أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد الديوان - مرة اخرى ذكريات خاصة بمناسبة 8 شباط الاسود














المزيد.....

مرة اخرى ذكريات خاصة بمناسبة 8 شباط الاسود


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 12:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتراجع التاثير السلبي لذكرى 8 شباط الاسود 1963 على النفس مع الاعوام، ومنذ سردت الالام ظلم وجور الحركات القومية (البعث) وذراعه الحرس القومي، وتحالف القوى السياسية الدينية معهم. وسرد الذكريات والمها يخفف كرب الانسان، وهذا علاج نفسي حيث الاساليب المختلفة لكشف الذكريات المطمورة في الذاكرة، وبعدها يتخلص الانسان من توترات تلك الشدة. وقد حرم عبد الله المؤمن! صدام حسين العباد من هكذا علاج.
واذ تتلاشى اشباحهم رشيد مصلح وصالح مهدي عماش ومحسن الشيخ راضي والفكيكي وغيرهم، تتطاول قامات الوالد والوالدة والاجداد (ولاة النضال، حتوف الولاة). والوالد العزيز في نقرة السلمان عندما طلبت شركة نفط البصرو اخلاء الدار في المربد (الزبير- البصرة). وانتقلنا الى التنومة مع جدي لامي جبار سلطان رحمه الله، فقد شمله قرار قرقوش (رشيد مصلح) في الفصل من الوظيفة، لنسكن ارضا زراعية لنا في التنومة (شط العرب). وشيدنا دار من الطابوق والطين بدل الاسمنت او الجص، والسقف من الجندل (جذوع اشجار معينة مدهونة بالنفط الاسود) مع باريات (نسيج من القصب) يعلوها التراب ثم الطين (طين مع التبن ويخلط بالاقدام لايام متعددة). وبالمناسبة لازال الدار شاخصا رغم السنوات والمعارك التي دارت بالقرب منه (معارك المحمرة والنهر جاسم وغيرها) واضاف اخوالي له غرفا اخرى. وسكنته وحدة عسكرية ابان معارك النهر جاسم بعد مغادرة سكان التنومة، ووجدت الوحدة العسكرية من اثاث البيت اسلابا لها فحطموه، وسرقوا مسدسا قديما نوع ويبلي ابو البكرة اقتناه جدي جبار للطواريء والدفاع عن النفس في تلك السنوات.
تباع الابقار والاغنام في سوق الصفا مقابل المستشفى الجمهوري في البصرة كل جمعة. ومن هناك اشترى الجد جبار بقرة وحوليتها (طفلتها)، ذات ضرع ممتليء، اكتشفنا بعدها انهم لم يحلبوها ليومين او اكثر قبل البيع، ومع اليمين (الحلف بالله والعباس "ع") ان ضرعها ليوم واحد، يقتنع المشتري بذلك. رافقت واخي جمال رحمه الله (كان وقتها في الاول الابتدائي) البقرة، بمعية شخص ينقل الابقار سيرا على الاقدام، من سوق الصفا (باب الزبير) مرورا بالبصرة القديمة والجزائر والخورة ثم العشار حيث الشريعة (انتظار القوارب على شط العرب). ووجدنا الجد بالانتظار فلم يكن يقوى على المشي لمثل هذه المسافة. وفي قارب (بلم) يسير باليد وضعنا فيه البقرة والحولي لنعبر شط العرب. يرتفع القارب وينخفض ويتمايل مع الامواج التي تتخلف من حركة البواخر والقوارب البخارية (ذات مكائن). وبعد عبور الشط الى نهر الحوامد (اول فروع شط العرب بالتنومة) ثم الى الشاخة الكبيرة (نهير اصغر من الحوامد في الاراضي الزراعية). ولازالت صرخات جمال رحمه الله باذني تترافق مع حركات القارب المختلفة، ويغوص قلبي مع كل صرخة وحركة للقارب ترافقها قهقهات البلام والجد جبار.
لحلب البقرة ملاحم، نتجمع جميعنا حولها، وبعد عدة رضعات للحولي نضعه لتلعقه البقرة، فيما تعالج جدتي لامي جوري رحمها الله ضرع البقرة. وتغلبت الجدة بعد عدة محاولات على الصعوبات واصبحت البقرة مطيعة لها. وبعد وفاة الجدة عانت والدتي من حركات ذيل البقرة حيث تتساقط منه اشياء في سطل الحليب. البقرة كانت مدللة العائلة، زرعنا الجت لها تاكله طازجا، والتمر الزهدي كذلك.
سقي الزرع بالدلو عملية شاقة جدا، لكنها مسلية في بداياتها. والدلو يصنع من صفيح علب الدهن 16 كيلو، مفتوحا بالكامل من جهة واحدة. ويعلق بحبل باحد اطراف جذع شجرة قوي، واللطرف الاخر ثقل من الطين ليساعد في رفع الدلو الممتليء بالماء. وكنا نقف على منصة من الخشب على الطين قرب مستوى الماء في النهير (شاخة باللهجة الدارجة)، ونسحب الدلو لنغمره بالماء في النهر ثم نرفعه ونفرغه في ساقية. سحب الدلو بقوة للتغلب على مقاومة الثقل في طرف الجذع (ساق العتلة) وسحبه بقوة لتعادل الماء فيه بمساعدة الثقل في الطرف الاخر، والحركة تستمر بسرعة ليجري الماء في الساقية ويصل اطرافا بعيدة. الماء ينزل من الدلو عند الرفع وكذلك البقايا عن خفضه، وتبتل عندها الملابس، والمشكلة تتعاظم في الشتاء.
اشترى جدي جبار رحمه الله ماكنة سقي تعمل بالنفط الابيض، ووضعوها على منصة من الاسمنت مثبتة بالارض، وتشغيلها بالهندر اي تدوير يدوي وليس السلف. وتخلصنا عندها من اخطار الانزلاق والبلل عند السقي بالدلو. وبقى الدلو شامخا اثناء عطل ماكنة السقي، وللطرافة لم نعاني من ازمة النفط وقتها، ولكن سجلنا خسائر جسمية بسبب تشغيلها يدويا.
لا اتذكر اي رسالة منا في التنومة للوالد في نقرة السلمان، وسبق ان ارسلت الوالدة له صورة جمعت العائلة من المربد. وافرج عنه، وكلنا في التنومة، وربما استغرب من قدراتنا على التعامل مع الابقار والخراف وسقي الزرع (الترويس باللهجة الدارجة) والسقي بالدلو وجني الثمار والتعامل مع النخيل تلقيح الطلع وتشذيب الكرب (التكريب) وجني التمر (الكصاص) او جلب الرطب (حوي الرطب) وغيرها. وكان الوالد العزيز حاضرا عندما انزلقت قدمي اثناء تدلية اعذاق التمر من النخل وعلى السعف، فغرزت الاشواك قدمي!. وعالجوه بالكي. احضروا قطعة جريد نخيل اخضر بعد ان جردوا السعفة من اوراقها واشواكها الخضراء، وتسمى هذه كصمول (لهجة دارجة)، ووضعوه في النار وبعد ان نضج، استقر على قدمي، ومن يتذكر صرخات صبي في الرابع الابتدائي من ذلك العلاج (الكي). وبعدها عدت لعملي بكل صحة ورشاقة. ومن نقرة السلمان وحياة عائلة، يصدق من وصفهم
حماة النضال وجيل يفور
على محور من شموس يدور



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية عابر سرير
- الاوضاع الصحية في العراق 1945 – 1958 في اطروحة دكتوراة
- وزارة الصحة تساهم باعداد الدراسات الطبية العليا
- الامتحانات في كليات الطب: اوسكي OSCE
- الحكيم فرحان باقر والطب العراقي المعاصر
- قراءة في مدن الملح -التيه-
- مقعد تعويضي للديمقراطيين
- سلس البول في اطروحة دكتوراة
- مؤتمر للكلية الملكية البريطانية في بغداد
- رد على رسالة الدكتور كاظم حبيب لقوى التيار الديمقراطي العراق ...
- الشلل الرخوي الحاد
- الوردي في برنامج بالعراقي
- احلام اليقظة
- انتخابات في الشرق الاوسط
- في اجتماع للمجلس العربي للاختصاصات الطبية
- ندوة للحزب الوطني الديمقراطي في المحمودية/ بغداد
- هوامش حول القمة العربية في الدوحة
- اللقاء الديمقراطي نواة لقطب ديمقراطي في العراق
- ابطال بين الماض والحاضر
- تحالفات بعد انتخابات مجالس المحافظات


المزيد.....




- أمريكا تحجم عن إدانة قتل الصحفيين في غزة.. وتُحيل الأمر إلى ...
- أمهات رهائن تناشدن من جنيف إنهاء الحرب في غزة وإنقاذ أبنائهن ...
- نتنياهو يدعو الإيرانيين لـ-المخاطرة.. والنزول إلى الشارع-
- الأردن وسوريا والولايات المتحدة يتفقون في عمّان على أهمية تع ...
- الحكومة أعلنت موتها.. مصير مبادرة السلام الكينية حول جنوب ال ...
- تأهب بفرنسا جراء موجة حر قياسية
- تقرير: تجسس بريطاني في سماء غزة لصالح إسرائيل
- محللون: التدخل الإسرائيلي يعمق أزمة الدروز في سوريا
- مفتاح العودة والدبكة والكوفية.. رموز النضال والهوية الفلسطين ...
- اجتماع ثلاثي في عمّان لدعم استقرار السويداء ووحدة سوريا


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد الديوان - مرة اخرى ذكريات خاصة بمناسبة 8 شباط الاسود