أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - كل عام والعالم بخير














المزيد.....

كل عام والعالم بخير


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3226 - 2010 / 12 / 25 - 13:46
المحور: المجتمع المدني
    


أُريد أن أشعر بوجودي معكم وأنتم تنسابون في حلقي كالماء البارد, أريد أن تشعروا بوجودي بينكم كما تشعرون بدفء الشمس حين أقول لكم كل عام وأنتم بخير, اليوم قام المسيح ليحمل عني وزر الأيام, اليوم قام المسيح ونهض مع الفراشات الجميلة وسقط علينا كسقوط المطر, اليوم قام المسيح وقامت النباتات وطارت الطيور من أعشاشها , أريدُ أن أُهنئكم بالعيد السعيد وأريد منكم أن تلقوا بالتحية على وجهي كما ألقى يوسف بقميصه على وجه أبيه ,أُريد أن يرتد البصرُ إلى عيني فإني قد فقدتُ 50% من بصري خلال عراكي الطويل مع الأوراق والكتب وأشعة الشاشات التي أتعبت بصري , أنا يا أصدقائي من بلادٍ مشت عليها العذراء مع كل العذارى , أنا من بلادٍ فيها يوحنا المعمدان خطى بخطواته الأولى , أنا يا أصدقائي نشأت طفلا وما زلتُ أُحاول أن أحتفظ بطفولتي كما تحاول العذارى أن تحافظ على عذريتها, فأنا حتى اليوم لم تفتح قلبي امرأة سريانية أو شامية أو أردنية أو لبنانية, وأرضي أدركتها محاريث البدو التي تفتحُ كل شيء بالقوة.

كل عام وأنتم بخير يوم جاء طفل بيت لحم من بيت لحم..وكل عام وأنتم بخير من بلد السريانيين فأنا أكتب لكم وأهنئكم بالعيد من البلد والأرض التي مشى عليها المسيح وأنا لا أعرف لي بيتاً أو سع من عيونكم, ولا أشعرُ بمدفئة أدفأ من أيديكم البيضاء والسمراء, فإذا طلبتُ أن أعيش في عيونكم فافتحوها على مصراعيها, وإذا طلبت الدفء فلا تتوانوا عن مد أيديكم لتضعوها في أصابع يدي, وأنا لا أعرف طعاما أزكى من طعامكم فلا تجعلوني أنتظر منكم الكلمة الجميلة دون أن أحصل عليها ولا تمنحوها لرجل لا يعرف طعم الجوع والاشتياق إلى الكلمات المشبعة بالمحبة, وأنا لا أعرف وطنا أكبر من قلوبكم فإذا وجدتموني على الأرصفة فضعوني في قلوبكم واحبسوني في قلوبكم , وإذا غبت عنكم في ليلة العيد فلا تنسوا حصتي من الكعكة التي على الطاولة وإذا غبت عنكم في ليلة العيد فلا تحرموني من نبيذكم ولا من عطوركم, إن الحياة آلمتني كثيرا وباغتني كل أعدائي من الخلف ولم أعد أرى أمامي غير وجوهكم وهي آخر ما أشاهده من صور جميلة قبل أن أنام ووجوهكم هي أول ما أشاهده في أحلامي حين أغمض عيوني على الصور الكثيرة للطفل الذي ولد في بيت لحم, لا تدعوني أموت دون أن أسكن عيونكم وقلوبكم ودون أن أتمكن من لمس أيديكم الساخنة إن البرد آلمني هذا العام وإن المحبة في وطننا لا يمكن أن نعثر عليها حتى لو استخدمنا كلاب شم الأثرْ.

وإذا الليل أخافني فخذوني بين أحضانكم أنا ما زلت طفلا أخاف العتمة والحرامي وأخاف النوم وحدي وأخافُ من الخروج ليلا من بيتي ليس لأنني أخاف الكلابَ أو الضباعَ ولكن لأنني أخاف من الإنسان المتوحش في قريتنا فالإنسان في قريتنا بربري جدا والإنسان في مدينتي متوحش جدا والإنسان في القسم الشمالي من الأردن تقتله النزعات العرقية وحتى يحصل على حياة أفضل لا بد وأن يقتلني أولا ,وأنا مع كل ذلك رجل طيب جدا أثقُ في كل الناس وأحبُ كل الناس وألاطف كل الناس وأغمز في عيوني لكل الناس حتى الأطفال أحبهم ويحبونني ولكن في قريتنا صارت الأطفال تولد بأنياب كبيرة .

وأنا طيبٌ جدا أظن بأن للضباع قلوب وللوحوش قلوب ومع كل ذلك فشلت جدا في إثبات أن للإنسان في الدولة التي أعيش فيها قلبا وروحا ويداً دافئة وعيون مثل سريري الذي أنامُ عليه, أنا يا أصدقائي أريد أن أقول لكم (كل عام وأنتم بخير) وأريدُ منكم إذا مررتم في بلاد السريانيين يوما أن تلقوا بالتحية على آخر رجل من السريانيين ينظر الناس إليه باستغراب وباستهجان كبيران.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يمثل الفكر الإسلامي!
- الانسان مثل الساعة
- روح الفنان
- مفاهيم مقلوبه
- سقوط أمي
- اقرأ تفرح جرّب تحزن
- مواطن أمريكي
- انحلال الشعور(1)
- الفصام السخيف
- وجوه جديدة وأصناف جديدة
- التجار يحكمون المدينة
- أزياء الحراميه
- أسعار تشجيعية
- المرأة العربية لاجئة سياسية
- يسافرون للعلاج!
- الطلاق بالثلاث
- في الجلجثة
- عرق الجبين
- براءة الأطفال
- الهجوم وسيلة للدفاع


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - كل عام والعالم بخير