصراتة , يتوعد بمجازر جديدة , بقتل الشعب إن لزم الأمر , و بحرق ليبيا و حرق شعبها الحر , الثائر .. يهدد نيرون – القذافي الابن , يهدد بحرق كل شيء إذا لم يوقف الليبيون حفل زفاف حريتهم , إذا واصلوا حلمهم بالعيش كأحرار في بلد حر , و بالاستمرار في قتل الثوار و قتل الليبيين حتى آخر طلقة , حدد القذافي المريض بهوس السلطة و بجنون عظمة الطغاة , حدد المعادلة أمام الليبيين : إما أن يعيشوا عبيدا أو أن يموتوا , إما أن يبقى سيدا مطلقا , أو أن يحرق ليبيا , إما أن تكون ليبيا أرضا للعبيد أو أرضا محروقة , هذه هي إهلاسات نيرون و هو يشعر بعجزه أما ثورة العبيد , فنيرون هذه المرة جاء متأخرا , كثيرا , جدا , فالقذافي مثل بن علي و مبارك و كأي طاغية مهما بلغ مستوى إجرامه و همجيته , تافه , عاجز , أمام ثورة العبيد , أمام إرادة العبيد و هم يحطمون قيودهم , و ليبيا مثل مصر و مثل تونس , تحلم اليوم بحريتها و تناضل و تقاتل و تموت في سبيل حريتها .. كان نيرون – القذافي الابن على حق في قضية واحدة : هناك اليوم بالفعل فرصة نادرة أمام الليبيين , فرصة تاريخية , لينتزعوا حياتهم و حريتهم من قبضة الطاغية , و الليبيون يعضون عليها بالنواجذ , حتى الموت ..... لو وقعت مجازر بنغازي هذه قبل 20 عاما فقط لسارعنا لوصف شجاعة هذه المدينة في نضالها من أجل حريتها بسعادة ساذجة بستالينغراد , لكننا اليوم لن ندنس حريتنا و حرية الليبيين باسم أي طاغية , الموت للطاغية , الموت لنيرون , إلى بنغازي الرائعة , الحرة , بنغازي القابضة على الجمر , تحية الأحرار ..
مازن كم الماز
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟