أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد علي الشبيبي - تونس إلى أين!؟














المزيد.....

تونس إلى أين!؟


محمد علي الشبيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3256 - 2011 / 1 / 24 - 01:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تحية إجلال واعتزاز كبيرين بانتفاضة الشعب التونسي الجبارة. هذه الانتفاضة التي أرعبت الأنظمة الاستبدادية العربية ورؤسائها، فتسابقوا في أبداء المشاعر الكاذبة والمنافقة، وآخرون بهذيانهم وخرفهم حاولوا الإساءة لمشاعر الشعب المنتفض لا بل هم أساؤوا لكل الشعوب العربية. فألف تحية لشعب عرف كيف ومتى ينتفض لتنظيف وطنه من بؤر الاستبداد والفساد.
حال الهروب الجبان والمخزي للرئيس بن علي تلقف أيتامه من بقايا السلطة الاستبدادية والحرس القديم قيادة شؤون الدولة، كمحاولة للالتفاف على أهداف الانتفاضة وإفراغها من مضمونها الشعبي وكسب الوقت للانقضاض على ثورة الياسمين. أن قوى الاستبداد أكسبتها الحياة تجارب ذكية في المهادنة والانحناء أمام العواصف، واختيار اللحظات الحاسمة للعودة إلى الوراء، إنه صراع من أجل البقاء والاستمرار. كما أن بقايا الاستبداد المتمثلة بالوزير الأول محمد الغنوشي ورئيس مجلس النواب فؤاد المبزع ورفاقهم من وزراء عهد الاستبداد، والمؤسسات التي كانت تحاول منح بن علي الشرعية في استبداده وتجمل صورته أمام الرأي العام الداخلي والخارجي، هي الأخرى جزء من منظومة الاستبداد ولا يمكن الركون إليها وإلى نواياها!
لقد بادر الحرس القديم بالاعتماد على المؤسسات القديمة في تسلم مقاليد السلطة، محاولين شق الصف الوطني -ونجحوا لحد ما- في أشراك بعض القوى المعارضة، وإصدار بعض القرارات التي تطالب بها الجماهير، ولكن هذا الحرس القديم بقي متمسكا بمقاليد السلطة و السيطرة على القرار. أما استجابتهم لبعض مطالب الانتفاضة ما هو إلا محاولة للتهدئة والعمل على شق الصف الوطني.
الغنوشي أعلن أنه لن يستمر بعد إنهاء الفترة الانتقالية وسيتقاعد. لا أعتقد أن الغنوشي جاد في كلامه؟ لأن رجل بمستواه الثقافي وتجربته السياسية والإدارية، وقد خدم النظام الاستبدادي وصمت عن التدهور الاقتصادي والنهب المالي إلى آخر لحظة، وان الرئيس الهارب آمن به وسلمه مقاليد السلطة لثقته المطلقة بإمكانياته الثعلبية وإلا لكلف غيره قبل فراره. لهذا أرى وآمل أن تنتبه القوى الديمقراطية للعبة الغنوشي وتفويت الفرصة عليه. لا أعتقد أن حرصه على النظام والأمن ومستقبل تونس يتطلب منه الاستمرار فقط لستة أشهر -كما يدعي-، هذا الوحي نزل عليه فجأة بعد هروب بن علي ولم ينزل عليه أيام بن علي!؟ لو كان هذا الثعلب صادقا لحاور جميع التنظيمات السياسية لإشراكها في الحكومة بعد أن يقدم استقالته واعتذاره للشعب التونسي لمشاركته بن علي في تسويق سياسته الاستبدادية!؟ أما عدم تشاور الغنوشي مع جميع أحزاب المعارضة وتبريره بعدم قانونيتها أو الاعتراف بها، فأنه تبرير تلغيه أنتفاضة الشعب التي أجبرت رئيسا "منتخبا" على ترك رئاسته هاربا، ثم كيف يريد الغنوشي ومن أقتنع بالانضمام إلى وزارته الاعتماد على قوانين استبدادية!؟ أليس الانتفاضة من مهامها إلغاء هذه القوانين الاستبدادية؟ فأيها الشعب التونسي لا تنخدع بهذا الثعلب فهو وأعوانه ينتظر الفرصة للانقضاض والاقتصاص من الانتفاضة.
بعض المعارضين من شارك في الحكومة المؤقته، يبرر اشتراكه في عدم رغبته في حدوث فراغ وليحافظوا على الأمن ....الخ! أقول لهم يا سادة تعلموا من تجارب الشعوب، لو كان فعلا أن الغنوشي صادقا في أنه يريد أن يضع البلاد في طريق جديد، لما تمسك ورفاقه -أيام الاستبداد- باستماتة بالسلطة. وأقول لقوى المعارضة التي رفضت الاشتراك في حكومة تضم عناصرا من الحرس القديم. التظاهرات وحدها لا تكفي وعليكم توحيد قواكم لتشمل أوسع قاعدة جماهيرية حول مطالب واضحة. أعقدوا مؤتمرا يضم جميع القوى الوطنية. اتفقوا على تشكيل حكومة متكاملة -حكومة ظل- تستلم السلطة حال استقالة وزارة الغنوشي. اختاروا وزراؤكم من المناضلين التكنوقراط المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة وبالروح الوطنية المناهضة للاستبداد. شكلوا لجنة للتفاوض وإجبار الحكومة الحالية لاستلام السلطة منها وذلك بالضغط الجماهيري المنظم والسلمي والمتواصل. صارحوا الشعب بمفاوضاتكم وليكن هو الحكم، وبذلك يقوى تمسكه بكم وتتعزز ثقته بكم، وتجنبون أنفسكم الإشاعات المغرضة التي تحاول تشويه مواقفكم. تجنبوا التفاوض معكم بانفراد فإنها سياسة ماكرة لتفريقكم.
وأخيرا أتمنى للشعب التونسي وقواه الوطنية النصر المؤزر ولتكن انتفاضة الشعب التونسي مثالا يقتدى به لشعوب المنطقة، ولتنهض من سباتها لتكنس قوى الاستبداد والجهل والظلام.



#محمد_علي_الشبيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2- الدرب الطويل/ 18
- 2- الدرب الطويل/ 17
- 2- الدرب الطويل/ 16
- 2- الدرب الطويل/ 15
- 2- الدرب الطويل/ 14
- 2- الدرب الطويل/ 13
- نداء إلى السيد أسامة عبد العزيز النجيفي رئيس مجلس النواب الع ...
- 2- الدرب الطويل/ 12
- أخلاق المسيحيين وأخلاق الطائفيين!؟
- 2- الدرب الطويل/ 11
- 2- الدرب الطويل/ 10
- 2- الدرب الطويل/ 9
- ليس هكذا يا مجلس الوزراء يتم القضاء على الفساد
- 2- الدرب الطويل/ 8
- 2- الدرب الطويل/ 7
- 2- الدرب الطويل/ 6
- 2- الدرب الطويل/ 5
- 2- الدرب الطويل/ 4
- 2- الدرب الطويل/ 3
- 2- الدرب الطويل/ 2


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد علي الشبيبي - تونس إلى أين!؟