أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وديع السرغيني - دفاعا عن الحق في الاحتجاج














المزيد.....

دفاعا عن الحق في الاحتجاج


وديع السرغيني

الحوار المتمدن-العدد: 3254 - 2011 / 1 / 22 - 10:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


دفاعا عن الحق في الاحتجاج
وهو موضوع الندوة التي نظمها فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بطنجة يوم الجمعة الفارط بتأطير من رئيسة الجمعية "خديجة الرياضي".
وكان لا بد أن ندلي بملاحظاتنا حول سير النقاش الذي رافق الندوة بحكم العادة التي تكرست من خلال هذا الشكل من الندوات، التي إن صح القول، يمكن تسميتها بالخطب العصماء، التي لا دور ولا مهمة لها سوى الدعاية والنشر للمواثيق والعهود الدولية المقدسة التي لا يجب الكفر بها.
فبعد إلقاء الخطبة التي دامت زهاء الساعة من الزمن، اجتهد منظمو اللقاء بتحديد دقيقتين للمداخلة بشكل مسبق، وبدون علم بعدد المتدخلين، وهو تدبير فريد من نوعه يبدي عن عدم رغبة المنظمين، في التداول حول قضايا مصيرية تهم جميع قواعد الحركة الاحتجاجية وليس الجمعية وفقط.
وقد تبين ذلك بشكل جلي حين أبدى بعض أتباع وأنصار الجمعية عن تشبثهم بحصر النقاش في دقيقتين بالرغم من عدم تقدمهم لطلب التدخل والنقاش، وهو سلوك إقصائي حقير، ينم عن رؤية ترفض النقد والاختلاف من داخل جمعية تدعي الدفاع عن حرية التعبير والرأي والتفكير..الخ
لقد تزامن النقاش مع فرحة الجماهير وجميع المناضلين الديمقراطيين التقدميين، بسقوط الدكتاتور "بن علي"، وكانت الشعارات مدوية داخل القاعة نصرة للثورة التونسية الظافرة.. وبالرغم من هذا الحماس، تشبثت "المحاضرة" رئيسة الجمعية بمواقفها المُدينة للعنف الجماهيري، على خلفية مواقفها الحيادية التي سجلتها ردًا على الصراعات الاجتماعية الأخيرة التي عرفتها مجموعة من المدن وأساسا "العيون" الصحراوية.
وبالرغم من التوضيحات التي أثارتها العديد من المداخلات، والتي أكدت على طبيعة الدولة وأدوار أجهزتها المختلفة التي صُنعت أساسا للدفاع عن مصالح الحاكمين والمالكين في هذا البلد وفي جميع البلدان التي تتخللها طبقات اجتماعية متنافرة المصالح، تشبثت رئيسة الجمعية بمواقفها الرامية إلى تزوير الحقائق ونشر المغالطات والأوهام والشعوذة.. تطلعا لدولة يسودها "الحق والقانون" وتسودها "العدالة الاجتماعية" و"استقلال القضاء".. وستظل "الجمعية" في ظل هذه الأوضاع محافظة على أدوارها في محاربة "الشطط في استعمال السلطة" وفي إدانة العنف من أية جهة كانت دفاعا عن "الحق في الحياة وفي السلامة الجسدية"..الخ بالرغم من التناقضات التي يعرفها مجتمعنا الطبقي، وبالرغم من الحدة التي تعرفها صراعات دفاعا عن الحق في الشغل والسكن ومناهضة للغلاء والنهب والقمع والاستبداد.
لقد عرفت الحركات الاحتجاجية طيلة سنوات حكم النظام القائم تدخلات عنيفة من طرف أجهزته القمعية وصلت لحد إطلاق الرصاص الحي في أكثر من مناسبة، وما زالت الحركات المناهضة للغلاء، والحركات الطلابية والشبيبية، وحركات المدافعين عن الحق في الشغل والسكن والأرض.. تعاني من همجية التدخلات القمعية الرهيبة، وعليه فلا يمكن مناضل ديمقراطي شريف أن يمنع عن هذه الحركات ومناصريها، الحق في المقاومة والدفاع عن النفس، في إطار المطالبة بحقوق مشروعة لا مجال للتكالب عليها.
لقد أثبتت الصراعات في جميع البلدان، وبما فيها البقاع التي تحكمها أعرق الديمقراطيات البرجوازية بأن عهد المواثيق والعهود ولٌى بدون رجعة، أمام تفاقم الأزمة الرأسمالية، واتساع صفوف العاطلين عن العمل والمحرومين من السكن، وأمام التراجعات الواضحة عن العديد من المكاسب الاجتماعية.. بأن هذه النماذج "الديمقراطية" لا تتوانى عن استعمال القمع لمنع الاحتجاجات والإضرابات.. ولم نسمع إثر هذا وردٌا عليه، أصواتا تمنع الحق في الدفاع عن النفس وعن الحق في الاحتجاج والتظاهر والإضراب.. شاهدنا المتاريس في جميع شوارع أوربا، وشاهدنا لجن اليقظة حماية للمضربين المعتصمين، بل وشاهدنا العدة والعتاد، تأهبا للتدخلات القمعية والبوليسية في مظاهرات فاتح ماي، وفي المظاهرات المناهضة للعولمة، وفي نضالات الحركة الطلابية باليونان، إيطاليا، بريطانيا وفرنسا..الخ دون الحاجة لزعيق وتعليقات النبهاء الحقوقيين هناك.!
إنه التميز "الحقوقي المغربي"و"النضج والتعقل".. الذي لا مبرر له، في ظل هذه الظروف التي تحتاج لأخذ المبادرة، ولقيادة الاحتجاجات وتطيرها ضدًا على اكتشافات "موازين القوة" التي ستظل أبدا مختلة لمصلحة النظام، حسب ادعاءات التيارات الانتهازية المنبطحة، والتي تلكم أحدهم باسمها، دون مراعاة للدرس البطولي الذي قدمه الشعب التونسي لجميع المراهنين على تغيير الدستور ودمقرطته، والحال أن الجماهير التونسية أطاحت بأرقى الدساتير وأكثرها "ديمقراطية" و"علمانية" في العالمين العربي والإسلامي.
صراخ في الهواء وفقط، إذ كان على "الجمعية" بأن تبادر لفتح النقاش، انسجاما مع الموقع الذي وضعت نفسها فيه بكونها "المستهدفة" من دون غيرها من الإطارات والحركات، بموجة المنع والقمع لوقفاتها الاحتجاجية، حول الرد المطلوب أمام حالة المنع هذه، ليس بعبارات "نتشبث" و"سنعمل على فضح" و"سنقدم شكاوينا إلى"..الخ
لقد عرفت الحركة الاحتجاجية قمعا لا مثيل له في السنوات الأخيرة، بحيث منعت بصفة كلية الإضرابات والاعتصامات العمالية، منعت الوقفات الاحتجاجية العمالية بالساحات العمومية وبباب الولاية، ومنعت وقفات التنسيقيات المناهضة للغلاء، والمناصرة لنضالات الشعب الفلسطيني.. ومنعت كذلك احتجاجات الطلاب وقدم العديد من قادتهم للمحاكمة طيلة الثلاثة سنوات الأخيرة.. وبالتالي فما تعرفه مبادرات "الجمعية" هو جزء بسيط مما تعرفه الحركة الاحتجاجية بالمدينة وبجميع المدن والقرى ككل.
فدعوتنا لن تختلف عن دعواتنا السابقة، وهي التشبث الميداني والعملي بخط الاحتجاج، دفاعا عن حقوق الكادحين الاقتصادية والاجتماعية، ضدا على الغلاء والبطالة والخوصصة والنهب والقمع والاستبداد.. وهو ما يستوجب منا التشبث بنظرتنا الوحدوية التي لا ترى في الجمعية سوى طرفا ضمن أطراف أخرى لها حضورها ومكانتها التي لا تحتاج للدفاع عن حقوقها لصيغ الاستجداء والاستعطاف التي نسمعها في الوقفات من طرف عناصر تدعي انتماءها للصفوف "الديمقراطية الحرة".
16 يناير 2011



#وديع_السرغيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على خطى الثورة التونسية ودرب شهداءها الأبرار
- عودة لإعلان -الأماميين الثوريين-
- ملاحظات أولية حول ما جاء في بيان -الأماميين الثوريين-
- في ذكرى التأسيس لمنظمة -إلى الأمام- الماركسية اللينينية
- دعم الشعب الفلسطيني ورهان الإقصاء
- قاعديون وحدويون ، ولكن ...
- أسبوع الإحتجاج بطنجة
- لماذا يخدع تجمع اليسار الديمقراطي الجماهير عبر هيمنته على تن ...
- الانتفاضات الشعبية العمالية بالمغرب بين القراءة الموضوعية و ...
- ا-الجمعية المغربية لحقوق الإنسان- بين الشراكة و المعارضة
- تنسيقيات مناهضة الغلاء تحقق المسيرة و تمنع المنع
- دروس انتفاضة يناير
- حزب -النهج الديمقراطي- و السياسة بموقفين
- مهامنا في ظل العهد الجديد
- الانتفاضات الشعبية العمالية بالمغرب بين القراءة الموضوعية و ...
- قراءة أولية للأرضية التأسيسية لمنظمة -أ-
- عودة إلى سؤال، إلى أين يسير النهج الديمقراطي بطنجة
- حول ملابسات الصراعات الدموية بالجامعة
- جمعية المعطلين ينحروها ام تنتحر؟
- جورج حبش -شهيد- الجهل و الأمية


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وديع السرغيني - دفاعا عن الحق في الاحتجاج