الشعب المصري .. عندما يثور

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3261 - 2011 / 1 / 29 - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أطّلَ " حسني مُبارك " من وكرهِ الذي يختبيء فيهِ ، ليلة أمس ، ليتلو بصوتٍ مُرتبِك ، بياناً ممجوجاً لاكَ بهِ نفس العبارات والوعود الكاذبة ... أقالَ الحكومة ، ليهدأ الجماهير الثائرة :
- لن تنطلي هذه الحِيَل ، بعد الآن على الشعب المصري الشجاع . وكأنما " الحكومة " بوزرائها هُم السبب الوحيد في الوضع المُزري ... وكأن مبارك ، إذا أبدلَ " نظيف " برئيس وزراء آخر ، سوف يحل المشكلة .
- العصابات والمُجرمين الذين أطلقَ حسني مبارك ، سراحهم من السجون ، قبلَ خمسة أيام .. وفسحَ لهم المجال ، ليندسوا بين الجماهير المنتفِضة .. ويُشعِلوا الحرائق ، وينهبوا المحلات ، ويمارسوا العنف ، ويحاولوا نهب المتحف الوطني ... كُل ذلك ، لم ينفع النظام .. فلقد أثبتتْ الجماهير ، حذرها من هؤلاء المندسين ، وحاصرتْهم في مواقع محدودة . إذ كان من الواضح والجَلي ، ان الشباب الثائر ، لم يرمِ ولو حجارة واحدة ، على الجيش والشرطة ، بل دعاهم منذ البداية ، الى الإنضمام الى الشعب .
- تهاوتْ " هيبة " السلطة ، خلال سويعات عصر الجمعة ... فرغم كُل التحضيرات المُسبَقة ، وتهيئة أشرس قوات الأمن المركزي وشرطة مكافحة الشغب ، وسَد الطُرقات ، ومنع التجمع ... رغم كُل ذلك ... فلقد زادتْ الحشود ، دقيقة بعد دقيقة .. وإستخدمتْ قوى الأمن ، ليس خراطيم المياه فقط ، والهراوات ، والرصاص البلاستيكي ، لتفريق الجماهير ، بل إستعملتْ الرصاص الحَي ايضاً ، وبكثافةٍ في بعض المناطق ، لاسيما في ساحة التحرير والشوارع المؤدية اليها . وفعلاً قُتلَ عشرات المواطنين ، وجُرحَ المئات في القاهرة وحدها ، عندها فقط ، إضطرَ الثائرون الى إيقاف عناصر أمن النظام عند حدها .
- إمتدتْ شرارة الثورة ، من السويس والقاهرة ، الى كافة أرجاء مصر . وفي الاسكندرية أيضاً ، حاول بعض مُرتزقة النظام ومافياته ، إثارة الشغب وحرقوا بعض المحلات ... رغم ان الحكومة ، قطعتْ إتصالات الهاتف المحمول ، والانترنيت ، إلا ان جماهير المحافظات ، وكما يبدو ، كان لها شُبه تنسيق مع بعضها البعض وبالتزامن مع القاهرة ، وفشلت الحكومة ، في سعيها ، عزل ما يحدث عن العالم الخارجي .
- كما كان في تونس الثورة ، فان الجيش المصري البطل ، لم يخذل الشعب المنتفِض ، بل ان هذا الجيش لم يُوجِه نيرانه الى صدور الجماهير ، ولم يستمع الى أوامر النظام ، بالوقوف الى جانب الشرطة وقوى الأمن ... بل ان معظم تشكيلات الشرطة أيضاً ، لم تُنفِذ توجيهات قياداتها ، بضرب الجماهير !.
- لم يسقط النظام ، رسمياً لحد هذه اللحظة ... لم يهرب مبارك لغاية الساعة ... لكن الذي سَطرهُ الشعب المصري ، بجماهيرهِ الثائرة المنتفِضة ، خلال عشرة ساعات ، أكبر من يمر مرور الكِرام ، أضخم من أن يحاول مبارك ترميمه ، أعمق من ان تحاول الدول الصديقة للنظام دعمه ، أكثر من ان ترجع الأمور الى الوراء ، وكأن شيئاً لم يكن .
ان ظهيرة الجمعة 28 من يناير ، هو الحد الفاصل ، بين مرحلةٍ إنتهتْ ، واُخرى مفتوحة على كُل الإحتمالات ... هذه الاحتمالات التي مهما تكنْ ، فستكون مدخلاً لغدٍ أفضل للشعب المصري الشجاع .

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل