موقف أمريكا بمجلس الأمن يصب في خانة تشجيع الإرهاب

حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 980 - 2004 / 10 / 8 - 10:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

مرة أخرى تستخدم الولايات المتحدة كما عودتنا حق النقض لوقف قرار مجلس الأمن بشأن الأعتداء الإسرائيلي البشع على الشعب الفلسطيني ،والذي تم إقراره من قبل 11 عضواً وامتناع 4 أعضاء عن التصويت ، ومعارضة الولايات المتحدة وحدها في تحد صارخ لإرادة المجتمع الدولي ، وإرضاءاً لحكومة شارون العنصرية والعدوانية .
أن هذا الموقف الشائن الذي تكرره الولايات المتحدة كلما عُرضت قضية الشعب الفلسطيني على مجلس الأمن يقدم للعالم أجمع الدليل الأكيد على زيف دعواها في إقامة الدولة الفلسطينية جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل ،وإقامة نظام ديمقراطي حقيقي في منطقة الشرق الأوسط ، فأفعالها تتناقض تناقضاً صارخاً مع أقوالها وادعاءاتها ، فهي تقف دائماً وأبداً إلى جانب إسرائيل مهما اقترفت من الجرائم بحق الفلسطينيين ودول الجوار العربي أجمعين .
وما زالت إسرائيل تحتل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة ، وما زالت تحتل الجولان السورية وأجزاء من الأراضي اللبنانية ، وترفض الرضوخ لقرارات مجلس الأمن وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة والمتعلقة بالقضية الفلسطينية والجولان ومزارع شبعه اللبنانية ، وتتحدى الشرعية الدولية بدعم ومساندة من قبل راعية العالم الجديد الذي تبشر به !!.
أن هذا الموقف غير المنصف والمرفوض من المجتمع الدولي لن يوصل العالم إلى السلم والأمن المنشود والذي كان الهدف الأساس لقيام منظمة الأمم المتحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 ، بل يزيد الوضع العالمي تعقيداً وخطورة في انتشار الإرهاب الذي استشرى في عالمنا اليوم ، وتتحمل الولايات المتحدة المسؤولية الكبرى في استشراء هذا الداء الخبيث ، فعندما يقاسي شعباً من الشعوب المستضعفة من ويلات الاحتلال والجوع والحرمان والإذلال والتشرد والفقر المدقع ، ويتملكه اليأس من مواقف مجلس الأمن المنوط به إقرار السلام والأمن الدوليين ، والحفاظ على حقوق الشعوب وحرياتها من التجاوز والإنتهاك ، فماذا يمكن أن نتوقع من تلك الشعوب العزلاء إلا من إرادة المقاومة ، وهي تجابه قوى عظمى تمتلك ترسانة ضخمة من كافة أنواع الأسلحة الفتاكة والمدمرة ؟
هل يتوقع المرء أن تستكين الشعوب المضطهدة ونحن في القرن الحادي والعشرين ، وتقابل قوات العدوان بالتصفقيق ونثر الزهور ؟؟؟
إلا تتشكل هذه المواقف أللا إنسانية ، وغير العادلة ، دافعاً قوياً لممارسة وبيئة صالحة للإرهاب ؟
كيف يمكننا مجابهة الإرهاب من دون أن نعالج أسبابه من جذوره ؟
إن العنف والقوة العسكرية وحدهما أيها السادة لا يمكن أن يعالج مسألة الإرهاب ، ولا بد من إعطاء الشعوب حقوقها ، واحترام سيادتها واستقلاها وحريتها ، وإقامة علاقات صادقة ونزيهة قائمة على أساس احترام السيادة والاستقلال والمنافع المشتركة ، وعند ذلك فقط ينتهي الإرهاب وتنصرف الشعوب لبناء أوطانها وتحقيق الحياة الكريمة اللائقة بالإنسان .
أن حل القضية الفلسطينية أيها السادة أمر بسيط جداً لا يتطلب سوى انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية وبقية الأراضي العربية المحتلة ، وإقامة علاقات جديدة مع محيطها العربي قائمة على أساس احترام سيادة الدول المجاورة واستقلالها ووحدة أراضيها ، وإقامة العلاقات الطبيعية في مختلف المجالات على أساس المنافع المشتركة ، وعند ذلك فقط سوف ينعم الشرق الأوسط بالأمن والسلام ،وستوجه ثروات بلدان المنطقة نحو التنمية الاقتصادية التي ستحقق بكل تأكيد الحياة المرفهة لشعوبها ، وبذلك تنتفي العوامل المشجعة على ممارسة الإرهاب الذي لا يمكن أن يسر أحداً ، بل يشكل معضلة خطيرة تصيب بنيرانها المواطنين الأبرياء ، وتهدد الأمن السلام في العالم أجمع .
لكن إسرائيل تريد الأرض والسلام معاً ، وترفض عودة اللاجئين ،الذين يعيشون حياة بائسة لا يقبلها كل ضمير حي ،إلى ديارهم أو التعويض لهم في الوقت الذي تسعى بكل ما وسعها لاستقدام اليهود من شتى بقاع الأرض ليستوطنوا في أرض لا تعود لها ، وما تزال تتشبث بالبقاء فيها ، وبناء المزيد من البؤر الاستيطانية التي ستبقى برميل بارود يمكن أن ينفجر في أي وقت .
قليلاً من العدل والإنصاف يا من تتحكمون بمصائر الشعوب فهذا هو الطريق ، ولا طريقاً غيره لتحقيق آمال البشرية بعالم جديد يسوده السلام ، ويحقق الحياة الرغيدة لبني الإنسان .

#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل