أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحداد - قراءة في طبائع الاستبداد ج 4















المزيد.....


قراءة في طبائع الاستبداد ج 4


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نبدأ جزئنا هذا بالتحدث عن ماهية الاستبداد وفق منظور الكواكبي، لنتحدث بعدها بالأجزاء القادمة عن كيفية تقسيم الكواكبي لفصول كتابه حسب : الاستبداد والدين، والعلم، والمجد، والمال، والأخلاق، والتربية، والترقي .
ثم ينتقل لكيفية التخلص من الاستبداد .
فلنبدأ قراءتنا لكتاب طبائع الاستبداد للكواكبي، حيث يبدأ بتعريف للاستبداد قائلا :

ما هو الاستبداد ؟
الاستبدادُ لغةً هو: غرور المرء برأيه، والأنفة عن قبول النّصيحة، أو الاستقلال في الرّأي وفي الحقوق المشتركة . انتهى الاقتباس .
ووجدت بالبحث التالي حول كلمة استبد :
حيث جاء في لسان العرب :
( اسْتَبَدَّ فلان بكذا أَي انفرد به، وفي حديث عليّ : كنا نُرَى أَن لنا في هذا الأَمر حقّاً فاسْتَبْدَدتم علينا.
يقال: استبَدَّ بالأَمر يستبدُّ به استبداداً إِذا انفرد به دون غيره.
واستبدَّ برأْيه: انفرد به ).

وجاء في الصحاح في اللغة التالي :
( اسْتَبَدَّ فلانٌ بكذا، أي انفرد به ).
ومنه نفهم أن المستبد هو المنفرد برأيه بأمر معين، ومنه يكون الأب المتحكم بأسرته مستبد أيضا، وكذا كل منفرد برأيه .
ولكنه ليس مشاعاً أن يطلق مستبد على مثالنا أعلاه، بل أجمع أن يطلق على الحاكم المنفرد برأيه، أو الحاكم بأمره كما سنرى لاحقاً .

ثم يقول بعدها التالي :
ويُراد بالاستبداد عند إطلاقه استبداد الحكومات خاصّةً؛ لأنّها أعظم مظاهر أضراره التي جعلتْ الإنسان أشقى ذوي الحياة. وأما تحكّم النّفس على العقل، وتحكُّم الأب والأستاذ والزّوج، ورؤساء بعض الأديان، وبعض الشركات، وبعض الطّبقات؛ فيوصف بالاستبداد مجازاً أو مع الإضافة. انتهى الاقتباس .

كما رأينا فالمقصود بالاستبداد هو الجانب السياسي منه فقط، وليس غيره، كالمستبد الاجتماعي مثلاً .

ويقول بعدها :
الاستبداد في اصطلاح السّياسيين هو: تَصَرُّف فرد أو جمع في حقوق قوم بالمشيئة وبلا خوف تبعة . انتهى الاقتباس .

وهذا تعريف مختصر جدا للاستبداد السياسي، حيث يحصره بثلاث فقرات، وهي :
1. تحكم فرد أو جماعة بمشيئتهم .
2. يتحكم المذكورون في واحد أعلاه بالقوم كلية أو بالمجتمع .
3. لا يوجد خوف لدى واحد أعلاه نتيجة تحكمهم بالمشيئة بالمجتمع.

ثم يقول بعدها:
وقد تَطرُق مزيدات على هذا المعنى الاصطلاحي فيستعملون في مقام كلمة (استبداد) كلمات: استعباد، واعتساف، وتسلُّط، وتحكُّم. وفي مقابلتها كلمات: مساواة، وحسّ مشترك، وتكافؤ، وسلطة عامة. انتهى الاقتباس .

هنا نجده يستعمل مفردات متعاكسة أو متقابلة المعنى، فوضع التالي:
• استعباد تقابلها مساواة، مع أني أجد كلمة حرية هي الأصوب كمقابلة للاستعباد .
• اعتساف تقابلها حس مشترك .
• تسلط تقابلها تكافؤ، مع أني أجد كلمة اشتراك في صنع القرار أو ديمقراطية أقرب معنى كمقابل للتسلط .
• تحكم تقابلها سلطة عامة، أرى كلمة ديمقراطية هي أشمل و أوسع .

ثم يقول بعدها :
ويستعملون في مقام صفة (مستبدّ) كلمات: جبّار، وطاغية، وحاكم بأمره، وحاكم مطلق. وفي مقابلة( حكومة مستبدّة) كلمات: عادلة، ومسؤولة، ومقيّدة، ودستورية. ويستعملون في مقام وصف الرّعية (المستَبَدّ عليهم) كلمات: أسرى، و مستصغرين، وبؤساء، ومستنبتين، وفي مقابلتها: أحرار، وأباة، وأحياء، وأعزّاء. انتهى الاقتباس.

يقوم المؤلف هذه المرة باستعمال المرادفات، حيث وضع التالي:
• مستبد ترادف جبار، طاغية، حاكم بأمره ، حاكم مطلق.
ويعود لاستعمال المقابلات، حيث جاء التالي:
• حكومة مستبدة تقابلها حكومة عادلة، مقيدة، دستورية.
كما يمكن اضافة حكومة ديمقراطية لها أيضا .
ثم يصف الشعب بكلمة الرعية، مع عدم تحبذي لهذه التسمية لأن بها تحقير وتقليل شأن، وكأننا نصور الشعب بقطيع يحتاج لمن يرعاه، ويأتي بمرادفات ومقابلات للرعية المستبد بهم كالتالي:
• أسرى تقابلها أحرار .
• مستصغرين تقابلها أباة .
• بؤساء تقابلها أحياء .
• مستنبتين تقابلها أعزاء .
مع أني أجد وجوب تقابل أعزاء للبؤساء، وأحياء للمستنبتين.

ثم يقول التالي:
هذا تعريف الاستبداد بأسلوب ذكر المرادفات والمقابلات، وأمّا تعريفه بالوصف فهو: أنّ الاستبداد صفة للحكومة المطلقة العنان فعلاً أو حكماً، التي تتصرّف في شؤون الرّعية كما تشاء بلا خشية حساب ولا عقاب محقَّقَين. انتهى الاقتباس .
وهذا ما لا يختلف عليه اثنان.
ليقول بعدها:
وتفسير ذلك هو كون الحكومة إمّا هي غير مُكلّفة بتطبيق تصرُّفها على شّريعة، أو على أمثلة تقليدية، أو على إرادة الأمّة، وهذه حالة الحكومات المُطلقة. انتهى الاقتباس .
هنا يقصد أن تكون شريعة مكتوبة تتعهد الحكومة بالالتزام بشروطها، فعند عدم وجود مثل هكذا تشريع، الدستور أو القانون الأساسي، فبالنتيجة مهما كان تصرف تلك الحكومة فهي مستبدة برأيها، لأنها لا تتصرف وفق عهد أو شريعة واضحة المعالم.

ويقول بعدها:
أو هي مقيّدة بنوع من ذلك، ولكنّها تملك بنفوذها إبطال قوّة القيد بما تهوى، وهذه حالة أكثر الحكومات التي تُسمّي نفسها بالمقيّدة أو بالجمهورية. انتهى الاقتباس .
وهنا يعني أنه برغم وجود تشريع دستوري أو قانون أساسي، ولكن عدم التزام الحكومة به، أو امكانية تغييره من قبلها، يجعل تلك الحكومة مستبدة.

يقول بعدها:
وأشكال الحكومة المستبدّة كثيرة ليس هذا البحث محلُّ تفصيلها. انتهى الاقتباس.
كان بودي لو توسع هنا بتوضيح حتى ولو بعجالة عن أشكال الحكومات المستبدة، أقلها في وقت حياته، لتكون دليلا على كيفية تطور الاستبداد، أم هو شكل واحد ثابت لا يتطور كما تتطور المجتمعات، مع أني أرجح أن الاستبداد كنتاج سياسي واجتماعي بشري خاضع للتطور والنمو والتأقلم شأنه شأن باقي التصرفات البشرية.

ثم يقول بعدها:
ويكفي هنا الإشارة إلى أنّ صفة الاستبداد، كما تشمل حكومة الحاكم الفرد المطلق الذي تولّى الحكم بالغلبة أو الوراثة. انتهى الاقتباس.
لأعطي أمثلة قريبة عن هكذا مستبدين، فصدام حسين في العراق مثال للحاكم الفرد المطلق الذي تولى الحكم بالغلبة، و بشار الأسد في سوريا مثال للحاكم الفرد المطلق الذي تولى الحكم بالوراثة، والمثالين لحكومات تعتبر نفسها مقيدة وفق شرعة الدستور، ولكن دستورها طوع يد الحاكم، يغير به حسب هواه.

ثم يقول بعدها:
تشمل أيضاً الحاكم الفرد المقيَّد المنتخب متى كان غير مسؤول. انتهى الاقتباس .
مثال ذلك حسني مبارك في مصر.
ثم يقول بعدها:
وتشمل حكومة الجمع ولو منتخباً؛ لأنَّ الاشتراك في الرّأي لا يدفع الاستبداد، وإنَّما قد يعدّله الاختلاف نوعاً، وقد يكون عند الاتّفاق أضرّ من استبداد الفرد. انتهى الاقتباس.
برغم وجود قلة جدا من حكومات الجمع في بلدان الشرق الاوسط، ولكن أقرب مثالين هما حكومة ايران الاسلامية وحكومة نوري المالكي في العراق.

ثم يقول بعدها:
ويشمل أيضاً الحكومة الدّستورية المُفرَّقة فيها بالكُلِّيَّة قوَّة التشريع عن قوَّة التَّنفيذ وعن قوَّة المراقِبة؛ لأنَّ الاستبداد لا يرتفع ما لم يكن هناك ارتباط في المسؤولية، فيكون المُنَفِّذُون مسؤولين لدى المُشَرِّعين، وهؤلاء مسؤولين لدى الأمَّة، تلك الأمَّة التي تعرف أنَّها صاحبة الشّأن كلّه، وتعرف أنْ تراقب وأنْ تتقاضى الحساب. انتهى الاقتباس.
وطبعا لا نجد مثال واضح وحقيقي في منطقتنا يكون الفصل بين قوة التشريع، أي السلطة البرلمانية، وقوة التنفيذ، أي الحكومة، وقوة المراقبة، وهي السلطة البرلمانية ومنظمات المجتمع المدني، وكان أملنا أن يكون التغيير الذي حدث في العراق سيخرج نظام مثالي كهذا، لكن افرازات الواقع تثبت من غير جدل عقيم أننا بعيدين لحد اللحظة عن مثال واقعي متجسد بمنطقتنا.
كما يعاب على المؤلف عدم ذكره للسلطة القضائية، و وجوب فصلها عن باقي السلطات، وأن تكون سلطة رقابية أيضاً.

ثم يقول:
وأشدّ مراتب الاستبداد التي يُتعوَّذ بها من الشّيطان هي حكومة الفرد المطلق، الوارث للعرش، القائد للجيش، الحائز على سلطة دينية. انتهى الاقتباس.
واقرب مثال على ذلك هو حكم محمد السادس في المغرب، وعبدالله في الأردن.

ثم يقول:
ولنا أنْ نقول كلّما قلَّ وَصْفٌ منْ هذه الأوصاف؛ خفَّ الاستبداد إلى أنْ ينتهي بالحاكم المنتخب الموقت المسؤول فعلاً. وكذلك يخفُّ الاستبداد ـ طبعاًـ كلّما قلَّ عدد نفوس الرَّعية، وقلَّ الارتباط بالأملاك الثّابتة، وقلَّ التّفاوت في الثّروة وكلّما ترقَّى الشّعب في المعارف. انتهى الاقتباس.
هنا أختلف مع المؤلف بأن قلة عدد نفوس الشعب، ولا أقول الرعية لأنها معيبة، لا تقلل من الاستبداد، لأن الاستبداد متعلق بتصرف الحاكم بشعبه، وهو ليس معتمدا على عدد نفوس الشعب، قدر اعتماده على مدى رضوخ هذا الشعب للاستبداد كصفة لازمة له، ومثالنا دولة البحرين، فبرغم ان نفوس الشعب البحريني تقل عن المليون، ولكن هذا لم يمنع او يقلل من شكل المستبد حمد بن خليفة آل ثاني.

ثم يقول:
إنَّ الحكومة من أيّ نوع كانت لا تخرج عن وصف الاستبداد؛ ما لم تكن تحت المراقبة الشَّديدة والاحتساب الّذي لا تسامح فيه، كما جرى في صدر الإسلام في ما نُقِم على عثمان، ثمَّ على عليّ رضي الله عنهما، وكما جرى في عهد هذه الجمهورية الحاضرة في فرنسا في مسائل النّياشين وبناما و دريفوس. انتهى الاقتباس.
وهنا أختلف مع المؤلف أيضاً، فالحكومة المستبدة في صدر الاسلام لم تكن فقط في حكمي عثمان وعلي، بل وحتى أبو بكر وعمر، ولكن ما حدث في حكم عثمان وعلي هو تزايد ترسبات حكم من سبقهما مع ترسبات حكمهما لدى الشعوب الداخلة حديثاً وبالقوة للإسلام ودولة الخلافة .
ثم يقول:
ومن الأمور المقرَّرة طبيعةً وتاريخاً‌ أنَّه؛ ما من حكومة عادلة تأمن المسؤولية والمؤاخذة بسبب غفلة الأمّة أو التَّمكُّن من إغفالها إلاّ وتسارع إلى التَّلبُّس بصفة الاستبداد، وبعد أنْ تتمكَّن فيه لا تتركه وفي خدمتها إحدى الوسيلتين العظيمتين: جهالة الأمَّة، والجنود المنظَّمة. انتهى الاقتباس .
وهنا أتفق معه وأختلف بآن واحد، فأتفق معه بأنه ما دام المجتمع جاهل، لا يعرف حقوقه قبل أن يعرف واجباته، فإنه سيضيعها حتماً، ووجود السلطة الغاشمة من شرطة وجيش تتبع الحكومة في أعمالها وأفعالها يكون مدعاة لاستبداد تلك الحكومة.
وأختلف بأنه قال أن الحكومة العادلة سوف تجنح نحو الاستبداد لو توفرت لها جهالة الأمة والجنود المنظمة، حيث أني لا أجد عدالة لدى تلك الحكومة حتى في حالتها الأولية، لأن من أخلاق حامي العدالة هو عدم تنحي الفرص حتى يستبد، وبالتالي تكون تلك حكومة وصولية وليست حكومة عدالة.

ثم يقول:
وهما أكبر مصائب الأمم وأهمّ معائب الإنسانية، وقد تخلَّصت الأمم المتمدُّنة ـ نوعاً ماـ من الجهالة، ولكنْ؛ بُليت بشدة الجندية الجبرية العمومية؛ تلك الشّدة التي جعلتها أشقى حياةً من الأمم الجاهلة، وألصق عاراً بالإنسانية من أقبح أشكال الاستبداد، حتَّى ربَّما يصحّ أن يقال: إنَّ مخترع هذه الجندية إذا كان هو الشّيطان؛ فقد انتقم من آدم في أولاده أعظم ما يمكنه أنْ ينتقم! . انتهى الاقتباس.
هنا ينتقد المؤلف النظام العسكري او ما يسميه الجندية، وله الحق بجزئية منه، فهو قد عاش فترات قلاقل كثيرة وحروب عديدة دخلتها الدولة العثمانية، وكانت تستخدم الجيش لقمع شعوب كثيرة، كما كان المجند يذهب الى الجيش، ولا يعود مطلقا لبلدته وأهله، وإن عاد، فإنه يعود بعد سنين طوال وقد أنهكه التعب والسنون، إن لم يكن معوقاً جسدياً أو نفسياً، كذا فهو محق بما حدث بعد وفاته من حروب، كالحربين العالميتين.
ولكن بنفس الوقت الجندية كما يسميها هي ضرورية لحماية الدول، خاصة الصغرى منها من اعتداء الطامعين.

ثم يقول:
نعم؛ إذا ما دامت هذه الجندية التي مضى عليها نحو قرنَيْن إلى قرن آخر أيضاً تنهك تجلُّد الأمم، وتجعلها تسقط دفعة واحدة. ومن يدري كم يتعجب رجال الاستقبال من تَرَقِّي العلوم في هذا العصر ترقِّياً مقروناً باشتداد هذه المصيبة التي لا تترك محلاً لاستغراب إطاعة المصريين للفراعنة في بناء الأهرامات سخرة؛ لأنَّ تلك لا تتجاوز التّعب وضياع الأوقات، وأمّا الجندية فتُفسد أخلاق الأمّة؛ حيثُ تُعلِّمها الشّراسة والطّاعة العمياء والاتِّكال، وتُميت النّشاط وفكرة الاستقلال، وتُكلِّف الأمّة الإنفاق الذي لا يطاق؛ وكُلُّ ذلك منصرف لتأييد الاستبداد المشؤوم: استبداد الحكومات القائدة لتلك القوَّة من جهة، واستبداد الأمم بعضها على بعض من جهة أخرى. انتهى الاقتباس .
هنا يستمر بوضوح كرهه للنظام العسكري او كما يسميه الجندية، ولا أخفيكم سرا بأني أكرهها أيضاً، ولكن لأسباب تختلف عما ذكره المؤلف، ثم أن الجندية هي أداة بيد السلطة، تكون ممدوحة لو استخدمت في الدفاع عن الوطن، وممقوتة لو استخدمت في تركيع الشعب، وهي تشبه الشرطة، تكون نافعة في فرض النظام، ومضرة بفرض الاحكام العرفية وتطبيق شرائع المستبد.
أما استبداد امة على امة فهذا له أسم خاص هو استعمار او احتلال، ولكن لأن المؤلف مات ولم تبدأ الحرب العالمية الأولى، وما تبعها من عصبة الأمم التي شرعت لما يسمى انتداب واستعمار بتشريع دولي، لذا فنحن نعذره بذلك.

ثم يقول:
ولنرجع لأصل البحث فأقول: لا يُعهد في تاريخ الحكومات المدنية استمرار حكومة مسؤولة مدَّة أكثر من نصف قرن إلى غاية قرن ونصف، وما شذَّ من ذلك سوى الحكومة الحاضرة في إنكلترا، والسّبب يقظة الإنكليز الذين لا يُسكرهم انتصار، ولا يُخملهم انكسار، فلا يغفلون لحظة عن مراقبة ملوكهم، حتَّى أنَّ الوزارة هي تنتخب للملك خَدَمَهُ وحَشَمَهُ فضلاً عن الزّوجة والصّهر، وملوك الإنكليز الذين فقدوا منذ قرون كلَّ شيء ما عدا التّاج، لو تسنّى الآن لأحدهم الاستبداد لَغَنِمَهُ حالاً، ولكنْ؛ هيهات أنْ يظفر بغرة من قومه يستلم فيها زمام الجيش. انتهى الاقتباس .
هنا أؤيده على حسب ما نراه من تأريخنا القريب، ولكن هناك شاذة لقاعدته الزمنية هذه، وهي الولايات المتحدة الأمريكية، فهي حتى وإن استبدت على شعوب أخرى، ولكنها أسست لشرعة حقوق الانسان العالمية، كما هي راعية الديمقراطية الدولية.

ثم يقول:
أمّا الحكومات البدويّة التي تتألَّف رعيتها كلّها أو أكثرها من عشائر يقطنون البادية، يسهل عليهم الرّحيل والتَّفرّق متى مسَّتْ حكومتُهم حرّيّتهم الشّخصية، وسامتْهم ضيماً، ولم يقووا على الاستنصاف؛ فهذه الحكومات قلّما اندفعت إلى الاستبداد. انتهى الاقتباس.
يبدوا لي أن المؤلف متأثر جدا بالتأريخ القديم و بعادات البدو الرحل، حيث قلما خضعوا لحكومة، حتى لو كانت عادلة وغير مستبدة، بينما نحن نعيش واقع مدني، فكان من الواجب تحليل واقعنا المعاش بدل ضرب الأمثال لحالات بدو رحل قليلة هنا وهناك.

ثم يقول:
وأقرب مثال لذلك أهل جزيرة العرب، فإنَّهم لا يكادون يعرفون الاستبداد من قبل عهد ملوك تبّع وحُميْر وغسان إلى الآن إلاّ فترات قليلة. وأصل الحكمة في أنَّ الحالة البدوية بعيدة بالجملة عن الوقوع تحت نير الاستبداد، وهو أنَّ نشأة البدويّ نشأة استقلالية؛ بحيث كلُّ فرد يمكنه أنْ يعتمد في معيشته على نفسه فقط. انتهى الاقتباس.
وهذا أكبر دليل على عدم قدرة المؤلف استطلاع المستقبل، حيث بعد وفاته تأسست ديكتاتورية أسرية بدوية دينية وهابية في الجزيرة العربية التي امتدح اهلها في النص أعلاه بعدم قبولهم لحكم استبدادي، وها هم راكعون تحت حكم المستبد المدعوم من رجالات الدين الوهابي، بل وان هذا البدوي هو من أنشأ هذه الدولة، وسماها باسم احد اجداده.

ثم يقول:
خلافاً لقاعدة الإنسان المدنيّ الطبع، تلك القاعدة التي أصبحت سخرية عند علماء الاجتماع المتأخِّرين، القائلين بأنَّ الإنسان من الحيوانات التي تعيش أسراباً في كهوف ومسارح مخصوصة، وأمّا الآن فقد صار من الحيوان الذي متى انتهت حضانته؛ عليه أنْ يعيش مستقلاً بذاته، غير متعلّق بأقاربه وقومه كلّ الارتباط، ولا مرتبط ببيته وبلده كلّ التّعلُّق، كما هي معيشة أكثر الإنكليز والأمريكان الذين يفتكر الفرد منهم أنَّ تعلُّقه بقومه وحكومته ليس بأكثر من رابطة شريك في شركة اختيارية، خلافاً للأمم التي تتبع حكوماتها حتى فيما تدين. انتهى الاقتباس.
لا تعليق لدي.

ثم يقول:
النّاظر في أحوال الأمم يرى أنَّ الأُسراء يعيشون متلاصقين متراكمين، يتحفَّظُ بعضهم ببعض من سطوة الاستبداد، كالغنم تلتفُّ حول بعضها إذا ذعرها الذّئب، أمّا العشائر والأمم الحرّة المالك أفرادها الاستقلالَ النّاجز فيعيشون مُتَفرِّقين. انتهى الاقتباس .
وهذا معناه أن من وجد الطمأنينة والأمان داخل المجتمع فإنه يستطيع العيش لوحده، بينما فاقد الطمأنينة والأمان يحتاج لأقران قريبين منه حتى يحس بالأمان حتى لو كان أماناً كاذب .

ثم يقول:
وقد تكلَّم بعض الحكماء ـ لا سيَّما المتأخِّرون منهم ـ في وصف الاستبداد ودوائه بجمل بليغة بديعة تُصوِّر في الأذهان شقاء الإنسان، كأنَّها تقول له هذا عدوَّك فانظر ماذا تصنع، ومن هذه الجمل قولهم:
«المستبدّ: يتحكَّم في شؤون النّاس بإرادته لا بإرادتهم، ويحكمهم بهواه لا بشريعتهم، ويعلم من نفسه أنَّه الغاصب المتعدِّي فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من النَّاس يسدُّها عن النّطق بالحقّ والتّداعي لمطالبته».
«المستبدّ: عدوّ الحقّ، عدوّ الحّيّة وقاتلهما، والحق أبو البشر، والحرّيّة أمّهم، والعوام صبية أيتام لا يعلمون شيئاً، والعلماء هم إخوتهم الرّاشدون، إنْ أيقظوهم هبّوا، وإنْ دعوهم لبّوا، وإلا فيتَّصل نومهم بالموت».
«المستبدّ: يتجاوز الحدّ ما لم يرَ حاجزاً من حديد، فلو رأى الظّالم على جنب المظلوم سيفاً لما أقدم على الظّلم، كما يقال: الاستعداد للحرب يمنع الحرب».
«المستبدّ: إنسانٌ مستعدٌّ بالطّبع للشّر و بالإلجاء للخير، فعلى الرّعية أنْ تعرف ما هو الخير وما هو الشّر فتلجئ حاكمها للخير رغم طبعه، وقد يكفي للإلجاء مجرَّد الطَّلب إذا علم الحاكم أنَّ وراء القول فعلاً. ومن المعلوم أنَّ مجرد الاستعداد للفعل فعل يكفي شرَّ الاستبداد».
«المستبدّ: يودُّ أنْ تكون رعيته كالغنم درّاً وطاعةً، وكالكلاب تذلُّلاً وتملُّقاً، وعلى الرَّعية أنْ تكون كالخيل إنْ خُدِمَت خَدمتْ، وإنْ ضُرِبت شَرست، وعليها أن تكون كالصقور لا تُلاعب ولا يُستأثر عليها بالصّيد كلِّه، خلافاً للكلاب التي لا فرق عندها أَطُعِمت أو حُرِمت حتَّى من العظام. انتهى الاقتباس .
هي حكم جميلة برغم اختلافي مع قائليها بتسمية المجتمع بالرعية، وتشبيههم بالغنم والكلاب وغيرها من الحيوانات .

ثم يقول:
نعم؛ على الرّعية أن تعرف مقامها: هل خُلِقت خادمة لحاكمها، تطيعه إنْ عدل أو جار، وخُلق هو ليحكمها كيف شاء بعدل أو اعتساف؟ أم هي جاءت به ليخدمها لا يستخدمها؟.. والرَّعية العاقلة تقيَّد وحش الاستبداد بزمام تستميت دون بقائه في يدها؛ لتأمن من بطشه، فإن شمخ هزَّت به الزّمام وإنْ صال ربطتْه». انتهى الاقتباس .
وهنا وجب على الشعوب كافة أن تفهم أن علاقتها بالحاكم والحكومة هي علاقة تضامن وعقد خدمة، تضامن بين الشعب والحكومة، وهو عقد خدمة تقوم الحكومة بموجبه بخدمة الشعب، وليس العكس، أي الشعب يصبح خادم للحاكم وحكومته .

ثم يقول :
من أقبح أنواع الاستبداد استبداد الجهل على العلم، واستبداد النّفس على العقل، ويُسمّى استبداد المرء على نفسه، وذلك أنَّ الله جلّتْ نعمه خَلَقَ الإنسان حرّاً، قائده العقل، فكفَرَ وأبى إلا أنْ يكون عبداً قائده الجهل. انتهى الاقتباس .
وهذا معناه ان الجهل مع الاستبداد.

ويقول واعظاً :
خَلَقَه وسخَّر له أمَّاً وأباً يقومان بأوده إلى أن يبلغ أشدّه، ثمَّ جعل له الأرض أمّاً والعمل أباً، فَكَفَر وما رضي إلا أن تكون أمَّتُه أمّه وحاكمه أباه. خَلَقَ له إدراكاً ليهتدي إلى معاشه ويتّقي مهلكه، وعيْنَيْن ليبصر، ورجليْن ليسعى، ويديْن ليعمل، ولساناً ليكون ترجماناً عن ضميره، فكَفَرَ وما أحبَّ إلا أنْ يكون كالأبله الأعمى، المقعد، الأشلّ، الكذوب، ينتظر كُلَّ شيْ من غيره، وقلَّما يطبق لسانه جنانه. خَلَقَهُ منفرداً غير متَّصل بغيره ليملك اختياره في حركته وسكونه، فكَفَرَ وما استطاب إلا الارتباط في أرض محدودة سمَّاها الوطن، وتشابك بالنّاس ما استطاع اشتباك تظالُم لا اشتباك تعاون... خَلَقَه ليشكره على جعله عنصراً حيّاً بعد أن كان تراباً، وليلجأ إليه عند الفزع تثبيتاُ للجنان، وليستند عليه عند العزم دفعاً للتردُّد، وليثق بمكافأته أو مجازاته على الأعمال، فكَفَرَ وأبى شُكْرَه وخَلَطَ في دين الفطرة الصّحيح بالباطل ليغالط نفسه وغيره. خَلَقَه يطلب منفعته جاعلاً رائده الوجدان، فكَفَرَ، واستحلَّ المنفعة بأي وجه كان، فلا يتعفّف عن محظور صغير إلا توصُّلاً لمُحرَّم كبير. خلقه وبذل له مواد الحياة، من نور ونسيم ونبات وحيوان ومعادن وعناصر مكنوزة في خزائن الطّبيعة، بمقادير ناطقة بلسان الحال، بأنَّ واهب الحياة حكيم خبير جعل مواد الحياة أكثر لزوماً في ذاته، أكثر وجوداً وابتذالاً، فكَفَرَ الإنسانُ نعمةَ الله وأبى أن يعتمد كفالة رزقه، فوكَّلهُ ربُّه إلى نفسه، وابتلاه بظلم نفسه وظُلْم جنسه، وهكذا كان الإنسان ظلوماً كفوراً. انتهى الاقتباس .
وكلامه كله عظة دينية.

ثم يقول:
الاستبداد: يَدُ الله القويّة الخفيّة يصفعُ بها رقاب الآبقين من جنّة عبوديَّته إلى جهنَّم عبودية المستبدِّين الذين يشاركون الله في عظمته ويعاندونه جهاراً، وقد ورد في الخبر: «الظّالم سيف الله ينتقم به، ثمَّ ينتقم منه»، كما جاء في أثرٍ آخر: «مَنْ أعان ظالماً على ظلمه سَلَّطَه الله عليه»، ولا شكَّ في أنَّ إعانة الظّالم تبتدئ من مجرَّد الإقامة على أرضه. انتهى الاقتباس .
وهنا لا أوافق المؤلف على كون الاستبداد هي يد الله، فما نقوم به نحن البشر على الأرض خاضع لأسباب موضوعية بشرية الصنع أولا وآخراً، فلا داعي لإدخال الخالق بكل صغيرة وكبيرة نفعلها، ونعلق أخطائنا على شماعة الخالق.

ثم يقول:
الاستبداد: هو نار غضب الله في الدّنيا، والجحيم هو نار غضبه في الآخرة، وقد خلق الله النّار أقوى المطهِّرات، فَيُطَهِّر بها في الدّنيا دَنَسَ منْ خلقهم أحراراً، وبَسَطَ لهم الأرض واسعة، وبذلَ فيها رزقهم، فكَفَروا بنعمته، ورضخوا للاستعباد والتَّظالم. انتهى الاقتباس .
وهنا يؤكد المؤلف تأثره بفلسفة الأقدمين الذين يعتبرون النار تطهر الشيء، بينما أعمال الإنسان تطهره التبرؤ منها وعدم العودة لمثلها وتعويض المتضرر منها، وليس كما قال المؤلف.

ثم يقول:
الاستبداد: أعظم بلاء، يتعجَّل الله به الانتقام من عباده الخاملين، ولا يرفعه عنهم حتَّى يتوبوا توبة الأنفة. نعم؛ الاستبداد أعظم بلاء؛ لأنَّه وباء دائم بالفتن وجَدْبٌ مستمرٌّ بتعطيل الأعمال، وحريقٌ متواصلٌ بالسَّلب والغصْب، وسيْلٌ جارفٌ للعمران، وخوفٌ يقطع القلوب، وظلامٌ يعمي الأبصار، وألمٌ لا يفتر، وصائلٌ لا يرحم، وقصة سوء لا تنتهي. وإذا سأل سائلٌ: لماذا يبتلي الله عبادَه بالمستبدِّين؟ فأبلغُ جواب مُسْكِت هو: إنَّ الله عادلٌ مطلقٌ لا يظلم أحداً، فلا يُولَّى المستبدّ إلا على المستبدِّين. ولو نظر السّائل نظرة الحكيم المدقِّق لوجد كُلَّ فرد من أُسراء الاستبداد مُستبدّاً في نفسه، لو قدر لجعل زوجته وعائلته وعشيرته وقومه والبشر كُلَّهم، حتَّى وربَّه الذي خلقَهُ تابعين لرأيه وأمره.
انتهى الاقتباس .
وهنا أختلف أيضا مع المؤلف، فنرى كثرة من غير المستبدين ضمن الشعب تحت حكم مستبد، والعكس صحيح ايضاً.
ثم يقول:
فالمستبدُّون يتولاهم مستبدّ، والأحرار يتولاهم الأحرار، وهذا صريح معنى: «كما تكونوا يُولَّى عليكم».
ما أليقَ بالأسير في أرضٍ أن يتحوَّل عنها إلى حيثُ يملك حرّيّته، فإنَّ الكلب الطّليق خيرُ حياةً من الأسد المربوط. انتهى الاقتباس .

محمد الحداد
20 .02 . 2011



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 3
- ماذا قال مبارك لوزرائه في أعقاب يوم الغضب؟
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 2
- قراءة في طبائع الاستبداد ج 1
- بحث مقارن ج 14
- قصيدة مجهولة النسب
- بحث مقارن ج 13
- بحث مقارن ج 12
- بحث مقارن ج 11
- بحث مقارن ج 10
- بحث مقارن ج 9
- بحث مقارن ج 8
- بحث مقارن ج 7
- بحث مقارن ج 6
- بحث مقارن ج 5
- بحث مقارن ج 4
- بحث مقارن ج 3
- بحث مقارن ج 2
- بحث مقارن
- أعوانُ الظَلَمَة


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحداد - قراءة في طبائع الاستبداد ج 4