أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار بيرو - ناقوس العدالة و ناقوس الخطر














المزيد.....

ناقوس العدالة و ناقوس الخطر


نزار بيرو

الحوار المتمدن-العدد: 3240 - 2011 / 1 / 8 - 21:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت هناك قصة قديمة موجودة في مادة الإنكليزية في المناهج الدراسية ، يعلم النشء الجديد قيمة العدالة و بالإضافة إلى ذلك كان نصاً أدبيا لما فيها من حنكة قصصية تستخدم كوسيلة تربوية لمعرفة ذكاء الطلاب في التذكر عند استخدام مادتها كأسئلة وأجوبة.
وما يهمنا هنا و من هذه القصة جانبها الأخلاقي والعدل.
والقصة معروفة حول العالم و لها أكثر من نص و ذكر بأشكال مختلفة.. الناقوس أو الجرس تستخدمان دائماً للإبلاغ حن شيء يحدث أو شيء على وشك الحدوث ان كان عملياً أو بصورة مجازية في الأدب و الأعلام. يذكر القصة انه قبل أكثر من أربعة مئة سنة وضع الملك( جون ) في بلدة كبيرة على سفح تل في صقلية ( ايطاليا الحالية ) ناقوسا على برج في وسط المدينة بحيث يتدلى منها حبل يصل إلى الأرض ليستطيع أي شخص حتى و ان كان طفلاً ان يسحب الحبل، في حين كان العمل جارياً و الناس مندهشين من فعل الملك، و بعد الانتهاء من الأمر ، ابلغ الناس بالتجمع في وسط المدينة، ليخبرهم الملك عن سر الناقوس خاطبهم الملك بأن الجرس أو الناقوس هو ناقوس العدالة ، و أي شخص مظلوم منكم يستطيع يجر الحبل فيجتمع القضاة ويرفع عنه المظلومية و يعاقب من ظلمه. المدينة كانت مسالمة و ناسها كانوا أنُاساً طيبين و الملك كان عادلاً فمرت الأيام و نسوا أمر الناقوس أو الجرس و تَرَهْا حبل الناقوس و قصر طوله بفعل الحرارة والأمطار بحيث لم يكن باستطاعة أطول الرجال الوصول إليه، في مرةٍ وعندما كان الملك يمر وسط المدينة و رأى ذلك، طلب من النساجين بنسج حبلٍ جديد للناقوس و لحين أكمال الحبل الجديد، ربط الناقوس بكرمة عنب تتدلى إلى الأرض. في منطقة قريبة، كان يعيش فارس هَرمْ، جمع أموالاً طائلة في التجوال من على ظهر حصانه الذي شاركه صولاته و جولاته و في هذا العمر و هو يتمتع بتلك الثروات رأى بأن حصانه الهرم عالة عليه و إطعامه ثقل عليه فقرر التخلي
عنه و سرح حصانه جائعاً دون مأوى و مطارد من الحيوانات الشاردة حتى جاء ذلك اليوم و مر الحصان في وسط المدينة و عندما رأى الحصان الجائع أوراق كرمة العنب الخضراء وهي تتدلى من البرج إلى الأرض، فألتهمها ليسد رمق جوعه و إذ بالناقوس يرنَ لأول مرة ، تعجب الملك و أهل المدينة وتجمع القضاة ليروا من هو المظلوم الذي يطلب رد الظلم عنه، الحصان كان معروفا لديهم ومن هو صاحبه و ماذا فعل به صاحبه بعد خدمته له طول تلك السنوات... و نهاية القصة معروفة .
فإذا كان ملك صقلية قبل أربعة مئة سنة أمر بنصب ناقوس للعدالة فأن قانون التظاهر الذي شرعه مؤخراً برلمان إقليم كوردستان و وقع عليه رئيس الإقليم كان بمثابة إعلان عن ناقوس خطر على مستقبل الحريات في الإقليم، فبدلاً ان تبدأ معادلة توسيع مدى الحريات و الحقوق بالمجموعة و بأصغر و أضعف أفرادها بالطفل مثلاً، ثم الأفراد من الرجال و النساء ثم المجموعات و الأطياف التي تتكون منها المجتمع و بدلاً من ذلك، بدأت من الأعلى و من خلال السلطة، لتعطي الموافقة و الأمر لتمُارسَ حق من حقوق المجتمع وهو حق التظاهر أو حق رفع الظلم أو الاستنجاد... فكيف ذلك؟
فبدلاً ان تستحدث قنوات اتصال، يستطيع الطفل من خلاله ان يستنجد لرفع المظلومية عنه داخل جدران البيوت المغلقة في مجتمعنا، من خلال قنوات اتصال لإنقاذه و كذلك و بدلاً من تمكين المرأة و الفرد داخل مجموعاتهم من أن يوصلوا صوتهم و مناجاتهم من الظلم دون خوف أو رادع أو أستأذان من مظلوميهم، بالمقابل، قال لنا جميعاً قانون التظاهر الجديد…. تستأذن لتستنجد! وان لم تستأذن و استنجدت و تظاهرت فتكون تحت طائلة القانون و تتحمل وزر فعلتك.أذن فقراءة القانون الجديد للتظاهر يشرعُ و يقر اعترافاً ضمنيا بمبدأ طلب الطفل المظلوم الاستئذان من مظلوميه لكي يستنجد وكذلك طلب المرأة المظلومة الأذن من مظلوميها لكي تستنجد ، كذلك الفرد ضمن المجموعة وأخيراَ الشعوب أو الجماهير و الذي أصبح ملزماً وحسب القانون الجديد ان يفعل ذلك. ان من أكثر الأشياء التي تؤرق حزبي السلطة تلك المظاهرات التي كان يشهدها أحياء و شوارع قصبات و مدن الإقليم... وكان إعلام أحزاب السلطة وهو المهيمنة و المسيطر ة بفعل إمكانياتها المالية و التي هي من المال العام، تكون أمام أمرين فأما أن تقوم بتغطيتها وهو ليس في صالح حزبي السلطة، أو يتغاضى عنها فتكون مشكوك في مصداقيتها.. و أنا أتابع مجرى هذه القضية الحساسة لما لها وقع على المجتمع الكوردستاني الذي يختار الأدوات الصحيحة ليضمن حقوقهُ وحريتهُ و ليسلك طريقه ويبني مستقبله، فبين الداعين إلى تغيير بعض من بنود هذا القانون و الرافضين والمصرين على بقاء القانون كما هي من أحزاب السلطة و التي وكما أرى إن حُجَجَهمْ و أغراضهم وراء ذلك أصبحت مكشوفة و غير مقنعة.. وإنها تعي أيضا بشرعية حجة الطرف الأخر…إلا أنها تتمادى و تصر على رأيها و موقفها فقط ، لكي لا تسجل الطرف الأخر وهو المعارضة نصراً عليها.



#نزار_بيرو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن واحد وعالمين مختلفين
- وطن
- تركومان العراق ، إني أعتذر !
- العراقيون غرباء في الداخل و الخارج
- أين نحن من الديمقراطيات و أنصاف الديمقراطيات و الدكتاتوريات ...
- هل يتحول التغيير إلى ثورة ثقافية في كوردستان؟
- قيادات في الديمقراطي الكوردستاني بين الأيمان بنهج القيادة ال ...
- توزيع قطع ألأراضي في دهوك حقق آمال البعض وخيب آمال آخرين
- دوام واستمرارية القائد، في أداءه و مواقفه
- بعد ان أصبحت كوردستان فردوساَ ، كانت فردوسُ قد ماتت !
- ثلاثة أكوام من الحجارة
- فانوس*فاتىٌ
- هل سيحول القيادات الكوردية حق تقرير المصير وفكرة الدولة الكو ...
- مذكرة اعتذار
- رسالة دكتاتور
- طبق العسل التركي و طبق العسل الكوردي
- حكاية عَلَمْ
- قائمة التغيير ظاهرة جماهيرية أم استغلال ظرف ؟
- من أوراق ذكرياتي عن انتخابات عام اثنان وتسعون.
- عصفور النار


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار بيرو - ناقوس العدالة و ناقوس الخطر