أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جهاد علاونه - الصحافة تلعب دور البوليس














المزيد.....

الصحافة تلعب دور البوليس


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3236 - 2011 / 1 / 4 - 22:12
المحور: الصحافة والاعلام
    


الصحافة في دول العالم الثالث وبالذات في الدول العربية تلعب نفس الدور الذي تلعبه الشرطة فتجدها أداة قمع وأداة تخويف وترهيب , ومرة من ذات المرات قالت لي موظفة كبيرة في وزارة الثقافة الأردنية أنا لا أقدر أن أسمح بنشر أي مادة مخالفة للُعرف لأنني أعبر عن رأي الدولة المحافظة, وتبسمت وقلت لها وزارة الثقافة عبارة عن مسجد للصلاة فلماذا مثلا لا تضمها الدولة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية؟.

لا فرق بالنسبة لي بين المقالات المنشورة في الصحف الأردنية وبين تقارير ضباط الأمن العام, حتى أن التقارير الأمنية أحيانا تعترف بما لا تعترفُ به الصحافة ولكني أقصد هنا الأسلوب إذ أنه من الواجب أن يكون للثقافة وللصحافة دورها المهني الحقيقي في أسلوب عرض المشكلات وروح العصر بينما على العكس الصحافة الأردنية لا تُظهر روح العصر في الشارع السياسي فهي تقول ما تريده السلطة أن يكون وليس الواقع الحقيقي ولا فرق بين برنامج تلفزيوني أردني عن أزمة الثقافة وبرنامج آخر عن أسعار الخُضار والفواكه , ولا فرق بين برنامج ثقافي تلفزيوني عن التراث وبين درس الجمعة لفضيلة الشيخ (...) فدرس الجمعة والبرنامج الثقافي يكاد أن يكونان نسخة مُكربنة عن بعضهما .

مما يدهشني حقاً أن يقول لي كاتب أردني معروف ومشهور بأنه يقرأ لي ويكتبُ تعليقاً تحت اسم مستعار , وطبعاً أنا لا أسأله لماذا؟ أو لا أسألها لماذا؟ لأنني أعرف طبيعة تكوين العقلية العربية المثقفة فهي عقلية هجينة وتكاد أن تكون مرتزقة تتخذ القلم وسيلة لكسب لقمة الخبز لذلك المثقفون الأردنيون غير أحرار لأن الثقافة بالنسبة لهم مهنة يأكلون منها طعامً السلطان وزاده وكما يقول المثل (اللي بوكل من زاد السلطان يقاتل بسيفه) وأنا شخصيا لم تدخل معدتي أطعمة السلطان لذلك أنا صحيح بدنيا وعقليا وغير مصاب بالتسمم أما أولئك الكتاب والصحفيون الذين يأكلون من زاد السلطان فهم يفتقرون إلى الحرية في الوقت الذي يجب على المجتمع والناس أن يتعلموا منهم الحرية أو أن يتعلموا على الأقل وظيفة الصحافة الحقيقية ووظيفة الثقافة, فالثقافة العربية وبالذات الأردنية رخيصة جدا وغير جريئة ومنذ أكثر من خمسين عام على نمو الصحافة الأردنية لم أسمع بأن صحفيا أو كاتبا أردنيا ارتقى إلى رتبة كاتب عالمي أو أثار ولو مرة واحدة في حياته قضية دينية أو سياسية أو جنسية حتى ولا مجرد الغبار فالكاتب الأردني لا تثير كتاباته حتى الغبار من على أسطح الزجاج والكاتب الأردني يدخل على (إيميله الإلكتروني ) سرا ويخرج سرا دون أن يراه أحد ويلتقي بكبار المثقفين سرا كما يلتقي تجار المخدرات مع بعضهم في العتمة وفي مكان لا يراهم به أحد تحت تغطية ودعاية سرية أو أن يكون لقاؤهما بالصدفة ويدخل إلى المواقع الإلكترونية سرا بأسماء مستعارة ولا يدخل باسمه الحقيقي فهو جبان لأنه موظف حكومي يخاف أن ينقطع عنه بنزين السيارة أو أن يحرمه رئيس التحرير من مقالين أو ثلاثة مقالات في الأسبوع فينخفض دخله إلى النصف.

الإعلام المسموع والمقروء والمرئي, في العالم الثالث لا يؤدي دوره الثقافي المنشود وفق ما تمليه عليه طبيعة الإيديولوجيات التي تمثله ففي العالم الحر يكون الإعلام ضابطا اجتماعيا أما ومعبرا على التحولات الاجتماعية داخل الأنساق الاجتماعية أما في العالم الثالث فالإعلام ضابط بوليسي بيده البندقية وبيده القيد, وتلعب الصحافة المقروءة يوميا نفس الدور الذي تلعبه الدبابة في الحرب فالجريدة اليومية تدخل على بعض البيوت كما تدخل الدبابة عليها , ويلعب الإعلام المرئي دور الطائرة الحربية, وتواجد أي جماعة من الصحفيين في أي موقع يكون مثل تواجد الشرطة الجنائية ودور المحقق الصحفي مثل دور المحقق الجنائي أو القضائي , وكاتب القصة القصيرة مثله مثل المدعي العام ,إن كافة أجهزة الإعلام العربي تكاد أن تكون مؤسسات قمعية استبدادية وهستيرية في قمعها للمثقفين فبدل أن يكون الإعلام العربي إعلاما ثقافيا عالميا يعالج القضايا الإنسانية نجده على النقيض من كل ذلك إذ أنه يلعب دور الشرطي والعسكري, ولا فرق بين رئيس تحرير صحيفة أردنية وبين عسكري يقف على الحدود, ولا فرق بين كاتب أردني حقيقي وبين تاجر مخدرات ولا فرق بين مروج للفكر الإسلامي وبين أي مروج للحشيشة , فيكاد المثقف أن يرى نفسه تاجر مخدرات لأنه يكتب مقاله سرا وينشره سرا ويدخل على المواقع الإلكترونية ليكتب تعليقاً باسم مستعار فلا يستطيع أن يقول لرئيس تحرير معسكره بأنه يقرأ للكاتب الفلاني لذلك يتخفى بأسماء مستعارة خشية أن يراه المراقب العام ورئيس الغفر وقائد الشرطة, ولا يختلف وزير الثقافة عن قائد الدرك أو قائد الأمن العام فكلهم مجندون من أجل تشويه الجسم الثقافي فلا يوجد كتّاب مبدعون بفضل الإرهاب الذي يبثه رؤساء الأقسام في الوزارات الثقافية والإعلامية فلا يختلف أي رئيس قسم في أي دائرة ثقافية عن ضابط المخابرات بل وتكاد أن تتخيل نفسك وأنت تجلس في مكتب أي رئيس قسم بأنك جالس في دائرة المخابرات العامة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العام الماضي
- واو القسم
- ملاحقة المهنيين
- الحق على مين؟
- الإنسان البليد
- الأم هي أول مدرسة
- هلوسات
- أصوات مزعجة
- كل عام والعالم بخير
- من يمثل الفكر الإسلامي!
- الانسان مثل الساعة
- روح الفنان
- مفاهيم مقلوبه
- سقوط أمي
- اقرأ تفرح جرّب تحزن
- مواطن أمريكي
- انحلال الشعور(1)
- الفصام السخيف
- وجوه جديدة وأصناف جديدة
- التجار يحكمون المدينة


المزيد.....




- كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية
- باستخدام العصي..الشرطة الهولندية تفض اعتصام جامعة أمستردام ...
- حريق في منطقة سكنية بخاركيف إثر غارة روسية على أوكرانيا
- ألمانيا تعد بالتغلب على ظاهرة التشرد بحلول 2030.. هل هذا ممك ...
- في ألمانيا الغنية.. نحو نصف مليون مُشّرد بعضهم يفترش الشارع! ...
- -الدوما- الروسي يقبل إعادة تنصيب ميخائيل ميشوستين رئيسا للوز ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 جنود إضافيين في صفوفه
- مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي يقرر توسيع هجوم الجيش على رفح
- امنحوا الحرب فرصة في السودان
- فورين أفيرز: الرهان على تشظي المجتمع الروسي غير مُجدٍ


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جهاد علاونه - الصحافة تلعب دور البوليس