أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الحداد - أعوانُ الظَلَمَة














المزيد.....

أعوانُ الظَلَمَة


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 3089 - 2010 / 8 / 9 - 16:25
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد طول غياب لمعلمنا ، حيث أن محاضراته أصبحت متباعدة ، وهو يأتي للضرورة ، أو حين تكون هناك حاجة لنقاش فكرة ما ، فها هو قد حضر هذا اليوم ، وكتب هذا العنوان على السبورة ، ثم أجال بوجهه صَوبنا ، مُتفحِصاً مَلامِحنا ، وقارئاً لما يَرسُمُهُ محيانا .
وقال : طبعا لا يكفي الاعتذار منكم ، فلا عذر يبرر طول غيابي ، ولكن هذا حال الدنيا ، فليس كل ما يبغيه المرء يدركه ، والدنيا تأخذ غلابا ، والحق ضائع ، والجهل راسخ ، والظلم واضح ، والمرء بأخيه ، والعزيمة قوة ، والتخاذل نقمة .
فرأى علامات التعجب علينا ، فأراد الإقلال من الهول عندنا ، فقال :
وَيحكم ، لِمَ وَجَمتم مني ، وكأنكم نَكرتموني ، وأنا أقرب لكم من أهليكم ، فَرُبَ أخٍ لك لَم تلده أمك ، أ فَعجبتم خطابي ، أم طول غيابي ، أو إثاقلتم حديثي ، وكرهتم لقائي .
فقلنا : لا هذا ولا ذاك .
فقال : إذن لم أرى وكأنكم كرهتموني ؟ أ وَ تريدون غيابي !
قلنا : ولا ذاك أيضا ، ولكنا عجبنا من سَجَعَك ، فلم نتعود عليه !
قال : الكلام كثير ، و به ألوان ونظير ، فوجب التدريب والتنظير .
قلنا : حسنا ، نحن لها .
قال : بيومنا نتحدث عن الأعوان ، بشرهم وخيرهم ، وبؤسهم وفقرهم ، وكنزهم ولؤمهم ، وعظتهم ورأيهم ، و شؤمهم وحسدهم .
فالأعوان نوعان ، نوع يُسمعك ما لا تحبه ، ويريك رأيه حتى وإن خاصمته ، ويرجح مصلحتك على مصلحته ، ويحب أن يراك سعيدا بحزنه ، فأنت الأول عنده قبل نفسه .
ونوع يسمعك ما تحبه ، ويريك رأيك حتى لا تخاصمه ، ويؤخر مصلحتك على مصلحته ، ويحب أن يراك حزينا بفرحه ، فأنت الأخير عنده بعد نفسه .
فقلنا : وأين يكون معين الظالم من هذا ؟
قال : هو الثاني بكل تأكيد ، حتى ولو لم تروا ذلك بعيونكم أو تسمعوه بآذانكم .
قلنا : وما شره ؟
قال شره كبير ، وجزاءه نار ذات سعير ، فهو معين كل ظالم أثيم ، يزين له فعله الظليم ، بأكل لحم أخيه المسكين ، وحق اليتامى والمساكين ، بل هو أشر من صاحبه ، ولو أكل من فتات موائده ، و عاش من زوائد نعمته ، فهو كالكلب يتبع صاحبه ، أينما حل ، حل معه ، وبعد العظمة يلحس فردته .
قلنا : هل تعطينا مثالا حيا تقرب وجهة نظرك ؟
قال : كثيرة هي أ فلا ترون ! ، تعيشونها يوميا أ فلا تعقلون ! أم أسما تبغون ؟
قلنا : نعم ، هذا ما نبتغيه .
قال : هيهات أن أذكر أسما لكم ، أ فليست لكم عقول تفقهون بها ، وعيون ترون بها ، وقلوب تبصرون بها ، فكيف تطلبون اسما وأمامكم آلاف الأسماء ، وأينما أدرتم بوجوهكم تجدون بدل الواحد مئات .
قلنا : وما جزائهم .
قال : خزي في الدنيا والآخرة ، وعذاب ليس له نظير ، مع ظَلَمَتِهِم في زمهرير .
قلنا : ولم ذاك ؟
قال : لأنهم أعانوا الظالم على ظلمه ، و أشدوا وثاق المسكين في بؤسه .
قلنا : أو لم يستفيدوا من كل ذاك ، مالا وجاه .
قال : عجبت لأمري باع آخرته بدنيا غيره .



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دستور الجمهورية العراقية
- احتلال الكويت
- فاطِمَة وَفَدَك
- لم أجب على السؤال !!
- هل الإسلام دين عقل ؟
- ما هو الاستبداد ؟!
- المُسْتَبِدُ أبنُ بِيئَتِهِ ، وَهُوَ صانِعُها
- والشعب يصنع المستبد
- تعليمات كأس العالم
- قِ نَفْسَكْ
- فِ عَهْدَكْ
- هل الخِرفانُ أصْلُها عَربي !؟
- الإنتاجُ فِكْرٌ أمْ عَمَل ؟
- قَطّارَة النَتائج
- الأخلاق الانتخابية
- توضيح مهم لكافة القراء الكرام حول مقالنا الموسوم لو كان البع ...
- لَو كانَ البَعثُ دِيناً وَ رَبّاً لَكَفَرتُ بِه
- الجدار الناري
- عِ قَوْلَكْ
- القاعدة والتكفير وأحمد صبحي منصور


المزيد.....




- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...
- أبو الحروب قصة جديدة للأديبة منال مصطفى
- غزة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي
- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...
- -مكان وسط الزحام-: سيرة ذاتية لعمار علي حسن تكشف قصة صعود طف ...
- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...
- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الحداد - أعوانُ الظَلَمَة