نزار بيرو
الحوار المتمدن-العدد: 3274 - 2011 / 2 / 11 - 02:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انتصرت الإرادة...
قصيدة ( إرادة الحياة ) للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي و الذي يقول في مطلعه إذا الشعب يوماً أراد الحياة... فلا بد ان يستجيب القدر
ولا بد لليل ان ينجلي... و لابد للقيد ان ينكسر....
كلام الشاعر و هذا الوصف الذي يرتقي.. بل يتفوق على كل ما قيل و ما ذكر و ما سجله المفكرون و الفلاسفة و فلاطحة الفكر و الفلسفة منذ ان أوجد البشرية.
و هذه اللحظة التي يسجله شباب و شعب مصر..لحظة ذهلت العالم أجمع.. بأسيادهِ و دُولهِ و شعوبهِ.
و هذه اللحظة يسجلها سليلُ المصرين القدماء.. هؤلاء الذين بنوا أعظم إنجازات التاريخ و البشرية و التي لا تزال قائمة لحد الآن وهي الأهرامات.
نحن عندما نقول بنى الفراعنة أهرامات مصر، نكون بذلك نغتصب حقاً وابتكاراً و أعظم إنجازاً بنته سواعد شعوب مصر بجبروت و سلطة الفراعنة.. و لنعظم السلاطين على حساب الشعوب الذين بنوا تلك الحضارة.. وهم أجداد هؤلاء الشباب الذين ولدوا من جديد و فجروا ثورة الخامس و العشرون من يناير بانتفاضة ( اللوتس ) من ميدان التحرير..
هذا الشعب الذي خُذلَ و أهمِلَ و جُرِدَت منه كرامتهُ و كبريائهُ.. قد ولد من جديد.
يقولون ان الأجيال تتتابع و تتسلسل و لطالما يذكرنا التأريخ ان إمبراطوريات عظيمة و مترامية الأطراف مرت بعصورٍ نَخَرَ الضعف بدنها.. فتعود و تأتي و تنهض من جديد...
و هذا الحدث من ذاك الحدث.
هذا الحدث الجلل الذي اخرج الكبارَ من جحورهم و أنطقهم.. خائفين مرعوبين.
هذا الجلل الذي وضع القطب الأوحد في العالم في حيرة من أمرها من جهة.. و من جهة ثانية يقف إجلالا و إكراما للتأريخ الذي بدء يتشكل.. يتشكل في قلب الأحداث.. و ينبأ بأنه لا زال هناك للإنسان و للإنسانية من أمل..
شعوب العالم الذين كانوا يرون مصر من خلال حضارتها و تأريخها و اهراماتها .. يرونها اليوم من خلال شبابها...
ومهما قلنا ونقول لم نصل إلى خلجاتِ و أحاسيس شباب مصرَ و أهلها... حين يقول الفنان المصري الشاب.. و الإنسان خالد نبوي...
( ان ما يجري في مصر و ما يحدثه شباب الميدان.. يعتبر اكبر ملحمة في تأريخ بلادنا منذ سبعة آلاف سنة و هي تفوق في عظمتها بناء الأهرامات.. و السد العالي.. لأنه و ببساطة.. ان ما يتم إنجازه الآن في مصر و ما يتم بنائهُ... هو بناء الإنسان من جديد.. و هو الأهم ) .
نزار بيرو
كاتب و إعلامي كوردي
[email protected]
#نزار_بيرو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟