كيف تريدون ذبحي؟

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3239 - 2011 / 1 / 7 - 21:29
المحور: حقوق الانسان
    

كيف تحبون أكل لحمي؟ مسلوقاً أم مقلياً؟ قولوا ولا تخجلوا إن كنتم تحبون سلخي بعد ذبحي فما سيضير الشاة من سلخها بعد ذبحها ! هل تحبونني مخنوقاً على طريقة القطط الكبيرة في خنق ضحاياها أم عصري على طريقة الأفاعي العاصرة؟ وكيف ستحبون أن تواروا جسدي ؟ حرقاً على الطريقة الهندية أم دفناً تحت التراب ؟ بالله عليكم قولوا كيف تحبون أن تكون نهايتي ؟ هل تحبونها شكسبيرية تراجيدية أم رومنسية؟ قولوا كيف تحبون هضمي وابتلاعي , لكل شعب من الشعوب طقوسا قبل الأكل وبعد الأكل , فهنالك من يحب شرب الشاي مع ضحيته وهنالك من يحبُ شرب الجعة والبيره وهنالك من يفضل الشاي بعد الأكل بساعةٍ أو بساعتين لكي يحافظ على فيتامين الحديد ولكل شعب من الشعوب طريقته في الأكل ولكل شعب من الشعوب طريقته في بدأ قتل ضحيته والتهامها, وبعض المخلوقات تخنق ضحيتها قبل التهامها ولا يحاسبها أللهُ على ذلك لأن الخنق لديها طريقة حياة ,ولكن الإنسان المسلم يُحرم عليه دينه أكل ضحيته خنقاً إلا قتلاً مع ذكر التسمية, ونحن كعرب مسلمين نذكر اسم الله,أولاً,على البقرة أو العجل أو الدجاجة أو على أي شيء نريد ذبحه لنأكله , والطعام الذي لا يذكر عليه اسم الله يصبح غير صالح للمعدة أو كما يقول شيوخ البلدة غير جائز أكله على المذاهب الأربعة ,وحين اذهبُ لشراء الدجاج أسمع الناس وهم يقولون للبائع عند ذبحه للدجاجة يا رجل :(اذكر اسم الله) فيتذكر البائع إن كان قد نسيّ فيقول البائع أو الذابح: باسم الله الرحمان الرحيم, و كثيرون هم الذين يأكلون لحم بعضهم البعض على عدة طرق مجازياً وغير مجازي كما جاء في القرآن (أيحبُ أحدكم أن يأكلَ لحم أخيه ميتاً فكرهتموه!..؟) ولكن أفضل الطرق لتجنب الوقوع في الحرام هي أن تأكل لحما مذبوحا ومسلوخا ومجروما ومفروما على الطريقة الإسلامية وأهل قريتي وأهلُ بلدتي وأهلُ مدينتي يفضلون الذبائح المذبوحة على الطريقة الإسلامية,وحتى يصبح أكل لحمي مجازيا حلالاً 100% فلا بد أن يثبت بأنني ارتكبت مخالفة شرعية مثل ترك الصلاة والصيام أو أنني ناديت بالفكر الغربي وإعمال العقل والاستقراء بدل الحفظ غيبا دون فهم أو إدراك بعد ذلك يصبح المجاز حقيقة واقعية وبعد أن تثبت إدانتي يعتبرني الذابح كافرا ومرتدا وبالتالي يجوز ذبحي مجازيا وأكلي وشربي وطردي من عملي وتجويعي أنا وأولادي وصيصاني, والتأكد أولاً بأن الذبيحة مذبوحة على الطريقة الإسلامية هو حق شرعي للذي يريد أن يملئ بطنه وبصراحة هذا حقهم لأنهم يخافون مثلا أن يأكلوا طعاما ليس مذبوحا على الطريقة الإسلامية وبالتالي يقعون في الإثم أو في (أكل الحرام) لذلك اعتدنا جميعاً حين نشاهد لحما أن نسأل صاحبه (هل هذا مذبوح على الطريقة الإسلامية؟.) وحتى يثبت لنا البائع بأن بيعه حلال وأكلنا حلال يرفع لنا الكرتونة المغلف بداخلها اللحم ويقول لنا وهو يبتسم : اقرءوا, فنقرأ: مذبوح على الطريقة الإسلامية, عند ذلك يبتسم لنا البائع لحسن قراءتنا ونبتسم نحن له لحسن بيعه المضمون ونقول : الحمدُ لله مذبوح على الطريقة الإسلامية.

وأعرف بأنكم تحبونني مقليا بزيت الزيتون الأصلي, وأعرفُ بأنكم تحبون نهش لحمي في ساعة الظهيرة على نار صاخبة, وأعرفُ بأنكم تحبون أكلي مع الأرز المصري ولا تحبون أكلي مع الأرز الأمريكي لكي لا يعتبر الناس أن أكلي وشربي كان سياسيا ومقصودا, وأعرفُ بأنكم تفضلون لساني على وجبة الإفطار وأعرف بأنكم تفضلون عيوني مع التوابل الهندية وتتمنوا أن تأكلوا قلبي الرقيق لأنه طريٌ جدا ومناسب لأنيابكم , ولكنكم لا تعرفون بأن لحمي مر وليس لذيذا أكله أو شربه أو شويه أو قليه وصدقوني بأن رائحة لحمي الزكية مزورة ومزيفة ووهمية وصورة غير واقعية عن بشاعة لحمي ومنظري وسحري الذي في القلوب, فلا تشتهونني مقليا ً ولا تشتهونني مشويا لم يعد لحمي كما كان في السابق لذيذا حتى وإن كان سعره رخيصا بسعر سيجارة فرط من أي دكانة تقليدية, وأعرفُ بأنكم تفضلون ذبحي على الطريقة الإسلامية ليكون أكلي بعد ذلك محللٌ لكم مائة100% وأعرفُ بأنكم تحرمون أكلي مخنوقا بكبريائي العظيم وأعرف بأنكم لا تحبون عصري على طريقة الأفاعي العاصرة ,وتحرمون أكلي وأنا منطوح كالنطيحة أو وأنا واقع منتحرا عن ظهر عمارة كبيرة ,وأعرفُ بأنكم لا تحبون أكلي على الطريقة الروسية أو على الطريقة الأمريكية وأعرف بأنكم تحبون ذبحي على الطريقة الإسلامية وذلك لكي تعترفوا أمام العالم بأن ذبحي كان حلالا وبأن مص دمي كان حلالا وبأن شدي من شعر رأسي كان حلالا وبأن ضربي تحت الحزام على المواقع الحساسة كان حلالاً وتجويعي حتى الموت كان وما زال حلالا فأكثر المأكولات التي تفضلونها هي المأكولات الإسلامية وسيأتي يوم تكتبون به على صدر (تم ذبحه وفق أحدث الطرق الإسلامية) وستكتبون على ظهري (مسلوق على الطريقة الإسلامية) وستكتبون أو ستختمون على كتفي بالختم الإسلامي (مذبوح على الطريقة الإسلامية) لذلك سيتقدم كل الناس من جسدي ليأكلوه كونهم مرتاحو الضمير وسيأكلونني وهم متأكدون بأن معدتهم لم يدخلها لحمٌ حرام أو مالٌ حرام أو أي شيء غير مذبوح على الطريقة الإسلامية, فما أشهاني وأنا مرتمي على الطريقة الإسلامية وما أعذب طعمي وأنا أدور بين أسنانكم على الطريقة الإسلامية وما أرخص جلدي حين تبيعونه للشركات التي تشتري بقايا اللحم المذبوح على الطريقة الإسلامية.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات