أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منذر مصري - هل إسلام تركيا... هو وحده طرفا المعادلة !














المزيد.....

هل إسلام تركيا... هو وحده طرفا المعادلة !


منذر مصري

الحوار المتمدن-العدد: 975 - 2004 / 10 / 3 - 08:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بالرغم من علمانية تركيا الأتاتوركية منذ بداية نشأتها في 3/3/1924 حين ألغى مصطفى كمال أتوتورك الخلافة العثمانية، لليوم، والتي سبقت نشأة دول أوربية كثيرة ذات عضوية تأسيسية في الإتحاد الأوروبي، وبالرغم من وصول عدة أحزاب إسلامية لسدة النظام عن طريق الاحتكام لصندوق الاقتراع، أثبتت توجهها ديموقراطي، وقبولها تدوال الحكم، آخرها "حزب العدالة والتنمية" الحاكم الآن بزعامة رجب طيب اردوغان. وهذا الحزب وريث أحزاب إسلامية سابقة، من "حزب الخلاص الوطني" إلى "حزب السلامة الوطني" إلى "حزب الرفاه" الذي أوصل بالانتخابات الحرة عام 1996 أول رئيس اسلامي( نجم الدين أربكان) إلى رأس السلطة في تاريخ تركيا الحديث، إلى حزب الفضيلة الذي حل كسابقه، إلى"حزب العدالة والتنمية" الحاكم الآن كما ذكرنا. حيث يمكن لهذه الأسباب وغيرها، أن تجعل من تركيا مثالاً يحتذى، على أوروبا والدول الغربية عموماً أن تسعى إلى تفشيه وتسويقه إلى بقية الدول الاسلامية، ولو اختلفت في كل بلد من هذه البلدان أجزاء كثيرة من الصورة. أقول بالرغم من هذا فأن وزراء الخارجية والمفوضين الأوروبيين المعارضين لدخول تركيا الاتحاد الأوربي ، يبدون وكأنهم ينتظرون أي شيء يحدث فيها، أ كان على الصعيد الرسمي أو على الصعيد الشعبي، ليأخذوه حجة أخرى وسبباً إضافياً على وجوب عدم ضمها إلى إتحادهم، أو لتأخير عملية الضم إلى أجل غير محدد، غير محدد ولكنه مسمى وموصف، وهو حين تصير تركيا أوروبية قلباً وقالباً... والصياغة المتداولة التي يعبر بها عن هذا: أن تكون تركيا ملتزمة بالمعايير الأوروبية. وهذا ما بات يعني صراحةً، بقراءة التصاريح الصادرة مهما كان مصدرها ومضمونها، أن كون الأتراك إسلاماً هو أساس كل التردد والشروط والاعتراضات والرفض الذي يعلنه هؤلاء المعارضون دون كبير حرج.

وهذه المرة، فإن مشروع القرار الذي تقدمت به الحكومة التركية بخصوص تجريم الزنى، هو ما جعل وزير خارجية بلجيكا كاريل دوغوخت يحذر بأنه لا ينسجم مع سعي تركيا لتكون عضواً في الاتحاد الأوروبي، وذلك ضمن حملة قوية يشنها معارضو دخول تركيا للتأثير في التقرير الذي ستصدره المفوضية الأوروبية في 6 تشرين الأول المقبل حول بدء المفاوضات مع أنقرة. واللافت أن هؤلاء المعارضين لا يوجهون تحذيراتهم لتركيا بخصوص هذا القرار أو سواه، لحثها على تعديله أو تصويبه، بل للمفوضية الأوروبية بالذات لتقيم المزيد من المعوقات أمام الجانب التركي مما يؤدي إلى المزيد من التسويف والتأخير. حتى أن مفوض الزراعة النمساوي فرانز فيشلر، الذي تعتبر بلاده الأكثر تردداً حيال فكرة فتح أبواب الاتحاد أمام تركيا، قد رفع من مستوى التحذير لحد التلويح بالرأي العام للأوروبيين، وكأنه يضمن معارضة هذا الرأي الصريحة لدخول تركيا الاتحاد: ( لا يمكننا الاستمرار في تجاهل الرأي العام وترك عملية البناء الأوروبي للدبلوماسيين ). أما الهولندي فريتس بولكشتاين قد حذر مجدداً الأسبوع الماضي، في حال قبول تركيا كعضو في الاتحاد، من مخاطر ( انفجار!! ) داخل الاتحاد الأوروبي.

ورغم أن مشروع تجريم الزنى، الذي تعارضه قوى سياسية واجتماعية كبيرة في تركيا، ومن المحتمل أن لا يوافق عليه المجلس النيابي، يقترح عقوبة تصل في أقصى حالاتها إلى سجن ثلاث سنوات، وهو ما يمكن اعتباره حكماً مخففاً إن لم يكن مخالفاً لحكم الشريعة الإسلامية المعروف من هذا الإثم، وهو الرجم.. العقاب الذي لم تعرف سوى حالات نادرة جداً لتطبيقه من عهد الرسول لتاريخ زوال الدولة الإسلامية، بمختلف أطوارها، وبقاعها.. كما أن تحريم الزنى يشكل أحد الأحكام التي يتشارك بها الإسلام مع الدينين (المسيحية واليهودية ) المكونين الأساسيين للتراث الروحي الأوروبي، إلاّ أن ذلك لم يمنع أحد كرادلة الفاتيكان، من إسداء النصيحة لتركيا، بأن تغض النظر عن الانضمام للإتحاد الأوروبي وتعمل على خلق اتحاد إسلامي ما مع دول عربية وإسلامية، أقرب إليها من الدول الأوربية ذات الهوية المسيحية، مهما ادعت حكوماتها من علمانية، وأن تركيا التي طالما اعتبرت جسماً غريباً في أوروبا، مؤهلة وعلى نحو طبيعي للقيام بدور قيادي في اتحاد كهذا مقابل دور ملتبس بين دول الاتحاد الأوروبي. أما تلك التصريحات التي هي من باتت تبدو وكأنها خجولة لحد ما والتي تحاول أن تبرر قبولها انضمام تركيا للإتحاد، وإن ليس السريع، وإن ليس بدون شروط، فإنها تجد أن أوروبا ليست ذات تقاليد يونانية ورومانية ومسيحية، ويهودية فقط.. بل أيضاً إسلامية وعربية كما صرح رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكينينده، الذي تتولى بلاده هذه الآونة الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. أي أن العامل الديني وليس سواه هو المحور الرئيسي، إن لم يكن الوحيد، للأخذ والرد بين كلا الطرفين، لا العامل الجغرافي ولا حتى الاقتصادي، ولو لم يعدم المعارضون والموافقون الأسباب الأخرى التي ترتدي هذه المسوح أو تلك..
سؤال:
قد يبدو الآن أني أنهيت ما أردت قوله، لذا أسمع من يسأل : ( - ماذا يهمك، ماذا يهمنا، من دخول تركيا للإتحاد الأوروبي ؟؟ ) وها أنذا أجيب : ( - أن تصير سوريا والعراق وإيران أيضاً دولاً متاخمة لأوروبا، أي على حدودها مباشرة.. هل هو أمر بسيط لا يؤثر علينا، ولا يهم أحداً منا لهذه الدرجة ). أم أنه صحيح أن من مصلحتنا، نحن الذين نحيا في دول إسلامية، قريبة من أوروبا أو بعيدة عنها، مسلمين كنا أم مسيحيين أم علمانيين...، عرباً أم إيرانيين أم باكستانيين أم أفغان...، أن تتقبل تركيا العلمانية التي يحكمها إسلاميون ديموقراطيون هذه النصيحة، ولو مضطرة وليس لديها خيار آخر، وتعود إلى حيث تنتمي، إلى جذورها، رابطة مصيرها بمصيرنا. عسى ولعل من هذا الطريق، الذي لا يجد البعض أنه يستحق أن توضع عند مفرقه مجرد لافتة صغيرة تشير بسهمٍ إلى اتجاهه، تأتي منجاتنا... أقول: لعل!!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#منذر_مصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص الكامل لمقابلتي مع عباس بيضون.
- يوم التمديد 3/9/2004-( 1 من 2 )ـ
- مهرجان ، مهرجون، مهرجنون !!
- صاح الحشد : اقتلوه اقتلوه
- أطول وأسوأ قصيدة في الشعر العربي الحديث ( 6 – الأخير ) – لمن ...
- أطول وأسوأ قصيدة في الشعر العربي الحديث ( 5 ) – لمن العالم ؟
- أطول وأسوأ قصيدة في الشعر العربي الحديث (4 ) - لمن العالم ؟
- أطول وأَسوأ قصيدة في الشعر العربي الحديث ( 3 ) لِمن العالَم ...
- أَطول وأَسوأ قصيدة في الشِّعر العربي الحديث: ( 2 ) - لِمَن ا ...
- أطول وأسوأ قصيدة في الشعر العربي الحديث: ( 1 )
- شيء ضاع مني
- عُذراً محمود دَرويش: ليس بِمُكنسة بل بِمِكنَسَة
- القَصيدة المحرَّمَة - 4 من 4 )
- القَصيدة المُحرَّمة - 3 من 4
- القصيدة المُحرَّمة - 2 من 4
- القصيدةُ المُحَرَّمَة : ( 1 من 4 ) ـ
- السِّيرك
- السِّيرة الضَّاحِكة للموت
- سوريا ليست مستعدةً بعد لأحمد عائشة
- ردٌّ على ردٍّ عمومى على رسالة خصوصية 3 من 2


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منذر مصري - هل إسلام تركيا... هو وحده طرفا المعادلة !