أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - رياض العصري - سيرة ذاتية















المزيد.....



سيرة ذاتية


رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)


الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 22:12
المحور: سيرة ذاتية
    


منذ ان بدأت أنشر مقالاتي في موقع الحوار المتمدن قبل أكثر من ست سنوات حرصت ان أكرس تلك المقالات للدعوة الى مشروع عقيدة جديدة أسميتها العصر الجديد التي هي عبارة عن مخطط خارطة طريق نحو اصلاح نظامنا الاجتماعي الذي هو البداية الحقيقية نحو اصلاح احوالنا الاقتصادية والسياسية بالاضافة الى كون هذا النظام لم يعد ينسجم مع عصرنا الحالي ، هذه كانت رسالتي في جميع مقالاتي السابقة ، وفي هذا المقال سوف استعرض بايجازسيرتي الذاتية لكي تكون الصورة واضحة لدى القاريء عن الخلفية الاجتماعية والثقافية التي ساهمت في بلورة هذه العقيدة وبالتالي سوف تساعد على فهم وادراك طبيعة الرسالة التي أريد ايصالها الى الجمهور :
ولدت في بلاد ما بين النهرين ، بلاد سومر وأكد وبابل وآشور ، حيث اكتشفت الكتابة في هذه البلاد منذ 5500 سنة وكان هذا الاكتشاف إيذانا ببزوغ فجر حضارة عريقة ، وقد شاءت الظروف ان تتوافق التواريخ التي تتعلق بميلادي وكذلك محطات مهمة من حياتي في رحلتي لاكتساب العلم والمعرفة منذ طفولتي مع تواريخ محطات مهمة في سلسلة محاولات الانسان لاستكشاف الفضاء ، وهذا التوافق وان جاء بالصدفة الا انه لا يخلو من معاني ودلالات بين ولادة عقيدة جديدة وولادة عصر جديد
نشأت في أسرة متوسطة الحال من الناحية المادية ، عربية الانتماء القومي ، إسلامية الانتماء الديني ، ليس فيها تطرف ولا تعصب لقومية ولا لدين ولا لطائفة او مذهب ، كان والدي ينتمي مهنيا الى طبقة العمال وقد أمضى فترة طويلة من حياته المهنية في شركة النفط في مدينة كركوك النفطية الشهيرة ، وكان يجيد القراءة والكتابة ، وأما والدتي فقد كانت ربة بيت كحال جميع نساء ذلك الزمن وكانت تجيد القراءة والكتابة الى حد ما حيث انها لم تكمل مرحلة التعليم الابتدائي بسبب طبيعة المجتمع المحافظ ، كان تسلسلي الثالث بين اخوتي ، عشت طفولتي وصباي في ربوع بلادي وتعلمت في مدارسها وتخرجت من احدى جامعاتها بشهادة في أحد فروع علوم الهندسة ، بعد تخرجي من الجامعة التحقت لاداء الخدمة العسكرية الالزامية وبعد تسريحي من الجيش التحقت بالعمل الحكومي المدني حيث مارست العمل في مجال اختصاصي الهندسي ، وانا متزوج ولي ابناء ومقيم خارج بلدي في الوقت الحاضر.
هوايتي المفضلة هي القراءة والاستماع الى الموسيقى ومتابعة الاخبار والاحداث العالمية ، امضيت اوقات طويلة جدا من حياتي في مطلع شبابي في قراءة الكثير من الكتب وبمختلف الاتجاهات الفكرية والدينية والسياسية والثقافية العامة التي كانت متاحة ، وقد ظهرت عندي الميول للكتابة عند بلوغي الثامنة عشر من العمر حيث بدأت أمارس التدوين لاغراض شخصية فقط وليس للنشر، بدأت بتدوين افكاري وآرائي الخاصة الناجمة عن معايشتي للمجتمع واطلاعي على ما يموج به من افكار ومعتقدات وثقافات ، ومن المعروف ان المجتمع العراقي مجتمع غني بالتعددية القومية والدينية والمذهبية ، وهذا التنوع الثقافي اكسبه ميزة ايجابية وهي القبول بالاخر المختلف والتعايش معه ، والمجتمع العراقي كأي مجتمع شرقي لا يخلو من سلبيات وهي كثيرة ، وهذه ناجمة عن عوامل عديدة تاريخية وبيئية وسياسية وجغرافية ولكن العامل الاكثر تأثيرا وضررا هو العامل الديني حيث تتحكم العقيدة الدينية الاسلامية بشقيها السني والشيعي في نظامه الاجتماعي وتهيمن على العلاقات والاعراف الاجتماعية بشكل كامل ، ومن الناحية السياسية فان هذا البلد ومنذ ان تأسست فيه اول حكومة وطنية في العصر الحديث في عام 1921 لم يتوفر له نظام سياسي يمتلك النضج والوعي التاريخي مع الحزم لمعالجة معضلات هذا البلد ، بلد غني بثرواته الاقتصادية وبتعدد ثقافاته وحضارته العريقة ولكنه لسوء الحظ كان فقيرا جدا في انتاج نظام سياسي متزن يمتلك الشعور بالمسؤولية الوطنية والتاريخية ، لم يتوفر في تاريخ العراق المعاصر نظام سياسية على درجة من الحنكة والوعي التاريخي والتفهم العميق لجذور مشاكل المجتمع العراقي ، ومن اسوء الانظمة التي مر بها العراق في عصره الحديث كان نظام حزب البعث ، حكم هذا النظام لعقود طويلة ( 1968 ـ 2003 ) وكان قد بدأ في عام 1968 بداية جيدة عندما اجبر رئيس الجمهورية آنذاك (عبد الرحمن عارف ) على مغادرة البلد بطريقة سلمية وبدون اراقة دماء وهذه لاول مرة تحدث في العراق الحديث ، وكذلك اطلق سراح السجناء السياسيين وفتح صفحة جديدة في علاقة الحزب الحاكم مع الاحزاب السياسية الاخرى من خلال اقامة الجبهة الوطنية والقومية التقدمية وبدأ بأرساء أسس نهضة علمية وصناعية وزراعية اعتمادا على تحرير الاقتصاد والثروات الطبيعية من الهيمنة الاجنبية ، كانت بدايات جيدة ولكنها لم تدوم لان المناخ السياسي لم يكن مناخا ديمقراطيا حقيقيا وانما مناخ التقاء مصالح تكتيكية ، وفي ظروف لا يتوفر فيها مناخ ديمقراطي حقيقي وفعال فان النزعة التسلطية الاستبدادية تبقى كامنة في النفوس وتظهر في الوقت المناسب لكي تهيمن وتستحوذ على مراكز القرار وهكذا كانت بدايات الانحراف نحو الديكتاتورية ، نفوس البشر تتغير والسلطة مغرية بطبيعتها وكلما طالت مدتها ازدادت النفوس طمعا وجشعا وبالتالي فسادا وانحرافا ، وفترة عشر سنوات في السلطة كانت كافية لكشف حقيقة النوايا وطبيعة النفوس المريضة ، وهذه من الدروس التي تعلمناها في طبيعة سايكولوجية الانظمة السياسية في مجتمعاتنا في كونها ( انظمة دعايات واعلانات رخيصة لا تصمد امام الزمن وبالتالي فهي لا مباديء لها ) بعد مرور عشر سنوات على سلطة حزب البعث في العراق حدث التحول الكبير في سياساته حيث انقض على حلفائه من الاحزاب الاخرى وتخلص منهم وتخلص من كل سياسي لا يتفق معه في سياساته حتى من داخل الحزب ذاته وتحول العراق الى بلد يحكمه نظام الحزب الواحد وتحت تصرف رجل واحد يقود الشعب دون وجود معارضة او نقد ، اصبح واضحا ان العراق منذ نهاية عقد السبعينات وقع تحت سلطة سياسية مستبدة يقودها حاكم ديكتاتوري غاية في القسوة والعنف والبطش والارهاب السياسي مما انعكس سلبا على الواقع الاجتماعي ، وقد كنت شاهد عيان على فترة من أحلك واصعب الفترات في تاريخ العراق الحديث بدءا من عام 1980 حيث اندلعت حرب الخليج الاولى ، وقد اشتركت أنا بها مرغما بحكم قانون الخدمة العسكرية الالزامية حيث امضيت فيها اربعة سنوات ونصف وكنت شاهدا على مآسيها ، وبرأيي ان اندلاع تلك الحرب كان نتيجة للمهاترات السياسية بين النظامين الحاكمين في كل من بغداد وطهران ، حيث كل منهما كان يتوجس من الاخر دون مبرر ، وكان بالامكان معالجة الموقف المتأزم بالوسائل السلمية والطرق الدبلوماسية ولكن في المجتمعات التي تنظر الى مفاهيم السلم وضبط النفس على انه تعبير عن الضعف والخوف فانه لا يمكن ان نتوقع في مثل هذه الظروف سوى الاصطدام والحرب وبالتالي دفع الشعبين العراقي والايراني ثمن حرب لا مصلحة لهما فيها والتي دامت ثمانية اعوام وكلفت البلدين خسائر جسيمة بشريا واقتصاديا ، وهذا درس آخر تعلمناه ( ان الشعوب عندما تكون مستعبدة لا ارادة لها ومغلوب على امرها فانها هي فقط التي تدفع ثمن مهاترات حكامها ) . انتهت الحرب في عام 1988 وتأملنا ان نبدأ بتضميد جراحنا وازالة آثار الحرب ماديا ومعنويا والبدأ بصفحة جديدة فلعل النظام قد استوعب الدرس جيدا من ان الحرب خيار صعب لا ينبغي اللجوء اليه الا عندما تستنفذ كل الوسائل السلمية ، ولكن هذه الحالة لم تدم طويلا حيث فتح النظام باب اخرى من جهة اخرى ليتراشق منها مع جار آخر ، وكأنه لم يستوعب الدرس جيدا او يأبى ان يتغلب على النزعة العدوانية التي تتلبسه ، وكان الهدف الثاني له في اعماله العدوانية هي الكويت الجار الجنوبي حيث قام النظام في الشهر الثامن من عام 1990 باقتحام البلد بقواته العسكرية وغزوه بالكامل ، وكانت المبررات التي قدمها النظام لغزوه الكويت اكثر تفاهة من مبررات حربه مع ايران ، وقد كنت انا شاهد عيان على ما حل بدولة الكويت من تدمير بعد غزوها من قبل قوات النظام الديكتاتوري ، حيث كنت ضمن قوات الاحتياط التي عادة ما تستدعى في اوقات الحرب ، لقد كان غزو الكويت عملا عدوانيا سافرا لا مبرر له ولا مصلحة للشعب العراقي فيه ، وان مما يحز في النفس ان نكون نحن الرافضين لهذا العدوان ادوات بيد الحاكم بحكم خضوعنا لنظام الخدمة العسكرية الالزامية وهو الحاكم المطلق للبلاد يصدر القوانين ويسير الجيوش لتحقيق نزواته ، مصيرنا بيده ومستقبلنا بيده ولا حق لنا في ابداء المعارضة لقراراته ، هذه الحال كانت تثير في داخلي تساؤلات عديدة حول العلاقة بين الحاكم والشعب ، وكيف يمكن للشعب ان يصبح تحت تصرف حاكم مطلق يوجهه كما يشاء ومتى ما يشاء دون وجود جهة تحاسب وتناقش ؟ وكيف السبيل الى مجتمع منيع في وجه اي ديكتاتور قد يتسلط عليه وعلى مقدراته ؟ لماذا لم نحظى بنظام سياسي ديمقراطي يتيح مناقشة الامور الخطيرة مثل قرارات الحرب ؟ وكيف يمكن ان نصنع نظاما سياسيا عادلا تحترم فيه حقوق الانسان ؟ كانت قضية النظام السياسي وتأثيره على مصير ومستقبل الشعب تدور في ذهني دائما من خلال هذه التجارب المريرة في اوقات الحرب
بعد مرور ستة أشهر على غزو الكويت جاءت حرب الخليج الثانية في كانون الثاني عام 1991 لتحرير الكويت من الاحتلال بعد محاولات عديدة لاقناع الحاكم بالانسحاب من الكويت حفاظا على ارواح ودماء شعبه ومقدرات البلد ولكن دون جدوى حيث اصر الحاكم المستبد على المضي في غيه ولم يستمع لمنطق العقل ، وكنت انا وقتها ضمن الجيش النظامي المتواجد داخل الكويت حالي كحال عشرات الالوف وربما اكثر ممن يؤدون خدمتهم العسكرية الالزامية في صفوف الاحتياط ، في تلك الحرب التي دامت شهر ونصف بين قوات النظام وقوات التحالف الدولي كانت الهزيمة الساحقة للنظام ولقواته العسكرية ، وقد انسحبنا من الكويت فجر يوم 26 / 2 / 1991 بناءا على اوامر من القيادة بالانسحاب ، غادرنا الكويت كقوات عسكرية منهزمة وبطريقة مهينة ومذلة ، واستطعنا ان ننسحب بأمان رغم المخاطر العديدة في طريق الانسحاب حيث الضربات الجوية لطائرات قوات التحالف مازالت تتوالى والاجواء تغطيها الادخنة الكثيفة المنبعثة من آبار النفط التي احرقها النظام وتتناثر على جوانب الطريق جثث قتلانا والعربات المحترقة في كل مكان ، كانت هذه الهزيمة درسا بليغا لكل معتدي ولكل ظالم متجبر، ومن المعروف ان الشرف العسكري يقتضي في حالة الهزيمة ان يتنحى القائد العام للقوات المسلحة والذي هو ذاته الحاكم للنظام السياسي في بلادنا ولكن قائدنا شرب كأس الهزيمة المذلة ولم يكترث للشرف العسكري ، ضحى بالشرف وبالكرامة التي طالما تشدق بها وأهدر دماء شعبه رخيصة من اجل بقائه في السلطة
على أثر هذه الهزيمة القاسية والخسائر الفادحة في الارواح والممتلكات من جراء نزوات حاكم مستبد رفض التخلي عن السلطة بارادته بعد هزيمته فقد جاءت انتفاضة آذار الشعبية العارمة للشعب العراقي لتعبر عن ارادة هذا الشعب في اسقاط هذا النظام ومحاكمته على ما حل بالبلد من دمار ، انطلقت الانتفاضة بتاريخ ( 2 / 3 / 1991 ) من مدينة البصرة المجاورة للكويت وامتدت شمالا الى المحافظات المجاورة ومنها الى المحافظات الاخرى ومن ضمنها محافظات اقليم كوردستان في شمال العراق ، خرج الشعب العراقي في 14 محافظة من مجموع 18 محافظة بانتفاضة شاملة يطالبون باسقاط نظام الطاغية ومحاسبته على قرار الغزو واقامة نظام ديمقراطي يتمتع فيه الشعب بالحرية في التعبير والعدالة ، واجه النظام هذه الانتفاضة الشعبية بأشد أساليب القمع وبوحشية مفرطة باستخدام الاسلحة الثقيلة من قبل حرسه الخاص الذي لم يشترك في الحرب وهذا هو ديدن الحكام الطغاة الذين يعتبرون ارادتهم في البقاء في السلطة فوق ارادة الشعب الذي يرفضهم ، ولسوء الحظ فقد اجهضت تلك الانتفاضة بعد ثلاثة اسابيع من اندلاعها ، بعد ان دفع الشعب العراقي في هذه الانتفاضة ثمنا باهضا حيث قام النظام بقتل وتشريد مئات الالوف من ابناء الشعب في جنوب البلاد وشمالها وفي ظل تعتيم اعلامي شديد ، أسدل الستار على انتفاضة شعب اراد الحياة ولكن القدر تلكأ معهم وخيب ظنهم ، وأما شعب كوردستان فقد استطاع ان يخرج من هذه الانتفاضة بمكسب مهم عندما وضع اقليم كوردستان تحت الحماية الدولية ، وأود أن أشير هنا الى ان شعب كوردستان له تاريخ طويل في النضال في سبيل حقوقه القومية اضافة الى ما كان يعانيه من اضطهاد من قبل نظام حكم ديكتاتوري لا يقيم وزنا لحقوق الانسان ، لقد بقيت الحقوق القومية لهذا الشعب عالقة غير معترف بها على مدى تاريخ الحكومات العراقية منذ تأسيس الدولة العراقية في العصر الحديث في عام 1921 ، وانا اعتقد ان لهذا الشعب الحق في التعبيرعن ثقافته وعن انتمائه وان يكون له كيان مستقل ، وقد آن الاوان للاستجابة لارادة هذا الشعب في الحصول على حق تقرير المصير واقامة دولته المستقلة اذا كانت هذه رغبته وهذا حق طبيعي وانساني يجب الاعتراف به ، واما الذين يرفضون الاعتراف بهذا الحق بحجة الحفاظ على وحدة العراق فاني اقول لهم ، من كان يريد الحفاظ على وحدة الارض يجب عليه قبل ذلك ان يحترم ارادة وحقوق الانسان الذي يحيا فوق هذه الارض ، فاذا كنتم حريصين على وحدة العراق يجب ان تكونوا قبل ذلك حريصين على احترام الحقوق القومية لهذا الشعب لكي يختار هذا الشعب بارادته الحرة البقاء ضمن العراق موحدا وليس بالقوة واساليب التهجير والتطهير العرقي التي دأبت عليها الحكومات العراقية المتعاقبة
نعود الى قضية انتفاضة آذار عام 1991 فاقول بانها كانت حقا انتفاضة شعبية عارمة غير مسبوقة في تاريخ العراق الحديث ضد حاكم ديكتاتوري ، وقد عمل النظام على تشويه صورة الانتفاضة بادعاءات مثل انتفاضة الغوغاء وانتفاضة عملاء ايران وغيرها من الادعاءات الفارغة لما شاب تلك الانتفاضة من اعمال سلب ونهب ورفع شعارات طائفية ، انا برأيي ان هذه الادعاءات انما هي ادعاءات ظالمة وتفتقر الى المنطق ويمكنني توضيح هذه النقطة ، فبسبب الطبيعة الديكتاتورية للنظام فانه لم يكن يسمح بممارسة نشاطات سياسية معارضة له في الداخل وكان يتبع اساليب الارهاب والتنكيل بمعارضيه في الداخل وتغييبهم من الوجود ، مما دفع الكثيرين منهم الى الهروب الى الخارج الى الدول المجاورة وغير المجاورة ، وعندما كانوا يمارسون نشاطهم السياسي المعارض من هناك كان النظام يتهمهم بانهم عملاء للاجنبي وانهم ينفذون اجندة ومخططات خارجية ، وكما يقول الشاعر القديم ( القاه في اليم مكتوفا وقال له اياك اياك ان تبتل بالماء ) فاين العدالة هنا واين المنطق ؟ ومن الطبيعي ان الدول المجاورة للعراق كانت تحتضن المعارضين للنظام لان النظام وبسبب طبيعته العدوانية كان في حالة خصام وعداء مع جميع الدول المجاورة ، وحيث ان المنطق يقول ان عدو عدوي هو حليفي ، فان الشيء الطبيعي والمنطقي ان تتلاقى اهداف الطرفين المناوئين له فيفسرها النظام على انها مخططات ، واما قضية رفع شعارات طائفية شيعية اثناء الانتفاضة فيجب ان لا ننسى ان اتباع الطائفة الشيعية في العراق لهم وجود كبير ومنذ زمن بعيد في هذا البلد وبالتالي ليس من المنطق ان ننسب اي شعار له صبغة طائفية شيعية بأن مصدره ايران وان رافعي الشعار هم عملاء لايران ، هذا شيء غير منطقي ، ورغم انني لا اتفق مع الفكر الديني واعتبر الطائفية احدى نتاجات الفكر الديني ، وانتقد الطائفية كفكر وتوجهات وسلوكيات لانها لا تخدم مصلحة الوطن الواحد ، الا انني ارفض تشويه الحقائق ، يجب ان نكون واضحين في مواقفنا فنتحمل عيوبنا ونعترف بأخطائنا وننتقد انفسنا عندما نخطأ ، نعم الفكر الطائفي فكر خطر يفتت البناء الاجتماعي ويهدد سلامة الوطن ولكن النظام لم يحسن التعامل مع هذه المشكلة وكان يتهم زعماء هذه الطائفة بانهم عملاء لايران وهي تهمة رخيصة ، وقد قام النظام قبل حرب الخليج الاولى بتسفير الكثير من المواطنين العراقيين الى ايران بحجة انهم ذوي اصول ايرانية ، وهذا الاسلوب غير صحيح للتعامل مع مواطنين يحملون الجنسية العراقية ، يجب ان نتعلم احترام المواطنة وان الوطن ليس ملكا لرئيس النظام لكي يختار نوع رعاياه ويطرد من لا يريده ، الدستور هو الذي يحكم من هو المواطن ومن هو غير المواطن .
واما بالنسبة لاعمال السلب والنهب وحرق الممتلكات العامة التي حدثت اثناء الانتفاضة فهذه الافعال المشينة وان هي ليست بالمستغربة وتحدث في جميع الانتفاضات والثورات في العالم لانه لا يخلو اي مجتمع من المجرمين واللصوص والمخربين ولكن مثل هذه الاعمال المشينة لن تقلل من قيمة الحدث العظيم الذي عبر عنه الشعب من خلال ارادته في تحدي سلطة النظام الغاشمة ، ويجب عدم الحكم عليه من خلال وجود اعمال غوغائية مرافقة له ، فالكلاب المسعورة التي ترافق قافلة تسير نحو هدفها لن تؤثر على مسيرة القافلة ولا على قيمة حمولتها ، وتبقى الانتفاضة علامة بارزة في تاريخ العراق من حق العراقيين ان يفخروا بها ، وانا شخصيا ارى انه ينبغي على العراق حكومة وشعبا ان يحتفلوا بهذه المناسبة الجليلة ( انتفاضة آذار ) وان يقام نصب تذكاري لها في المكان الذي انطلقت منه شرارتها الاولى وهي ساحة سعد في مدينة البصرة لتكون رمزا لثورة الشعب من اجل الحرية ، ان المنعطفات في تاريخ الشعوب بقدر ما تحمل معها خسائر واضرار ودموع وآلام فانها تصنع مستقبل جديدا بالتأكيد سيكون افضل واكثر اشراقا ، واليوم ورغم الظروف التي مازالت غير مستقرة فان الطريق اصبح سالكا للمضي الى الامام لصنع المستقبل الجديد وطي صفحة الماضي المظلم ، وبمناسبة الحديث عن انتفاضة الشعب العراقي ونحن في ايام انتفاضات شعبية تعم العالم العربي في الوقت الحاضر فانني أحيي الشعب التونسي في انتفاضته الكبيرة المظفرة ليبدأ عهدا جديدا بعد ان انتفض لكرامته ولحقوقه المغبونة ونال حريته وتخلص من النظام المتسلط على مقدراته ، كما احيي الشعب المصري الذي مازال يسير على نفس هذا الطريق ، طريق الحرية والكرامة بتضحيات ابنائه ، وبرأيي الشخصي فانني ارى ان انتفاضة الشعب المصري قد حققت اهدافها وأوصلت رسالتها رغم ان رئيس النظام مازال على رأس السلطة فهو راحل في جميع الاحوال بعد ان قدم تنازلات عديدة تلبي الكثير من مطالب شعبه الثائر وان بقائه في السلطة حتى موعد الانتخابات القادمة لن يقلل من اهمية وقيمة هذه الانتفاضة الكبيرة ومن حق كل مصري ان يفتخر بها ، وليس هناك اي مبرر للاصرار على الرحيل الفوري لرئيس النظام فالامور تسير لصالح الشعب وهنيئا له بثورته المظفرة .
نعود الى سيرتي الذاتية مع قضية انتفاضة الشعب العراقي ، فبعد اخماد تلك الانتفاضة اصبح الشعب العراقي اسيرا او رهينة لدى الحاكم يستخدمه كدرع ليحمي نظامه من عقوبات المجتمع الدولي ، كانت سنوات الحصار اشد قسوة على الشعب العراقي من سنوات الحروب العسكرية ، حيث اجبر الشعب على دفع فاتورة أعمال لا ارادة له فيها (غزو الكويت + حرب الخليج الثانية الخاسرة ) مضافا اليها نتائج انتفاضة آذار التي اخمدت بقسوة شديدة ، وفي نفس الوقت اصبح الشعب واقعا تحت عجلات حصار اقتصادي قاسي لتطحنه طحنا ، فرض الحصار الاقتصادي الشامل على العراق من قبل المجتمع الدولي على اثر عملية الغزو للكويت ، الحصار حوّل هذا البلد الغني الذي يعوم على بحيرة من الثروات الطبيعية الى بلد يعاني شعبه من الفقر والجوع والمرض والحرمان ، لقد فرض الحصار الاقتصادي ليكون عقابا جماعيا للعراق حكومة وشعبا الا ان الذي دفع الحساب ونال العقاب هو الشعب فقط وكان ذلك ظلما كبيرا .
بعد اخماد انتفاضة آذار 1991 ووقوع الشعب تحت ظروف قاسية من الحصار اصبح أمل الشعب في الحصول على دعم مسلح خارجي للتخلص من النظام الظالم والتحرر من قبضته ، وعلى أثر احداث 11 / 9 / 2001 في الولايات المتحدة وما نجم عنها من تطورات عالمية في محاربة الارهاب والقضاء على منابعه والانظمة الساندة له ، اتجهت رياح الظروف الدولية وخاصة الامريكية في عام 2003 باتجاه سفن الشعب العراقي المظلوم ، حيث جاء الغزو العسكري الانكلوامريكي للعراق تحت حجج عديدة ليطيح بهذا النظام في غضون ثلاثة اسابيع من العمليات العسكرية ، واذا كان الغزو قد جاء ليخدم حسابات خاصة للادارة الامريكية فانه في نفس الوقت حقق مصلحة للشعب العراقي ، حيث انهى هذا الغزو عهد هذا النظام الظالم وطوى صفحة سوداء من تاريخ العراق ، لقد جاء الغزو الاجنبي للعراق في حركة تاريخية تستحق ان توصف ايجابية لانها جلبت معها الحرية لشعب طال أسره ، وهذه من مفارقات التاريخ ان يصبح للغزو الاجنبي قيمة ايجابية عندما ينطوي على صفة نقيضة له وهي الحرية ، ان من أسوء الظروف التي تواجه الانسان الحر عندما يصبح امام خيارين اما البقاء أسيرا لدى حاكم ظالم لا رحمة في قلبه ، او الخضوع لاحتلال اجنبي يحقق له مطلبه في حرية حتى وان كانت غير مكتملة ولكنها ارحم من ظلم حاكم متجبر ، وقد حاول النظام قبل بدأ الحرب ان ينفخ في الروح الوطنية للشعب لمقاومة الاحتلال ولكنه كان قد قتل هذه الروح عندما امتهن كرامة الشعب وعامله بقسوة شديدة وحمله اعباء حروبه السابقة واعباء حصار قاسي انهك الشعب ، واما الذين بقوا يقاومون المحتل بعد سقوط النظام فقد كان الاغلبية منهم يقاتلون بدوافع دينية تحت مسمى الجهاد ولو كانوا هؤلاء طالبي الجهاد قد جاهدوا في سبيل اسقاط نظام الطاغية من قبل كجهادهم المستميت ضد قوات الاحتلال لما كان هناك احتلال ، وهنا يجدر بنا ان نتفهم الدوافع والمبررات والظروف التي جعلت الشعب العراقي يستقبل المحتل الاجنبي بدون مقاومة كبيرة لان الظلم كافر ومن الاقوال المأثورة في هذا الصدد (ان ظلم ذوي القربى أشد مرارة من ظلم الغريب ) ويجدر بي ان انوه هنا انني شخصيا لم أكن موجودا في العراق خلال عام 2003 بالكامل لانني كنت قبل ذلك بسنوات قد غادرت البلد بعد ان تركت وظيفتي الحكومية بسبب ظروف الحصار وانخفاض قيمة العملة العراقية وارتفاع تكاليف المعيشة التي انهكتني ماديا ونفسيا
بعد سقوط النظام الديكتاتوري في ( 9 / 4 / 2003 ) مرت البلاد في مرحلة جديدة سادتها الفوضى وعدم الاستقرار وانعدام الامن وهي مرحلة طبيعية في تاريخ اي شعب حرم من الحرية لمدة طويلة ثم نال حريته وأطلق سراحه من الاسر والعبودية ، ولكن المؤسف ان الاوضاع لم تصل الى مرحلة الاستقرار الحقيقي لغاية اليوم ، ان استمرار الاضطرابات وحالة عدم الاستقرار لغاية ايامنا هذه ونحن في مطلع عام 2011 اي بعد مضي ما يقارب ثمانية اعوام على سقوط النظام انما تعكس حالة الخلل في طبيعة العلاقات الاجتماعية في بنية المجتمع العراقي والتي تراكمت عبر السنوات الصعبة والمريرة التي عاشها الشعب ، يجب اعادة تقييم تاريخ العراق الحديث لاستشفاف الدروس والعبر وتصحيح الاخطاء ، عندما ندرس التاريخ نجد ان اخطاءا كثيرة قد ارتكبت ، ويجب ان نتحلى بالجرأة والشجاعة لنعترف بالاخطاء ونصحح مسيرتنا ، ان قتل العائلة المالكة في عام 1958 كان خطأ كبيرا ، وان قتل الزعيم عبد الكريم قاسم في عام 1963 كان خطأ كبيرا ، وجميع اعمال الاغتيالات التي ارتكبت في الماضي لدوافع سياسية كانت اعمال همجية تنم عن حقد وجهل وغباء ، وحتى اعدام الطاغية صدام حسين في عام 2006 كان خطأ كبيرا وكان يكفي بحقه ابقائه سجينا مدى الحياة ففي ذلك عبرة لمن يأتي بعده ، ان الحياة تعطي عبرة للناس اقوى مما يعطيه الموت ، اننا نؤمن بان عقوبة الموت مهما كانت مبرراتها هي عقوبة همجية وهي خطأ كبير يجب اجتنابه حتى وان كان الانسان مجرما خطيرا ويستحق الموت وهذا درس يجب ان تتعلمه الاجيال ، وفي الحقيقة ان صفة الاجرام لا تشيع الا في المجتمعات التي لا قيمة فيها للانسان ولا احترام فيها للقوانين ، وان الشخص المجرم انما هو نتاج مجتمع يسوده نظام اجتماعي خطأ ونظام اقتصادي خطأ ونظام سياسي خطأ وهذه الانظمة الثلاثة انما هي منظومة مترابطة مع بعضها شكلتها عقيدة خاطئة ، يجب علينا ان نتعلم احترام الكرامة الانسانية واحترام حرية التعبير عن الرأي وتوفير عدالة اجتماعية حتى تنشأ الاجيال في ظل مجتمع متوازن محمي من الانحراف والجريمة
انا حاليا اقيم بعيدا عن بلدي أمارس عملا في احدى شركات المقاولات الخاصة ولكنني من الناحية النفسية يشدني حنين الى بلدي ، الى تلك الديار التي صنعت مني انسانا ، ديار ترعرعت فيها وتعلمت ووعيت وادركت ، فرحت وحزنت ، سعدت وتألمت ، أحن الى ديار سكنها من قبل اجدادي ويقيم فيها حاليا اهلي واخوتي واصحابي ، فيها مرتع صباي وفيها كانت بدايات احلامي ، احن اليها بشوق ولهفة رغم ما اصابها على ايدي الاغراب وايدي ابنائها من خراب ، وانني انتظر بفارغ الصبر ساعة العودة اليها بعد ان ينجلي غبار الفوضى والاضطراب وتهدأ النفوس وتستقر الاحوال ، الثلاثون عاما المنصرمة التي امضيتها في رحلتي مع تاريخ بلدي والتجارب المريرة في الميادين العسكرية والمدنية التي خضتها كانت كافية لانضاج رؤية فكرية واضحة لطريق الخلاص والانعتاق من حالة الضياع والتشتت والتخبط وتصحيح الخطأ التاريخي الذي كنا وما زلنا نحيا فيه لغاية اليوم ، والخروج بحصيلة فلسفية هي مشروع عقيدة جديدة اسميتها ( عقيدة العصر الجديد ) ليكون هذا المشروع هو الطريق نحو حياة افضل ومستقبل أفضل للانسان ليس في العراق فحسب بل في كل مكان ، وقد بدأت الدعوة لمشروعي منذ اول مقال نشرته في عام 2004 عبر موقع الحوار المتمدن وما زلت مستمرا في الدعوة الى هذا المشروع لانقاذ حاضرنا ومستقبلنا من تجارب مريرة شهدناها ولا نريد لاجيالنا اللاحقة ان تشهدها ، وسأبقى انثر بذور هذه الفكرة (المشروع ) في كل طريق تطأه قدماي لا ابتغي سوى ارضاء ضميري وخدمة الانسان في كل مكان
عقيدة العصر الجديد عقيدة علمية المنهج وعلمانية التوجه وعالمية المدى ، الهدف الاساسي للعقيدة هو خدمة الانسان في كل مكان على طريق الحق والعدل والقيم الانسانية ، واذا وضعنا لعقيدتنا مقدسات فان اسمى مقدساتنا سيكون هو الحق ثم تليه الكرامة ثم يليها الدستور ، فلا كرامة للانسان الا على طريق الحق ، ولا قيمة لدستور لا يشتمل على احترام حقوق وكرامة الانسان ، الحق قيمة عليا مقدسة تتأتى قدسيته من كونه فوق الجميع ولا شيء يعلو على الحق ، واما الكرامة فنقصد بها كرامة الانسان في ان يعيش كل انسان حرا كريما يتمتع بحقوقه الانسانية ، الانسان على كوكب الارض هو صانع الحضارة ، هو الاساس وهو العماد وهو الاصل في كل تنمية وفي كل نهضة حضارية وفي كل تقدم وازدهار ، هو الوسيلة وهو الغاية هو الصانع وهو المنتج وهو المستهلك وهو ثروة البلد وثروة المجتمع بدونه لا قيمة للارض ولا قيمة للثروات الطبيعية ، اما الدستور فتتأتى قدسيته من كونه يمثل مرجعية للسلطات الثلاثة ومرجعية لجميع القوانين المنظمة لحقوق وواجبات الافراد في المجتمع ، ونحن ننظر الى العلم على انه وجه من اوجه الحق وما يتقاطع مع العلم والمنطق فانه يتقاطع مع الحق وكل ما يتقاطع مع الحق فانه باطل وكل باطل زائل مهما يكن ايمان الناس به ، اننا في عقيدة العصر الجديد ننظر الى الفكر الديني على انه فكر يتقاطع مع العلم وفقد مبررات وجوده وينبغي اعادة تشكيل معتقداتنا من جديد لغرض اصلاح احوالنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ،ونحن نؤمن بان اصلاح النظام الاجتماعي هو المدخل الحقيقي نحو اصلاح النظام السياسي والاقتصادي وليس العكس ، لان اي نظام سياسي مهما توفرت له النوايا الطيبة والارادة سوف يصطدم بواقع اجتماعي منهك مليء بالشوائب المزمنة والرواسب المتصدئة والامراض العضال وهي ناجمة عن خلل يقع في البنية التحتية للنظام الاجتماعي ، واقصد بالبنية التحتية للنظام الاجتماعي هو العقيدة الدينية لانها هي المصدر وهي المرجعية للمجتمع في كل شأن من شؤونه ، واننا نؤمن بانه لا يمكن تحسين احوالنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية اذا لم نتخذ موقفا صريحا وجريئا من الدين كفكر ومعتقدات ، العقيدة الدينية وبالتحديد الاسلامية تحكمت في جميع مرافق حياتنا على مدى قرون طويلة فانتجت لنا مجتمعات معاقة ، ومثل هكذا مجتمعات ليس بوسعها انتاج انظمة سياسية صالحة ولا اقتصاديات ناجحة ، وانني لأعجب من الناس اذ يخرجون في انتفاضة لاسقاط حاكم مضى على حكمه بضعة عقود من الزمن فأفسدته السلطة وطول الحكم ولا يخرجون في انتفاضة على فكر مضى عليه قرون وهو يتحكم بهم ويستعبدهم وقد افسده الزمن ولم يعد صالحا للحكم به ، وحتى يمضي مخطط الاصلاح الاجتماعي نحو اهدافه وغاياته يجب ازاحة الدين عن الطريق ، والدين في جميع الاحوال سيزاح عن الطريق بقوة حركة التاريخ شئنا أم أبينا عندما تصل هذه المجتمعات الى نقطة الانفجار إن عاجلا أم آجلا وهذه حتمية تاريخية ، اننا نعلم ان التخلي عن الدين ليس بالعملية السهلة بل هو ثمن باهض وخيار صعب جدا لمجتمعاتنا المدمنة على المعتقدات الدينية ولكنني اقولها بكل صراحة وشفافية لو كان هناك طريق آخر يحقق الاصلاح الحقيقي لحياتنا ولا يتقاطع مع الدين لكنا اخترناه لكي لا نصدم الناس في معتقداتها ولكن لا طريق الا هذا الطريق ، والخيار هنا اما مستقبل بلا دين واما دين بلا مستقبل ، واننا اخترنا المستقبل لانه هو الحياة وسنمضي في خيارنا هذا مستندين الى قاعدتنا الفكرية التي توجهنا في خطواتنا والتي نصها (( ليس هناك ما يستحق ان نؤمن به ايمانا عميقا وراسخا سوى الحقيقة ، وانه من الجهالة والضلالة ان نحول الاعتقاد الى ايمان عندما يكون المعتقد مجرد افتراض وليس حقيقة ))



#رياض_العصري (هاشتاغ)       Riad_Ala_Sri_Baghdadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معالم النظام الاجتماعي في مجتمع العصر الجديد 5
- معالم النظام الاجتماعي في مجتمع العصر الجديد 4
- معالم النظام الاجتماعي في مجتمع العصر الجديد 3
- معالم النظام الاجتماعي في مجتمع العصر الجديد 2
- معالم النظام الاجتماعي في مجتمع العصر الجديد 1
- موقفنا من الفكر الديني
- تعليق حول ( حول اشكالية الوجود والعدم )
- في تفسير التاريخ ( 4 )
- في تفسير التاريخ ( 3 )
- في تفسير التاريخ ( 2 )
- في تفسير التاريخ ( 1 )
- حول اشكالية الوجود والعدم
- في نقد المعتقدات الدينية المسيحية 2
- في نقد المعتقدات الدينية المسيحية 1
- في نقد الفكر الديني
- ما هي عقيدة العصر الجديد ؟
- أضواء حول مقال - نهاية العقيدة الدينية
- نهاية العقيدة الدينية
- المباديء الاخلاقية في عقيدة العصر الجديد 2
- المباديء الاخلاقية في عقيدة العصر الجديد 1


المزيد.....




- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - رياض العصري - سيرة ذاتية