عيسى ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3235 - 2011 / 1 / 3 - 18:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أن من يقرأ آيات القرآن وأحاديث محمد البهلوانية التي تتحدث عن الحياة الدنيا والآخرة وعن الجنان والحور،تضحك سامعيها من العقلاء ولكن الجهلاء ما أن يسمعوها حتى يتعجبون قائلين سبحانك يا رب و لا إله إلا رب الرمال.... يعني (ينط وما يحط...).
نعم فالخرافة تسيطر على عقول الكثيرين من البشر، فلذلك نرى الكثيرين من هؤلاء المخدرين يتمنون الشهادة ،لأن الشهيد له اثنتان وسبعون حورية مقصورات في الخيام كلما نكحهن عادوا أبكارا،وهم عند عند ربهم يرزقون ويأكلون ويشربون بلا حساب وبلا رقيب.
فهنا بعض الآيات والأحاديث التي تقرف عيشة السامع لها ،نعم فتأمل وتخيل مدى تأثيرها على الذي يتربى في بيئة متعصبة وهو يتلقى هذه السموم منذ صغره.
فلقد جاء في القرآن" وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) سورة آل عمران
وقال: " وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45) الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46) سورة الكهف .
لذا فقد وصف النبي الحياة بأنها سجن للمؤمن وجنة للكافر , فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِر.أخرجه أحمد 2/323(8272) و-"مسلم-" 8/210 و"التِّرمِذي" 1324
قَالَ رَجُلٌ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! صِفْ لَنَا الدُّنْيَا . قَالَ : وَمَا أَصِفُ لَكَ مِنْ دَارٍ مَنْ صَحَّ فِيهَا أَمِنْ ، وَمَنْ سَقَمَ فِيهَا نَدِمَ ، وَمَنِ افْتَقَرَ فِيهَا حَزِنَ ، وَمَنِ اسْتَغْنَى فِيهَا فُتِنَ ، حَلَالُهَا حِسَابٌ ، وَحَرَامُهَا عَذَابٌ ؟ !. ابن عبد البر : المجالسة وجواهر العلم 2/371
ودائماً يصورون بأن متع الدنيا متع ناقصة بل وزائلة ,والمؤمن لا يحزن على فوات شيء منها ،وعن علي بن أبي طالب قال لعمار: لا تحزن على الدنيا فإن الدنيا ستة أشياء: مأكول ومشروب وملبوس ومشموم ومركوب ومنكوح، فأحسن طعامها العسل وهو بزقة ذبابة، وأكثر شرابها الماء يستوي فيه جميع الحيوان، وأفضل ملبوسها الديباج وهو نسج دودة، وأفضل المشموم المسك وهو دم فأرة، وأفضل المركوب الفرس وعليها يقتل الرجال، وأما المنكوح فالنساء وهو مبال في مبال والله إن المرأة لتزين أحسنها يراد به أقبحها.تفسير القرطبي 17/255.
وكما يتم تصوير الحياة للمؤمن بأن الراحة العظمى والنعيم الأكبر هو الذي يحصل عليه المؤمن حينما يضع قدميه في الجنة ،وإذ قال : يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) سورة غافر.
وفي الجنان يطلع إليهم ربك اطلاعة على الشهداء ، فقال: هل تستزيدون شيئا فأزيدكم؟ قالوا: ربنا وما نستزيد ونحن في الجنة نسرح حيث شئنا، ثم اطلع إليهم الثانية، فقال: هل تستزيدون شيئا فأزيدكم؟ فلما رأوا أنهم لم يتركوا قالوا: تعيد أرواحنا في أجسادنا حتى نرجع إلى الدنيا، فنقتل في سبيلك مرة أخرى. ويؤتى بالشهيد من أهل الجنة، فيقول له الله عز وجل: يا ابن آدم، كيف وجدت منزلك؟ فيقول: أي رب خير منزل، فيقول: سل وتمن، فيقول: أسألك أن تردني إلى الدنيا، فأقتل في سبيلك عشر مرات، لما يرى من فضل الشهادة، وما من أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا، وأن له ما على الأرض من شيء، غير الشهيد، فإنه يتمنى أن يرجع فيُقتل عشر مرات، لما يرى من الكرامة.
وفي حديث للرسول يقول بأن للشهيد ست خصال:
"يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويجار من عذاب القبر،ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ،ويشفع في سبعين من أقاربه."
رواه الترمذي ( 1663 ) وابن ماجه 2799
يعني مع كل هذا النعيم وهذه الخصال في الجنة،ونلوم الشهيد الذي يفجر نفسه بين الأبرياء وبين المحتفلين بأعياد أبناء القردة والخنازير،فيا أيها الذين آمنوا بهذه الخرافات إلى متى ستقاتلون وتفجرون لأجل إعلاء كلمة الله عالياً ،وهل يحتاج أعلاء كلمته إلى سفك كل هذه الدماء....؟
وهل تفجير الكنائس وإهدار دماء الناس الذين يشذون عن سنة الله ورسوله كفيلة بأعلاء كلمة هذا الإله الضعيف الذي يعشعش في عقولكم.....؟ وهل هذا هو السبيل الوحيد للفوز بالجنة وأحضان الحور ،أين الإيمان وأين العبادات وأين إله الرحمة وآيات الرحمة من كل هذه الجرائم....؟
هل أصبح القتل والتفخيخ من المسلمات الأساسية في الإسلام ..؟فإذا كانت هذه هي مسلماتكم فأتركوا آيات الرحمة والعبادات وأعلنوا الجهاد على كل من ينتقدكم ويخالفكم ....!
كفاكم ....كفاكم هذا الغباء ......لقد أصبح راية الإسلام في هذه الأيام عاليةً بالقتل والتفخيخ حتى أصبح هذا هو وجه الإسلام بين الأمم .
فالمسلم المتطرف والذي يتربى على هذه الخرافات برأي لهو خطر على البشرية بكل المقاييس ، ومهما يأخذ من مزايا ووخصال ومهما تحاول ترويضه على الحضارة والمدنية ، فهو يحلم دائما بالجلباب القصير وحف الشوارب ومجرى الماء للتطهر والوضوء ومكان يجتمع به بأقرانه لإقامة الصلاة و مشاهدة كل من حوله من الإناث منقبات وتكفير كل من هو ليس بمسلم........!!! نعم هذه هي مواصفات المسلم المتطرف والذي يكفر الآخرين لمجرد وجود أي خلاف.....فأوقفوهم وحاربوهم بالتي هي الأحسن كي تنقذوا ما تبقى من آيات الرحمة شيئاً منها....!!!
فيا خير أمةٍ أخرجت للناس كفاكم مد الجسور لهؤلاء الإرهابيين الذين يقتلون أبناء وطنهم ،فإلى متى ستتسابقون إلى الشهادة من أجل الحور وأنهار الخمر،والى متى تهدرون الدماء وتقتلون الأبرياء من أجل غرائزكم البهيمية......؟ هل هذا هو الجهاد الذي تنادون به ...؟ فراجعوا مناهجكم وإلا سترسخون بالفعل أنكم خير أمةٍ أُضحِكت بها الأمم .
#عيسى_ابراهيم (هاشتاغ)