- فايروس الثورة - يُصيب الأنظمة

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3268 - 2011 / 2 / 5 - 11:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ان فايروس انفلونزا الطيور ، خفيف الوطأة ، وفايروس انفلونزا الخنازير سهل العلاج ... مُقارنةً ب " فايروس الثورة " الذي ظهرَ مؤخراً ، وأصابَ الأنظمة الفاسدة الدكتاتورية في منطقتنا . والمشكلة التي تواجه هذه الأنظمة ، ان الخطوات التي يُسارعون اليوم في إتخاذها ويعتقدون إنها سوف تقيهم من شَر الإصابة والعدوى ، لا تنفع كثيراً ... ربما قد تؤخر ظهور أعراض المرض بعض الشيء ، اسبوعاً أو شهراً ... لكنها غير قادرة على منعه أو القضاء عليهِ !.
وكما يظهر ، فأن مسارعة الملك الاردني ، في إقالة سمير الرفاعي المكروه مِنْ قِبَل الشعب ، وتكليف آخر بتشكيل الحكومة ، وقبل ذلك تخفيض أسعار الوقود ، والوعد في إجراء إصلاحات اخرى ، يدخل ضمن مكافحة فايروس الثورة هذا ، والملك يتعامى عن حقيقة ساطعة ، وهي ان الشعب الاردني ليس فقط ضد الحكومات الاستبدادية المتعاقبة ، بل هو لايريد المللك ولا الملكية أيضاً. وكذلك مبادرة بوتفليقة في السماح لأحزاب المعارضة بالظهور في التلفزيون الحكومي ووعدهِ بإنهاء حالة الطواريء ، ليسَ هذا هو المطلوب يابوتفليقة ، فجموع الجزائريين يريدون إنهاء الفساد وإمتهان الكرامة ، يريدون الرفاهية والحرية ... وحتى حكام الكويت إستغلوا مناسبة ذكرى الاستقلال في هذه السنة لتوزيع أموال ومواد غذائية مجانية على المواطنين .. ايها الاُمراء ، يطمح الشعب الكويتي في حياةٍ كريمة مُستقرة آمنة ولن تنفعكم هذه الرشاوي الساذجة . وانتَ يا تلميذ صدام ، مَهما فعلت اليوم من "إصلاحات" من قبيل تعهدك بعدم الترشح للانتخابات القادمة وإطلاق وعود وردية وتجييش أتباعك في شوارع صنعاء ، فأن شعب الجنوب لن يغفر لك جرائمك والحوثيين لن يسامحونك ، وكل الشعب اليمني سيحاكمك على كُل موبقاتك ... وفايروس الثورة بدأ ينخر في جسد نظامك الفاسد . أما أنياب " الأسد " فستتحّول الى عجينٍ طري ، عندما يصل اليهِ الوباء الفتاك ... سينتفض الكُرد في الحسكة والقامشلي وعامودا وحلب ليحصلوا على حقوقهم في المواطنة الكاملة ، سيثور الدمشقيون مُطالبين بالديمقراطية الحقيقية والحق في التعبير ، ستثور حمص وحماه وأحزمة الفقر في كُل المُدن ، على الفساد وإحتكار السلطة وتسلط العلويين على جميع منافذ الاقتصاد المُهمة ... نعم سيلتحق " الرفاق " البعثيون برفاقهم البعثيين العراقيين ، فيهرب السُراق الكبار الى الخارج ويتسابق الباقون في التبرؤ من هذا الحزب الفاشي ... إذا أصاب فايروس الثورة ، اليمن وسوريا في الايام القادمة ، وهو ما سيحدث لا محالة ... وسبقتهم تونس ومصر الكبيرة ... والعراق محسوم أمرهُ قبل الآن ... فلن تنجو مملكة آل سعود وغيرها من التأثيرات المباشرة وغير المباشرة ، وسيكون لها من التغيير نصيب . أما ليبيا ، فرغم لجوء حاكمها المُطلق ، الى تخدير الجماهير بمختلف أنواع المهدئات ومحاولة إبعاد نظامه من التعرض للفيروسات ، فأنه ينسى انه محصورٌ بثورتين كبيرتين من الشرق ومن الغرب : الثورة التونسية والثورة المصرية ... فأين المَفَر ؟ كُل شعاراته البلهاء وكُتبه الغبية ، لن تُسعفه حين ينتفض الليبيون الشرفاء ...
مَهما عاندَ مبارك ونظامه المهتريء ، فلقد إنتهى أمره في الواقع ، واليمن مُرشحة للتغيير ، وسوريا التي يُعتقد ان النظام فيها ، صعب المراس وقمعي وشرس ، فان إنهيار مؤسساتهِ الحزبية والأمنية وتخليها عن الاسد وزمرتهِ المجرمة ... أمرٌ وارد ، بل أكثر من مُحتَمَل . ان موجة التغيير العاتية ، قادمة لا رَيب ، وسوف تجرف الأنظمة الإستبدادية ... وعلى الشعوب ان تتهيأ للحركة والعمل ، وتتخلى عن الجمود والكسل !.

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل