أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد رحيم - مأزق النقد














المزيد.....

مأزق النقد


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 19:06
المحور: الادب والفن
    


هل يعاني النقد الأدبي في العراق، اليوم، من مأزق؟ سأتجرأ وأقول؛ نعم. ووجوه هذا المأزق متعددة. ولنبدأ من شكوى مبدعينا العراقيين، أو جلّهم، لاسيما من الأجيال الشابة، من إجحاف النقد وإهماله لنتاجاتهم الشعرية والسردية. فهُم يطلقون أحياناً تصريحات تنعي النقد الأدبي في العراق وتتهم النقاد بالانغماس المفرط في التنظير، أو التعالي على نصوصهم وإطلاق الأحكام الظالمة بحقها. أو الاحتفاء بالنص العربي والأجنبي وليس العراقي.. وأعتقد أن في هذه الادّعاءات بعض الحق، لا كله. فأولاً يجب أن نعترف أن ثمة نقاداً عراقيين كبار دأبوا على قراءة وتحليل وتقويم النصوص العراقية منذ أربعينيات القرن الماضي على الأقل، وخرجوا بدراسات هامة تعد اليوم مراجع في حقل النقد الأدبي. وقد تكرست، لاسيما منذ الستينيات، تقاليد حقل نقدي عراقي، متنوع المصادر والمناهج والاتجاهات أرساها نخبة من النقاد الأكاديميين وغيرهم، منهم الراحل الدكتور علي جواد الطاهر، والراحل الدكتور عبد الإله احمد، والدكتور شجاع العاني، وياسين النصير، وفاضل ثامر وباسم عبد الحميد حمودي، وآخرين غيرهم. وحتى الثمانينيات من القرن المنصرم كان ثمة نقاد يظهرون مع كل جيل أدبي إبداعي جديد. لكن منجز المبدعين العراقيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة لم تخضع لدراسات علمية جادة وشاملة إلاّ باستثناءات نادرة، وأغلبها قام بها نقاد من الجيل السابق وهؤلاء، حتى هذا اليوم، ما زالوا يراجعون المنجز الشعري والقصصي والروائي لجيلهم، أكثر من التفاتهم لمنجز الأجيال الشابة. في حين غادر بعض النقاد الموهوبين ( الدكتور عبد الله إبراهيم وسعيد الغانمي، مثلاً ) حقلهم إلى حقول فكرية ومعرفية مجاورة أو بعيدة.
وخلال العقدين الأخيرين، لم يظهر جيل جديد من النقاد في العراق.. برزت أسماء قليلة لم تشكل ظاهرة أو مدرسة أو تياراً مؤثراً على حركة الإبداع. على الرغم من وجود أسماء لها منجزها المتفرد، وبعضهم بدأ منذ الثمانينيات. لكن المؤسف أن هناك من خنق إمكاناته بالتنظير، وبطبيعة الحال لم يضف شيئاً ذا بال إلى المناهج والنظريات المعدّة من قبل نقاد عالميين كبار، فكرر بطريقة مبتسرة ومخلّة ما قاله أولئك المنظِّرون.
بالمقابل مارس كثر من الشعراء والقصاصين والروائيين الكتابة النقدية في الصحافة، وفي الغالب نجد أن النقد الانطباعي والمراجعات السريعة طغى عندهم على النقد المنهجي. وقد سدّت كتاباتهم تلك بعض الفراغ الذي كان يجب أن يملؤه النقاد المختصون.
فضلاً عن ذلك نستطيع تأشير نقاط ضعف كثيرة في طبيعة بعض الكتابات النقدية. ففي سبيل المثال، يفتقر بعض ممن يُحسبون على النقد للحساسية النقدية الحقيقية والمرهفة.. ويمكن تلمس ذلك من خلال احتفائهم بنصوص ضعيفة في لغتها ومختلة في بنائها وتفتقد الأسلوب المميز. أو محاولة استثمار مصطلحات من مناهج نقدية حديثة لم يستوعبوا ماهيتها وحدود وآليات اشتغالها، فتجيء استثمارهم لها شاحبة وعقيمة. وقد شكل هذا عبئاً على الحياة الأدبية، بدل أن يكون عامل إنعاش لها ونماء.
الغريب أن النتاج النقدي العراقي نفسه يعاني من التهميش والإهمال. والكتب النقدية، في أحايين كثيرة، لا تحظى بأية مراجعة أو قراءة حتى ليبدو وكأن نقادنا لا يقرأون لبعضهم بعضاً.
وثمة من أدبائنا من لا يقلِّبون أي كتاب نقدي، ويعدّون ذلك مضيعة للوقت. ولا يقرؤون سوى تلك المقالات التي تتحدث عن أعمالهم. وفي النهاية تذهب جهود نقاد عراقيين جادين سدى على الرغم مما ينطوي عليها، قسم غير قليل من كتبهم ومقالاتهم، من قيمة معرفية ونقدية وإبداعية عالية.. ألا يؤشر هذا كله حالة مأزق وأزمة في فضائنا الثقافي والإبداعي؟.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الرواية والفلم
- امرأتان وثلاثة رجال ( قصة قصيرة )
- في مديح القصة القصيرة
- كتب قديمة مستعملة
- الغموض في القصص
- مع محيي الدين زنكنة.. خواطر وذكريات
- القابض على الجمر.. يوميات قاسم عبد الأمير عجام
- أنْ نأسر المكان داخل النص: قراءة في -خرائط منتصف الليل- لعلي ...
- إدوارد سعيد: المنفى والهوية.. الأنا والآخر
- تمثلات النهضة: 4 معوقات النهضة في العراق، ونقد مشروعها
- تمثلات النهضة: طبيعة ثقافة النهضة في العراق ومعضلة الهوية
- تمثلات النهضة 2 ثقافة النهضة والمثقفون والدولة
- تمثلات النهضة 1 المنهج والمفاهيم وحدود البحث
- أفق النهضة وأسئلة الحداثة: قراءة في كتاب ( نحو وعي ثقافي جدي ...
- عن أدب اليوميات
- رواية -فيكتوريا-: أشكال السرد وتحيّزات السارد
- عن -أمكنة تدعى نحن-
- الأستاذ محمد خضير
- الجابري في مكتبة مؤيد
- محنة اللغة واضطراب البناء في رواية ( سرير الأستاذ )


المزيد.....




- النجمات يتألقن في حفل جوائز -جوثام- السينمائية بنيويورك
- الأدب الإريتري المكتوب بالعربية.. صوت منفي لاستعادة الوطن إب ...
- شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج
- الفنان سامح حسين يوضح حقيقة انضمامه لهيئة التدريس بجامعة مصر ...
- الغناء ليس للمتعة فقط… تعرف على فوائده الصحية الفريدة
- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد رحيم - مأزق النقد