أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - المقياس الأساسي لدى محمد نفاع















المزيد.....

المقياس الأساسي لدى محمد نفاع


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 20:14
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بتاريخ 2011 / 2 / 15 عاقبنا السيد محمد نفاع بمقال نشره في "الحوار المتمدن" وشرح فيه الأسس النظرية ("الماركسية") لوقوفه الى جانب الملالي المعممين في ايران والى جانب حزبهم في لبنان.
حتى "القاعدة" وبن لادن حظوا، في هذا المقال، بحماية السيد محمد نفاع : "هل الخطر من القاعدة وطالبان وبن لادن مثل الخطر الامريكي الاسرائيلي؟!"؟ (طبعاً لا!).
اماعن العراق الذبيح فإن فرق الموت من البعث الفاشي والأسلام المتطرف هم حمائم سلام: "لا يمر يوم الا ونسمع عن وقوع قتلى وجرحى في العراق . . . كل القتلى والضحايا اما على ايدي امريكا مباشرة او بسلاحها واتباعها."
هذا دون ان نتكلم عن "حماس".

هل تعرفون، مثلاً، ما هو"الثالوث الذي يصنع النكبات والحروب العدوانية" في منطقتنا وفي العالم؟
السيد محمد نفاع (الذي يطلق على نفسه اسم الأمين العام للحزب الشيوعي (العربي) في اسرائيل) يعرف الجواب.
"الثالوث صانع النكبات والحروب العدوانية هو الاستعمار والصهيونية وحكام اسرائيل" - يقول هذا "المفكر الماركسي" المعروف بحبه للسفر، من حين لآخر، الى جنوب افريقيا لكي يعلن للعالم كله "ان النضال ضد الصهيونية هو جزء لا يتجزأ من النضال ضد الأستعمار".
اعيد مرة اخرى لمن لا يصدق: "الثالوث صانع النكبات والحروب العدوانية هو الاستعمار والصهيونية وحكام اسرائيل".
ما رأيكم في هذا الأجتهاد الأحمد نجادي؟
لا "الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية"، كما هو متفق عليه بين القوى التقدمية العربية، حتى ولا "الاستعمار والصهيونية وسايكس بيكو"، كما هي العادة عند "مفكرين" بحجم محمد نفاع، بل: "الاستعمار والصهيونية وحكام اسرائيل".
لماذا لا يكتفي محمد نفاع ب"مثنى" بسيط مؤلف من "استعمار وصهيونية" او "استعمار وحكام اسرائيل" ويصر على "مثلث" مؤلف من "استعمار وصهيونية وحكام اسرائيل"؟ الجواب هو أن محمد نفاع يسير، على ما يبدو، على خطى الفيلسوف والرياضي الأغريقي فيثاغورس الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد وكان يؤمن ان للمثلث صفات سحرية خاصة (ومن لا يتذكر نظرية فيثاغورس في المثلث قائم الزاوية؟).

"علينا ألا نضع كل النظم والقوى السياسية في المنطقة في كفة واحدة" - يقول السيد محمد نفاع بلهجة من يريد ان يعلمنا نظرية جديدة في علم السياسة والأجتماع، وسرعان ما يفر الى ملجئه الآمن: نظرية "التناقض الرئيسي والتناقض الثانوي" سيئة الصيت.
(تحت ستار نظرية "التناقض الرئيسي والتناقض الثانوي" ارتكبت ابشع الجرائم وانكرها. وراءها اختفى امهر الدجالين والمشعوذين في العالم، وباسمها صفق محمد نفاع وصحبه لصدام حسين عندما كان يقتل الشيوعيين العراقيين في اقبية التعذيب وفي سجون البعث الفاشي. انا اعرف محمد نفاع وصحبه. كنت معهم في حزب واحد).

هذه ليست المرة الأولى التي يدافع فيها محمد نفاع عن مجرمين باسم نظرية "التناقض الرئيسي والتناقض الثانوي".
بتاريخ 24/8/2005 كتب محمد نفاع مقالاً في جريدة "الأتحاد" دافع فيه عن مفتي فلسطين، الحاج امين الحسيني، الذي التجأ الى برلين في خضم الحرب العالمية الثانية، التقى بهتلر وصافحه، دعا الشعوب العربية والأسلامية، من راديو برلين، الى الوقوف الى جانب المانيا النازية وشكل "جيشاً اسلامياً" للمشاركة في الحرب مع القوات الهتلرية. نضيف ان الحاج امين الحسيني، الذي لطخ الحركة القومية العربية بوصمة عار يصعب محوها، كان بعد الحرب العالمية الثانية مطلوبا ً من العدالة الدولية بوصفه واحداً من مجرمي الحرب.

سؤال: محمد نفاع! لماذا التجأ الحاج امين الحسيني الى برلين في خضم الحرب العالمية الثانية؟
محمد نفاع: لكي يتعلم اللغة الألمانية.

لا تصدقون؟ اقرأوا ما يلي:
"لقد غادر المفتي طهران بعد ان احتلها الانكليز ولاحقوه فذهب الى الدول التي تحارب بريطانيا، او التي احتلتها المانيا والى المانيا نفسها. ولم ينشغل الا بالقضية الفلسطينية. لم يكن امين الحسيني عدوا طبقيا للنازية ولا للرأسمالية، كان وطنيا فلسطينيا رأى في بريطانيا والصهيونية العدو الملموس المجرب المادي والممارس للنكبة الفلسطينية- وهذا هو المنطق وهذا هو الصواب.
"وفي تلك الايام وفي قرانا- كان الناس البسطاء وعن وعي يعرفون ان بريطانيا معادية لهم ولوجودهم وارضهم وتمارس ذلك يوميا. وكانوا يتمنون ان تكسر بريطانيا العدو، فهل هذا هو حب للنازية التي لم يعرفوا عنها شيئا؟؟
وكم اخجل باحد الادلة القاطعة!! لتعاون المفتي مع النازية عن طريق صورة تظهره يتعلم اللغة الالمانية كما نشرته احدى صحفنا!!
"المانيا النازية رغم نازيتها وجرائمها لم تكن هي صاحبة وعد بلفور ولا سايكس بيكو ولا هي التي احتلت فلسطين والعراق والاردن وحاربت الفلسطينيين والقسام وشلت جيش المجاهدين العرب وهرّبت المهاجرين اليهود الى البلاد وكانت وراء صفقات بيع الاراضي العربية وانتقالها الى اليهود.
ان المقياس في ذلك الوقت، مقياس الوطنية كان كذلك معاداة بريطانيا وفرنسا العدوتين اللدودتين للعرب وللقضية الفلسطينية."

"هذا هو المنطق وهذا هو الصواب" - يقول هذا الرجل الذي لا يعرف معنى الخجل (لكنه يخجل، واخجلتاه، عندما يتهم الرأي العام العالمي الحاج امين الحسيني بالنازية).
اما لماذا كان على مفتي فلسطين ان يصافح "صديق العرب" هتلر، في صورة تاريخية مشهورة، وان يبث دعاية نازية من راديو برلين وان يجند "فيلقاً اسلامياً" للقتال الى جانب هتلر، إذا كان كل ما يريده هذا الحاج التقي هو تعلم اللغة الألمانية، فهذا سر لا يعرفه إلا صاحب "نظرية التناقض الرئيسي والتناقض الثانوي".
انتبهوا جيداً الى هذا التعبيرالمخجل: "رغم نازيتها". محمد نفاع يريد ان يقول لنا: ان المانيا النازية رغم نازيتها كانت صديقة للعرب لأن "المقياس في ذلك الوقت، مقياس الوطنية كان كذلك معاداة بريطانيا وفرنسا العدوتين اللدودتين للعرب وللقضية الفلسطينية." هل يمكن لشخص ان يهين الشعوب العربية اهانة اكبر من هذه الأهانة؟

يقول صاحبنا "الماركسي" المبدع محمد نفاع:
" هنالك الكثير من القضايا التي تتعارض مع مصلحة الشعوب في جميع النظم في المنطقة، هنالك مثلا قضية الدمقراطية وحرية التعبير، والعدالة، ومحاربة الفساد، واضطهاد المرأة، والتوريث، وتقديس الشخصية، وهي قضايا لا يستهان بها. لكن المقياس الاساسي: هل كل النظم والقوى السياسية موالية للاستعمار؟!".

اكثر ما يعجبني في الفقرة السابقة هي كلمة "مثلاً" و"قضايا لا يستهان بها".
ماذا يريد ان يقول لنا محمد نفاع في الواقع؟ هو يريد ان يقول لنا: هناك " قضايا لا يستهان بها" ولكنها ليست من الأهمية بحيث تشغل بال "مفكر" كبير كمحمد نفاع. هنالك مثلا قضية الدمقراطية وحرية التعبير، والعدالة، وحقوق الأنسان والكرامة البشرية ومحاربة الفساد والتخلف الأقتصادي والأجتماعي. ولكن ما اهمية كل هذه الترهات ازاء "التناقض الرئيسي" مع الأستعمار والصهيونية (وحكام اسرائيل)؟ انتم تضحكونني بالأهمية التي تعلقونها على هذه القضايا الفرعية رغم انها "قضايا لا يستهان بها". هل نسيتم "المقياس الأساسي"؟ والمقياس الأساسي هو: من مع اميريكا والعدو الصهيوني ومن ضد اميريكا والعدو الصهيوني.

ان قضايا الديمقراطية وحقوق الأنسان وحرية الرأي والتفكير، يا سيدي الفاضل، هي ليست "مثلاً" ل"قضايا لا يستهان بها"، بل هي "القضية" ب"أل" التعريف.
هذه في عالمنا اليوم هي قضايا مطلقة وليست قضايا نسبية. ونظام يخترق حقوق الأنسان، يخنق حرية الرأي والتعبير، يظلم مواطنيه ويعذبهم هو نظام لا يجب الدفاع عنه، بل يجب اسقاطه، مهما يكن موقف هذا النظام من " الاستعمار والصهيونية وحكام اسرائيل".

انت تقول: "الامر الجوهري هو من مع هذا الثالوث صانع النكبات والحروب العدوانية: الاستعمار والصهيونية وحكام اسرائيل؟! ومن ضده ولو بشكل نسبي!" (مرة اخرى تعجبني عبارة "بشكل نسبي". عبقري هذا الرجل!).
لا يا سيدي! ليس هذا هو الأمر الجوهري، لا بشكل نسبي ولا بشكل مطلق.
اين هي الديمقراطية وحقوق الأنسان وحرية الرأي والتفكير في هذه المعادلة؟ انت يمكنك ان تحيى على "الموت لأميريكا" و"الموت لأسرائيل" فقط. اما الأكثرية الساحقة من البشر فلا يمكنها ان تحيى على ذلك. ليس على "الموت لأميريكا" و"الموت لأسرائيل" فقط يحيى الأنسان.
وإذا كنت حقاً تريد ان تبحث عن "الأمر الجوهري" فالأمر الجوهري، يا سيدي الفاضل، هو: من مع الحرية والديمقراطية وحقوق الأنسان وحرية الرأي والتفكير ومن ضدها "ولو بشكل نسبي".

التلفيزيون يعرض مشهداً مخيفاً: اعضاء البرلمان الأيراني يتظاهرون داخل قبة البرلمان، في سابقة لا مثيل لها في التاريخ المعاصر، ويدعون في نوع من الهستيريا المرعبة الى اعدام زعماء المعارضة. الملالي في قوم الأيرانية يصدرون فتوى ضد "اعداء الله" حسين موسوي ومهدي كاروبي، ويطلبون انزال عقوبة الأعدام بهما. احمدي نجاد يتهم المحتجين بالعمالة لأميريكا واسرائيل وقواته تفرق المتظاهرين بالقوة وتطلق عليهم النار. اما محمد نفاع فلا يرى ولا يسمع ويقول بلا خجل: "ان امريكا واوروبا واسرائيل يهدفون الى تركيع ايران".

حزب الله يخرب لبنان، والسيد حسن نصر الله يدعو "المقاومة اللبنانية" الى تحرير "فلسطين المحتلة" واحتلال الجليل، ومحمد نفاع يخدع شعبه ويقول: "امريكا واوروبا واسرائيل والرجعية العربية يهدفون الى تركيع لبنان".
(اخيراً تذكر محمد نفاع ان هناك شيئاً يدعي "الرجعية العربية". ترى هل يقصد بذلك دعاة "دولة الفقيه"؟)

نظام البعث في سوريا يخنق حرية الفكر والتعبير ويحكم بالسجن لخمس سنوات على فتاة مدونة دون سن التاسعة عشر، ومحمد نفاع يصيح: يريدون تركيع سوريا!
(من كل دول العالم ارسل قبل بضعة اشهر صنو محمد نفاع في سوريا، ألا وهو عمار بكداش، الذي وصل الى منصبه بالوراثة، رسالة تحية الى زعيم كوريا الشمالية، الذي يجوع شعبه، يهنئه فيها على "صمود" كوريا "الديمقراطية الشعبية" بوجه "المؤامرات الأمبريالية". وقديماً قالت العرب: الطيور على اشكالها تقع.)

محمد نفاع ينهي مقاله بجملة هي مزيج من النفاق والرياء. وهذه هي:
" إن اعداء السياسة الامريكية والاسرائيلية وكل القوى الرجعية في العالم، اهل للتضامن اليوم مع عدم البخل في ادانة سياستهم تجاه شعوبهم."



#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب اسرائيل صديق لشعب مصر
- نريد يساراً جريئاً لا يساراً خائفاً
- تحية لشعب تونس
- اليسار الصهيوني يوك!
- من اجل مصالحة تاريخية كبرى
- أحماقة أم نفاق سياسي؟
- البارع، المطور والذي لا يعتذر
- سلامة كيلة غاضب. من لا يخاف؟
- البيان الختامي الذي لم يصدر
- جنكيز خان ستالين
- اكثر من صحيحة أو الحقيقة المطلقة
- سلامة كيلة يقودنا الى طريق مسدود
- حول الصهيونية والدولة اليهودية الديمقراطية
- من يخاف من دولة يهودية ديمقراطية؟
- محمد نفاع لا يعصرن المبادئ
- من يخاف من تصفية القضية الفلسطينية؟
- انصاف الحقائق في اجتهادات فؤاد النمري
- هل فقدوا البوصلة؟
- -عبد الحسين شعبان- يكيل بمعيارين
- عبادة ستالين : حقيقة لا افتراء


المزيد.....




- عض سيدة وجرها إلى الأرض.. كلب بيتبول يهاجهم طفلًا و3 أشخاص ب ...
- من القاهرة.. بلينكن يدعو دول الشرق الأوسط إلى -الضغط على حما ...
- بشأن الإقامة.. السفارة السعودية في القاهرة تصدر -بيانا هاما- ...
- غرامات وعقوبات تفرضها السعودية على المخالفين في الحج
- شاهد: ثور يقفز فوق سياج حلبة في أوريغون ويصيب 3 أشخاص قبل ال ...
- مراسلنا: إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية فوق أجواء منطقة إقليم ...
- حزب الحرية النمساوي يفوز في انتخابات البرلمان الأوروبي في ال ...
- الجيش الإسرائيلي يؤكد سقوط مسيّرة تابعة له بصاروخ أرض جو في ...
- بدء الحملات الانتخابية في إيران
- النصيرات.. تواصل انتشال الضحايا


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - المقياس الأساسي لدى محمد نفاع