العربية بين الجيئة و الذهاب 2

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3280 - 2011 / 2 / 17 - 19:19
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    

هناك فعل آخر في حالة الامر و هو (تعال) الذي يشير الى القدوم و لكنه نوع من الايعاز و طلب يؤكد على النهوض كقام. هذا و يوجد (أتى) بعكس (جاء) في كثير من اللغات السامية الاخرى كالعبرية و الارامية والسريانية و الصابئية و دخل ايضا لغات غير سامية عن طريق الانتشار الاسلامي كالتركية (الفجر الاتي) و اني لا اعلم فيما اذا كانت الكلمة الكردية (هاتن) التي ايضا تدل على القدوم ليست الا استعارة من الارامية لانها تختلف عن الفارسية (آميدن) و هذا يدل على استعمالها القديم و استعارتها.

و لكننا نجد الفعلين (أتى) و (جاء) ايضا في القرآن و الاستعمالات القديمة الموجودة تترك لدينا انطباع ان (أتى) فعل يدل على الاتيان الطبيعي خارج مشيئة الانسان و ان جاء يشير الى ما ورد و ذكر في خبر و تعليق و تقرير اكثر من الهبة و العطاء و الاتيان بشئ رغم ان جاء ياتي ايضا مع حرف الجر (ب) و (الى) كما في الايات القرآنية الاتية:
وَجَآءَتۡ سَيَّارَةٌ۬ فَأَرۡسَلُواْ وَارِدَهُمۡ (12/18)
فَأَجَآءَهَا ٱلۡمَخَاضُ إِلَىٰ جِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ(19/23)
وَجَآءَ بِقَلۡبٍ۬ مُّنِيبٍ (50/33)

من الجدير بالذكر ان (أتى) يبدأ بالهمزة و (جاء) ينتهي بها و وفق المستشرق الانجليزي المشهور Edward William Lane في قاموسه الموسوعي الذي اعتمد في اصداره اعتمادا كبيرا على قاموس تاج العروس الضخم لمرتضى الزبيدي: رغم محاولة البعض لا يمكن الوصول الى الفرق بين (أتى) و (جاء) الا في استعمالاتها اللغوية و ان (أتى) يشير في معناه الرئيسي الى الاشياء القادمة بسهولة. هل من آراء اخرى؟
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل