مراحل تهميش الاسلام

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 13:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

جميع ظواهر الكون ليست الا عملية تشكيل و تركيب و تحطيم و تهديم دائمية. نعم ليس هناك شيء ينجو من عوامل التعرية و كل استنساخ او تصوير للصورة الاصلية يفقد قوتة و يبهت و يشحب الوانه اوتتساقط كأوراق الاشجار في الخريف. نعم لقد وصل الاسلام اليوم في عصر الفضائيات و الانترنيت و العولمة والعلم و التقنية و سيطرة اللغة الانجليزية الى خريف عمره لانه عجز و هرم و شحب لونه و خف تواجده بسبب عوامل التعرية و الشيخوخة والامتزاج بثقافات دينية و دنيوية اخرى بالمقارنة مع ما كان عليه قبل الثورة الصناعية في انجلترا.

نستطيع التأكد من كيفية وصول الاسلام الى الشيخوخة عند النظر الى مراحل تأريخه من البداية و الى يومنا هذا. فالاسلام توسع تدريجيا من دين عربي من مكة الى مدينة والى مدن و دول اخرى بفضل حروب الفتوحات الاسلامية و اخضاع القوميات غير العربية و اراضيها بالقوة و خدمة و تحمس غير العرب للدين الجديد في زمن ما يسمى بالخلفاء الراشدين والعصور الاموية و العباسية ما تبعها من العصور الى ان تحول الى امبراطورية عثمانية تركية مريضة انهارت الى دول و دويلات متعددة اصبح همها بالاول هو القوت اليومي و مصالحها القطرية. لقد بدأت عملية تهميش الاسلام عند تحوله من امبراطورية الى دول متعددة فهذا يشكل اول مرحلة تهميش و زادت بفضلها و بفضل الثورة الصناعية في انجلترا و الحروب العالمية ونظام التربية و التعليم و الدراسة الجامعية مدنية المسلم على دينيته ومن جهة اخرى برد وقل حماس القوى غير العربية للدين الاسلامي ان لم نقل بانها قد بدأت تتخذ موقفا مضادا بسبب زيادة وعيها بقوميتها وانشغالها بمصالحها.

ظهور الحركات القومية العربية من ضمنها الناصرية و البعثية قلت من تأثير الاسلام لانها وضعت القومية العربية بدل الاسلام في مركز اهتمامها و برامجها كما رأينا كيف ان حزب اسسه مسيحي كعفلق بدأ يحكم بدل الاسلام و تحول الشعار من امة اسلامية الى امة عربية. الذي يراقب مراحل و عمليات التغييرات الاسلامية يجد كيف ان العوامل التي تؤثر على الاسلام بعد الثورة الصناعية و الماركسية و الرأسمالية و تحويل العالم الاسلامي الى دول و ظهور الحركات القومية العربية وغير العربية تهمش الاسلام كدين للدولة تدريجيا و لا يستطيع احد ان ينكر ان تأثير الاسلام خف بشكل درامي منذ الثورة الصناعية.

واليوم الامم غير العربية من ضمنا نظام ملالي ايران تهتم بقوميتها و مصالحها القطرية اكثرمن الاسلام حتى اذا طبلت للاسلام يوميا. و اليوم وبوصولنا الى عصر الثورة المعلوماتية و العولمة والعلمانية و المدنية اي عصر ابعاد الدين و العسكر من الحكم و الحياة اليومية يتلقى الاسلام ضربته النهائية القاضية ليتحول الى دين هامشي كالاديان الاخرى.
المشكلة مع عوامل التعرية هي انها بطيئة نسبيا خاصة اذا كانت ظاهرة كالاسلام تتجد في ذاكرتنا يوميا بسبب تدخلها المستمر في حياتنا اليومية الى يومنا هذا.

ادناه مسودة تمهيدية للتعجيل بتهميش الاسلام في عصر الحركات التحررية العربية من دكتاتورياتها:
اولا الغاء رمضان كشهر رسمي اسلامي على مستوى الدولة و السماح للمطاعم و المقاهي بممارسة اعمالها الطبيعية. لقد تحولت مجتمعات العالم الى 24/7 اي ممارسة الاعمال دون انقطاع 24 ساعة و سبعة ايام في الاسبوع لا تنقطع النشاطات كالاذاعة و التلفزيون عن البث.
ثانيا منع الاذان في مكبرات الصوت
ثالثا ابعاد الاسلام من عمليات عقد القرآن وعدم الاعتراف الا بالزواج المدني
رابعا منع الاستشهاد بالايات القرآنية في الكتب المدرسية و العلمية و غربلة اللغة من عقلية اشاءالله
خامسا تصحيح التأريخ و التعريف بماهية الاسلام و الاعتراف و الاعتذار للمزاجر التي ارتكبت لاجل الاسلام بحق البشرية الى هذا اليوم.
سادسا اعداد اجيال تهتم بالعلم و الحياة المدنية و تحترم المرأة
سابعا تحرير االمرآة من قيود الاسلام و اطلاق الحرية الجنسية قبل الزواج
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل