أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عيسى ابراهيم - بوعزيزي شهيداً رغماً عن أنفكم يا شيوخ الظلام














المزيد.....

بوعزيزي شهيداً رغماً عن أنفكم يا شيوخ الظلام


عيسى ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3259 - 2011 / 1 / 27 - 21:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أحد من هؤلاء الشيوخ يفهم الدوافع التي جعلت من بوعزيزي يحرق نفسه وكيف وصل به الأمر كي يجعل من جسده شمعة تضيئ درب الشعوب المقهورة.
نعم فهؤلاءالشيوخ أصبحوا مثل هؤلاء الحكام يعيشون في ترف ويعيشون على موائد السلطان ومن موائد الرحمن ويفتون بأن الإسلام حرم قتل النفس بأي طريقة، مشددين على أن حرق النفس أو الإنتحار مهما كانت الغاية منه نبيلة فهو حرام شرعا لعدم شرعية الوسيلة .
نعم فالشهيد في قواميسهم هم أولائك الذين يفجرون أنفسهم بين الأبرياء ويهدرون دماء الأطفال والنساء من الكفار ويغزون على كل من لا يؤمن بأن محمداً رسول الله ، ويجعلون من نسائهم وأطفالهم سبايا للحروب.
فبوعزيزي لم يقتل أحداً من الأبرياء ولم يغزو بأسم الإله ،غير أنه طرد اللصوص وسفاكي الدماء الذين هربوا إلى ديارالله المقدسة،فلذلك هم يرفضون بوعزيزي شهيداً وأنا أيضاً أرفض بأن يكون بوعزيزي شهيداً حسب مفاهيمهم المغلوطة..........!

نعم فبوعزيزي ليس شهيداً عند هؤلاء المدعوزين ،لأنه رفض 72 حورية ،فمن يحرق نفسه في غير سبيل الله وبدون إهدار دماء الكفار فهو ليس بشهيد ،فالله على يقولونه شهيد....!
فكل من ينتحر أو يشعل بجسده النار ويحتج على الظلم والفساد والفقر في بلاد الإسلام بهذه الطريقة فهو من الكافرين والخاسرين، وأما أمثال شيخ الرجال صدام حسين الذي قتل أبناء الشعب العراقي بالألوف لهو شهيد عندهم.... يا للمفارقة.......!
إذن ما هي الطريقة المثالية والوسائل المحللة التي حللها هذا الإله للتخلص من الظلم والفقر والعوز.....؟

إذن بينوا وسائل التحرير والخلاص من هذا الواقع المرير في خطبكم ضد هؤلاء المفسدين ...؟
أم أن وسائلكم تقتصر على الدعاء،والدعاء على الكافر الذي يكفر بنعمة الإسلام ، وتدعون بإطالة أعمار أولياء نعمتكم من الرؤساء لأجل البقاء في الحكم والتسلط على رقاب الشعوب......؟

حتى في دعائكم تكذبون....!
هل من منكم تكلم عن حالة الفقر التي تسود هذه البلاد والعباد في خطبكم......؟
هل من منكم تكلم عن ثروات الرؤساء الذين جنوها من عرق جبين الشعوب وسرقوها من أفواه أطفالهم في خطبكم ....؟
هل من منكم تكلم عن حالات الطوارئ والقمع والظلم في خطبكم...؟
هل من منكم تكلم عن الفساد والبطالة وحالة اللاعدل في القضاء في خطبكم ....؟
هل من منكم كلم عن حقوق الأقليات والأعراق في خطبكم....؟

طبعاً لا ....!
لا تستيطعون فعل ذلك ،لأنكم المستفيدون من هذا الظلم وهذا الفساد وفي النهاية تعودون وترجعون الرزق على رب العباد ،وحسب قولكم بأن الله هو الذي يرزق العباد ،بحجة أن الله لو أراد أن يرزق عبده لرزقه من حيث لا يعلم ،فلذلك لا يجوز أن يحتج الشعب في وجه اللصوص بسبب لقمة العيش والغلاء في الأسعار .....!
نعم لا تستطيعون أن تهددوا عرش السلطان ولكنكم تستطيعون أن تعكروا صفو التواصل والتعاون بين الشعوب لأجل الخلاص من الطغاة والمفسدين،وبإمكانكم أن تجعلوا من بوعزيزي غير شهيداً ولكنكم لا تستطيعون بفرض قيمكم وأحكامكم على الشعوب التواقة للحرية والذين يتمنون بأن يحرقوا أنفسهم لأجل كسب لقمة العيش لأطفالهم.....!
فكفاكم نفاقاً وتزلفاً للحكام ،وليكن بعلمكم أن من يآزر هؤلاء الطغاة فسيكون مصيره الهرب مع هذه الطغم الفاسدة.
وليكن بعلمكم لا أحد يحرق نفسه لأجل الشهرة كما ذكر أحد الظلاميين،ونعلم بأن إزهاق النفس محرم في كل الأديان وفي المجتمعات التي تؤمن بالإنسانية ،ولكن أني أراكم تبيحون للظالمين واللصوص بأن يسرقوا ويحكموا الفقراء الذين لايجدون سبيلا للفرار من سطوة الظالمين إلا بإزهاق أرواحهم.......! وإلا لماذا تحرمون الإنتحار ولا تحرمون الظلم الذي يمارسه الحكام ....! فنحن متفقين معكم بأن الإنتحار لا يجوز ولكن لماذا لا تشيرون إلى الأسباب التي دفعت هؤلاء للتخلص من حياتهم.....؟

ألا تجرؤون بقول الحق وأتهام تلك الأنظمة وجلاديهم بأنهم السبب في وراء ما يحدث ،أين كلمة الحق عند سلطان جائر....؟
أين أصواتكم ولعناتكم ونعيقكم وتحريمكم للقتل عندما يقوم أوليائكم بتعذيب أبناء بلدكم في الأقبية الأمنية وبيد الجلادين والمستفيدين .....؟
أم أن بوعزيزي الفقير أصبح مذنباً ومنتحراً وواهناً لنفسية الأمة ،بينما أوليائكم هم الفاضلين والعادلين .....؟
فبوعزيزي شهيد رغماً عن أنفكم .....وكل من يسقط برصاص أوليائكم فهو شهيد.....وأذا قام هذا الإله بمحاسبة بوعزيزي على حرقه لنفسه ،فأعتقد بأن هذا الإله ليس بإله ،بل هو شريكٌ ل بن علي والمبارك والأسد والقذافي وآل السعود وغيرهم من حكامنا الطغاة....!

فسنظل نذكرك يا بو عزيزي رمزاً للحرية ورمزاً للقضاء على الدكتاتورية والفقر والفساد ،ونعلم جيداً بأنك لست مهتماً بالحواري والجنان بقدر ما كنت مهتماً بتأمين لقمة العيش لك ولعائلتك ...فلك ولجميع الذين سقطوا والذين سيسقطوا برصاص الظالمين التحية والإجلال .... والعار والهروب لكل من يقتل شعوبهم ومن يساندونهم.



#عيسى_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رداً على مقالة الكاتبة مكارم ابراهيم -المسلم والامراض العضوي ...
- الفتن المفتعلة قادمة للمنطقة بعد ثورة تونس
- أنا أشرب الهينيغين بنخب الشعب التونسي
- تتمة الحديث مع الشيخ محمد الحلو 2
- اللعنة على النسور المستنسخة
- حديثٌ مع الشيخ الحلو
- 72 حورية
- الحرب على الأصولية المسيحية
- ما سبب اللعنة على الكلاب في الإسلام
- هل الشريعة الإسلامية تسبب الفِصام للمسلم المتدين ...؟
- المستقيمان المتوازيان لا يلتقيان إلا بإذن الله
- حياتنا الجنسية في الجنة
- الشيخ محمد الحلو يُحلل لحم الخنزير
- عقدة العار في المجتمعات المتدينة
- الاسلام و أنواع الزواج في عصر الأتمتة والعولمة
- الارهاب في سبيل الله
- سأفجر جسدي بينكم يا اهل العراق......!!!!


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عيسى ابراهيم - بوعزيزي شهيداً رغماً عن أنفكم يا شيوخ الظلام