أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شمخي جبر - بأنتظار الدرس العراقي .. بعد الثورة التونسية الخضراء














المزيد.....

بأنتظار الدرس العراقي .. بعد الثورة التونسية الخضراء


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 01:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



الاوضاع الاقتصادية في العراق وصلت الى مستويات قصوى من التردي العراق يستورد الخضروات فيما تبين موازنة 2011 ان حصة وزارة الزراعة هي مانسبته (0،07%) .والعراق يستورد الطابوق من دول الجوار والدولة تخصص( 3.4 مليار) لوزارة الصناعة فيما يذهب الى جيوب الرئاسات الثلاث مليارات الدولارات .
يقول الباحث موسى فرج (تشغيلية مجلس الوزراء والنواب ورئاسة الجمهورية = ضعف تشغيلية قطاعات ( الصناعة + الزراعة + الاتصالات + البيئة + العلوم ) مجتمعة) ماذا نسمي ان تستفرد بالثروة فئة محدودة وتهمش الملايين التي تعيش الفاقة والفقر،مع عشرات الالاف من الخريجين الذين يعانون البطالة؟.
ويقول موسى فرج(حجم الموازنة العراقية يفوق حجوم موازنات كل من : مصر + سوريا + الأردن + لبنان ، وان عدد نفوس العراق يساوي ثلث عدد نفوس واحدة فقط من تلك الدول وهي مصر ، مع ذلك فان معدل الفقر في العراق يفوق حاصل جمع معدلات الفقر في تلك الدول) مع هذا فأن مايعانيه العراق من فساد يفوق هذه الدول بكثير.
انتفاضات البطالة والجوع ، وتحرك المهمشين في تونس والجزائر والاردن كانت انتفاضات وحراكات مجتمعية تعبر عن مطالبات بحقوق مسلوبة.
اوضاع هذه الدول أفضل بكثير من اوضاع المواطنين العراقيين المعاشية وحتى دخل الفرد لديها اعلى من دخل الفرد العراقي ومعدلات الفقر فيها اقل من العراق مع هذا انتفضت لانها لاترضى بالهوان وتطالب بالعدالة الاجتماعية ولاتريد رغيف خبز معجون بالهوان .
المسحوقون في وطننا مطالبون بأن يعرفوا سارقي قوتهم ورغيفهم ، ولاسبيل الى هذا الا بالتخلص مما يعيشونه من تضليل سياسي.
اما الذي يتغطون بالدين ويتدثرون بدثار الاسلام فأن هذا الدثار وهذا القناع لايدوم طويلا وقد بدأت تتهلل اطرافه واوصاله.
نستطيع ان نقول ان اوضاع التونسيين والجزائريين افضل بكثير من اوضاع العراقيين وفقرهم، ولكن مع هذا لم يرضوا بما هم فيه لانهم يطالبون بالعدالة والحياة الكريمة.
محمد البوعزيزي الذي اشعل النيران بجسده الطاهر لانه لم يتحمل ماتلقاه من اهانات الشرطة له تحول الى رمز للثورة ورمز للحرية والكرامة والعدالة.
البوعزيزي خريج الكلية الذي عبر عن اعتراضه على مايعانية من تهميش وتجويع ، هناك عشرات الالاف في العراق من خريجي الكليات الذين يعانون البطالة ، وتمارس ضدهم شتى اشكال صنوف الامتهان والاذلال .
الشاب العراقي حين يرى استحواذ الاحزاب واتباعها على الوظائف والمناصب الحكومية فيعاني الاهمال ويحرم من فرصته في الحياة ،يعرف كم تتعرض حقوقه للانتهاك .
رموز انتفاضة الشعب التونسي لم يكونوا سياسيين محترفين بل كانوا قادة الاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني كالاتحاد العام لطلبة تونس الذي يملك شعبية كبيرة داخل الجامعات التونسية.
الفساد والبطالة وارتفاع أسعار المواد الغذائية الذي عاناه المواطنون في تونس ، نعاني منه بشكل اكبر في ظل وعود السياسيين السراق واللصوص، وفي ظل تقاسم السلطة على اساس طائفي وحرمان الطاقات والكفاءات من لعب دورها في بناء العراق.
المسؤولية الان تقع على عاتق الناشطين المدنيين والمثقفين والاعلاميين للأستعداد للدرس العراقي وتهيئة استحقاقاته.
انتفاضة الشعب التونسي كانت مدنية قادتها ونفذتها منظمات المجتمع المدني يدعمها الاعلاميين والمثقفين.
المجتمع المدني العراقي الفتي عليه ان يغادر العمل النخبوي وورش وندوات الصالونات ، فثقافة الصالونات لم تعد مجدية امام تردي الاوضاع في العراق.
الانتقال من عمل الصالونات الى فضاء الساحات هو استحقاق اللحظة التاريخية الان.
الانتقال من النخبوية الى الشعبية هو السلاح الناجع في مواجهة التردي وتصحيح المسارات.
منظمات المجتمع المدني مدعوة لتشكيل تشبيكاتها وتحالفاتها ، اذ لايتتم المواجهة مع اللحظة الراهنة من دون تحشيد شعبي واسع.
الشعب هو صاحب المصلحة الحقيقية فلابد من الوصول اليه وتعبئته ، وانقاذه مما يمارس ضده من تضليل وتسطيح للوعي والهاء عن مصالحه الحقيقية.
اللحظة السياسية للشعب العراقي اكثر نضوجا من اي وقت مضى لممارسة الدور المجتمعي ، ولايمكن ان يتم هذا من دون قيادة مدنية تستطيع لملمت الصفوف وازالة التشضي وبناء الوحدة المجتمعية التي تستطيع ان تفرض ارادتها وتحقق اهدافها.
اذا كانت تونس بشعبها الحر عبرت عن حيويتها المجتمعية وروحها التي تتوق الى الحرية والحياة الكريمة،فلماذا يسكت شعبنا على الضيم والظلم.
لماذا يعيش ابناء شعبنا الفقر مع وجود كل هذه الثروات.
وحين ندعوا الى انتفاضة شعبية سلمية ،فأن هذه الانتفاضة لايمكن الا ان تكون لها فواتيرها القابلة للتسديد ، ولن يسدد الشعب هذه الفواتير اذا لم تكن هناك قيادة مجتمعية مخلصة تعرف ماذا تريد والى اين تقود الشعب.
الانتفاضة العراقية ، لابد ان تكون انتفاضة كرامة وعدالة وحرية.. انتفاضة تزيح برقع وقناع الفاسدين والمفسدين سراق قوت العراقي وثروات شعبه.
على منظمات المجتمع ان تهيء نفسها لهذا الدور حتى لاتكون الانتفاضة عفوية بلاقيادة فتتحول الى فوضى تأكل الاخضر واليابس، كما يجب الاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات ، وتثقيف القيادات الميدانية على الاحتجاج السلمي البعيد عن العنف ، لان العنف سلاح الضعفاء .. والعنف يسيء لكل ماهو شريف ونبيل من اهداف .
والانشطة المدنية الاحتجاجية تحتاج الى اعلامها الذي يقدم لها اسنادا مطلوبا، ومن التحالف بين الاعلام الحر والمجتمع المدني لايمكن ان ننجح بقيادة اية احتجاجات او اعتصامات او القيام بأي عصيان مدني.

كاتب واعلامي عراقي
[email protected]



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدة نجاة العراق
- مجتمع مدني .. ام ماذا؟
- سردشت عثمان ... حلاج الكلمات
- حرية التعبير عن الرأي
- انصاف الضحايا
- مواجهة الارهاب
- المثقف والانتخابات
- كرنفال بنفسج احتفل به الجميع
- يوم البنفسج
- عودة الثقافة الدينارية
- تداعيات عدم الثقة.. العزوف عن انتخابات مجالس المحافظات
- الدعاية الانتخابية والاستثمار السياسي للدين
- الإصلاح و طقوس عاشوراء
- عبد الكريم سروش: اول واضع لبذور التعددية في العالم هو الله
- أزمة بناء الدولة وتعديل الدستور
- التوافقية وانتظار القرار
- الديمقراطية التوافقية .. مخاضات التجربة العراقية
- ورش منظمات المجتمع المدني وبناء القدرات
- مشكلة كركوك و الديمقراطية التوافقية
- المصالحة الوطنية في العراق وجنوب أفريقيا...بعض من أوجه المقا ...


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شمخي جبر - بأنتظار الدرس العراقي .. بعد الثورة التونسية الخضراء