أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - احذروا الثورة المضادة














المزيد.....

احذروا الثورة المضادة


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3279 - 2011 / 2 / 16 - 11:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم تكن ثورة المصريين في الخامس والعشرين من يناير.. سوى خطوة بداية جبارة أذهلت العالم كله.. ولا بد أنها ستواجه ـ مثلها مثل جميع الثورات ضد نظام وطد أركانه عبر العقود ـ ثورة مضادة من أنصار النظام القديم الذن مازالوا يسيطرون على سياسة البلاد وأمنها.. ومن بقاياه الذين مازالوا يسيطرون على اقتصاد البلاد.. فلن يستسلم هؤلاء بسهولة مضحين بمصالح قامت على نهب الشعب وقمعه.. ومازال هناك حتى الآن شباب مختفين لا يعلم طريقهم أحد.. ومازال معتقلون سياسيون بلا تهمة..وما زالت السجون تضم مسجونين سياسيين انتهت مدة عقوبتهم.. ومازال قانون الطوارئ قائمًا.
وسوف تعمل هذه الثورة المضادة على الالتفاف على مكتسبات الثورة محاولة تفريغها من مضمونها.. وربما تنجح في استقطاب بعض شباب الثورة غير الواعي سياسيا لتلويثهم.. بل إنها قد تستطيع استمالة بعض رموزهم ودفعهم في محاول توجيه زملائهم إلى الوجهة التي تحقق أهداف الثورة المضادة.. وهي أمور طبيعية تحدث في جميع الثورات على أي حال.

وكما قلت من قبل إن الإفراط في التوقعات أقصر الطرق للإحباط.. ومن كان ينتظر أن تتغير الأحوال بين يوم وآخر، فهو في أحسن الأحوال شخص حسن النية، ليس لديه وعي سياسي ولم يقرأ التاريخ .. وفي أسوأها حاقد على الثورة معاد لها راغب في إحباط القائمين عليها..فالثورة حتى الأن لم تحقق الثورة سوى ثلاثة أهداف رئيسية:
• إزالة الطاغية وسحق سيناريو التوريث، الذي كان ينذر في حال تحقيقه بأن تظل البلاد رهنا لأسرة فاسدة عقودا قادمة.
• القضاء على الترويع والذل اللذين جسدهما جهاز الشرطة طوال عقود.. وإجبار جهاز الشرطة على إعادة شعاره القديم "الشرطة في خدة الشعب" بما يحمل ذلك من معاني عودة الشرطة إلى مفهومها الأصلي كجهاز لحماية أمن الوطن والمواطن، وليس ترويع المواطنين وإذلالهم حماية للطغمة الحاكمة.
• استعادة الشعب المصري ثقته بنفسه .. وعودة احترام العالم له بعدما أهانه نظام الطاغية في الداخل والخارج.
ولا شك أنها خطوة جبارة.. لكنها ستظل بداية.. فمازال أمام شعبنا المزيد من النضال من أجل بناء أركان دولة ديمقراطية حقيقية.. وعدالة اجتماعية حقيقية.. تطبيقًا للشعار الذي عبر بصدق وفي إيجاز عن مطالب الثورة:

"تغيير.. حرية.. عدالة اجتماعية".
وها قد تحقق مطلب التغيير.. ومازال أمامنا نضال شاق لتحقق الحرية والعدالة الاجتماعية.. عبر بناء الدولة المدنية الديمقراطية القائمة على مبدأ المساواة في المواطنة.. وإرساء أسس العدالة في توزيع الدخل القومي.. وهو ما ستقاومه قوى الثورة المضادة من بقايا النظام البائد ومنتفعيه مقاومة شرسة.. فها قد أصبح الأمر بالنسبة لها معركة حياة أو موت .. وسوف تساندها في ذلك قوى خارجية تخشى حتى الآن من قيام نظام وطني حقيقي يهدد مصالحها في السيطرة على مقدرات البلاد وفرض سيادتها على مصر لضمان سيادتها على المنطقة بأسرها.

فلم تنته الثورة بعد.. ولم تنجز كافة أهداف الشعب.. ولا يتوقع عاقل أن ينتهي في ثمانية عشر يومًا، نظام استقر عقودا.. ولنراجع معا تاريخ ثورت الشعوب.. ونرى أي ثورة حققت تغييرا في وقت قصير كهذا؟.. ومازال أمامنا النضال الأصعب المتمثل في القضاء على تراث قمعي فاسد وطد أركانه في جميع مناحي الاقتصاد والسياسة والثقافة .. وبناء نظام ديمقراطي عادل.

لقد خطونا الخطوة الأولى وهي جبارة بحق.. وعلينا أن نستعد لخطوات قادمة.. مازالت تستحق تعبا وتضحيات.. وعلى من يحلم بحياة أفضل أن يشمر عن ساعديه بعدما فتحت ثورة يناير الطريق وعلمته كيف يكون انتزاع الحقوق..على يكون مستعدا للتضحية من أجلها.. أما من لايجيدون سوى التقاعس والتنظير..وتقديم تعليمات للثوار بما يجب عليهم أن يعملوه.. فلن يجدوا من يستمعون إليهم.. وأقول لهم انفضوا عنكم استعلاء يزين لكم أنكم تستحقون حياة أفضل يحققها لكم الآخرون بدمائهم من دون أن تدفعوا ثمنا... المناضلون من أجل تحقيق الحقوق والمستعدون لدفع الثمن هم وحدهم من يستحقون الاستماع إليهم.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصبح لدينا رئيس سابق!
- .. وللتحرير ميدان
- ما أعظمك يا شعب.. ما أروعك يا وطن
- تونس تحيي ذكرى انتفاضة يناير المصرية
- نظام تونس يعيد ترتيب أوراقه
- احذروا سارقي ثورات الشعوب
- مطلوب دروع بشرية لحماية الكنائس
- السكوت عار وخيانة
- كل ما تهل البشاير من يناير
- ميزان الحسنات الكئيب
- البرادعي.. والثقافة المنسية
- في بيتنا أمل
- لماذا..؟
- جنازة عسكرية لشهداء العيد
- تأملات مصرية غير كروية
- العربة والحصان.. أو فقه الأولويات 2-2
- العربة والحصان.. أو فقه الأولويات 1-2
- مصداقية البديل.. أعز ما تملك
- إلا أزهار البساتين!
- احذروا.. إنهم يحرفون البوصلة! مسميات ثورية بنكهة المارينز


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إكرام يوسف - احذروا الثورة المضادة