أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - هل تحبني حبيبتي؟















المزيد.....

هل تحبني حبيبتي؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3254 - 2011 / 1 / 22 - 23:05
المحور: حقوق الانسان
    


قالوا عن حبيبتي بأنها قصيدتي الجميلة ومنهم من قال بأنها أجمل لوحة فنية مزروعة في ذاكرتي وقالوا بأنها كانت تعشق المغامرات والسهرات الليلية فكانت مثل بعض المخلوقات التي تنام نهارا وتصحو ليلاً وتندرَ عليها العرب وقالوا بأنها كانت تعشق أفلام الكرتون أما أنا فأقول بأنها مثل وطني أو أنها فعلا وطني الذي يتفنن كل يوم في عذابي ومنهم من كَتَبَ عنها وألف مئات النُكت المضحكة والساخرة والمؤلمة ,وقال عنها نزار قباني بأنها كانت تعشق رجلاً أسمر اللون بلون الأرض المصرية أما هي فقد قالت بأنها ستعترفُ قريبا بأنني الرجلُ الوحيد الذي فتحت له قلبها وقالوا بل أن الرجل الأسمر هو الذي عشقها حتى هام بسببها على وجهه من شدة العشق وقيل عنها بأنها كانت تعشق رجلاً أبيض بلون الدلتا وقال الغطاسون الذين رأوا الدلتا باكيا بأن الدلتا هو الذي عشقها وهذا الماء الذي به أصلا ما هو إلا من دموعه يوم فارقها وفارقته ,وبعض المهتمين بالأدب وبالفنون قالوا بأن حبيبتي هي مقالتي اليومية التي لم يكن مزاجها في أي يوم من الأيام يروق للسياسة ما عدى ميلها الضعيف نحو بعض الأفكار السياسية, وقالوا ليس لها علاقة بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد حتى أنها لم تقرأ في حياتها إلا كتابا واحدا عن فن الرقص على جثة العاشق فلم تكن تعشق لا القومية ولا الليبرالية بل كانت تعشق الرقص على قبري ولم تكن (وفديه) بل (فنّيّهْ) لا واقعية ولا (فانتازية) بل رومنسية جذابة كانت تعشق المطربين والملحنين فكانت تموتُ في عبد الحليم حافظ حين يذكرها بأن الشوق يغلبني إليها في كل يوم 100مرة وقيل بأنها تزوجت عليّ بفناني العصر الحديث ومن يدخل غرفة نومها يشاهد صورة الفنان (هِشّك بشِّك) ملصقة على باب خزانتها وقال آخرون بل كانت تعشق كوكب الشرق أم كلثوم وقيل بأنها كانت تعشق كل من يستطيع أن يحكمها أو يقهرها فمرة كانت تعشق المطربين الذين حكموها ومرةً كانت تعشق الراقصات وفي فترة من التاريخ العصيب كانت تعشق المطالبات بالمساواة وقيل بأنها ما زالت إلى اليوم تعشق المساواة ,وقالوا بأنها عشقت الفرنجة وبالذات ألمانيا النازية وقيل بل كانت تموت في هوا فرنسا ونسيم فرنسا وعليل فرنسا ورومنسية فرنسا وأنا صرت غيورا أغار عليها من أمريكيا ومن فرنسا ومنهم من شاهدها تحتضن انكلترا وفي الآونة الأخيرة اتهمها كثيرٌ من الناس بالزنا مع الطبقة البرجوازية لأنهم شاهدوها في منظر أو في مشهد خلاعي مع أمريكيا حين انبعث صوتها من واشنطون وقال المدافعون عنها بأنها لم تعشق في يومٍ من الأيام أمريكيا بل أن المشهد كان مُدبلجا دبلجه لها أعداء الحرية وقال البعض وأنا ممن يؤيد هذا الرأي بأن المشهد كان تمثيلياً وكان مدفوع الأجر,فأنا لا أصدقُ بأنها تعشق أحدا غيري.

وقال عنها آخرون بأنها كانت حيادية في العشق أي أنها كانت من نسوان عدم الانحياز أو بصريح العبارة من نسوان عدم الزواج, وقالوا عن (جميلتي) كثيرا من الكلام منه ما هو كذب ومنه ما هو صحيح وخلطوا أغلبه بالأساطير فقد احتمت ببعض الدجاج ليلةَ القبض على فاطمة فلم يشاهدها الديّكة, وقالوا بأنها لم تكن تعشق أحدا وكان الجميع يعشقونها ويذكرون اسمها على المقاهي وفي الصالونات الأدبية والسياسية وكانت لها سلطة قوية بحيث كانت دولتها تعتقل كل من يذكر اسمها في قصيدة أو في أغنية أو مزحة أو في جلسة عائلية وأنا شخصيا ما زلتُ إلى اليوم أخاف أن أكتب عن تنورتها القصيرة أو عن بنطالها الجينز وما زال الوطنيون يعانون من اسم حبيبتي,وقالوا عنها أنها كانت كثيرة الصمت وقالوا بل كانت ثرثارة تثرثر بكل العواصم العربية عن أحلام الشباب ونبوءات الشباب وكانت تعشق الصبر الذي يمشي في وريدي وكانت مُلهمة أغلب كبار الشعراء وأعمالهم الفنية شاهدة على عمق التجربة الروائية والفنية في أغلب أعمال الواقعيين الأردنيين والتجريديين وكانت جميلة ليس لأنها سمراء وليس لأنها بيضاء بل لأنني أحبها أنا جدا , فالناس تقول عن أي شيء أحبه بأنه ويتسابقون على سرقته مني ذلك أنهم يعرفون بأن لي ذوقا رفيعاً في كل شيء وكانت تفتحُ عينيها على الناس كما يفتح النهار ضوء الشمس على النيل والفرات ودجلة والعاصي ونهر الأردن, وكانت حبيبتي هي نفسها صديقتي لطيفة جدا مع زبائنها وخصوصا مع السواح الذين يأتون من أقاصي البلاد ليشاهدوا حقوق الإنسان والمساواة وكانت لطيفة مع كل الناس إلا معي أنا .....وفي الأرض التي تعيشُ فيها(مجنونتي) وفي القلوب التي تحكمها (حبيبتي) كان يطلع ورق الزيتون احتراما لها وكانت تخضرُّ الأعشابُ من أجل أن تجلس عليها وكانت تطلعُ الشمس فقط من أجلها وانكسفت الشمس في عهدها الميمون مرتين على الأقل حين مرت من تحتها وكان الجميع مغرمٌ بجمالها الأخّاذ وكان يستلطفها كل الناس ويقال بأنها كانت لا تأكل إلا من تعب أبنائها وقال البعض بل كانت تأكل أبناءها وتظلم عشاقها والدليل على ما أقوله هو أنه لم يعد في جسمي شبرا أو فترا إلا وقطعت منه قطعة كبيرة وقال عنها الغيورون بأنها كانت ناراً تأكلُ الأخضرَ واليابس وقالوا بل كانت لصة تسرق وتخون وتقود عشاقها إلى التهلكة مثل (عليا) في قصة (سيف بن ذي يزن) فكل الذين عشقوها قتلتهم الغيرة عليها وكل الذين أحبوها أودعتهم في السجون واتهمتهم بقضايا التحرش الوطني , كانت حبيبتي فعلاً قصيدتي حيث كانت نقطة الالتقاء بين الأحباء العرب الذين يحبون بعضهم حبا جنونيا وكانت صديقتي نقطة الافتراق بين الأحباء العرب الذين يطعنون بعضهم البعض في الظهر وفي الصدر من الأمامِ ومن الخلف وعلى حسب ما يزعم به بعض الخبراء كانت (نديمتي) تنتقم من أي حبيب لها وكانت هي وما زالت سبب إحساسي بالندم الكبير وكل من يعلن حبه لها تجرحه برموشها الطويلة وبعيونها وبخلفيتها الثقافية وكل الأطباء كانوا يعجزون عن صناعة الدواء لدائها فليس لدائها أي دواء إنه سلٌ قاتل أو طاعونٌ قاتل أو كوليرا أو ملاريا أو إيدز ليس لمن يصاب بحبها وبسُمّها أملٌ بالشفاء ويقال بأنها كانت تدبرُ المكائد للوطنين وكانت وما زالت كل قضاياها ضد الوطنيين كيدية واستفزازية من أجل الإطاحة بعشاقها ومن أجل مضيعة الوقت لأنها تعشق اللعب في الوقت الضائع, ويقال عنها كثيرا من الكلام الذي يصلح للنشر وللسينما فقد كانت بلا زوج وقيل بل تزوجت من قضيتها كما يفعلُ كبار المناضلين وقيل بل كانت أرمل مات عنها زوجها وهي في عز الشباب وكانت فتية وقوية ساعدت الجميع والجميع تخلوا عنها وهجرها أبناءها وكانت كثيرة التحدث عن أمجادها وكانت تصنع وجبة الإفطار بنفسها ولم يكن لها خادمة أو ممرضة تضمد جروحها وقيل عنها بأنها كانت ممثلة بارعة كذبت في أسلوب تمثيلي حقير على كل عشاقها لقد كانت ضحية لوساوسها فلقد كانت توسوسُ كثيرا في جعبتها وكانت أحيانا لئيمة وأحيانا متسامحة مع أعدائها ولكنها إلى هذا اليوم لم ترحم عشاقها وكلهم دست لهم السُم في طريق عودتهم إلى أرض الحرية, كانت وما زالت لغزا بحاجة إلى تفكيك وكانت طبخة شرقية ينقصها كثيرٌ من مِلح الطعام وكانت قطعة حلى ينقصها بعض السُكّرْ لقد كانت في سن العشرين مثل طفلة مدللة تعشق كل من يعشقها وفي سن الثلاثين أصبحت تحترفُ مهنة القتل والكراهية وكلما تقدم السن بها كلما كشفت عن سر غضتها القوية لكل العشاق الذين عشقوها وعشقوا عضتها التي نادرا ما ينجو منها أحد وكلما تقدم منها عشاقها ليقبلوها يهربون منها حين يسمعون عن قُبلتها التي امتصت بهن دماء الفنانين التشكيليين وهم يحاولون أن يرسموها على الجدران وينحتوها في وسط المدن العربية تمثالا للحرية وللمساواة هذا عدى الشعراء الذين أخذتهم لحماً ورمتهم عظما فلا يوجد لهم وظائف ولا مسكن ولا بيت ولا سياج يحميهم ولا قانون يدافع عنهم ولا حديقة يقطفون منها وردتهم أو باقتهم الجميلة ليلة عيد الحب, لذلك لا يوجد حب ولا ورد ولا أعياد في وطني ووطنها لقد عشقها السياسيون والفنانون والملحنون والراقصات, كانت مثل نجم ظهر ثم أفل النجم, وكانت حبيبتي التي عشقتها مثلها مثل أي مثقف لا بد وأن يعشق ويعاني ويغامر فنحن كمثقفين بدونها لا يمكن أن يكتمل البرستيج الخاص بنا فهي هي برستيج كل مثقف يدعي بأنه وطني أو يدعي بأنه من دعاة المساواة بين الجنسين فحتى نثبت لأنفسنا بأننا نهوى المساواة لا بد لنا وأن نمر بتجربة الحب أو الكذب معها فغالبيتنا عشقوها كذبا ونفاقا ورياء وهي حالة تقليدية للتراث وللماضي ,وهي أزمة تظهر بمواسم مختلفة, وها أنا اليوم في الساعات الأخيرة قد بانت على وجهي علامات الحب فوجهي يقول بأنني وقعتُ في هواها وأينَ ستهربين من حبي لن أدعك تقتلينني ولن أدعك تَسُميني.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرف المهنة
- عُقدة التفوق
- الخطية
- من أجل كيلو طحين
- سياسة الرفع
- الاختبار الصعب
- هل أحرق نفسي؟
- انتفاضة البسطات
- وأنا المسئول
- الكرسي المسحور
- الصورة الحقيقية
- أحلامي في اليقظة
- قصة حب بوليسية
- باب داري
- العدس لحم الفقراء
- كيف تريدون ذبحي؟
- الأموات يحكمون الأحياء
- لو أداة تمني
- الصحافة تلعب دور البوليس
- في العام الماضي


المزيد.....




- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - هل تحبني حبيبتي؟