أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - الإنقلاب الفاشي في 8 شباط














المزيد.....

الإنقلاب الفاشي في 8 شباط


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 00:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من العوامل المُهمة في تقّدُم الشعوب ونهضتها ، هو الإستفادة من العِبر والتجارب المريرة في تأريخها ، ولا سيما الحديثة منها والتي لازال تأثيرها يفعلُ فعله في أجيالٍ من المجتمع . لايُمكن للشعب التشيلي ان ينسى أو يتجاهل الإنقلاب الفاشي الذي قادهُ بينوشيت بمساعدة ودعم من الولايات المتحدة الامريكية ، في بداية السبعينيات ، وأطاحَ بالرئيس المُنتخَب الليندي ، ومورستْ أفظع الجرائم وقُتِلَ خيرة المثقفين والشعراء والمناضلين الوطنيين التشيليين . اليوم وبعد مرور حوالي الاربعين سنة ، تُدَرَس هذه التجرية القاسية في المنهاج الدراسي في المدارس ، لكي تَطّلِع الاجيال الحالية ، على تفاصيل تلك المرحلة ، ولكي لايُنسى الذين ضحوا في سبيل الشعب ، ولكي لايُفسح المجال لعودة الفاشيين أمثال بينوشيت . طُويَتْ هذه الصفحة من تأريخ تشيلي وعولجتْ بحصافة وعدالة .
بينما عندنا ، في العراق ... لم يتم التعامل مع إنقلاب 8 شباط الأسود 1963 ، وتأثيراتهِ المُدّمِرة على المجتمع والدولة ، بطريقةٍ صحيحة . ولم يقم العراق الرسمي " الدولة العراقية ومؤسساتها التربوية والتعليمية " ، بمُراجعة مُنصِفة علمية ، لهذهِ الحقبة ، وأسبابها ونتائجها التي ترّتبتْ في الاعوام الاربعين التي تلتْها ، أي لغاية 2003 . لم يكن من الممكن التفكير بهذا الإتجاه ، خلال الحكم الطويل لحزب البعث ... ولكن من المُعيب والمُخجل ، ان لاتقوم الحكومات العراقية المتعاقبة بعد 2003 ولغاية اليوم ، بالإهتمام الجدي بهذا الأمر ... حيث ان أبطال الإنقلاب الفاشي في 8 شباط 63 ، هُم نفسهم الذين إستمروا في حكم العراق لغاية 2003 ... وان " الحرس القومي " الذي إقترفَ كُل أنواع الجرائم البَشِعة ، بحَق الشعب العراقي ... هُم نفسهم الذين أصبحوا قادة حزب البعث والجيش الشعبي وفدائيي صدام ومسؤولي الأجهزة القمعية المختلفة ... الحرس القومي الفاشي من الجيل الثاني ، هُم مَنْ مّزقَ العراق وأدخلهُ في حروبٍ عبثية ، ودّمرَ الإقتصاد بكل فروعهِ ، وأذّلَ الشعب العراقي بكُل أطيافهِ ، وأضعفَ العراق وجعلهُ خاضعاً للعقوبات المجحفة ووّفرَ الظروف للإحتلال الاجنبي ... كُل هذه الوقائع ، هي نتيجة منطِقية ، لسببٍ واضح : هو الإنقلاب الفاشي في صبيحة 8 شباط 1963 !.
لازال الكثير من العراقيين ونتيجة لتراكم التعليم البعثي على مدى سنواتٍ طويلة ... يُسمون هذا اليوم المشؤوم " عروس الثورات " ... مازالتْ هنالك ساحات في بغداد تحمل اسم 14 رمضان ، وما زالتْ العديد من تلك الرموز المجرمة تحضى بالتقدير ! ... ان التحالف غير المُقدس في 63 بين البعث الفاشي والقوميين العرب وحتى قسمٍ من القوميين الكرد في البداية وبعض رجال الدين والغرب ، أدى الى مأساة مُروعة وإنتكاسةٍ شنيعة ، أصابتْ الشعب العراقي عموماً ، وأنْبَل وأشجَع وأنظف فئات الشعب خصوصاً .
واليوم ... وبعد مرور قرابة النصف قرن ، لم نستفِد كثيراً من تجاربنا نحن ولا من تجارب الآخرين ... فالمَشهد يطغى عليه مع الأسف : الإسلام السياسي الإنتهازي المتخلف ، وبقايا البعث الفاشي ، والقوميون المتطرفون .. أعتقد ان مجتمعنا لم يتخلص لحد الآن من تداعيات 8 شباط 63 ... ونحن بحاجة ماسة ، الى إنصاف ضحايا ذلك اليوم ، وتعرية وتجريم الإنقلابيين الفاشيست ، بِطُرق علمية وقانونية ، وجعلها مادة في المنهاج الدراسي لتوعية صحيحة للأجيال القادمة ... أسوةً بما فعلتْ تشيلي .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي .. بنصف راتب
- مصر .. الصراع بين الثورة والإصلاح
- - فايروس الثورة - يُصيب الأنظمة
- ثورتَي تونس ومصر ، وسعر الأمبير
- مصر ... العَد التنازلي
- مُبارك الذي لا يستَحي
- التجاذبات بين الاحزاب الكردستانية
- ملاحظات على بيان - حركة التغيير -
- مصير الاحزاب الحاكمة .. تونس ومصر نموذجاً
- الشعب المصري .. عندما يثور
- شعبية الرؤساء العرب في الحضيض
- مؤتمر قمّة عربي نُص رِدِنْ
- حَسَنْ كَجَلْ ... كَجَلْ حَسَنْ
- أربعينية الحُسين والأحزاب الطائفية
- القذافي لن يحضر قمة بغداد
- كوكب - عبدالعظيم السبتي - في الفضاء
- قَطَر سوف تُجّنِس المُشجِعين
- أحزابٌ حاكمةٌ ... هَشّة
- نصائح من عراقي الى تونسي
- الرؤساء وعوائلهم ينهبون أموال الشعوب


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - الإنقلاب الفاشي في 8 شباط