أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وديع السرغيني - حزب -النهج الديمقراطي- و السياسة بموقفين















المزيد.....

حزب -النهج الديمقراطي- و السياسة بموقفين


وديع السرغيني

الحوار المتمدن-العدد: 1832 - 2007 / 2 / 20 - 13:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


عشية يوم السبت 17 فبراير أقامت إحدى الجمعيات الثقافية بطنجة "جذور للعمل الاجتماعي و الثقافي" محاضرة خاصة بموضوع "الجماعات و تدبير الشأن المحلي" انتهت بعد غياب مؤطرين، إلى تعديل للموضوع بأن أصبح "تقييم التجربة الجماعية على ضوء النصوص و الممارسة".
و الجمعية كما لا يخفى على أحد، و لا نعتبر في ذلك تشهيرا بل محاسبة، جمعية ذات ميولات يسارية قريبة بشكل كبير من حزب "النهج الديمقراطي" الذي يعتبر نفسه استمرارية لتجربة الحركة الماركسية اللينينية المغربية و بشكل خاص لمنظمة "إلى الأمام" حيث يمكن اعتبار بقايا الأماميين السابقين بمثابة نواة موجهة أو كعمود فقري لحزب "النهج".
و قبل الحضور للنشاط، استحسنا الموضوع، كيساريين ماركسيين لينينيين بحكم توصلنا بخبر مساهمة أحد قدماء المنظمة ـ د. الجعيدي ـ الشيء الذي شجعنا على الإعداد خاصة بعد تقديراتنا الأولية التي حكمت على النقاش بما سيثيره من تجاذب و صراع حول جدوى المؤسسات و النضال المؤسساتي في ظل مغرب الاستبداد الذي لا يعترف و لا ينص على الديمقراطية حتى في مستوياتها الشكلية، بل أن الدولة بعد استكمال الإجماع على قدسيتها جاهدت و اجتهدت في الهجوم على أدنى المكتسبات الديمقراطية بكل محدوديتها، كالصحافة، الرأي و التعبير.. التظاهر، الإضراب و الاحتجاج..الخ ثم إفراغ العديد، منها من احتواها خاصة في مجال التنظيم الحزبي السياسي، النقابي و الجمعوي..الخ
و أمام غياب الرأي اليساري الماركسي اللينيني المقاطع للانتخابات و المناهض لديمقراطية المؤسسات.. و الفاضح لكل التوجهات المراهنة على النضال المؤسساتي في مقابل التهميش أو التنازل عن النضال الجماهيري بكل أشكاله المنظمة و غير المنظمة كشكل أساسي و رئيسي لحماية الحد الأدنى المعيشي و كافة المكتسبات المترتبة عنه.. خاصة في ظل استمرار تشرذم اليسار الماركسي و عجزه عن بلورة الرؤيا المحصنة لمكتسباته النظرية المرجعية، لشق الطريق تحت توجيه سياسي طبقي عمالي يمكنه من المراكمة الميدانية في اتجاه الارتباط و التجذر و الإنغراس وسط الجماهير الكادحة صاحبة المشروع السياسي، الاقتصادي و المجتمعي البديل، المشروع الاشتراكي بدون منازع..
أمام استفراد الرأي اللبرالي بمنصة الخطابة، الشيء الذي لم يخيفنا في شيء، بل اعتبرناه عاديا، فإلى جانب المناضلين الشيوعيين أنصار التيار البروليتاري لاحظنا تواجد العديد من مناضلي حزب النهج الديمقراطي بمن فيهم بعض قدماء "إلى الأمام" الشيء الذي دفع بنا إلى التقدير بأن المعركة ستكون تحت معادلة رأي برأي، و بعد أن قدم "د. يحي" مداخلته في شكل درس أكاديمي منحاز للرؤية اللبرالية و المثالية التي لا تؤمن بالتغيير و لا ترى من مرجعية سوى الشكليات مما لفظته التجربة الفرنسية دون أن يتناول طبيعة المؤسسات التي انبنى عليها النظام السياسي القائم في المغرب مرجعا فشل المؤسسات و عزوف المواطنين على دعمها و على المشاركة في خلقها و تطويرها إلى "سوء الأخلاق" و النقص في التربية و انعدام الإرادة و عدم أهلية المنتخبين ـ الأمية ـ..الخ من الشكليات الفاضحة لخطابه التبريري و كأننا أمام نسخة مغربية من "نهاية التاريخ".. حيث أوقف التاريخ و بشكل تعسفي عند شكل واحد و وحيد "للديمقراطية" و كأنه قدرنا نحن الكادحون في هذا البلد و في جميع البلدان المشابهة.
و حين تقدمنا بالرأي الماركسي المعروف الذي يبشر و فقط بديمقراطية أرقى من الديمقراطيات البرجوازية، التي نعتبرها دكتاتورية الأقلية تجاه الأغلبية الكادحة و المنتجة للخيرات.. رأي الدفاع عن الخبرة العمالية و الجماهيرية في بناء الديمقراطيات البديلة استنادا على تجربتي "عامية باريس" و "مجالس موسكو و بتروغراد".. انتفض المحاضر ليعبر بصدق عن عدائه للشيوعية و الشيوعيين و لم يبق ذلك الأكاديمي العلمي "المحايد".. ليطلق العنان لتجنياته على الشيوعيين بأنهم حالمين و حاملين لتصورات عتيقة.. ناسيا و متناسيا أن رؤيته اللبرالية أقدم بكثير من الرؤية الشيوعية و أن الغلاف الديني الذي قدم و استهل به مداخلته أقدم من الشيوعية و اللبرالية بمئات السنين.
ما أدهشنا، ليس هذا بالطبع، فنحن لا نطالب المستفيدين من حسنات و امتيازات النظام الرأسمالي أن يتحولوا إلى شيوعيين ثوريين! كلا فالحالات القليلة التي عرفها تاريخ الحركة العمالية الثورية محدودة و نسبتها ضعيفة جدا.. فما أدهشنا فعلا هو غياب الرأي لدى أطر و مسيري "الجمعية"! و كذا لدى أطر و مناضلي "النهج الديمقراطي" بمن فيهم قدماء المنظمة الماركسية اللينينية "إلى الأمام"!
فإلى ماذا يعود الصمت؟ فهل هو تغيير في الموقف من الانتخابات و المؤسسات؟ هل من الطبيعي تنظيم محاضرة من طرف حزب أو جمعية موالية للحزب دون أن تتوفر على رأي في الموضوع؟
أسئلة معلقة حول موضوع و قضية ليست بالمعلقة، ففي قناعتنا لا يمكن أن تباشر السياسة كرأي أو تيار يساري معرض دون أن تقدم رأيك في المؤسسات و النضال المؤسساتي.
فالاختيار لصالح النضال المؤسساتي اختيار العديد من الأحزاب و المنظمات داخل المغرب و خارجه، اختيار لم يعط من النتائج سوى ابتلاع النظام السياسي لهذه الهيئات لحد تجريدها من هويتها اليسارية.. أبعد من هذا أن التجربة المغربية بيٌنت أن الدخول في اللعبة السياسية قد أعطى نتائج حولت طبيعة هذه الهيئات و لم تعد أحزابا بالمعنى السياسي الذي يفترض الصراع من أجل السلطة أو اقتسامها على الأقل.
فلا عجب إذن أن نصادف اشتراكيي و شيوعيي ـ الكلاسيكيين و الجدد ـ زمان قد تحولوا إلى منفذي التعليمات ـ مرة باسم صاحب الجلالة و مرة باسم صندوق النقد الدولي ـ من داخل حكومات ادعت و ما زالت تطوير التجربة الديمقراطية و الدفاع عن الحداثة و عن دولة المؤسسات..الخ
فما المطلوب إذن بالنسبة لنا كيساريين و كماركسيين لينينيين؟ المطلوب أن تقدم التوضيحات الكافية على الأسئلة التي قدمناها، و بشكل رفاقي متعال على أي شكل من أشكال التجني أو المزايدة.. التوضيحات من كافة اليساريين المدافعين عن خط المقاطعة الإيجابية الفاضحة لمخططات النظام السياسية و الاقتصادية و لكافة ارتباطاته بالدوائر الإمبريالية الخفية و المكشوفة، المطلوب، إعادة الاعتبار للموقف اللينيني من المؤسسات المرفوضة أصلا كسقف لممارسة و لنيل الديمقراطية.. و طرح و تتبع الممارسة اللينينية للنضال المؤسساتي المشروط مع البحث في ديالكتيك الموقف، المشاركة و المقاطعة الإيجابيتين، المطلوب ربط النظرية بالممارسة مع فتح الحوار بين مجموعات اليسار الماركسي اللينيني بجدية و مسؤولية، تفاديا للحربائية و للتقلبات في الرأي..الخ
فلا يمكن تطوير الخط السياسي اليساري بدون مرجعية نظرية مبدئية، كما لا يمكن للخط السياسي أن يجد مصداقيته داخل جيش الكادحين و داخل طليعته القائدة الطبقة العاملة، دون الوضوح و دون الصدق و دون التعبير الحقيقي عن مطامح الجماهير في إنشاء نظامها و في إقامة دولتها الديمقراطية على أنقاض دولة الاستبداد، دولة الرأسمال و عملاء الرأسمال الإمبريالي، الكمبرادور و الملاكين الكبار.

و. السرغيني
17/02/2007



#وديع_السرغيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهامنا في ظل العهد الجديد
- الانتفاضات الشعبية العمالية بالمغرب بين القراءة الموضوعية و ...
- قراءة أولية للأرضية التأسيسية لمنظمة -أ-
- عودة إلى سؤال، إلى أين يسير النهج الديمقراطي بطنجة
- حول ملابسات الصراعات الدموية بالجامعة
- جمعية المعطلين ينحروها ام تنتحر؟
- جورج حبش -شهيد- الجهل و الأمية
- كفاح و أساليب نضالية جديدة ...عمال حمل البضائع بميناء طنجة
- حول أحداث العنف الطلابي بمراكش و أكادير
- تخليد ذكرى يوم الأرض بطنجة غاب يسار ... و حضر يسار آخر
- رسالة إلى الرفاق الأوطميين
- عمال -ديوهرست- المطرودون ... من الاعتصام إلى الاحتجاج في الش ...
- مواصلة ديوهيرست لحربها الشرسة ضد العمل النقابي
- الملكية بالمغرب تدشن السنة الجديدة باستقطابات جديدة
- عاملات و عمال ديوهرست بطنجة في الواجهة
- مأساة عمال و عاملات شركة يازاكي بطنجة
- عمال ديوهرست بطنجة المجزرة واحدة و السيوف متعددة
- التوجه القاعدي و الإنجازات النوعية
- قراءة نقدية لخط -رابطة النضال الشيوعي بالمغرب-
- نقطة نظام توجيهية


المزيد.....




- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - وديع السرغيني - حزب -النهج الديمقراطي- و السياسة بموقفين