أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - الإنتاجُ فِكْرٌ أمْ عَمَل ؟














المزيد.....

الإنتاجُ فِكْرٌ أمْ عَمَل ؟


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 2963 - 2010 / 4 / 2 - 20:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أخلاق 9
سؤال طرح بيوم أمس على أستاذنا من قبل أحدى طالبات فصلنا .
فقال مدرسنا ؛ مرحبا بك في فصلنا ، ومرحبا دائما بتعقيباتك ومشاركاتك ، و بها يتوسع النقاش ، ونزاد علما وخبرة ، بل ومرحبا بكل العنصر النسائي على قلته داخل الفصل .
وأضاف ؛ ما يؤخذ على نسائنا هي قلة مشاركاتها ببحوث أصيلة نابعة منها ومن واقعها ، ولكني أتأمل بالمستقبل خيرا ، حيث دائما تكون البداية صعبة ، وكيف لا تكون كذلك !! ما دامت نسائنا التي طال رزحها تحت ظلم طواغيت عديدة ، سأحاول أن أعرج عليها بدروس قادمة ، طالبا منكم جميعا تذكيري بها إن نسيت أو تناسيت .
ثم أعقب مدرسنا على سؤال أختنا ، حيث قال ؛ يبدوا لي أن بسؤالك هذا تبغين لنا أن ننطلق بآفاق أرحب و أوسع لإعمال العقل والمنطق بدل النقل عن الآخرين .
فأعقبت طالبتنا قائلة ؛ وهذا ما أريده حقا ، بل وأضافت قائلة ؛ فمجموعة القيم التي نسير على هداها والأهداف التي نسعى لتحقيقها تقتضي أن نعلم لماذا ننجز هذا العمل المعين دون سواه ؟ ، وإلى أي هدف نسير ؟، ولا جواب لهذه الأسئلة إلا في تلك العوامل المصاحبة من القيم الإنسانية التي تجعل للحياة هدفا ومعنى ،لأن العقل والعمل كليهما توجههما هذه القيم الإنسانية من أجل أهداف حضارية تحقق الرقي وبناء الوطن .
وأكملت كلامها قائلة ؛ والإيمان بالقيم والأهداف هو الأساس لكي يكون العمل دعامة ثقافية حضارية معا ، وبغيره يسود الملل والقلق في نفوس العاملين وتفقد الحياة معناها لأنها قد فقدت ما يبرر استمرارها ، فيكفي ـ مثلا ـ أن يؤمن العاملون بأنهم إنما يعملون لا لكسب العيش وحده ، بل لأسباب أسمى وأشمل فهم يعملون ليقيموا مجد الوطن ، أو لينشروا رسالة دينية ، أو ليعدوا لأبنائهم حياة أفضل ، أو غير ذلك مما يبرر عناء العمل .
بهذه اللحظة ارتسمت ملامح التعجب والبهجة ، أعقبتها ملامح الرضا والاحترام على وجوه الجميع .
فقال معلمنا ؛ بادئ ذي بدء وجب عليّ تحيتك على كلماتك ، ورصانة قولك ، وسعة إطلاعك ، ثم أعقب قائلا ؛ ولكني لا أريد هدر وقتكم ووقتي بالمدح لكِ ، وهذا طبعا لا ينقص من قدركِ مطلقاً ، ولكن وجب علينا التعلم بالقيام بالعمل ، أو إعطاء الأفكار ، والنطق بالكلمات ، دون انتظار الشكر ، أو الرد بالمثل ، أو مديحاً هنا وهناك ، أو ما شابه من ردود .
وعاد ليقول ؛ طبعاً أولا دعوني أفصل بين أنواعٍ للبشر نعيش بينهم ، بل ودعوني أطرح سؤالٍ عليكم جميعاً ، عَلَنا بالإجابة عليه نُضِيقُ نِطاق مَبحثنا ، ونَحصره بأضيق و أضيق الأماكن ، حتى تَسْهٌل علينا استخراج الإجابة .
وقال ؛ سؤالي هو التالي ، هل الإنسان بصانع لِقدره ، أم هو مُجبر عَليه ؟
فكانت حالةٍ من الاستغراب قد اِرْتَسَمَتْ على محيانا لكذا سؤال !
فعاد وقال بعد ملاحظة وُجُومَنا ؛ لأُبَسِط سؤالي لكم ، لنأخذ مثل ، هل عَمرو بصانع ليومه ومستقبله ؟ وبالنتيجة هل كان عمرو قد صنع ماضيه أيضا ؟ وهل لا يوجد أي تأثير لقرارات وأفعال زيد من الناس على مستقبل وحياة عمرو الحالية ؟
ثم قال ؛ لأسأل بصيغة أخرى ، هل عمرو يملك الحرية الكاملة بصنع حاضره ومستقبله حتى وإن لم تكن له حرية بصنع ماضيه سابقا ؟ فهل هو يملكها حاليا واللحظة ؟
هذه الأسئلة جعلتنا نتطلع بعضنا بعضا ، ونتأمل أن يقوم هُمامٌ من بيننا ليجيب ولو عن اليسير منها ، ولكن هَيهات ، فقد بقينا مكاننا نُراوح ، و ألسِنَتُنا توقفت عن الحركة ، إلا اللهم ببلع ريقنا .
فقال معلمنا ؛ سأترك لكم وقتا ومجالا كافيا حتى تفكروا بما طرحته ، وأعود إليه لاحقا بعد أن أستمع ولو قليلا لآرائكم ، وحينها ، سنستمر ببحثنا الممتع والمفيد هذا .

محمد الحداد
02 . 04 . 2010




#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قَطّارَة النَتائج
- الأخلاق الانتخابية
- توضيح مهم لكافة القراء الكرام حول مقالنا الموسوم لو كان البع ...
- لَو كانَ البَعثُ دِيناً وَ رَبّاً لَكَفَرتُ بِه
- الجدار الناري
- عِ قَوْلَكْ
- القاعدة والتكفير وأحمد صبحي منصور
- نظارات جدتي
- أين العقلاء في مصر والجزائر ؟
- مِيزان قبّان
- مقالات علمية بسيطة ج 2
- رزوق دق بابنا
- نوري قزاز
- مقالات علمية بسيطة ج1
- قدري ربانا
- نار نور
- دار دور
- التوريث والتأبين
- المقرحي والأربعاء الدامي
- الجمهورية الخامسة ج 2


المزيد.....




- الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سور ...
- سوريا.. عملية أمنية ضد وكر إرهابي متورط بهجوم الكنيسة
- مفتي القاعدة السابق: هذا ما جعل بن لادن يجر أميركا لحرب في أ ...
- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - الإنتاجُ فِكْرٌ أمْ عَمَل ؟