أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار بيرو - دوام واستمرارية القائد، في أداءه و مواقفه















المزيد.....

دوام واستمرارية القائد، في أداءه و مواقفه


نزار بيرو

الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 22:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دوام أية قيادة و استمراريتها، تتوقف على مدى تأيد الجماهير لها. و التأييد و المساندة، تكون دائماَ وليدة مواقف القادة و كيفية تعاملهم مع شعوبهم ومع قضايا أمتهم. وقد برهنت لنا تجارب الأمم و تأريخ القادة، ان القائد المحبوب لدى شعبه، يحضا أيضا، احترام و تقدير الأمم الأخرى. و يكون أيضا، محل اهتمام دول ذات الشأن و النفوذ و الدول العظمى. يحسب له حساب في سياساتهم، بل حتى الرضوخ أحيانا، لإرادة هؤلاء القادة، تلك الإرادة النابعة أصلا َمن الشعب. والقائد الذي يفقد ثقة و تأييد شعبه، يفقد استمرارية الدعم و المساندة من تلك القوى أيضاَ، مهما كانت العلاقة بينهم، ومهما يكن قد قدم لتلك القوى ما يمكنها من تمرير سياساتها و الحفاظ على مصالحها. من منا لا يتذكر ما حدث لدكتاتور الفلبين ( فردينا ند ماركوس ) و ما آلت إليه نظامه، بعد حكم مستبد، قضوا فيها على الحياة الديمقراطية في البلاد ومكنُ ثلة من المستغلين والمنافقين نهبوا الثروات و أذلوا العباد و دمروا الاقتصاد، ففي الثمانينات من القرن المنصرم، عندما أجرى ( ماركوس ) عملية شبه انتخابية لاختيار اثنان و أربعين ألف عضو في المجالس المحلية ليكونوا أعوانا مخلصين له ولأسرته الحاكمة و يكونوا عوناَ له ولأسرته في الانتخابات التشريعية اللاحقة سنة أربعة ثمانون و الانتخابات الرئاسية التالية سنة سبعة و ثمانون و الذي رشح فيها زوجته ( اميلدا ماركوس ) بعد ان نصحه الأطباء بان الفشل الكلوي و مرض السرطان والذي كان يعاني منها ( ماركوس ) يشكل خطراَ يهدد حياته. في الانتخابات الأولى فاز مرشحُ المعارضة في كل الدوائر الانتخابية التي حضرها مندوبوا الرقابة من أعضاء الحركة الوطنية، وفاز مرشحوا الحزب الوطني في الدوائر التي لم يحضرها أعضاء الحركة، وكانت النتائج مرضية وسجلت المعارضة فوزاَ بلغ أكثر من النصف من مقاعد البرلمان و انتظر ظهور النتائج و التي تأخرت، وعند ظهورها كان أعوان ( ماركوس ) قد طبخها لصالح الحزب الوطني و حصل الحزب الوطني بموجبه على مئة واثنين وعشرون مقعداَ، والمعارضة حصلت على تسعة وخمسون مقعداَ فقط. وزاد عليها ( ماركوس ) سبعة عشر مقعداَ بالتعين من أنصاره، وكان ذلك جزء من صلاحياته وفقا للدستور المعدل وبذلك ضمن ان لا يكون في حوزة المعارضة نسبة الثلاثة والثلاثون في المئة من مقاعد البرلمان و ليسد الطريق أمام المعارضة من إسقاطه في الانتخابات الرئاسية. ولكن وبالرغم من عمليات التزوير وتغيير النتائج، كان رأي المحللين السياسيين ان كلا الجانبين قد كسبا الانتخابات، حيث ان الرئيس و حزبه الوطني ظلوا مهيمنين على البرلمان، ومن ناحية أخرى أثبتت المعارضة إنها قادرة على المنافسة و الفوز في الانتخابات عندما تكون حرة و نزيهة و أيقنوا أيضا، ان الاختيار الحقيقي للناخبين رغم الحيل و التزوير، كان متوجهاَ و بقوة إلى المعارضة وليس إلى النظام. وخلال السنتين من ذلك التاريخ، استمر تدهور الوضع الآقتصادى و ازدياد الضغوط الخارجية و تصعيد وتيرة المعارضة و أراد ( ماركوس ) ان يثبت انه لا يزال الرجل القوي و القابض على مقدرات الأمور رغم مرضه، فدعا إلى انتخابات رئاسية مبكرة. و لكن هذه المرة، واجه ( ماركوس ) معارضة موحدة تحت زعامة *( كورازون اكينو ) زوجة الزعيم الراحل ( بنينو اكينو ). و رغم كونها حديثة في السياسة، لكنها أثبتت صلابة وحكمة تفتقد إليها الكثيرون من الرجال. و في جانب آخر تشجعت المعارضة نتيجة لنجاحاتها في الانتخابات التشريعية، وشعورها بأن الشعب قد طفح بها الكيل. و في يوم الانتخابات تجمع أربعة مئة ألف من أنصار الحركة الوطنية، لمساندة المرشحة الجديدة و لمراقبة الانتخابات. وسجلت الحركة حالات رشاوى و تزوير بالجملة. ومع ذلك كان المؤشرات تتجه إلى فوز ( اكينو ) في الانتخابات. و لكن( ماركوس ) لم يستسلم و أصر انه الفائز في تلك الانتخابات و زحف الجماهير إلى الشوارع يهتفون برحيل ( ماركوس ). وعندما سمعت الجماهير بان هنالك شرارة تمرد حين أعلنت مجموعة من الضباط الكبار الانقلاب على النظام و اعتصموا في احد المعسكرات و إنها مع الجماهير ضد ( ماركوس )، كان استجابة الجماهير أنهم أحاط المعسكر بسياج هائل من أجسام البشر. حرك ( ماركوس ) حرسه الجمهوري الخاص والمدجج بالدبابات والمدافع لقصف المعسكر والالتفاف حول المتمردين، فطوقت الدبابات والحرس الجموع البشرية و التي وضعوا أنفسهم كدروع بشرية و جرى حوار تاريخي بين المتظاهرين و العسكر الموالي للنظام، و الذي كان أمام خيارين، فأما يلتزموا بالولاء لرئيسهم و ينفذ الأوامر و تكون هناك مذبحة بشرية، أو يتحد مع إرادة الشعب. و أخيرا اختاروا ان يقف مع الشعب. وعندما سمع ( ماركوس ) بان قوة الشعب ومعها الجيش أصبح على مقربة من القصر، أجرى ماركوس اتصالات، مع السفارة الأمريكية و طلب منها فعل أي شيء، فكان الجواب إنهم لا يستطيع فعل شيء، فقال لهم ( أنا ماركوس، هل نسيتم ماركوس ) فقالوا له هناك اتصال هام، ستحول إليك. وكان الاتصال من الرئيس ( ريغان )، وكان عبارات الرئيس( ريغان ) مختصرة و حاسمة ( سيدي الرئيس ماركوس، ان الموقف يوشك أن يفلت من أيدينا، ولم اعد أستطيع حمايتك، نحن نرحب بك في الولايات المتحدة الأمريكية، أنت و الآسرة، ومن شئت من مساعديك، هناك طائرة تتجه الآن إلى القصر لتحملكم، كما يوجد يختان في خليج مانيلا لنقل أمتعتكم، وسيتولى رجالنا تأمين رحلتكم من القصر إلى الولايات المتحدة ) فما كان من ماركوس الا ان يتجه إلى غرفة مجاورة ويفتح بعض الصناديق الخشبية و التي كانت تحتوي على عملات نقدية عالمية مختلفة يحمل منها، ما يستطيع حمله معه، فيما كانت زوجته في إحدى صالات القصر مع أربعة آلاف زوج من الأحذية، و التي كانت معروضة داخل دواليب زجاجية، و تتألم من تركها لأعز الأشياء عندها، و هي أحذيتها، و التي كانت مهووسة بها، وتحمل في يدها حقيبة مجوهراتها.
فيا أولى الآمر فينا، إياكم الفساد و الاستبداد و النفاق. و ليكن ما اقترفه الأولين، دروساَ لنا جميعاَ.

*( كورازون اكينو )
بعد صراع مرير مع المرض، توفيت السيدة ( كورازون اكينو ) في الأول من شهر آب سنة ألفين وتسعة، عن ستة وسبعون عاماَ. وقد وصفها الدكتور
( عبد لله المدني ) في مقال له في صحيفة الوطن تحت عنوان ( ورحلت أيقونة الديمقراطية ذات الرداء الأصفر ) بالعبارات التالية ( إنها أيقونة للديمقراطية و رمز للحرية و الآنعتاق من قيود الطغيان و الدكتاتورية )، وختم مقاله تلك بالعبارات الآتية ( ان المرأة التي وحدت الفلبينيين خلفها للتخلص من الدكتاتورية، وحدتهم مرة أخرى في أوائل هذا الشهر، حينما اشتركوا جميعاَ في وداعها رغم كل التباينات الطبقية و الانقسامات الجهوية الموجودة في مجتمعهم. و الآمر الآخر الذي لابد من الإشارة إليه ان ( كوري ) بقدر ما كانت شجاعة في مسيرتها الطويلة ضد الظلم والطغيان، و في تصديها لسبع محاولات انقلابية، كانت أيضا شجاعة في مقاومتها للمرض، فهي رغم علمها في الرابع و العشرون من شهر آذار ان أيامها باتت معدومة، فأنها ظلت حتى آخر لحظة في حياتها تشارك الأنشطة العامة، وتتردد كعادتها على الكنيسة للعبادة و تستقبل ضيوفها، و تحرص ان تغرس في الأجيال الجديدة قيم التصدي لكل من يحاول تغيير دستور البلاد من اجل إطالة وجوده في السلطة أو إعادة انتخابه لأكثر من فترة ).

المصادر/ من التأريخ ـ محمد يوسف عدس ـ شبكة بوابة العرب

نزار بيرو
السويد
[email protected]



#نزار_بيرو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد ان أصبحت كوردستان فردوساَ ، كانت فردوسُ قد ماتت !
- ثلاثة أكوام من الحجارة
- فانوس*فاتىٌ
- هل سيحول القيادات الكوردية حق تقرير المصير وفكرة الدولة الكو ...
- مذكرة اعتذار
- رسالة دكتاتور
- طبق العسل التركي و طبق العسل الكوردي
- حكاية عَلَمْ
- قائمة التغيير ظاهرة جماهيرية أم استغلال ظرف ؟
- من أوراق ذكرياتي عن انتخابات عام اثنان وتسعون.
- عصفور النار


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار بيرو - دوام واستمرارية القائد، في أداءه و مواقفه