أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر مصري - رامبو الأزعر بالعربية














المزيد.....

رامبو الأزعر بالعربية


منذر مصري

الحوار المتمدن-العدد: 978 - 2004 / 10 / 6 - 07:30
المحور: الادب والفن
    


لا أجيد سبع لغات لأقرأ كل شاعر سمعت عنه بلغته الأصلية. أرتور رامبو كغيره من الشعراء العالميين، قرأته مترجماً للعربية... قلت كغيره، ولكن ليس تماماً، لأن اسم رامبو يتكرر أكثر الجميع. حيث أنه يتخطى كونه اسم شاعر ليكون اسم ظاهرة، إن لم أقل أعجوبة! أنا الذي لا أومن بالأعاجيب، وأيضاً لست مفتوناً بها.

في البداية قرأت قصائد مثل ( المركب السكران، فصل في الجحيم، الإشراقات ) بالعربية أو بما يخيل لك أنه لغة عربية، هنا وهناك، حتى وقع بين يدي متأخراً طبعاً كتاب الراحل صدقي إسماعيل عن رامبو متضمناً بعض قصائده. بعده كنت أبتاع كل كتاب أصدفه عن رامبو. ولحسن الحظ كانت كتباً صغيرة عموماً، قرأتها أولاً بأول. منها كتاب أصدرته المؤسسة العربية للدراسات والنشر /1977/ضمن سلسلة أعلام الفكر الغربي، من تأليف سمير حاج شاهين، وهو لليوم، ربما أفضل ما يمكن أن تحصل عليه عن رامبو بالعربية، وكذلك كتاب هنري ميلر ( رامبو وزمن القتلة ) ترجمة سعدي يوسف/ 1979/الصادر عن ذات الدار. ورغم أني أحب كلا من ميلر وسعدي إلا أن الكتاب لم يترك لدي انطباعاً قوياً، بالمقارنة مع كتاب آخر عنوانه ( العابر بنعال من ريح ) من إعداد وترجمة شربل داغر. وبغض النظر عن المقدمة شبه الملفقة، مثلها مثل بقية مقدمات كتب الرسائل، إلا أن الرسائل بذاتها كانت قوية وعميقة، ومليئة بالتفاصيل المؤثرة. كمشاهد متقطعة عن سقوط حر، لحياة كئيبة نحو قعر موت فاجع.

ثم أصدرت وزارة الثقافة السورية ضمن سلسلة ما، كتباً عن ريلكه وبريخت وإبسن وبروست وإيلوار، كان من أسوئها ربما كتاب من تأليف صياح جهيم بعنوان ( رامبو ..شاعر الصبا والحداثة )! وهو شبه كتاب مدرسي، وبه عددٌ لا بأس من قصائد رامبو، أتاح لي لأول مرة محاولة تحديد موقفي من شعر رامبو ، ذلك لأني يوماً لم أكن أي إعجاب لشخصه، أذكر أني انكببت بكل جدية على القصائد، وعملت بها التفكير ما أمكنني، حتى إني أخذت بعض السطور مثل ( قبلة تصعد ببطء إلى عيون البحر ) و( شعاع عينيها البنفسجي ) وحولتها إلى لوحات شعرية، في عرضي الأول ل ( صحيفة ارغائب ) في المركز الثقافي الفرنسي في دمشق. إلا أني، أعترف، فشلت في أوصل درجة إعجابي بها إلى المستوى الذي يعادل الاسم.

ومع أني لا أستطيع أن أحكم على ما يقال عن ( المركب السكران ) في لغتها الفرنسية ، بأنها ذات عبارات مطروقة لحد العمومية، وعن وزنها التقليدي، لكني كلما قرأتها، في أي ترجمة من الترجمات التي ذكرت، لا أستطيع أن أبعد عن تفكيري قول لوي أراغون : ( إن الإعجاب بالمركب السكران دليل على تفاهة التفكير ).

هذا عني، أما عن تأثير رامبو بغيري من الشعراء، وخاصة السوريين من جيل الستينات إلى جيل التسعينات، حيث لم يتوضح بعد أي مظهر لتكون جيل جديد لأول عقد من أول قرن من الألفية الثالثة، فأنا لا أعرف أنه يوجد بينهم شاعر يجيد الفرنسية، سوى ربما واحد أو إثنين، علي الجندي أحدهما، الذي ترجم يوماً ( الصيف ) لألبير كامو، كما لا أعرف مقدار تأثر كتابتهم بما قرؤوه مترجماً لرامبو، لكني عرفت شعراء عديدين منهم أرادو أن يكونوا رامبويين بطريقة ما، عدميين في كل شيء، يتسكعون في كل مكان، يقضون أوقاتهم في الكافتيريات والنوادي الليلية، يتباهون بتدخين ست علب سجائر باليوم، يشربون الكحول بشراهة، خاصة عندما يكون على حساب غيرهم، وغير ذلك من صفات وتصرفات، جعلت صورة الشاعر عندنا تكاد تماثل صورة الأزعر. نعم أعتقد أنه عممت تلك الصورة التي ربما ليس رامبو مصدرها الوحيد، أقصد أنه لم يعدم الشعراء ذوو الاتجاهات الفكرية الأخرى الأسباب التي تجعلهم يحملون ذات تلك الصفات الحميدة، بأنه كي تكون شاعراً عليك أن تكون أزعر، وبقدر ما أنت أزعر، أنت شاعر!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.كتبتها بناء على طلب الشاعر اسكندر حبش لتنشر في ملف يعده عن تأثير رامبو في الشعر العربي الحديث، بمناسبة مرور مائة وخمسين عاماً على ولادته*



#منذر_مصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( يوم التمديد 3/9/2004 - ( 2 من 2
- هل إسلام تركيا... هو وحده طرفا المعادلة !
- النص الكامل لمقابلتي مع عباس بيضون.
- يوم التمديد 3/9/2004-( 1 من 2 )ـ
- مهرجان ، مهرجون، مهرجنون !!
- صاح الحشد : اقتلوه اقتلوه
- أطول وأسوأ قصيدة في الشعر العربي الحديث ( 6 – الأخير ) – لمن ...
- أطول وأسوأ قصيدة في الشعر العربي الحديث ( 5 ) – لمن العالم ؟
- أطول وأسوأ قصيدة في الشعر العربي الحديث (4 ) - لمن العالم ؟
- أطول وأَسوأ قصيدة في الشعر العربي الحديث ( 3 ) لِمن العالَم ...
- أَطول وأَسوأ قصيدة في الشِّعر العربي الحديث: ( 2 ) - لِمَن ا ...
- أطول وأسوأ قصيدة في الشعر العربي الحديث: ( 1 )
- شيء ضاع مني
- عُذراً محمود دَرويش: ليس بِمُكنسة بل بِمِكنَسَة
- القَصيدة المحرَّمَة - 4 من 4 )
- القَصيدة المُحرَّمة - 3 من 4
- القصيدة المُحرَّمة - 2 من 4
- القصيدةُ المُحَرَّمَة : ( 1 من 4 ) ـ
- السِّيرك
- السِّيرة الضَّاحِكة للموت


المزيد.....




- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منذر مصري - رامبو الأزعر بالعربية